22 محطة فى رحلة العائلة المقدسة الى مصر  T1464795740a433256d1c50e8367cbc62554056bf38image.jpg&w=669&h=376.3125&

تشهد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الأربعاء، احتفالات تذكار العيد السنوي لدخول العائلة المقدسة أرض مصر، ولاسيما النقاط والأماكن التي وطأت أقدام المسيح ورفاق رحلته في مصر، ترتل الكنائس التسابيح وترنم بالمدائح، وتحتفي بأحد أعيادها المهمة، والذي بات عيدا وطنيا بالدرجة الأولى.   بعد ميلاد الطفل يسوع ببيت لحم اليهودية بـ"فلسطين"، استشعر هيرودس الملك آنذاك الخوف على ملكه، بعدما زاره الماجوس سائلين عن الطفل المولود ملك اليهود (المسيح)، فأراد قتل الطفل وصدر فرمان بإفناء كل الأطفال من عمر يوم إلى عامين.   "ظهر ملاك الرب ليوسف النجار -بحسب العقيدة المسيحية- في حلم قائلا: قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، فقام وأخذ الصبى وأمه ليلا وانصرف إلى مصر" (مت2:13-14)   كان هناك ثلاث طرق يمكن أن يسلكها المسافر من فلسطين إلى مصر في ذلك الزمان، وذلك حسبما هو موضح بالمصادر التاريخية القبطية، وأهمها ميمر البابا ثيؤفيلس الثالث والعشرين من باباوات الإسكندرية(384_421 م)، ومنها السنكسار القبطى وكتب أخرى، إلا أن العائلة المقدسة ( العذراء والمسيح ويوسف النجار) سلك طريق آخر لكونهما يعلمان بأن هيروس سيلاحق الطفل أينما كان.   احتضنت العذراء مريم مولودها "المسيح" ومعها يوسف النجار، امتطت العذراء حمارًا وساقه يوسف وهو يسير على أقدامه وفق المتبع بعادات المشرق، والموضح بالصورة المتداولة للتعبير عن رحلتهم الشاقة، يقال بأن عمر المسيح وقتها كان عاما.   وتشمل الرحلة 22 نقطة وطئت أقدام العائلة المقدسة عليها، ويقال إنها استمرت نحو 3 سنوات أو ما يزيد قليلا.   أول محطات العائلة المقدسة كانت رفح، وهى مدينة حدودية منذ أقدم العصور وتبعد عن مدينة العريش للشرق بمسافة 45 كم، وعثر بها على آثار مسيحية، وبعدها العريش وهى مدينة واقعة على شاطئ البحر الأبيض المتوسط ووجد فيها بقايا من كنائس في طرقات المدينة.   وفى نقطة ثالثة، وصلوا إلى منطقة الفرما وهى موقع أثري في غاية الأهمية، تعتبر مراكز الرهبنة، وكانت آخر محطة للعائلة المقدسة في أرض سيناء، للتوجه بعدها إلى مدينة تل بسطا هي من المدن المصرية القديمة وتقع جوار مدينة الزقازيق   وحال وصول العائلة المقدسة إليها جلسوا تحت شجرة، وطلب الطفل يسوع أن يشرب فلم يحسن أهلها استقبال العائلة، مما آلم نفس العذراء فقام يوسف النجار وأخذ بقطعة من الحديد وضرب بها الأرض بجوار الشجرة وإذا بالماء ينفجر من ينبوع عذب ارتووا منه جميعًا.   وفى الوصلة الخامسة من طريق الرحلة، مر على العائلة المقدسة شخص يدعى "قلوم" دعا العائلة إلى منزله حيث أكرم ضيافتهم بالزقازيق، وكانت زوجة المضياف وتدعى "سارة" مريضة وعقب الزيارة برأت في الحال.   طالبت العذراء منها أن تزور المعبد وحال دخولها، ومعها طفلها المسيح تهشمت التماثيل الجرانيت الضخمة للآلهة وتهشم المعبد الكبير وانتشر الحدث في كل أنحاء البلدة حتى أنه وصل إلى مكتب الحاكم وتوصلوا بأن السبب هو دخول سيدة تحمل طفلا صغيرا "الطفل المقدس" الذي يبحث عنه هيرودس.   وبعدها بدأ البحث عن الطفل وحل المساء وغادرت العائلة المقدسة الزقازيق، ووصلوا إلى المحمة وهى "مسطرد" حاليا أقاموا فيها تحت شجرة ووجدوا أيضًا ينبوع ماء اغتسل المسيح ولذا يلقب بالمحمة.   وبعدها جددوا المسير إلى أن وصلوا إلى مدينة بلبيس وحاليًا هي مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية وتبعد عن مدينة القاهرة بمسافة "55 كم".   وبعدها اتجهوا شمالًا إلى بلدة منية جناح التي تعرف الآن باسم "منية سمنود" ومنها عبروا بطريق البحر إلى سمنود، ويروى تقليد قديم أن العذراء مريم قد شاركت في إعداد خبز لدى سيدة طيبة من سكانها   وواصلوا الرحلة سيرا تجاة الغرب إلى البرلس، ونزلوا في قرية تدعى "شجرة التين" فلم يقبلوهم أهلها فساروا حتى وصلوا إلى قرية "المطلع" حيث استقبلهم رجل من أهل القرية وأحضر لهم ما يحتاجونه.   وفى النقطة العاشرة من الرحلة، وصلوا مدينة سخا وهناك شعرت العائلة المقدسة بالعطش ولم يجدوا ماء، وكان هناك حجر عبارة عن قاعدة عمود أوقفت العذراء ابنها الحبيب عليه فغاصت في الحجر مشطا قدميه فانطبع أثرهما عليه، ونبع من الحجر ماء ارتووا منه، ولذا تسمى المنطقة بـ "بيخا إيسوس" الذي معناه كعب يسوع.   ومنها وصلوا وادى النطرون "برية شهيت" عبروا الفرع الغربى للنيل حتى وصلوا إليها وهو المكان الذي يحتوى عددا زاخما من الأديرة للرهبنة ويسمى بحيرة الأديرة من بينها "دير القديس أبو مقار، دير الأنبا بيشوى، دير السريان، دير البراموس".   ومضوا بمدينة "أون" وهى المطرية وعين شمس وكانت مركزا للعبادة الوثنية، واستظلوا بشجرة واغتسلوا وشربوا من بير المياه الموجود حتى الآن بمنطقة البلسم، ويقال إن ذاك الاسم لقب نظرا لظهور أشجار البلسم في الأماكن التي رش فيها المياه التي اغتسل بها المسيح.   وبعدها ذهبوا إلى الفسطاط "مصر القديمة" المعروفة ببابليون سكنوا المغارة التي توجد الآن بكنيسة أبى سرجة الأثرية المعروفة حاليًا باسم الشهيدين سرجيوس وواخس والشهيرة بـ"أبى سرجة"، ولم تستطع البقاء في المنطقة إلا أيامًا قليلة نظرًا لأن الأوثان في محيط المكان تحطمت، ويوجد بالكنيسة حاليا بئر قديم والمغارة التي اختبئوا فيها.   وفى الترحال وصلوا منطقة المعادى ومكثت بها فترة وتوجد الآن كنيسة على اسم السيدة العذراء مريم بهذه المنطقة، بل وعثر بنهر النيل أمام تلك الكنيسة على نسخة من الكتاب المقدس مفتوحة على أية "مبارك شعب مصر"، واستقلوا بعدها قاربا إلى المكان المعروف بمدينة منف وهى الآن ميت رهينة وهى بالقرب من البدرشين محافظة الجيزة ومنها إلى جنوب الصعيد عن طريق النيل إلى دير الجرنوس بالقرب من مغاغة.   البهنسا وصلوا تلك القرية بالصعيد ويقع بها دير الجرنوس 10 كم غرب أشنين النصارى وبها كنيسة باسم العذراء مريم ويوجد داخل الكنيسة بجوار الحائط الغربى بئر عميق يقول التقليد الكنسى إن العائلة المقدسة شربت منه أثناء رحلتها، وبعدها ذهبوا إلى جبل الطير "بسمالوط"، ويقال بالتاريخ الكنسى إنه حال مرور القارب الذي استقلوه للشاطئ كادت صخرة كبيرة من الجبل أن تسقط عليهم ولكن المسيح مد يده فثبت الصخر، ولذا يسمى بـ"جبل الكف"، وبعدها زاروا منطقة الأشمونين.   توجهوا بعدها إلى قرية ديروط الشريف وأقامت العائلة المقدسة بها عدة أيام وحدثت الكثير من المعجزات، ويوجد بالمنطقة كنيسة على اسم العذراء مريم، وبعدها القوصية، عندما دخلت العائلة المقدسة القوصية لم يرحب بهم أهل المدينة وذلك عندما رأوا معبودهم البقرة (حاتحور) قد تحطمت.   وضمن زيارة العائلة المقدسة كان لقرية مير بأسيوط، وبعدها ارتحلوا إلى جبل قسقام وهو يبعد 12كم غرب القوصية، وهو حاليا دير المحرق يعد أهم المحطات في زيارة العائلة المقدسة مكثوا فيه نحو "6 شهور و10 أيام"، وتعتبر الغرفة أو المغارة التي سكنتها العائلة هي أول كنيسة في مصر بل في العالم كله.   وكانت آخر محطات الرحلة جبل درنكة، حيث توجد مغارة قديمة منحوتة في الجبل أقامت العائلة المقدسة بداخل المغارة، ويعتبر دير درنكة هو آخر المحطات التي قد التجأت إليها العائلة المقدسة في رحلتها في مصر.