lop

حالة من التوتر ازدادت بعد خطاب وصفه محللون بالمخزي من جانب الرئيس المعزول محمد مرسي، الذي أصر فيه على تحدي إرادة الشعب في 2 يوليو، وتجاهل المهلة التي حددها المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتنفيذ مطالب الشعب، لينقضي اليوم وسط حالة من التأهب كسرها خطاب لوزير الدفاع وقتها عبد الفتاح السيسي في يوم الأربعاء 3 يوليو، يعلن فيه انتهاء المهلة المحددة، وكشف فيه عن خارطة الطريق.

وشهد يوم عزل مرسي العديد من الكواليس التي جرت خلال الإعداد للقاء القوى الوطنية الذي بدأ في صباح يوم 3 يوليو، والتي رواها بعض ممن حضروا، لتكون شاهدة على تفاصيل لحظات صعبة مرت على البلاد، كان الحسم والقوة في اتخاذ القرار السبيل الوحيد، لتجنيب البلاد مخاطر عديدة.



لقاء السيسي ومرسي
وجاء ضمن كواليس يوم العزل، اللقاء الذي جرى بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ومحمد مرسي، حسبما كشف ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة تحرير أخبار اليوم، عندما أعطى السيسي نص البيان الذي سيلقيه لمرسي، ولكنه عبر عن رفضه لما ورد فيه، وأصيب بحالة من الهياج، فأخبره السيسي بأن الجماهير خرجت لتطالب بانتخابات رئاسية مبكرة في 30 يونيو، فرد عليه «دول كلهم 120 ألفا»، وعندما عرضت الفيديوهات أمامه قال: «كلها فوتوشوب».

محاولات الإغواء
كما حاول مرسي أيضا خلال تلك اللحظات الفارقة في وجوده بمقر الرئاسة أن يعرض الرشاوى ويستخدم الكلام المعسول، خلال لقاء مع عبد الفتاح السيسي ومحمود حجازي، رئيس الأركان الحالي، وظل يحدثهما عن شرفهما العسكري، إلا أنهما أكدا بأنهما لا يريدان سوى مصلحة البلاد والشعب.



النفس الأخير للشاطر
كما حاول خيرت الشاطر أيضا في تلك الأثناء لقاء اللواء محمود حجازي، والذي كان مديرا للمخابرات الحربية في ذلك الوقت، وتوجه إلى مكتبه فوجد السيسي هناك، ففزع لأنه كان يظن أنه يمكن أن يخترق صف القيادات بالقوات المسلحة، لكنه فوجئ بوفائهم وترابطهم.

الإعداد للخطاب
كما جاء ضمن كواليس إعداد الخطاب الذي أذاعه عبد الفتاح السيسي، حسب رواية البابا تواضروس، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بأن اللقاء الذي سبق الخطاب استمر لمدة 5 ساعات وشهد حديث ديمقراطي، وتمت مراجعة الخطاب من جانب الشئون القانونية، وراجعه لغويا الإمام الأكبر أحمد الطيب، وطلب السيسي من كل الحضور تحضير كلمة لإلقائها عقب خطابه.

رفض الإخوان للحضور
كما وجهت القوات المسلحة دعوة للدكتور سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة لحضور اللقاء الوطني الذي سبق الخطاب، ولكنه رفض الحضور، حسبما أكد محمود بدر، مؤسس حركة تمرد، الذي روى أن المتحدث العسكري آنذاك العقيد أحمد محمد على، أتصل به لإبلاغه بالاجتماع ومقابلة السيسي، فتوجه على الفور إلى هناك، ثم حضر الدكتور البرادعي وشيخ الأزهر والبابا تواضروس وسكينة فؤاد وجلال مرة.

التوعد بالأعمال الإرهابية
وفي لقاء للرئيس عبدالفتاح السيسي في أكتوبر 2013، كشف عن طلب خيرت الشاطر وسعد الكتاتني لقائه في 25 يونيو، وبالفعل جرى اللقاء واستمع إليهم ولكنه تفاجأ بالتوعد بأعمال إرهابية وأعمال عنف وقتل من جانب جماعات إسلامية لا يستطيع هو ولا جماعة الإخوان السيطرة عليها، موجودة في سيناء وفي الوادي، وبعضها لا يعرفه جاءت من دول عربية، ثم أخذ الشاطر يشير بإصبعه وكأنه يطلق زناد بندقية.

وأشار السيسي إلى أن الشاطر قال إنه إذا ترك الرئيس منصبه، فستنطلق هذه الجماعات لتضرب وتقتل، وإن أحدًا لن يقدر على أن يسيطر عليها، وهذا معناه اقتتال شديد جدًا، هو كان يتحدث عن وقوع ضغط شديد عليهم، وأن هناك أناسًا أفشلوا الرئيس، وأن مواقف القوات المسلحة زادت التوتر ضدهم، وأفقدتهم السيطرة على قواعد الإخوان، وعلى كل التيارات الإسلامية الأخرى الموجودة، والتي تمتلك أسلحة جاءت من ليبيا وعبر الحدود.