صلاة نصف الليل
وتسبحة نصف الليل
وتسبحة نصف الليل
بعض الكنائس تعمل صلاة وتسبحة نصف الليل فى موعدها الطقس الطبيعى اى فجر يوم القداس يلحق بها رفع بخور باكر والقداس مباشرة ، وبعض الكنائس تعملها بعد رفع بخور عشية بقليل بحيث تنتهى فى حوالى الساعة العاشرة ثم ينصرف الشعب على ان يأتوا فى الصباح الباكر ليبدأ بصلاة باكر مباشرة. وعلى اى حال يمكنك تنظيم وقت لحضور صلاة نصف الليل وتسبيحة نصف الليل ولو كمستمع الى ان تستلم التسبيحة وتجيدها وتشترك فى ادائها.
وحضورك صلاة وتسبحة نصف الليل هو مفيد لاستكمال فائدتك الروحية ولاستكمال استعدادتك النفسية والروحية والجسدية والذهنية لحضور القداس الالهى والتناول من الاسرار المقدسة لكى لا توجد حلقة مفرغة او مقطوعة من حلقات استعدادكمما يسبب نقصاً للفائدة الروحية المرجوة من حضور القداس والتناول
1- صلاة نصف الليل
الغرض منها : السهر للتأمل فى الأقوال الالهية والاحكام السمائية وهذا يقود الانسان الى حياة التوبة والاستعداد للمجئ الثانى المخوف المملوء مجداً للسيد المسيح.
تتكون من : ثلاث خدمات لان ربنا يسوع المسيح صلى فى بستان جثيمانى ثلاث مرات متوالية ( مت 26 : 36 – 44 ) وهذه الخدمات الثلاث مرتبة ترتيباً بديعاً ومتدرجة تدرجاً رائعاً حتى تخدم الغرض المذكور سابقاً بكل دقة وكفاءة.
· ففى الخدمة الاولى :
يأتى المزمور الكبير (119) الذى هو مختص كله بكلمة الله بمرادفاتها المختلفة مثل وصايا وأحكام وأقوال وناموس وحقوق وغيرها ، ويوصى هذا المزمور فى كل قطعة من قطعه الاثنتين والعشرين على وجوب الاهتمام بحفظ وصايا الله ووضعها موضع التنفيذ فى الحياة المعاشة حتى نصلح طرقنا ونقوم سبلنا بحسب احكام الهنا فنجد فيها مثلاً بماذا يقوم الشاب طريقه ؟!
بحفظه اقوالك ... أخفيت اقوالك فى قلبى لكى لا أخطئ اليك ( القطعة الثانية ) ثم يقابلنا انجيل العشر عذارى. والغرض منه حث المؤمنين على السهر والاستعداد لاستقبال الختن الحقيقى ربنا يسوع المسيح.
وهذا السهر فى دراسة الوصية والاستعداد لمجئ الختن ليقودنا الى حياة التوبة والنقاوة والقداسة التى بدونها لن يرى احد الرب ( عب 12 : 14 ).
· وفى الخدمة الثانية :
مزامير صلاة الغروب ما عدا المزمورين الاولين منها . وتدعوا كلها الى التوبة " اما الانجيل فيحدثنا عن المرأة الخاطئة التى احبت يسوع كثيرا وجاهدت بدموع كثيرة وانسحاق تام حتى نالت غفران خطاياها "
وتقود هذه المزامير بانجيلها الى التوبة التى هى هدف كل مؤمن صادق فى توبته ، وأن تتشبه بتلك المرأة فى توبتها " ونقاوم حتى الدم مجاهدين ضد الخطية ( عب 12 : 4 ) " . لذلك تعلمنا الكنيسة فى صلاة قطع هذه الخدمة ان نطلب من الله ان نكون متشبهين بهذه القديسة التائبة فى توبتها ودموعها حتى ننال مثلها غفران خطايانا ونسمع مثلها " مغفورة لك خطاياك . أذهب بسلام ".
فبالتوبة يكون المؤمن مستعدا لملاقاة الرب يسوع فى مجيئه الثانى المخوف المملوء مجدا حتى ينال المغفرة ويبلغ الهدف وهو التمتع مع الرب فى ملكوته السماوى الذى لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل.
· وفى الخدمة الثالثة :
مزامير هذه الخدمة هى مزامير صلاة النوم بكاملها ، وفيها الكثير من مزامير التسبيح والتهليل لقرب مجئ السيد ليكافئ العبيد الامناء . وفى الانجيل يطمئنا الرب يسوع بقوله " لا تخف ايها القطيع الصغير ( المؤمنين الحقيقيين القليلين ) فإن اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت " .
ولكنه لا يعطى الملكوت الا للعبيد الامناء فى مال سيدهم والمنفذين لوصاياه الساهرين على خلاص نفوسهم ونفوس العبيد رفقائهم . اما العبيد المتهاونون الذين يهتمون بملذات هذا العالم فقط فيأكلون ويشربون ويسكرون وفجأة يأتى سيدهم فيقطعهم من خاصته وينفيهم من ملكوته ويجعل نصيبهم مع الاشرار والشياطين.
لذلك ينبه المؤمن نفسه فى قطع الخدمة الثالثة قائلاً " بما ان الديان حاضر اهتمى يا نفسى وتيقظى وتفهمى تلك الساعة المخوفة ".
تسبحة نصف الليل :
تبدأ بعد الانتهاء من صلاة نصف الليل . وانى انصحك اخى المؤمن ان تندمج فيها ولاتقف متفرجاً . أشترك بقدر قوتك وبقدر معرفتك للغة القبطية وبقدر استلامك للتسبحة والحانها . ويمكنك على الاقل ان تتابعهم بالنهر العربى الموجود فى الابصلمودية فتقرأ بفهم وتأمل ، ويمكنك ان تشترك معهم فى المردات الموجودة بكثرة فى نهاية كل ربع او كل قطعة او كل هوس . والابصاليات والتذاكيات والتى وضعت خصيصاً ليشترك بها الشعب مع الخورس . وافعل ذلك بفرح وشغف حسب قول المرنم " بشفتى الابتهال يسبحك فمى ( مز 63 : 5 ( ".
· وتتكون تسبحة نصف الليل فى الايام السنوية من:
1- قطعة " تن ثينو " وهى نفس القطعة التى تقال بعد المزمور الخمسين فى صلاة نصف الليل ولكنها فى التسبحة تقال باللغة القبطية وبارباع محدودة ومقدمة. وفيها تحثنا الكنيسة ان نقوم من نوم الكسل لنسبح رب القوات لكى يرضى عنا وينعم علينا بغفران خطايانا.
2- الهوس الاول : وهى تسبحة موسى النبى التى ترنم بها مع بنى اسرائيل بعد عبور البحر الاحمر والخلاص من عبودية فرعون القاسية ( خروج ( 15 ).
وكما خلص موسى بنى اسرائيل من عبودية فرعون هكذا خلصنا السيد المسيح من عبودية الشيطان وانقذنا من بحر العالم الكثير الاضطراب لذلك وجب علينا تن نسبحه كل حين.
3- الهوس الثانى : وهى عبارة عن المزمور (135) الذى قراره " اشكروا الرب لانه صالح والى الابد رحمته " وهذا القرار يتكرر فى نهاية كل ربع من الهوس وهذا الهوس عبارة عن تسبحة شكر تقدمها الكنيسة لله من اجل خيره وصلاحه ورحمته الكائنة للابد.
4- الهوس الثالث : وهى عبارة عن تسبحة الثلاثة فتية التى رتلوها وهم فى أتون النار وحينما ترتلها الكنيسة كانها تقود الخليقة كلها ، السمائية والارضية ، الملائكة والناس ، والكواكب والمياه والاهوية والزروع والجمادات لتسبيح الله وتمجيده.
وفى الهوس الثالث مردان : الاول "متزايد بركة ومتزايد علواً الى الاباد " يتكرر 6 مرات
الثانى " سبحوه وزيدوه علواً الى الاباد " يتكرر 34 مرة
فيكون مجموعهما 40 رة وهو عدد كامل ، رمز للتسبيح الكامل الذى تقدمه الكنيسة لالهها.
5- المجمع : وفيه تطلب الكنيسة المجاهدة شفاعة وصلوات الكنيسة المنتصرة بكل من فيها من القديسة الطاهرة مريم والدة الاله وسيدة السمائيين والارضيين ثم الملائكة بكل طغماتهم ثم الاباء والانبياء والرسل والشهداء والمعترفين وبعده تقال الذكصولوجيات وهى على نفس نمط المجمع وبنفس طريقته وهى لتمجيد القديسين وطلب صلواتهم.
6- الهوس الرابع : ويتكون من المزامير الثلاثة الاخيرة من سفر المزامير وهى المزامير 148 ، 149 ، 150 وهو يشبه الهوس الثالث الى حد ما من حيث قيادة الكنيسة للخليقة كلها فى التسبيح والتمجيد لله المستحق كل تسبيح واكرام.
7- الإبصالية : ولكل يوم من ايام الاسبوع إبصالية خاصة تخدم أسم الرب يسوع وغالباً ما يكون لها مرد ثابت فى أولها أو فى أخرها حتى يتمكن الشعب من ترديده لسهولته وتكراره . وللمناسبات الكنسية المختلفة كا الاصوام ، والاعياد السيدية واعياد القديسين ابصاليات خاصة تخدم الغرض والمناسبة.
8- الثيؤتوكية : وهم سبع ثيؤتوكيات ولكل يوم من ايام الاسبوع ثيؤتوكية خاصة به . والثيؤتوكية خاصة بتمجيد السيدة العذراء والدة الاله وتمجيد سر التجسد الالهى والميلاد المعجزى البتولى كما تحوى الرموز والنبؤات التى قيلت عن القديسة مريم وحملها وولادتها للاله المتأنس لاجل خلاصنا.
والثيؤتوكية تشتق اسمها من ثيؤتوكس اى والدة الاله باللغة اليونانية . وتنتهى باللبش الخاص بها والذى يدور حول معانيها.
9- الدفنار : وهو شبيه بالسنكسار ، يذكر مناسبة اليوم او عيد قديس اليوم مع بعض المديح والتبجيل للمناسبة الكنسية او لشهيد او قديس اليوم.
10- الختام : وبه تختم تسبحة نصف الليل الرائعة ، وهناك لحن "آدام " لأيام ( الاحد والاثنين والثلاثاء ) ، ولحن "واطس" لأيام ( الاربعاء والخميس والجمعة والسبت ) . وكلمة آدام مشتقة من كلمة ادم وهو اللفظ الاول فى تسبحة ( تذاكية ) يوم الاثنين ، وهى الحان منعشة وتتفق مع ما يعبر عنه يوم الاحد فى كنيستنا . أذ يرمز يوم الاثنين الى التجدد .
وكلمة واطس مشتقة من كلمة ( بى واطس ) وهى الكلمة الاولى فى تسبحة ( تذاكية ) يوم الخميس والحان واطس أكثر إنسكابا وخشوعاً عن الآدام وتتفق مع ما ترمز اليه ايام تلك الفترة ، فالاربعاء كان يوم التشاور على رب المجد وتم التسليم يوم الخميس ، والصلب يوم الجمعة وكان السيد المسيح فى القبر يوم السبت
11- قانون الايمان ثم أمين كيرياليصون اللهم ارحمنا بلحنها الانسحاقى الرائع
12- يقرأ الاب الكاهن تحليل نصف الليل جهرا ، ويتابع الشعب بإنصات كلمات وطلبات هذا التحليل الرائع الذى لم يترك شاردة ولا واردة الا طلب من أجلها.