منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    الامبراطور ثيئودوسيوس والاقباط

    سامى فرج
    سامى فرج
    ملاك نشيط
    ملاك نشيط


    رقم العضوية : 2541
    البلد - المدينة : لقاهرة
    عدد الرسائل : 145
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 22/06/2010

    cc الامبراطور ثيئودوسيوس والاقباط

    مُساهمة من طرف سامى فرج الخميس 5 أغسطس 2010 - 17:58

    ثيئودوسيوس والأقباط: أعاد الإمبراطور الروماني ئيئودوسيوس الكبير أمجاد المسيحية الأرثوذكسية إلى رونقها الأصلي بعد فترة من السوء، وإتحد مع رؤساء الأرثوذكسيين على إبطال عبادة الأوثان، وأصدر منشوراً عام 381م يجعل الديانة المسيحية هي الديانة الرسمية للدولة، وأمر بهدم جميع معابد الأوثان وهياكلها في سائر الأقطار الرومانية، فهدم في روما وحدها أكثر من 400 معبد، ونهى عن التفرق في الدين وسلك بمذهب الإعتدال..ورسم بمحو الديانة المصرية الوثنية والتمسك بالدين المسيحي، فأُغلقت المعابد والهياكل الوثنية بمصر، وصرح للبابا ثاؤفيلوس الأسكندري (23) بتحويل كافة البرابي ومعابد الأوثان إلى كنائس، وكان ضمن هذه المعابد هيكل سيرابيوم بالأسكندرية الذي حوله البابا إلى كنيستين - على أن البابا لم يكن يهدم إلا المعابد المهجورة، إذ كان الإمبراطور قسطنطين الكبير قد أبطل الذبائح البشرية معتبراً 24
    إياها كجنايات قتل، كما كان قد كثر عدد المسيحيين في مصر وقل عدد عبدة الأصنام فنجم عن ذلك إزدحام شديد في الكنائس أثناء إحتفالات النصارى بأعيادهم رغماً عن التجديد بالكنائس.. ومن ثم عمت المسيحية كل القطر المصرى وإحتفل النصارى بأداء طقوس دينهم المسيحي علناً..
    وقال بعض المؤرخين: "وكان للمصريين يومئذ أربعون ألف صنم للعبادة فحل محلها دين المسيح الآمر بالتوحيد، ومع ذلك فقد بقى من العاكفين على دين الوثنية كثير بصعيد مصر ولم يُمحَ هذا الدين إلا بتوالي الأيام وكرور الأعوام، وإشتهر أهل مصر من هذا التاريخ بإسم "قبطة مصر" فطائفة الأقباط من أهالي مصر الآن هم المتنصرون من ذرية الأمة المصرية القديمة وهم بقية ذلك الشعب الذي قدر وإقتدر وفاز وإشتهر".




    الديداكيه

    ديداكيه هي كلمة يونانية تعني "التعليم"، وهو نص تعليم مسيحي وقد دعيَ أيضاً "تعليم الرسل الاثنا عشر". كُتِبَ على الأرجح في ســوريا في القـرن الأول الميلادي، وقد أعاد اكتشافه عام 1883، فيلوثيوس برينّيوس (Philótheos Bryènnios)، متروبوليت نيقوميديا (Nicomedia) للروم.

    الكتاب هو عبارة عن بعض التوصيات الأخلاقية، بالإضافة إلى إرشاد حول نظام الجماعات المسيحية وبعض القوانين الليترجية.

    يحتوي الديداكيه على أقدم الصلوات الإفخارستية، على بعض القوانين المُتَّبَعة عند منح سر المعمودية، بالإضافة إلى تعاليم عن الصوم والصلاة.

    كان هذا الكتاب ينال من الاحترام ما كانت تناله كتب العهد الجديد، وقد استعمله المسيحيون في تعليم المهتدين الجدد. اليوم يُعتبر الديداكيه مصدراً ثميناً يُعرِّفنا على الحياة الدينية للمسيحيين الأوائل.

    التسبيح هو أرقى أنواع الموسيقى، لأنه بينما هو يغذي النفس بالنغمات، إذ به يرفع الروح درجات ودرجات نحو الذى جبلها، فتجعل الإنسان يعلو فوق الرغبات وينفصل رويدا رويدا عن ضجيج الأرض، ليتحد شيئا فشيئا مع الأجناد السمائية، قال أحد علماء الحملة الفرنسية في كتاب "وصف مصر - الجزء السابع": "أنه كلما إقتربنا بإتجاه العصور الحديثة، كلما بدأ هذا الفن الموسيقي تدريجيا يفقد من وقاره ومن صرامته، وكلما أصبح هشا تافها"، يقول القديس كليمندس السكندري "إن الموسيقى ينبغى لها أن تهدف إلى التحلي بالأخلاق وتهذيبها، أما الموسيقى الزائدة عن الحد فينبغي نبذها إذ أنها تمزق الإحساس وتؤثر على المشاعر بدرجات متفاوتة لدرجة أنها أحيانا ما تكون محزنة، وأحيانا بلا حياء تثير الغرائز، وأحيانا صاخبة تدفع للجنون"(كتابStorm VI p 659 ) ومن هنا تكون أهمية إختيار نوع الموسيقى التي نسمعها أو نـُسمّعها لأولادنا، يقول المرتل "طوبى للشعب الذي يعرف التسبيح يارب بنور وجهك يسلكون بإسمك طول النهار يبتهجون" (مز89: 15-16) القيمة الروحية للآلحان القبطية
    قال القديس باسيليوس "إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا، يطرد الأرواح الشريرة ويجذب خدمة الملائكة وهو سلاح فى مخاوف الليل". لذلك فالعهد القديم كله قائم على تسبيح الله، بل قيل عن عصر داود النبي أنه عين "أربعة آلاف مسبحون للرب بالآلات التي عملت للتسبيح وقسمهم داود فرقا" (1أخ23: 5)، وعلم السيد المسيح بنفسه التسبيح لتلاميذه حين سبح مع تلاميذه الأطهار، إذ أنه في العلية، وبعد أن أعطاهم جسده المقدس ودمه الذكي الكريم، يذكر القديس مرقس الإنجيلي صاحب العلية "ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون" (مر14: 26)، وكان مسيحيو الأجيال الأولى يستعملون الترانيم وكانوا "كل حين في الهيكل يسبحون ويباركون الله" (لو24: 53)، وهكذا أوصانا الرسول "مكلمين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحية مترنمين ومرتلين في قلوبكم للرب" (أف5 19 )، بينما كانت موسيقى المجمع صوتية أي تعتمد على الصوت البشري، وكانت موسيقى الهيكل آلية أي تستعمل كل الآلات الموسيقية، فلما إنفصلت الجماعة المسيحية الأولى عن المجمع والهيكل وأستقلت، أخذت طقسها اللحني أثناء الليتورجيا من المجمع اليهودي معتمدة على الصوت البشري فقط وأقتصر الناقوس والتريانتو على ضبط الإيقاع في التسبيح القبطي، وعن الألحان القبطية يقول الدكتور "ميشيل بديع": "إنه عند الإستماع الى الموسيقى القبطية، يظهر على الفور حرفية مؤلفيها، لأنهم قد وضعوها بأحاسيس إستجابة لعمل الروح القدس في حياتهم، وعند الإستماع اليها فإننا لا نستمع إلى طقوس صماء جامدة بل إلى عبادة حية متجددة، لأن الفاعل في هذه الموسيقى هو الروح القدس"، إن التسبحة والألحان في الكنيسة بجانب أنها توسلات وابتهالات تستطيع الروح المصلية بها أن تخاطب الرب بكل مشاعرها وعواطفها، إلا أن بها من العقائد الأرثوذكسية واللاهوتيات والتأملات الروحية العميقة ما يعجز اللسان عن وصفه أو تفسيره.
    أساليب التسبيح بالألحان القبطية
    تتنوع أساليب الأداء لهذه الألحان بين أسلوب التسبيح في خورسين بحري وقبلي والذي يسمى بالأنتيفونا
    Antiphonal Signing وكل واحد يرد على الآخر، وأسلوب التسبيح التجاوبي، أي بأن يجاوب الشعب أو الخورس على الكاهن أو المرتل، ويسمي بالتسبيح الريسبونسريالي Responsorial. كما يوجد أيضا التسبيح الفردي Solo. والتسبيح الجماعي. إن هذا التنوع في أساليب الأداء يساعد على وصول المضامين الروحية المختبئة بين النغمات.
    القيمة الموسيقية للألحان القبطية
    عندما قام الباحثون بدراسة الموسيقى القبطية، وجدوا أنها تخضع للقواعد الموسيقية من حيث الأوزان والضروب (الإيقاعات) والمقامات والقفلات الموسيقية والتكوين السليم المتوازن للجملة الموسيقية، ولعل السبب في ذلك يرجع إلى القديس "مارمرقس" الرسول الذي يعتبر أول من بشر في مصر، وأسس مدرسة اللاهوت بالإسكندرية التي تعلم فيها كبار الفلاسفة وتخرج منها الكثير من البطاركة، والتي كان يدرس فيها العلوم الموسيقية، والآلحان القبطية غنية بالمقامات(السلالم) الموسيقية وبها تحولات وإنتقالات بين السلالم الموسيقية تشير إلى عبقرية الذين صاغوها، كما تحتوي على تغيرات في السرعات والإيقاعات تجعلها تأخذ مرتبة الريادة بين موسيقات الشعوب، وتتميز الآلحان القبطية بأنها آلحان تعبيرية، تشرح معاني الكلمات الروحية بالتصوير النغمي، الذي قد يتزايد ويعلو وينخفض، وهو الأسلوب المميز للألحان القبطية والذي يسمي "بالإطناب النغمي" أو الميليسما
    Millisma أي تعدد النغمات على حرف لفظي واحد، كما أنها تنفرد بأسلوب إستخدام الحرف اللفظي للربط بين جملتين موسيقيتين، إن أداء الآلحان القبطية يحتاج الى فهم روحي للمعاني التي تشير اليها كل كلمة ليكون أداؤها مناسبا لمعناها، فمثلاً: لحن غولغوثا" الذى يقال في يوم جمعة الآلام، هو لحن جنائزي حزين هادىء يعبر عن أحداث دفن السيد المسيح، لذلك له سرعة بطيئة وطبقة خفيضة أما لحن "إبؤرو" الفرايحي المبهج الممتلىء بقوة الفرح، تؤكدها السرعة النشطة والطبقة الصوتية المرتفعة.
    التسبيح بالآلات الموسيقية
    ومما لا شك فيه أن التسبيح بالآلة الموسيقية له قوة روحانية يحارب بها الأرواح الرديئة، إذ يقول الكتاب "وكان عندما جاء الروح من قبل الله على شاول أن داود أخذ العود وضرب بيده فكان يرتاح شاول ويطيب ويذهب عنه الروح الردىء" (1صم16: 23)، وقد أوصى داود النبي بذلك في مزاميره، عندما قال: "سبحوه بصوت الصور سبحوه برباب وعود، سبحوه بدف… سبحوه بأوتار ومزمار…" (مز 150: 3)، وكان داود وكل بيت إسرائيل يلعبون أمام الرب بكل أنواع الآلات من خشب السرو بالعيدان وبالرباب وبالدفوف وبالجنوك وبالصنوج" (2صم 6: 5) بل كان داود حريصا أن تستيقظ آلاته الموسيقية معه لتبدأ معه التسبيح، لذا يقول لها: "استيقظي أيتها الرباب والعود، أنا أستيقظ سحرا" (مز108: 2)، أيضا العهد الجديد يعلن أن التسبيح في السماء سيكون بآلات موسيقية نورانية، إذ كتب القديس يوحنا قائلاً "ورأيت كبحر من زجاج مختلط بنار والغالبين على الوحش وصورته وعلى سمته وعدد اسمه واقفين على البحر ومعهم قيثارات الله" (رؤ15: 2).
    الآلة الموسيقية واللحن القبطي
    لا يصاحب هذه الألحان في الليتورجيا المقدسة أية آلات موسيقية، وهو أسلوب عرف في الكنيسة القبطية وانتشر في العالم باسم "أكابيلا
    Acappella "، وهو الأسلوب الذي اشتهر به الموسيقار "باليستريا" في القرن السادس عشر. وقد يصاحب الآلحان الفرايحي، آلة الناقوس "Cymbals" والمثلث "Triangle" لضبط الإيقاع، ولإعلان حالة الفرح التي تعيشها الكنيسة في هذه المناسبة، إلا أنه يمكن تقديم هذه الألحان بالآلات الموسيقية خارج الليتورجيا المقدسة، ويفسر البعض منع استخدام الآلات الموسيقية في العهد الجديد بـالأتي:
    أولاً- أن الرعايا لم تستطع أن تشترى آلات غالية الثمن، كالتي إستخدمت في العهد القديم، لأن الكنائس في العهد الجديد، كانت دائمة الإنتقال لسبب الإضطهاد، لذا لم يكن لها وقت لتطوير الموسيقى أو لتدريب الموسيقيين.
    ثانياً- يعلل أحد الباحثين عدم إستخدام الآلات الموسيقية بالكنيسة بأن الطبيعية المعمارية لكنائس العصور الأولى والتي كانت تبني تحت الأرض هربا من الإضطهاد كانت لا تسمح للألحان أن تؤدى إلا بالأصوات البشرية فقط، ومن المستبعد أن تكون الآلات الموسيقية خاصة الإيقاعية قد إستخدمها هؤلاء المضطهدون الذين يتعبدون وهم مهددون بالموت في أية لحظة.
    ثالثاً- ويفسر البعض منع إستخدام الآلات الموسيقية في الليتورجيا المقدسة لأنها كانت تشكل عنصرا أساسيا في المعابد الفرعونية، ولكي لا يوجد ربط ذهني من بعيد أو من قريب بين عبادة السيد المسيح والعبادات الأخرى، وذلك تركيزا لأنتباههم في قوة الصلاة والكلمات الإلهية.
    رابعاً- إنما الأب متى المسكين في كتابه "التسبحة اليومية، يؤكد أن الأقباط تسلموا من النساك اليهود المتنصرين طريقة التسبيح بالناي (المزمار
    Flute ) في إجتماعاتهم العامة المسماة "الأغابي"، وأنهم ظلوا يستخدمون الناي حتى سنة 190م، حينما أوقف كليمندس الإسكندري الناي وإستبدله بالناقوسCymbalon .
    تأثر اللحن القبطي بالفرعوني
    مما لا شك فيه أن اللحن القبطي "فرعوني الأصل" إذ أنه من الطبيعي جدا أن الفراعنة المتخصصين في موسيقى الآلهة بأسرارها الفرعونية، عندما دخلوا الإيمان المسيحي، لم يستطيعوا أن يتخلصوا من الموسيقى الفرعونية التي كانت قد عاشت في وجدانهم، وامتزجت بكل مظاهر حياتهم، وأختزنت في عقلهم الباطن، فصاروا يصيغوا بالروح القدس الذي ملأهم، ألحانا جديدة، ربما حوت بين طياتها بعض الخلايا الموسيقية
    Themes الفرعونية، أو بعض السلخات الموسيقية التي يسلخها اللاشعور من الجمل الموسيقية المختزنة في العقل الباطن –والتي يصدرها إلى الواعي عندما تتوافق المشاعر والأحاسيس المراد التعبير عنها، مع المخزون الموسيقى الغير المدرك - ثم تذوب هذه الخلايا الموسيقية Themes الفرعونية، مع الجمل الجديدة لينتج نسيجا موسيقيا جديدا مؤتلفا، يصبغه الروح القدس بصبغة قبطية أرثوذكسية... ولعل الرأي يتفق مع ما كتبه العلامة "الفارابي" في كتابه الشهير "الموسيقي الكبير"، عندما أكد أن الموسيقي لا تخلق من العدم، ويؤكد "ديمتريوس الفالروني" في عام 297 ق.م. وهو أحد أمناء مكتبة الإسكندرية "أن كهنة مصر كانوا يسبحون آلهتهم، من خلال السبعة حروف المتحركة التي كانوا يأخذون في الغناء بها الواحد تلو الآخر، وكان ترديدهم بهذه الحروف، ينتج أصواتا عذبة" ويتضح مما قاله "ديمتريوس الفالروني" أن الإطناب النغمي هو أسلوب في الغناء كان موجودا أيام الفراعنة، وقد أمتد إلى الكنيسة القبطية كأسلوب وليس كألحان بذاتها، الفيلسوف "فيلو" ذكر في موضع آخر، أن جماعة المسيحيين الأولين قد أخذوا ألحانا من مصر القديمة ووضعوا لها النصوص المسيحية، وأن من بين هذه الإلحان لحن "غولغوثا" الذي يرتله الفراعنة أثناء عملية التحنيط وفي مناسبة الجنازات، ولحن "بيك إثرونوس" الذي نصفه يشتمل على نغمات حزينة تردد لوفاة الفرعون، والنصف الآخر يشتمل نغمات مبهجة "فرايحي" تردد لتنصيب الفرعون الجديد، ومن المعروف أن بعضا من هذه الألحان يحمل أسماء لمدن مصرية قديمة إندثرت منذ زمن بعيد، مثل اللحن المسمى بالـ "السنجاري" وهو اسم لمدينة مصرية بشمال الدلتا يرجع زمانها إلى زمن رمسيس الثاني، وكذلك اللحن الإدريبي "كيه إيبرتو" والذي يتكرر كثيرا في أسبوع الآلام، والذي ينسب إلي بلدة "أتريب" التي تقع في شمال بنها، والتي كان يوجد بها كاتدرائية لها أثني عشر هيكلا، وهناك أسماء لبعض الآباء القديسين، ذكر التاريخ أنهم من بين الذين وضعوا وصاغوا ألحانا قبطية مثل "ديديموس الضرير" والقديس "أثناسيوس الرسولي" الذي يقال أنه هو الذي وضع اللحن الرائع "أومونوجينيس" "أيها الابن الوحيد الجنس" والذي يقال في صلاة الساعة السادسة من يوم "الجمعة العظيمة".
    تأثر اللحن القبطي والعبري بالآخر وقد تأثر كل من اللحن القبطي والعبري بالآخر، ففي سفر "الخروج" مكتوب "وهذه أسماء بنى إسرائيل الذين جاءوا إلى مصر. مع يعقوب جاء كل إنسان وبيته. رأبين وشمعون ولاوى ويهوذا. ويساكر وزبولون وبنامين. ودان ونفتالى وجاد واشير. وكانت جميع نفوس الخارجين من صلب يعقوب سبعين نفسا. ولكن يوسف كان فى مصر… وأما بنو إسرائيل فأثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا كثيرا جدا وامتلأت الأرض منهم، ومما ذكره سفر الخروج يتبين أن شعب بنى إسرائيل بأسباطه الإثنى عشر، قد عاشوا بمصر وسمعوا ألحان مصر الفرعونية لمدة أربع مئة وثلاثين سنة هى مدة إقامة شعب بنى إسرائيل بمصر حسب نص سفر الخروج (خر12: 40)، ومما لاشك فيه أنهم خلال 430 سنة، استطاع نحو ست مئة ألف رجل غير الأولاد من شعب بنى إسرائيل الذين رحلوا من "رعمسيس"، أن يحفظوا فيها الكثير من الألحان المصرية القديمة، وأن يتأثروا بها وأن تعيش فى وجدانهم. وأن يتعرفوا على مقاماتها وأبعادها، وضروبها وإيقاعاتها وموازينها وقالبها وصيغها المختلفة. وأن يرحلوا بها من أرض مصر، حامليها فى بوتقة مشاعرهم، وفى ذكرياتهم، وفى طقوس عبادتهم، وفي الاتجاه الآخر، نجد أن القديس "مرقس" الرسول الذي عاش فترة بين نغمات "داود النبى"، وهي يتردد صداها فى المجامع اليهودية، وفي العلية المقدسة على شفتي السيد المسيح، "يسوع بن داود" ويرددها خلفه الإثني عشر تلميذ، عندما سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون، لابد أيضا أن هذه الألحان بكل تفصيلها اللحنية، قد حملها القديس "مرقس" الرسول إلى مصر، وكان


    يرددها وهو يسير فى الطريق إلى مصر، ليتغلب بها على مشقة هذا الطريق الطويل الصعب، الذي تهرأ فيه حذاؤه. ولابد أيضا أنه عندما أسس "مدرسة اللاهوت" بالإسكندرية - وجعل يدرس بها الموسيقى إلى جوار العلوم اللاهوتية- أنه درس بها هذه الألحان، وأنه وضع بعضا منها فى القداس الإلهي الذي كتبه، والذي يعتبر أقدم قداسا عرفته الكنيسة القبطية.ومما سبق يتضح لنا أن اللحن القبطي واللحن العبري قد امتزجا معا وتأثر كل منهما بالآخر.

    أولاً- المعلم تكلا
    لا بد أولا أن نذكر بالعرفان جهود البابا كيرلس الرابع (18531861 م.) "أبى الإصلاح"، "بالصورة المقابلة" والذي بفضل مجهوداته وتشجيعه إستعادت الألحان القبطية صحوتها بعد فترة ركود وضعف وكان المعلم تكلا معاصراً للبابا كيرلس الرابع، وآزره البابا بكل الوسائل والإمكانيات، فبحث المعلم تكلا في كل مكان وجاب البلاد طولا وعرضا وما من لحن وجده سليماً إلا وإعتمده، حتى جمع الآلحان كلها على أحسن صورة والتى يشملها طقس الكنيسة، فصار المعلم تكلا هو معلم الكتـّاب الملحق بالكنيسة البطريركية الذي كان يتعلم فيه أولاد الأعيان، إلى أن أنشأ البابا كيرلس الرابع مدرسة الأقباط الكبرى فعين المعلم تكلا معلما للألحان بها، وبعد ذلك رسمه قسا على الكاتدرائية لبالغ اهتمامه بطقس الكنيسة.وضع المعلم تكلا وعريان بك مفتاح "أستاذ اللغة القبطية في ذلك العصر"، لأول مرة كتاب خدمة الشماس وقد طبع حوالي سنة 1860م وبموافقة البابا كيرلس الرابع أضاف المعلم تكلا إلى الآلحان القبطية بضعة آلحان يونانية قديمة، هي إثنى عشرة لحنا، لم يبق منها حتى اليوم سوى القليل منها: لحن يقال في عيد الميلاد وهو لحن "إيبارثينوس" ومقدمته بالعربية "اليوم البتول تلد الفائق الجوهر"، وإثنان يقالان في دورة عيد القيامة والخماسين المقدسة وهما لحن "تون سينا نارخون لوغون" أي "نسبح نحن المؤمنين" ولحن "توليثوس فراجيس" أي "لما ختم الحجر من اليهود".وقد دبر الله سبعة عباقرة أن يدرسوا على يد المعلم تكلا، فإستلموا منه الآلحان كلها، فكانت نهضة للحن الكنسي، ومن أشهرهم المعلم مرقس والمعلم أرمانيوس.ملحوظة: أعتذر بمرارة العلقم لعدم وجود صور لهؤلاء العباقرة الجهابزة وذلك نظراً لقدم المدة، وأتمنى شاكرا منحنياً معترفاً بالجميل إن كان لدى أحد صور لأحد هؤلاء المعلمين
    ثانياً- المعلم ميخائيل جرجس البتانوني
    ولد في 14 سبتمبر سنة 1873 م. بالقاهرة، "بالصورة المقابلة" وكان في صباه يبصر قليلا وبعد ثلاث سنين أصيب
    بالرمد فسلمه والده إلى الكنيسة ليتعلم الآلحان ولم يكن يبخل عليه بالمال في سبيل تحقيق ذلك، فتتلمذ على يد المرتلين مرقس وأرمانيوس (تلميذا المُعلم تكلا)، وما أن بلغ التاسعة عشرة من عمره حتى كان قد إستوعب الآلحان وملك زمامها، فرسمه البابا كيرلس الخامس شماسا في سنة 1886 م، ثم إرتقى إلى منصب كبير المرتلين في الكاتدرائية المرقسية في سن مبكرة، بعد أن إلتحق بالإكليريكية عام 1891 م، وفي 2 نوفمبر عام 1893 م عين مدرسا للآلحان بالإكليريكية وكان معروفا بدقته في الأداء وجمال صوته وحفاظه على أصول هذه الألحان، ولم يتوانى عن تحصيل وتثبيت الآلحان مع كبار المرتلين خاصة بعد إنتقال المرتلان مرقس وأرمانيوس، وكان دؤوب في البحث عن كل لحن جديد لم يحفظه من قبل، أسس المعلم ميخائيل مدرسة للعرفاء العميان بالزيتون عام 1901 م. وقام بإعداد كتب للآلحان القبطية على طريقة "برايل" لمساعدة المكفوفين، ومُنح لقب البكوية لمجهوداته الكبيرة في نقل القداس القبطي إلى اللغة العربية في عهد البابا كيرلس الخامس (1874 – 1928 م)، المعروف بحبه وإجادته للآلحان القبطية. أكد المعلم ميخائيل للأستاذ الدكتور راغب مفتاح أن موسيقى القداس الكيرلسي تلاشت منذ زمن بعيد ولم يبق منها إلا لحن الترحيم (أووه ناي نيم)، واللحن الذي يقال في نهاية المجمع (ليس إننا نحن أيها السيد) وهو مرد المجمع الكيرلسي، ويلحن بلحن "أيوب" أي بلحن الحزن، وبعد ذلك ألف طريقة لبعض أجزاء لهذا القداس (أما عن الطريقة التى كان يستعملها المتنيح البابا مكاريوس الثالث، فقد عثر على وثيقة بخط يده يقول فيها أنها من عندياته، وأنه يصلي بها ويرتاح اليها.

    عمل المعلم ميخائيل مع أستاذ دكتور/ راغب مفتاح مدة أربعين سنة بدأت في شتاء سنة 1928 م. مع حضور الفنان الموسيقي العالمي "نيولاند سميث"، في تسجيل العديد من تراث الآلحان القبطية، وكان إنتقاله في يوم 18 أبريل سنة 1957 م.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 28 مارس 2024 - 16:14