عبد الرحيم على " الطريق الى 25 يناير ..... هام جدا جدا 876
لا يمكن أن نبدأ حديثا عن 25 يناير وما حدث في مصر وعدد من الدول العربية بعد ذلك دون أن نتطرق إلى الحديث عن الأجندة الغربية تجاه الشرق الأوسط، والحديث هنا ليس حديثًا ثانويًا يمكن تجاهله أو تناوله بمعزل عما حدث ويحدث في المنطقة منذ سنوات، خاصة تلك التحولات والأحداث التي رسمت خرائط ما عرف بـ«الربيع العربى»، فأمريكا ودول الغرب تعلن صراحة عن رغبتها في مزيد من التفتيت للأمة العربية في ضوء اعتبارين: الأول: يتعلق بإدراكها لقدرات الجيوش العربية وقوتها، ومدى الخطر الذي يحيط بإسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973 والموقف العربى الموحد إبانها.. خاصة قوة الجيش المصرى التي ظهرت بوضوح أثناء الحرب.

والثانى: هو قيام الدول العربية بتوظيف سلاح النفط للضغط على أمريكا في موقفها تجاه إسرائيل، الأمر الذي مثل دافعًا مهمًا للسيطرة على تلك الثروات.
عبد‭ ‬الرحيم ‭‬علي

منذ تلك اللحظة عملت أمريكا على هاتين الإشكاليتين من خلال التعاطى مع الجيوش العربية، سواء بمنطق التدخل المباشر والزج بها في معارك داخلية، مثلما حدث في العراق وسوريا، أو بشكل غير مباشر مثلما حدث في مصر وتونس وليبيا، وسواء كان ذلك للقضاء على الجيوش أو للسيطرة على النفط، خاصة مع اصطحاب الغزو الأمريكى والغربى لشركات النفط والطاقة أينما حلّ، فتاريخنا الحديث هو نتاج لمشروعات استعمارية عديدة بدأت أفكارًا، وتحولت إلى اتفاقات ووثائق، تلزمنا وتحكمنا حتى الآن.

والدليل على ذلك ما حدث في 29 يناير 2003، وتحديدا قبيل أقل من شهرين من الغزو الأمريكى للعراق، حين أكد وزير الدفاع الأمريكى، مهندس الحرب على الإرهاب، دونالد رامسفيلد، أمام مكتب الميزانية في البيت الأبيض أن تكلفة الحرب في العراق تبلغ نحو 50 مليار دولار، وستتحمل دول أخرى جزءًا من نفقات هذه الحرب مرسومة الخطوات، بعد تخليص العراق من قبضة نظام صدام حسين، وامتلاك كل مفاتيح الثروات النفطية التي تقف فوقها بغداد.
عبد‭ ‬الرحيم ‭‬علي

فلدى العراق احتياطات مؤكدة تبلغ 115 بليون برميل بترول، وهو ما يبلغ خمسة أمثال الاحتياطي الموجود في الولايات المتحدة، وتبلغ قيمة النفط العراقى وفقًا لأسعار السوق 30 تريليون دولار، وللمقارنة فإن التكلفة المفترضة لغزو العراق نحو تريليون دولار، أما إطلاق مشروع إعادة إعمار العراق ضمن أكبر مشروع خصخصة تشهده البشرية وذهاب معظم الصفقات والعقود للشركات الأمريكية، فقد دفع بمنظمة الشفافية الدولية، منظمة غير حكومية ترصد الفساد في العالم، إلى إصدار تقرير جاء فيه: إن العراق مرشح لأن يصبح فضيحة الفساد الكبرى في التاريخ بفضل المشروع الذي ترأسه (وولفويتز)، وبالتالى ليس من المستبعد أبدًا أن تتحول الأفكار التي وردت في الوثائق الغربية إلى أمر واقع، ولو بعد حين مع إصرار العدوان الأمريكى على تفتيت الوطن العربى ومخاطر التقسيم التي تخدم ذات التصور الصهيونى عن المنطقة.

وعلاقة أمريكا بالشرق الأوسط، يطلق عليها البعض نظرية «عنق اليابسة»، حيث ظهر هذا المفهوم في الاهتمامات الغربية لأول مرة في عدد سبتمبر عام 1902 من مجلة «ناشيونال ريفيو» البريطانية للضابط البحرى الأمريكى «ميهن»، وكان المقال تلخيصًا لكتابه الصادر منذ عدة سنوات بعنوان «القوة البحرية والولايات المتحدة»، الذي ركز فيه على الصلة بين وضع الدول العظمى وبين السيطرة على طرق التجارة الدولية، عن طريق الأساطيل الضخمة، ويرى الضابط الأمريكى أنه للحفاظ على طرق الاتصال بين الشرق والغرب يجب على «القوة العظمى» السيطرة على عنق الأراضى التي تربط آسيا، وأفريقيا، وهى تركيا وفارس ومصر والحوض الشرقى للبحر المتوسط، وفى رأيه أن الدولة التي ستنجح في السيطرة على الشرق الأوسط: بقناته وسواحله، ومحطات الفحم (البترول فيما بعد) ستفوز بالسباق من أجل الشرق الأقصى الأبعد والأكثر ربحًا، ومن ثم فسوف تسيطر على العالم أجمع.
الحرب العالمية الأولى
الحرب العالمية الأولى

وبالنظر إلى ما حدث فعلًا في العقود التالية، فإن الولايات المتحدة هي التي ورثت بريطانيا في السيطرة على عنق اليابسة بسواحله، ومحطاته البترولية، وهكذا جاءت الجغرافيا لتدفع بأمريكا نحو أرض الإسلام والمسلمين، في حين كان التاريخ يبعدها عنهم نفسيًا وثقافيًا، وكان المشروع الصهيونى هو المرشح لمشروع الدمج التاريخى والجغرافى ضمن مفهوم إستراتيجي جديد للشرق الأوسط في السياسة الأمريكية.

كانت الحرب العالمية الأولى، هي أول حدث كبير يجذب السياسة الأمريكية إلى الشرق الأوسط من الباب الواسع، فقد تدخلت الولايات المتحدة في هذه الحرب في أطوارها الأخيرة بالسلاح والرجال، ومن ثم كان لابد أن تشارك في ترتيب أوضاع عالم ما بعد الحرب في مؤتمر فرساى، ومن خلال عصبة الأمم رغم عدم تصديق الكونجرس على الانضمام إلى عضويتها.

وعد بلفور كان نصيب الدول العربية في ترتيبات ما بعد الحرب، حيث شاركت واشنطن في تأييد إقراره في فرساى عام 1914، ووافقت على تضمينه صكا ينص على انتداب بريطانيا على فلسطين، وكان الرئيس الأمريكى، وودرو ويلسون، قد وافق سرًا ليس فقط على وعد بلفور، ولكن انتداب بريطانيا على كل من العراق وشرق الأردن، وسوريا ولبنان.
عبد‭ ‬الرحيم ‭‬علي

أما مصر فقد تلقت صدمتها الخاصة عندما أعلن ويلسون أن مبدأ حق تقرير المصير، الذي كان أيقونة مبادئه الأربعة عشرة لترتيب أوضاع عالم ما بعد الحرب، لا ينطبق عليها، ولم يكن ذلك إرضاءً للحليف البريطانى فحسب، ولكنه كان أيضًا قلة اكتراث منه بالعرب، وإدراكًا منه لحاجة بريطانيا العظمى، ومن ورائها القوى الغربية، للسيطرة على عنق اليابسة، والأهم من ذلك كله في الحقيقة، كان وفاء بنذر قطعه ويلسون على نفسه بإعادة الأرض المقدسة، كما كان يصفها، في إشارة إلى فلسطين إلى شعبها المختار من الله، ولم يكن ذلك التزاما شخصيا وفقط، ولكن أيضًا تعبيرًا عن «توق» النخبة السياسية، والثقافية، والدينية الأمريكية، وكذلك الرأى العام لإزالة «وصمة» امتلاك العرب وحكمهم لفلسطين والقدس.

إلى جانب هذين المسارين للوجود الأمريكى الوافد إلى الشرق الأوسط، شق مساران آخران مجريهما، الأول هو تصفية الاستعمار التقليدى ووراثة نفوذه، والثانى هو السيطرة التدريجية على منابع النفط المكتشف حديثًا أيضًا، لتصب جميع هذه المسارات فيما بعد في مسار أضخم وأكثر صخبًا، وهو مقاومة الانتشار الشيوعى، وهذه هي المحطة التي استضافت أول وأطول لقاء بين الإسلام السياسي والولايات المتحدة الأمريكية.
الاتحاد السوفيتى
الاتحاد السوفيتى

لكن مع بداية عقد التسعينيات من القرن العشرين، نشأ النظام العالمى الجديد أحادى القطبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية استنادًا لما تحقق لها من قدرات متفردة في جميع المجالات، خاصة القدرة العسكرية، واستنادًا أيضًا إلى تفكك المعسكر الآخر ممثلا في الاتحاد السوفيتى، وقد كانت حرب الخليج الثانية الإعلان الأول لإستراتيجية هذا النظام في التعامل مع الأزمات الدولية من خلال تحالف دولى تقوده الولايات المتحدة في مواجهة دولة «مارقة» من أجل إجبارها على مسايرة هذا النظام، ثم تطور لكى تتولى هي بقدراتها الذاتية وبمشاركة محدودة من حلفائها تنفيذ أهدافها الاستراتيجية، خاصة في مجال الحرب ضد الإرهاب التي اشتعلت مع بداية الألفية الثالثة، واستهدفت مناطق عديدة من الشرق الأوسط كأهداف مباشرة طبَّقت عليها أمريكا استراتيجيتها الجديدة في الضربات الاستباقية وباستخدام نظم تسليح وقيادة وسيطرة غير مسبوقة على مستوى العالم.

استهدف النظام العالمى الجديد منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة ودارت على أرضه وحوله العديد من الحروب والأزمات ومحاولات الاستقطاب، والتي لم تدرها أمريكا بمفردها ولكن بمشاركة كاملة، أو محدودة، من حلف شمال الأطلنطى، الذي يعد الذراع الطولى للنظام العالمى الجديد، والذي حرصت الولايات المتحدة على بقائه برغم ما حدث لحلف وارسو من تفكيك بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، بل إن هذا الحلف تطور من مجرد آلية عسكرية للدفاع عن أوروبا في مواجهة الاتحاد السوفيتى القديم لأن يصبح إدارة سياسية عسكرية لمواجهة الأزمات في العالم لصالح الغرب، وحرصت الولايات المتحدة على بقائه حتى تحبط النوايا الأوروبية الهادفة إلى تشكيل قوة عسكرية أوروبية مستقلة قد تصبح مناوئة وفى وقت ما للولايات المتحدة نفسها، وأجبرت الدول الأوروبية على استمرار ودعم الحلف باعتباره الخيار الوحيد، ومن خلال هذا الدعم حققت الولايات المتحدة أهدافها، بل واستفادت من قدرات الدول الأوروبية في تحقيق تلك الأهداف وتحمل التكاليف نيابة عنها.
عبد‭ ‬الرحيم ‭‬علي

مشــــروع برنـــارد لويــس

خلال عام 1980 والحرب العراقية الإيرانية مستعرة صدرت تصريحات من مستشار الأمن القومى الأمريكى «بريجنسكى» أكد فيها أن المعضلة التي ستعانى منها الولايات المتحدة الأمريكية منذ الآن هي كيفية تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الحرب الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران، تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود سايكس بيكو، وعقب إطلاق هذا التصريح، وبتكليف من البنتاجون، بدأ المستشرق البريطانى اليهودى «برنارد لويس» عام 1981 بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كل على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقى.. وغيرها، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحى من مضمون تصريح «بريجنسكى» مستشار الأمن القومى.

انطلق برنارد لويس في مشروعه من أن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضرهم، وإذا تُركوا سوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقود المجتمعات، لذا، فإن الحل المناسب والمتاح هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم وتطبيقاتها الاجتماعية، مستفيدين في ذلك من التجربتين البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة، وذلك لتجنب الأخطاء، وشدد برنارد لويس على ضرورة إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية على أن تكون المهمة المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، ولذلك يجب تضييق الخناق على تلك الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والعصبيات القبلية والطائفية فيها قبل أن يتم غزوها بواسطة كل من أمريكا وأوروبا وتدمير حضارتها، وأشار أيضا إلى أن الكيان الصهيونى يمثل الخطوط الأمامية الدفاعية للحضارة الغربية، وهو يقف بالمرصاد أمام الحقد الإسلامى نحو الغرب الأوروبي والأمريكى.
عبد‭ ‬الرحيم ‭‬علي

ولقد كانت الدولة الإيرانية بصورتها الحالية هي محور المشروع الغربى لتأصيل الطائفية، فضلًا عن الأحلام التوسعية القديمة، والتي وجهت سياسات الدولة الفارسية منذ نشأتها وحتى الآن، وأحقادها المتوارثة تجاه كل ما هو إسلامى سنى، فمن أراضيها انطلقت كل دعاوى الفتنة والطائفية التي مازالت تستعر حتى الآن، فاضطلعت القوى الاستعمارية الغربية إلى دعم المعارضة الإيرانية خلال حكم دولة الشاه لتمكين حكم الملالى، وذلك لاستثمار الخلاف السنى الشيعى في دفع المشروع الغربى نحو الأمام.

ويكفى لمعرفة مدى تصميم «لويس» على هدفه، انتقاده الدائم محاولات الحل السلمى للصراع العربى الصهيونى، وانتقاده الانسحاب الإسرائيلى من جنوب لبنان، واصفًا هذا الانسحاب بأنه عمل متسرِّع ولا مبرر له، فالكيان الصهيونى يمثل الخطوط الأمامية للحضارة الغربية.

وعندما دعت أمريكا عام 2007م إلى مؤتمر «أنابوليس» للسلام، كتب لويس في صحيفة (وول ستريت) يقول: «يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك مؤقت، غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيرانى، وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل".
الكونجرس الامريكي
الكونجرس الامريكي

وفى عام 1983 وافق الكونجرس الأمريكى بالإجماع في جلسة سرية على المشروع وتم تقنينه واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية في السنوات المقبلة، وتم وضع آلياته وخطط تنفيذه، واكتملت تلك التحركات في أعقاب انتهاء الحرب الباردة وتفكيك الكتلة الشرقية في مطلع التسعينيات.

لقد قسم هذا العالم إلى 19دولة، كلها تتكون من خليط من الأقليات والطوائف المختلفة، والتي تعادى كل منها الأخرى، وعليه فإن كل دولة عربية إسلامية معرضة اليوم لخطر التفتت العرقى والاجتماعى في الداخل إلى حد الحرب الداخلية كما هو الحال في بعض هذه الدول.

أوضحت ذلك وثائق «كيفونيم» التي نشرت في فبراير 1982م في الدورية التي تصدر باللغة العبرية في القدس، تحت عنوان «إستراتيجية إسرائيل خلال الثمانينيات»، كتبها «يورام بيك»، احتوت هذه الوثائق على الخطة الكاملة لتفكيك وتقسيم العالم العربى إلى دويلات صغيرة ويحمل تفاصيل المشروع الصهيو-أمريكى لتفتيت العالم الإسلامى:
عبد‭ ‬الرحيم ‭‬علي

■دول شمال أفريقيا بتفتيت (ليبيا والجزائر والمغرب) بهدف إقامة دولة البربر على امتداد دويلة النوبة بمصر والسودان، ودويلة البوليساريو، والمتبقى من دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا وتقسيم مصر إلى (4) دول (دولة النوبة، دولة مسيحية في غرب البلاد، دولة إسلامية في الوسط، دولة خاضعة للنفوذ الصهيونى، وتشمل شبه جزيرة سيناء حتى نهر النيل).

■شبه الجزيرة العربية والخليج: إلغاء دول الخليج بالكامل ومحو وجودها الدستورى، بحيث تتضمن منطقة شبة الجزيرة العربية والخليج (3) دويلات فقط، وهى دولة الإحساء الشيعية وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين وأجزاء من المملكة العربية السعودية.

■ دولة نجد السنية وتشمل جزءًا من المملكة العربية السعودية الحالية وأجزاء من اليمن.

■ دولة الحجاز السنية وتشمل جزءًا من المملكة العربية السعودية وأجزاء من اليمن.

■ العراق: تفتيت العراق على أسس عرقية ودينية ومذهبية، دولة شيعية بالجنوب حول البصرة، دولة سنية في العراق حول بغداد، دولة كردية في الشمال والشمال الشرقى حول الموصل بكردستان تقوم على أجزاء من الأراضى العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية سابقًا.

■ سوريا: تم وضع خطة لتقسيمها إلى أقاليم متميزة عرقيًا ودينيًا ومذهبيًا (دولة علوية شيعية على امتداد الشاطئ، ودولة سنية في منطقة حلب، ودولة سنية حول دمشق، ودولة الدروز في الجولان ولبنان «الأراضى الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضى اللبنانية»)، وهذا ما يتم تنفيذه على الأرض بتحطيم الجيش السورى، وإنهاكه في حرب طويلة برعاية الجماعات والحركات المتطرفة مثل «داعش» و«جبهة النصرة".

■ لبنان: واعتمد في تقسيمها إلى (8) دويلات متميزة عرقيًا ومذهبيًا ودينيًا (دويلة سنية في الشمال عاصمتها طرابلس، ودويلة مارونية في الشمال عاصمتها جونيه، ودويلة سهل البقاع العلوية عاصمتها بعلبك خاضعة للنفوذ السورى شرق لبنان، ودويلة في بيروت تحت الوصاية الدولية، وكانتون فلسطينى حول صيدا وحتى نهر الليطانى، وكانتون كتائبى في الجنوب وتشمل المسيحيين والشيعة، ودويلة درزية في الأجزاء من الأراضى اللبنانية والسورية والفلسطينية، وكانتون مسيحى تحت النفوذ الإسرائيلي).

■ الأردن: تصفية الدولة وإلغاء كيانها الدستورى ونقل سلطتها للفلسطينيين.

■ فلسطين: (هدم مقوماتها وإبادة شعبها في طريق تكوين إسرائيل الكبرى).

■ إيران وباكستان وأفغانستان، يتم تقسيمها إلى (10) كيانات عرقية ضعيفة، وهى كردستان، وأذربيجان وتركستان، عرب ستان إيران ستان وما بقى من إيران بعد التقسيم بلونستان، بخونستان، أفغانستان ما بقى منها بعد التقسيم، باكستان ما بقى منها بعد التقسيم، كشمير).

■ تركيا: انتزاع أجزاء منها وضمها إلى الدولة الكردية المزمع إقامتها بأجزاء من دولة العراق الحالية.

تدخل أمريكا في الثورات العربية كان ضمن أجندتها لتفكيك دول المنطقة بداية بالجيوش.

شارون يعرض خريطة إسرائيل

هوامش

■ معاهدة لندن 1840 عزلت مصر عن الأمة العربية، فحرمت محمد على وأسرته من أي نشاط خارجها، واتفاقية سايكس بيكو 1916 قسمت الوطن العربى، ووعد بلفور 1917 كان المقدمة التي أدت إلى اغتصاب فلسطين فيما بعد، تم تلاه صك الانتداب البريطانى على فلسطين في 29 سبتمبر 1922، ثم قرار تقسيم فلسطين في 29 نوفمبر 1947.. إلخ..

للمزيد انظر: وثيقة إستراتيجية إسرائيلية للثمانينيات.. الخطة الإسرائيلية السرية لتقسيم الدول الإسلامية - برنارد لويس، موقع راصد الشرق الأوسط.

■وثيقة إستراتيجية إسرائيلية للثمانينيات.. مرجع سابق.

■ ويشار إلى تصويت مجلس الشيوخ الأمريكى كشرط من انسحاب القوات الأمريكية من العراق في 29/9/2007 على تقسيم العراق إلى الدويلات المشار إليها بعاليه، ومن المعروف أنه تم وضع دستور بالعراق يعرف بدستور بريمر وحلفائه من العراقيين قد أقروا فكر الفيدرالية بالعراق وتشمل الدول المشار إليها
عبد الرحيم على " الطريق الى 25 يناير ..... هام جدا جدا 777

البوابة نيوز ملفات خاصة
الطريق إلى 25 يناير (الحلقة الثانية) بقلم: عبد‭ ‬الرحيم ‭‬على
7  1 Google +1
الأربعاء 07-01 - 09:40 ص
الطريق إلى 25 يناير(الحلقة الثانية) بقلم: عبد‭ ‬الرحيم ‭‬علي
ثورة 25 يناير
ثورة 25 يناير

لا يمكن أن نبدأ حديثا عن 25 يناير وما حدث في مصر وعدد من الدول العربية بعد ذلك دون أن نتطرق إلى الحديث عن الأجندة الغربية تجاه الشرق الأوسط، والحديث هنا ليس حديثًا ثانويًا يمكن تجاهله أو تناوله بمعزل عما حدث ويحدث في المنطقة منذ سنوات، خاصة تلك التحولات والأحداث التي رسمت خرائط ما عرف بـ«الربيع العربى»، فأمريكا ودول الغرب تعلن صراحة عن رغبتها في مزيد من التفتيت للأمة العربية في ضوء اعتبارين: الأول: يتعلق بإدراكها لقدرات الجيوش العربية وقوتها، ومدى الخطر الذي يحيط بإسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973 والموقف العربى الموحد إبانها.. خاصة قوة الجيش المصرى التي ظهرت بوضوح أثناء الحرب.

والثانى: هو قيام الدول العربية بتوظيف سلاح النفط للضغط على أمريكا في موقفها تجاه إسرائيل، الأمر الذي مثل دافعًا مهمًا للسيطرة على تلك الثروات.

انهيار الاتحاد السوفيتى ساعد الغرب على تنفيذ أهدافه لتفتيت العالم العربى واحتواء أقطاره

مخطَّط تقسيم خمس دول عربية إلى 15 دولة عرقية طائفية

مقال لمجلة عسكرية أمريكية: القومية العربية هي الخطر الحقيقى على الغرب والحل في تفكيكها الهدف النهائى قبول إسرائيل كمركَّب عضوى ثقافى واقتصادى وسياسي كامل الحقوق في الجغرافيا والمستقبل العربى.. بعد برنارد لويس جاء روبرت رايت ليقوم بتطوير مخطط برنارد لويس، ذلك المخطط الذي قام بنشره في صحيفة «نيويورك تايمز» تحت عنوان «كيف يمكن لخمس دول أن تصبح ١٤ دولة؟»، استند رايت في مخططه إلى قراءة الشكل الظاهرى للصراع في العراق وسوريا، حيث يُقدَّم الصراع بصفته طائفيًّا إثنيًّا له جذوره التاريخية، ويسير ضمن صيرورة تاريخية تفرض نفسها لـ«تصحيح أخطاء وقعت في الماضى»، حسبما ادَّعى سابقًا برنارد لويس، وروّج له على امتداد عشرات السنين.

فقد تم تقسيم سوريا التي تعانى حربًا أهلية مدمرة إلى ثلاث دويلات: الأولى علوية، والثانية كردستانية، والثالثة سُنية، فيما تظهر الخارطة تقسيم السعودية إلى خمس دويلات، هي السعودية الشمالية، والشرقية، والغربية، والجنوبية، فضلا عن الدولة الوهابية، أما اليمن، فقد تم تقسيمه إلى دولتين، وليبيا إلى ثلاث دويلات، وذلك بسبب النزاعات القبلية، ولم تشر الخارطة إلى لبنان والسودان وهى دول تتصدر قائمة الدول المتنازعة على أسس طائفية وعرقية ودينية وسياسية وقبلية.
المؤرخ العسكري الأميركى
المؤرخ العسكري الأميركى ألفريد ثاييت ماهان

الشـــرق الأوســـط الجديـــد

وفى هذا السياق، يخطئ مَن يظن أن فكرة مشروع النظام الشرق أوسطى حديثة، بل هي قديمة، وترجع إلى بدايات القرن العشرين، ولقد بذل الغرب، ممثَّلًا بصورة خاصة في الدول الثلاث «أمريكا وبريطانيا وفرنسا»، جهودًا حثيثة لإشاعة مصطلح الشرق الأوسط، وتوضيح حدوده، ورسم مستقبله، وكانت الجيوش العربية، والنفط وإسرائيل، مثَّلث الاهتمام بهذه المنطقة الحيوية من العالم.

يتفق معظم المؤرخين على أن مصطلح «الشرق الأوسط» ظهر أول ما ظهر في كتابات المؤرخ العسكري الأميركى ألفريد ثاييت ماهان في مقال نشره في أيلول ١٩٢٠، حيث أطلقه على المنطقة الواقعة بين الهند والجزيرة العربية، واستخدمه بعده فالنتين جيرول مراسل جريدة «التايمز» اللندنية في طهران.

بعد شيوع وانتشار استخدام مصطلح الشرق الأوسط فإن مصطلح الشرق الأدنى الأكثر شيوعًا آنذاك، الذي كان يقصد به الدولة العثمانية وممتلكاتها في آسيا بدأ يتلاشى، وخلال الحرب العالمية الأولى «١٩١٤- ١٩١٨» ازداد استخدام مصطلح الشرق الأوسط من قِبل العسكريين والاستراتيجيين البريطانيين، كما تركز هذا المصطلح في وثائق التسويات الدولية التي أعقبت تلك الحرب، خصوصا تلك التي عُقدت في سيفر وسان ريمو وباريس بين عامى ١٩١٩ و١٩٢٠ وبموجبها تم اقتسام المشرق العربى وثرواته النفطية بين بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.
«خريطة جديدة لمنطقة
«خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط»،

وبصرف النظر عن التسمية، فإن مصطلحَى الشرق الأدنى والشرق الأوسط يعكسان وجهة نظر غربية ترى أن أوربا، هي مركز العالم، وأن الأقاليم الأخرى تتجمع حوله، في مقابل إدراك الغرب منذ زمن بعيد، أن الموقع الجغرافى الذي يتمتع به العالم العربى، ووفرة إمكاناته الاقتصادية الهائلة وثرواته النفطية ووزنه الحضارى ووجود الإسلام فيه كطاقة روحية، يشكل خطرًا على مصالحه ويحد من أطماعه، لذلك بذل جهودًا كبيرة لتحجيم العالم العربى واحتواء أقطاره وإبقاء عناصر التجزئة فيه والعمل على تفتيته وجعله هدفًا مستمرًا لمخططاته ساعده على ذلك انهيار الاتحاد السوفييتى، وانتهاء الحرب الباردة وتشتيت القوى العربية واحتلال العراق، فتم تقديم مشروع الشرق الأوسط الجديد لأول مرة من قبل (التجمع من أجل السلام) وهى هيئة غير حكومية تشكلت في القدس سنة ١٩٦٨، بهدف تشجيع المبادرات الرامية لإزالة أسباب الصراع العربى الإسرائيلى وتضم الهيئة كتابًا ومفكرين ومثقفين وصحفيين، ويقول بيريز إنه طرح المشروع سنة ١٩٨٥ وسماه مشروع «مارشال الشرق الأوسط».

ويعد مؤتمر مدريد الذي عقد سنة ١٩٩١ بمثابة عملية انطلاق لترسيم «خريطة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط»، حيث طرحت فكرة السوق الشرق أوسطية بمبادرة إسرائيلية وأمريكية مع الجماعة الأوربية والبنك الدولى، ويعد شيمون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق من أشهر الداعين لهذه الفكرة، فقد ركز عليها في خطابه الذي ألقاه في المؤتمر السنوى لحزبه «حزب العمل» في سبتمبر ١٩٩١ وتحدث عن التكامل بين ثلاثة عناصر متوفرة في الشرق الأوسط وهى: وفرة موارد المياه التركية، وسعة السوق الاستهلاكية المصرية ومقدرة التكنولوجيا الإسرائيلية، وخلص إلى أن اتحاد هذه العوامل الثلاثة مموَّلة بفوائض نفط الخليج العربى، تستطيع أن تحقق لإسرائيل ما تريد، ويجعلها جزءًا من المشروع الاقتصادى الشرق أوسطى الجديد، فيتعزز عندئذ أمنها ويتحقق رخاؤها، ثم عاد فوسَّع الفكرة من خلال كتابه «الشرق الأوسط الجديد».
مجلة القوات المسلحة
مجلة القوات المسلحة الامريكية بها خريطة للدويلات الجديدة التي سوف تظهر في العالم العربى، وأنه يجب على الغرب أن يدُرك بأن العراق وسوريا ولبنان وباقى الدول العربية مخلوقات اصطناعية

وتقوم أعمدة المشروع على استغلال الاهتراء السياسي والاقتصادى والاجتماعى في البلاد العربية لإحداث أكبر قدر من الفوضى الدينية والمذهبية والعرقية بهدف تسهيل وشرعنة إعادة تشكيل المنطقة العربية بجغرافيات وهويات جديدة، وتستهدف فكرة المشروع ثلاثة اهتمامات رئيسية:

- الوصول النهائى إلى قبول إسرائيل كمركب عضوى ثقافى واقتصادى وسياسي كامل الحقوق في الجغرافيا والمستقبل العربى.

- إضعاف الكيانات العربية الكبيرة نسبيًّا وتجزئتها بحيث تحتاج كل واحدة منها على حدة إلى الحماية الأمريكية والإسرائيلية.

- استغلال الحقائق المروعة في تقارير التنمية العربية عن وضع المرأة وحقوق الأقليات وغياب حريات الرأى والعبادة وضعف مخرجات التنمية لإحداث الفوضى قبل إعادة التركيب.

فالشرق الأوسط إذن، وحسب تعبير مارتن آندك مستشار الأمن القومى الأسبق، أحد منظِّرى السياسة الأمريكية هو «في حالة توازن دقيق بين مستقبلين بديلين الأول يتمثل في سيطرة المتطرفين المرتدين عباءة الإسلام أو القومية على المنطقة، والثانى مستقبل تحقق فيه إسرائيل وجيرانها العرب مصالحة تاريخية تمهد للتعايش السلمى والتنمية الاقتصادية من أجل تأمين التدفق الحر لنفط الشرق الأوسط».

.. وإذا كانت فكرة النظام الشرق أوسطى الجديد وفق مفهوم «آندك» تعنى إعادة هيكلة هذه المنطقة على بِنًى جديدة أو مفهوم بيريز الذي يقصد به إقامة «نظام التفاعلات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية يرتكز على اعتبارات التقارب الجغرافى والتعاون المشترك على مختلف الأصعدة «فإنها تهدف في الوقت نفسه إلى مواجهة مشروع العرب الحضارى المستقل، وإضعاف المرتكزات السياسية والاجتماعية والثقافية للنظام العربى، وذلك من خلال إلغاء المقاطعة لإسرائيل وتدعيم قدراتها السياسية والعسكرية وفتح الأبواب أمام نموذج الغرب الرأسمالى بأفكاره وقيمه وإعادة ترتيب التوازنات الإقليمية في المنطقة وبما يضمن دمج إسرائيل فيها وإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى وإقامة علاقات «عربية - إسرائيلية» في إطار مشروعات شرق أوسطية مشتركة.

.. ففى مقال لمجلة القوات المسلحة الأمريكية، تم الحديث بوضوح وتفصيل كبير عن خطط التقسيم، بل إنها ألحقت بمقالها خريطة للدويلات الجديدة التي سوف تظهر في العالم العربى، التي أشارت إلى أنه يجب على الغرب أن يدُرك بأن العراق وسوريا ولبنان وباقى الدول العربية مخلوقات اصطناعية، وأن القومية العربية هي الخطر الحقيقى على الغرب، والحل يكمنُ في إقامة دويلات جديدة طائفية وعشائرية.
شيمون بيريز الرئيس
شيمون بيريز الرئيس الاسرائيلى السابق

وأضافت المجلة: إن إسرائيل لا يمكنها العيش مع جيرانها ولهذا جاء الفصل بينها وبين جيرانها العرب، وهو ما يتوافق مع المشاريع الصهيونية، ف شيمون بيريز حددّ في كتابه «الشرق الأوسط الجديد» خريطة الشرق الأوسط بأنها تمتد من حدود مصر الغربية حتى حدود باكستان الشرقية ومن تركيا وجمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية شمالًا حتى المحيط الهندى وشمال السودان جنوبًا، وهى منطقة تجمع دولًا عربية وإسلامية وليس فيها خارج هاتين الدائرتين «العروبة والإسلام» سوى إسرائيل، ولا ننسى هنا مقولة بيريز المشهورة «لقد جرَّب العرب قيادة مصر للمنطقة لمدة نصف قرن، فليجربوا قيادة إسرائيل إذن».

ويعرض التقرير المنشور في المجلة خرائط لمنطقة الشرق الأوسط بشكلها الحالى، وخرائط للشكل الذي يتم العمل على تحقيقه، ويعتمد التقرير في تسويغ هذا المخطط على عدد من الحجج ومنها أن الحدود الحالية هي حدود رسمتها كل من بريطانيا وفرنسا بشكل عشوائى، ثم إن قوس الحدود الأكثر تشابكًا وفوضوية في العالم يكمن في أفريقيا والشرق الأوسط، وأن هذه الحدود تعمل على إثارة الحروب في المنطقة، ولذلك يجب تغييرها وإعادة رسمها لإعطاء الأقليات المذهبية أو القومية والإثنية حقوقها المسلوبة، فضلًا عن أن الحدود المرسومة للدول ليست ثابتة على الإطلاق والعديد من الحدود من الكونغو إلى القوقاز مرورًا بكوسوفو تتغير الآن، ومن هنا، فإنه لا يجب التجاوب مع الحجة القائلة إن هذه الحدود لهذه الدول لا يجب تغييرها، لأنها تعبّر عن واقع موجود منذ آلاف السنين، وأن المحافظة عليها تتطلب تحمل ضريبة المشكلات التي تحصل فيها، كما أن حدود الشرق الأوسط تسببّ خللًا وظيفيًّا داخل الدولة نفسها، وبين الدول بعضها البعض، خصوصا من خلال الممارسات ضد الأقليات القومية والدينية والإثنية، أو بسبب التطرف الدينى أو القومى والمذهبى، ولذلك يجب إنهاء هذا الأمر.
منطقة الشرق الأوسط
منطقة الشرق الأوسط الكبير

الشـــرق الأوســـط الكبـــير

البداية كانت مع قيام اللجنة الأمريكية للأمن القومى، وهى لجنة استشارية فيدرالية تُعرف باسم لجنة «هارت رودمان»، بوضع تقرير كبير في فبراير ٢٠٠١ بعنوان «البيئة الأمنية الكونية الجديدة في الربع الأول من القرن الحادى والعشرين»، وقد تضمن التقرير عددًا من الدراسات والأبحاث عن المناطق المختلفة في العالم ومن بينها ما يسميه التقرير الوثيقة «الشرق الأوسط الكبير».

هذا التقرير يُعرّف منطقة الشرق الأوسط الكبير بأنها «تلك المنطقة التي تضم كلا من العالم العربى، إسرائيل، تركيا، آسيا الوسطى، القوقاز، ومنطقة شبه القارة الهندية»، وتمثل هذه المنطقة، كما جاء في التقرير «أكبر مستودع للطاقة في العالم»، كما أنها «ساحة نزاع بين عدة قوى طموحة تسعى لفرض الهيمنة على المنطقة»، «وللولايات المتحدة حلفاء فاعلون في هذه المنطقة، كما أن لها مصالح ذات أهمية، إلى جانب ذلك فإن المنطقة تشهد تطورًا واسع النطاق لأسلحة الدمار الشامل، ولم يكن من قبيل الصدفة، أن شهدت هذه المنطقة حربًا كبيرة للولايات المتحدة وذلك في سنة ١٩٩١، فضلًا عن أنها المنطقة الوحيدة في العالم التي تتجه الولايات المتحدة إليها لتوسيع نطاق انتشارها العسكري وذلك منذ نهاية الحرب الباردة».

وأكد واضعو التقرير أن منطقة الشرق الأوسط الكبير، منطقة شديدة الأهمية، ومصدر متاعب في الوقت نفسه، خصوصا أن نظم الحكم في المنطقة، باستثناء كل من إسرائيل والهند وتركيا، هي نظم استبدادية، وتفتقر المنطقة إلى نظم ديمقراطية مؤسسية، إضافة إلى ذلك فإن هذه المنطقة تعد موطنًا للاتجاهات الإسلامية المتطرفة سياسيا، والتي إن لم تكن تشكل مصدرًا للتهديد لمجتمعاتها وجيرانها فهى على الأقل مصدر مهم للقلق وعدم الاستقرار.
الرئيس الأمريكى السابق
الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش

وكانت صحيفة «واشنطن بوست» أول من أفصح عن هذه المبادرة الأمريكية الجديدة حين ذكرت في ٩ فبراير ٢٠٠٤ أن إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش تعمل على صياغة مبادرة طموحة لتعزيز ونشر الديمقراطية في (الشرق الأوسط الكبير) وذلك بإعادة تكييف وتعديل نموذج اُسْتُعْمِلَ من قبل في الضغط من أجل نشر الحريات في الاتحاد السوفييتى وأوربا الشرقية.

وقد بدأ بالفعل كبار المسئولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية محادثات مع حلفاء أوروبيين رئيسيين حول رسم مخطط شامل لعرضه على مؤتمرات القمة التي عقدت في ٢٠٠٤ لكل من مجموعة الدول الثمانى الكبرى، ومنظمة حلف شمال الأطلسى والاتحاد الأوربي.

وفى ٢٨ فبراير ٢٠٠٤ جدد الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش خلال اجتماعه مع المستشار الألمانى السابق جيرهارد شرودر في البيت الأبيض دعوته لدول الشرق الأوسط لإجراء إصلاحات سياسية، واعتبر بوش أن فترة ما بعد إسقاط طالبان في أفغانستان نموذج للتغيير السياسي، وأعرب عن اعتقاده بإمكانية تكرار التجربة في دول أخرى بإقامة مؤسسات ديمقراطية، وقال بوش إن هذه التجربة تشكل ميراثًا يجب العمل من خلالها لتغيير ما سماه عادات العنف والخوف والإحباط التي غرست بذور الإرهاب وأدت إلى نموه في الشرق الأوسط، على حد زعمه.. وأنه من الضرورى إقامة المؤسسات الديمقراطية التي تستجيب لتطلعات الشعوب.

ويعتبر مشروع الشرق الأوسط الكبير أن المنطقة تقف على مفترق طرق، وأن المطلوب هو السير في طريق الإصلاح الذي استجاب له عدد من الزعماء، وأن بلدان مجموعة الثمانى الصناعية أيدت هذا الخيار، منوهًا بـالشراكة الأورومتوسطية، ومبادرة الشراكة بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، وجهود إعادة الإعمار المتعددة الأطراف في أفغانستان والعراق.

قبلها قدمت مؤسسة «راند» في العاشر من يوليو ٢٠٠٢ تقريرًا وضعه لوران مورافيتش المحلل الإستراتيجي فيها، إلى هيئة السياسة الدفاعية في وزارة الدفاع الأمريكية، ويتكون التقرير من أربع وعشرين نقطة، خصصت لدراسة الوضع في المنطقة العربية، ويخلص التقرير إلى اقتراح ما يصفه بأنه «الإستراتيجية الكبرى للشرق الأوسط».

يرسم التقرير صورة للأوضاع في العالم العربى تدل بما لا يدع مجالًا للشك على أن الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على إجراء تغييرات جوهرية في هذه البلدان ويظهر التقرير صعوبة إجراء التغييرات ويقدم «صورة قاتمة جدًّا بل هي موصدة الأبواب على أي نوع من التغيير ليس فقط الآن ولكن أيضا في المستقبل، إذا لم تتولَّ الولايات المتحدة الأمريكية بنفسها، ومن خلال أساليب وطرق مختلفة، مسئولية العمل على إحداث هذا التغيير».
النهج الأمريكى يظل
النهج الأمريكى يظل مرتبطًا واقعيًّا باستمرار الاحتلال العسكري

ومن أهم الإستراتيجيات التي كُلف بها هذا الحلف ملف الشرق الأوسط وقد كان اجتماع قادة الحلف في إسطنبول عام ٢٠٠٤، تاريخيًّا حيث تحددت فيه مهام الحلف في الشرق الأوسط استنادًا إلى أن ما يجرى فيه ويؤثر على الأمن الأوربي بشكل مباشر واتخذت العديد من القرارات المهمة في هذه القمة التي أطلق عليها «قمة من أجل الشرق الأوسط» منها: اعتماد حدود الشرق الأوسط الأوسع والذي لا يقتصر على المفهوم السابق المحدد إبان الحرب العالمية الثانية ولكن امتد ليشمل جميع الدول الإسلامية أو التي بها أغلبية إسلامية لتبدأ من جنوب شرق آسيا حتى أواسط أفريقيا وتضم جميع الدول العربية وإيران في نطاقها وفى هذا المجال اتخذت العديد من القرارات شملت خمسة محاور رئيسية هي:

- تبنِّى مشروع الشرق الأوسط الموسع وإشراف الحلف على الشق الأمنى للمبادرة.

- تشكيل قوة الردع السريع كآلية عسكرية يستخدمها الحلف في تنفيذ المهام الطارئة خصوصا خارج حدود الحلف.

- تطوير الحوار الأطلنطى المتوسط ليصبح شراكة من أجل السلام.

-دعم قوات حفظ السلام التابعة للحلف في أفغانستان لكى يمكنها من توسيع مجال عملها في أفغانستان.

- تدريب قوات الأمن والقوات المسلحة في بعض دول الشرق الأوسط التي تطلب ذلك.

والحقيقة أنه على امتداد جهود الحلف في السنوات السابقة فإنه لم يخرج عن الأهداف الأمريكية والإستراتيجيات المخططة للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط التي تعتبر قلب العالم والسيطرة عليها تمثل هدفًا استراتيجيًّا، انطلاقًا من نظرية جون سبيكمان في «الجيوبوليتكس» أن من يسيطر على قلب العالم يمكنه السيطرة على دوائر العالم المختلفة.

ولتنفيذ ذلك اتخذت دوائر صنع القرار الأمريكى على عاتقها اتباع طريقين: الأول، استخدام القوة العسكرية والغزو والاحتلال كما حدث في أفغانستان والعراق وهى وسيلة تضمن إسقاط النظم المارقة بالقوة المسلحة وتولية نظم مروَّضة ومبرمجة وفق ما تراه واشنطن.

أما الطريق الثانى، وهو التهديد بالتغيير على غرار ما حدث في السنوات الثلاث الماضية. ونرى أن الطريق الأول قد نجح في إحداث التغيير وفق النهج الأمريكى ولكن يظل مرتبطًا واقعيًّا باستمرار الاحتلال العسكري أو استخدام القوة، وفشل الطريق الثانى لأن النظام الرسمى العربى لم يتخلَّ مطلقًا عن ورقة الشارع العربى بغض النظر عن اتفاقه أو اختلافه مع ما تريده الجماهير الرافضة للسياسات الأمريكية والتي تراها السبب الحقيقى وراء زلزال سبتمبر الذي عصف بأركان القوة الأمريكية الاقتصادية والعسكرية متمثلة في برجى مركز التجارة العالمى ومقر وزارة الدفاع «البنتاجون».
قوات الاحتلال
قوات الاحتلال

وعليه ارتأت الإدارة الأمريكية أن أفضل وسيلة هي الضرب على وتر الإصلاح الشامل السياسي والاقتصادى والاجتماعى في مجتمعات يعتقد الأمريكيون أنها في حالة ظمأ ديمقراطى ولكن الإصلاح في الدول العربية بعينها، فقط، قد يحافظ على الهوية المرتبطة بهم وهى «العروبة والإسلام» التي تعتبر العامل الذي يثير القلق دائما لهم، ولذلك كان من الضرورى توسيع دائرة التغيير بضم دول غير عربية وغير إسلامية للخروج من المأزق القومى بالحديث عن تطوير لشكل إقليمى جديد يضم الدول العربية الاثنتين والعشرين إضافة إلى ثلاث دول أخرى كل منها لها خصوصية في حال اندماجها في الشرق الأوسط الكبير. الدولة الأولى تركيا باعتبارها النموذج المسلم ديانةً والعلمانى سياسةً، ثم إسرائيل باعتبارها نموذجًا غير مسلم يعبر عن لسان حال السياسة الأمريكية وتعد الحليف الإستراتيجي لواشنطن بالمنطقة، وبالتالى، فإن وجودها داخل منظومة الشرق الأوسط الكبير سيقطع الطريق على أي محاولات عربية لتعريب وأسلمة هذه المنظومة، خصوصا أن العرب هم المقصودون من التغيير وليست تركيا أو إسرائيل، أما الدولة الثالثة فهى إيران التي تمثل الصداع الدائم لأى إدارة أمريكية منذ عام ١٩٧٩ في المنطقة. وقد عملت على الترويج للمشروع من خلال طرح أفكار ذات جاذبية مثل التنمية الشاملة والرفاهة الاقتصادية وتوفير فرص عمل للعاطلين وتطبيق الديمقراطية والتحرر والانعتاق من حالات القهر والقمع السياسي وتشجيع منظمات المجتمع المدنى غير الحكومية على التمرد بشكل أو بآخر على النظم السياسية القائمة تحت دعاوى الحرية وفق المنظور الأمريكى، ومن خلال رصد اعتمادات مالية طائلة من ميزانية البيت الأبيض لدعم أنشطة هذه المنظمات التي يفترض في هذه الحالة أنها لن تعارض أي توجهات أمريكية وحشدت الإدارة الأمريكية أبواق دعايتها.

هوامش

عامر راشد، أنباء موسكو، التنظير لإعادة تقسيم البلدان العربية من برنارد لويس إلى روبرت رايت، 1 أكتوبر 2013 تسببت بمقتل ما لا يقل عن 100 ألف سورى لحد الآن، فضلًا عن 3 ملايين نازح توزعوا بين دول الجوار ( العراق، الأردن، لبنان، تركيا ) عراق برس، «نيويورك تايمز تنشر خارطة برنارد لويس التفكيكية المعدلة لتقسيم الوطن العربى»، 30 سبتمبر 2013 د. جاسر عبدالله الحربش، قطر و«الجزيرة» والشرق الأوسط الجديد، صحيفة الشرق، 31 ديسمبر 2012 محمد خالد الشاكر، كومنولث شرق أوسطى - من الدمقرطة.. إلى التقسيم، الفرات، الأحد6/3/2011 د. سيد محمد الداعو، مشروع أمريكى يرسم خريطة جديدة للمنطقة الشرق الأوسط (الكبير) أم (الجديد)، منتدى الفكر العربى 93 جميل عفيفى، الثورات العربية والشرق الأوسط الكبير، الأهرام، 18 أغسطس 2011 إبراهيم الصياد، ماذا وراء المشروع الأمريكى الكبير، البيان الإماراتية ٥ مارس/آذار ٢٠٠٤.
عبد الرحيم على " الطريق الى 25 يناير ..... هام جدا جدا 10


لا يمكن أن نبدأ حديثا عن 25 يناير وما حدث في مصر وعدد من الدول العربية بعد ذلك دون أن نتطرق إلى الحديث عن الأجندة الغربية تجاه الشرق الأوسط، والحديث هنا ليس حديثًا ثانويًا يمكن تجاهله أو تناوله بمعزل عما حدث ويحدث في المنطقة منذ سنوات، خاصة تلك التحولات والأحداث التي رسمت خرائط ما عرف بـ«الربيع العربى»، فأمريكا ودول الغرب تعلن صراحة عن رغبتها في مزيد من التفتيت للأمة العربية في ضوء اعتبارين: الأول: يتعلق بإدراكها لقدرات الجيوش العربية وقوتها، ومدى الخطر الذي يحيط بإسرائيل منذ حرب أكتوبر 1973 والموقف العربى الموحد إبانها خاصة قوة الجيش المصرى التي ظهرت بوضوح أثناء الحرب.

والثانى: هو قيام الدول العربية بتوظيف سلاح النفط للضغط على أمريكا في موقفها تجاه إسرائيل، الأمر الذي مثل دافعًا مهمًا للسيطرة على تلك الثروات.

يهدف مشروع ترويض الأمم إلى وضع الدول العربية بالذات تحت وصاية الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بالمعنى الفعلى لنظام الوصاية «De facto»، وإن لم يكن بالمعنى القانونى الدقيق «De juri» تتمثّل هذه الوصاية في التخطيط الدقيق لمعالم التغيير الذي تريد الولايات المتحدة الأمريكية تحقيقه في بنية المجتمعات العربية في السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة، ولا تقتصر المسألة على التخطيط فقط، ولكنها تتعدى ذلك إلى الإشراف الدقيق على التنفيذ، من خلال الإدارة الأمريكية والأوروبية مباشرة.

وبصرف النظر عن فشل هذا المشروع، فهناك أهمية لتعقب أصول النزعة الأمريكية للتدخل في شئون الدول، ويمكن فهم هذا من خلال أحد المراجع العميقة في الموضوع للدكتور «نوثروب» أستاذ الفلسفة والقانون في جامعة «ييل«Yale ، بعنوان «ترويض الأمم: دراسة في الأسس الثقافية للسياسة الدولية»، الذي نشرته دار «ماكميلان» عام ١٩٥٤، وهذا الكتاب من أعمق ما يمكن في التحليل الثقافى للعلاقات الدولية، ويتضمن نقدًا جَسورًا لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية في آسيا وإفريقيا، في فرض هيمنتها ولجوئها إلى سلاح المساعدات الاقتصادية لإخضاع الدول النامية.

وكلمة «الترويض» في العنوان لها أكثر من دلالة، ذلك أن الكلمة في معناها الأصلى تنصرف إلى ترويض الوحوش ونزع سلوكها العدوانى وإخضاعها حتى تصبح ألعوبة في يد المروِّض، أما في العلاقات الدولية، فترويض الأمم يعنى ببساطة أن المروِّض- وهو هنا «الدولة العظمى القادرة»- سيتجه إلى الشعوب الهمجية أو البربرية، لو استخدمنا لغة الأنثروبولوجيا الاستعمارية في القرن التاسع عشر، أو الدول المارقة Rogue Countries بلغة الخطاب الأمريكى الرسمى الآن، لكى يفرض عليها الالتزام بالنظام وفق القيم التي تؤمن بها كأنها قيم عالمية وليست قيمًا إمبريالية.

وإذا كان عنوان «ترويض الأمم» تعبيرًا دبلوماسيًّا عن نزعة الهيمنة الأمريكية، فإن مرجعًا آخر كان أكثر صراحة في التعبير عنها، فوضع عنوانًا هو «تأديب الأمم»، وله عنوان فرعى هو «ثورة الحقيقة في تغيير الثقافات»، وألّف الكتاب دارو ميللر، وستانت بوترلى، ومما يلفت النظر بشدة، أن الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش الابن تحاشت استخدام هذه المفاهيم التي تكشف عن فجاجة التدخل الأمريكى وعدم مشروعيته، ولذلك لجأت إلى مصطلح ذائع في علم السياسة، وهو بناء الأمم «nation building»، لتشير إلى سياسات التدخل الأمريكى في أفغانستان والعراق.

والواقع أن مَن يراقب التدخل المباشر لحلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية في الصراع الدموى الذي دار بين نظام العقيد معمر القذافى المتهاوى وقوى المعارضة، يجد أن أنسب عنوان لهذه المرحلة ليس «ترويض الأمم» ولكن «تأديب النظم»، ويمكن لنا أن نعبر عن دهشتنا البالغة لأن الرأى العام العربى لم يستنكر بالقدر الكافى تدخل حلف الناتو والولايات المتحدة الأمريكية في الصراع الليبى بين المعارضة والنظام الاستبدادى لمعمر القذافى، فكان لا بد من إدانة هذا التدخل، انطلاقًا من مبدأ رفض التدخل الأجنبى في الشئون الداخلية العربية، حتى ولو كان ذلك لنصرة المعارضة ضد نظام استبدادى، لأن معنى ذلك إضفاء الشرعية العربية على نزعة التدخل الدولى في شئون الدول، وفى مقدمتها الدول العربية، والتي ينبغى على قوى المعارضة فيها أن تعتمد على نفسها لاقتلاع النظم السلطوية من جذورها.
كونداليزا رايس
كونداليزا رايس

الفوضـــى الخلاقــــة

في شهر سبتمبر عام ٢٠٠٢، أعلنت «كونداليزا رايس»، مستشارة الأمن القومى الأمريكى، أن الولايات المتحدة تريد تحرير العالم الإسلامى، ونشر الأسلوب الديمقراطى في ربوعه أولًا، وتريد ثانيا تغيير الأنظمة السياسية العربية، وفى السابع من أغسطس ٢٠٠٣ عادت كونداليزا رايس مرة أخرى لتتحدث عن المشروع الأمريكى الخاص بالتغيير في الشرق الأوسط وذلك عبر مقال لها في صحيفة «واشنطن بوست» بعنوان «تأملات في التحول المنتظر بالشرق الأوسط» جاء فيه أن الولايات المتحدة سبق لها أن تعهدت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بقليل، بتحويل أوروبا في المدى البعيد وقد التزمت بذلك مع الأوروبيين بالديمقراطية والازدهار، «وهو