أكد محللون سياسيون وباحثون أن استمرار النعرات الطائفية واعلاء الدعاية الانتخابية الدينية وسط عجز اللجنة العليا للانتخابات عن مواجهة هذه الانتهاكات عجلت بخسارة أغلب المرشحين الأقباط في جولة الاعادة بعد أن كانوا متقدمين السباق الانتخابي في الجولة الأولي.
كان يخوض جولة الإعادة ٢٣ مرشحا قبطيا، إلا أن 3 مرشحين فقط نجحوا، وهم إيهاب منصور مرشح الحزب المصري الديمقراطي في دائره العمرانية، وتادرس قلدس تادرس، في بندر أسيوط، وشريف نادي مرشح المصريين الأحرار عن بندر ملوي بالمنيا.
ومن جانبه قال عادل الضوي الكاتب السياسي لـ \ ام سي ان\ إن هزيمة الاقباط في جولة الاعادة امرا معتادا لما يترتب علي هذه الجولة من سيطرة الخطاب الطائفي والثقافة السائدة وهو ما كان يتكرر في السابق، حيث سبق وتصدر وجيه شكرى أحد رموز حزب التجمع في المنيا، ولكنه فشل في جولة الاعادة نتيجة تلك الخطابات، وهو ما يشير إلي استمرار الأساليب السابقة نفسها دون تغيير.
وأكد الضوى أن خسارة أغلب الاقباط المرشحين يشير أيضا إلى أن ثقافة الناخب لم تتغير، وأن العقلية المسيطرة على اختيارات الناخبين لا تزال ضيقة الافق وسط فشل الإعلام والمؤسسات المدنية في تغيير ذهنية الناخب، وعدم الاستفادة مما سبق في تكريس المواطنة والاختيار على أساس الكفاءة والمهنية وليس الانتماء الديني.
بينما أكد مصطفي أمين الباحث في الشئون السلفية لـ\ أم سي إن\، أن تراجع التصويت للسلفيين في الجولة الأولي صعد من نبرة الطائفية في جولة الاعادة، واستغلال نجاح عدد من مرشحي حزب المصريين الاحرار في استمالة انصار الديني للمشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات، من غير التابعبن للقاعدة الشعبية للتيار السلفي، حيث انحصرت الأصوات التى حصل عليها حزب النور في قاعدته التصويتية فقط دون المتعاطفين معه، ودون الرافضين للتيار المدنى، لذا سيكون هناك نتائج سلبية الفترة المقبلة على نهج المسار الطائفي.
وتوقع أمين استمرار الخطاب التحريض والطائفي دون تدخل الدولة، وهو ما برز من تصريحات ياسر برهامى علي حسابه على تويتر بتأكيده علي "اقتراب رجل الاعمال نجيب ساويرس من تشكيل الحكومة"، واشارته للتيار الإسلامى المقاطع ومن رفض حزب النور بأنهم "سيدفعون ثمن ذلك، طالما استمروا في تجاهل دعم حزب النور".