lop
عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لقاءً مع ممثلي الشعب المصري بقصر الاتحادية، اليوم الأربعاء، تحت عنوان "لقاء الأسرة المصرية"، الذي حضره أكثر من مائة شخصية عامة وسياسية وفنية.

تتطرق السيسي للجدل الدائر حول جزيرتي تيران وصنافير، اللتان أثبتت ملكيتها للمملكة العربية السعودية وفقا للبيان الرسمي الصادر من مجلس الوزراء المصري قبل أيام، وتحدث أيضا عن قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني، ورفع الأسعار الأساسية وحالة حقوق الإنسان وحرية التعبير؛ فضلا عن تفاصيل تعيينه وزيرا للدفاع إبان حكم الرئيس الأسبق محمد مرسي.

الرسالة الأولي

بدأ اللقاء بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، ليتحدث السيسي بكل شفافية وصدق أمام الحضور والمشاهدين "يجب أن نتذكر دائما أحداث 30 يونيو وتداعياتها، والناس اللي في الجيش عارفاني كويس وعارفة أخلاقياتي، وعندما كنت وزير الدفاع قلت لقادة الجيش أنا مش إخوان ولا هبقى إخوان ولا سلفي ولا هبقى سلفي، أنا إنسان مسلم بس، طول ما الجيش المصري جيش وطني شريف يمثل كل المصريين لا جيش الإخوان ولا جيش السلفيين ولا هيكون، لن نتأمر على أحد ولم نخون أحد ولم نعمل مؤامرة محبوكة للمجلس الأعلى زي ما الناس فاكرة، لم يحدث قط إلا كل إخلاص وأمن وشرف واحترام"، مضيفا :"أنا مصري شريف لا أباع ولا أشترى"

قال السيسي إن أهل الشر لا زالوا يعملون ضد مصر وأن الاستقرار الراهن والأمن يجب ألا ينسي الشعب المصري أن التحديات لازالت موجودة، موضحا إن شعب مصر وتماسكه هو أحد أسباب صلابتها باستثناء فئة ربنا يهدي الجميع بحسب قوله، لافتًا إلى أن الجيش ثاني أسباب صلابة مصر.

الرسالة الثانية

قال السيسي إن هناك إشكالية في كل مؤسسات الدولة وأنها تحتاج لبعض الوقت لإصلاحها، مؤكدا أن الدولة المصرية ليست في أحسن حالاتها.

وأشار السيسي إلى مخططات أدواته داخل وخارج مصر تهدف التشكيك في مصر ورئيسها، لافتًا لحرصه على عدد من الثوابت من بينها الحفاظ على القيم والمبادئ في إدارة علاقاتنا الخارجية والداخلية والحفاظ على اعتدال وتوازن القرار المصري والسعي للتوافق قدر الإمكان.

وأضاف عبدالفتاح السيسي :"نحن لا نقوم بمؤامرات ضد أحد ولا نتدخل بالسلب ضد أحد، ولا نعمل تحالفات مع أحد ضد أحد آخر، علاقاتنا مبنية على قيم ومبادئ، افتكر إن حد سأل مسئول مصري عايز أعرف السياسات مبنية على أي أساس، قال له على قيم ومبادئ، فرفض الحديث معنا، وسياستنا بكل بساطة لا يوجد فيها غير الاعتدال والتوازن في قراراتنا، ونحاول العمل على إيجاد توافق داخل وخارج مصر ولكن ليس على حساب مصر والمبادئ، ومبادئنا عدم التفريط في حقوقنا وكذلك عدم المساس بحقوق الآخرين وهذه ثوابت نحرص عليها، ومن ضمن الثوابت الصبر على إيذاء الآخرين لنا، وإعطائهم الفرصة لمراجعة مواقفهم، وهذا ما نقوم به ونتعامل به مع كل الناس".

الرسالة الثالثة

قال السيسي إن الشعب المصري عليه الانتباه للمحاولات التي تستهدف طمس الحقيقة وتزييف الواقع وإفقاد الثقة في كل شئ جيد، وتعظيم النقد في كل شئ غير جيد.

وأضاف السيسي أن هناك مخطط يجري لهدم قدرة الدولة المصرية شعبا وحكومة وقيادة وإفقادها معنوياتها، روحها المعنوية وتحطيم الأمل وتقديم اليأس من المستقبل، والدخول في حالة ضياع وعدمية.

وعن الجدل حول ملكية جزيرتي تيران وصنافير قال السيسي :"مصر لم تفرط في ذرة رمل واحدة من حقوقها، هذا الموضوع لم يتم تداوله من قبل، حتى المراسلات لم تطرح من قبل حتى لا تؤذي الرأي العام في مصر والسعودية، بقول للمصريين في تعيين الحدود لم نخرج عن القرار الجمهوري الذي صدر من 26 عاما وتم إيداعه الأمم المتحدة".

وتابع: "لابد أن نحافظ على الجزر حتى لا تسقط، وتداعيات التاريخ الذي حصل فيها، وهي تداعيات حرب 67، وابرام معاهدة السلام، تم طرحها في ذلك التوقيت، ولكن لم يتحدد وقتها اى شىء، وطريقتنا في التعامل مع القضايا تؤذينا وتضعف موقفنا، واوعوا تكونوا فاكرين ان تعاملك مع سد النهضة كان في مصلحتنا".

وأردف: "تعاملت مع موضوع الجزر في يونيو 2014، ومحدش اتكلم عليها ساعتها، وحريصون على اعطاء الحقوق لاصحابها، ولم نفرط في حق لنا أو ذرة رمل وأعطيناهم حقهم، وكل الحقائق تقول أن الحق ده بتاعهم ومن من ثوابتنا الحفاظ على اعتدال وتوازن القرار المصري في الداخل والخارج".

وكشف السيسي تفاصيل، الجلسات المنعقدة لملكية تيران وصنافير قائلا: "عملنا 11 جلسة متخصصه، للكشف عن حقيقة ملكية تيران وصنافير، وهل مافيش في الخارجية والجيش حد وطني، وكل الناس عايزة تبيع أرضها، وماينفعش نشكك في مؤسساتها، وكافة البيانات والوثائق بوزارة الخارجية والدفاع وكذلك المخابرات تؤكد تبعية الجزيرتين للسعودية، أنا بس عايز اقولكم كل ما كان له صلة بالموضوع وعايش وسطينا جبناه، واخذنا رأيه ونصائحه، وانا عايزكم تطمنوا على الراجل اللي انتم امنتوه على بلدكم وعلى عرضكم وأرضكم".

وتابع: "أنا مش واخد الموضوع شخصي، أنا بس بقول احنا عندنا فوضى في كل حاجة، ولازم تنتبهوا انتم بتأذوا انفسكم، واللي حصل يوم التوقيع في ناس في الوزارة قعدت شهور طويلة في تحقيقه، يعني انتم مش عايزين الضيف اللي جاى يبقى ده الحدث الرئيسي اللي يتمضى قدامه، وهما شعب ويسعون الي استرداد حقوقهم.

الرسالة الرابعة

وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي التعازي لأسرة الطالب الإيطالي جوليو ريجيني والذي قتل في القاهرة أوائل هذا العام، وتم العثور على جثته وعليها علامات تعذيب ملقاة بأحد الطرق.

وقال السيسي:"ناس مننا اتهموا الأجهزة الأمنية المصرية بالتورط في القتل، ونحن نولي هذه القضية اهتمام نظرا للعلاقات المصرية الإيطالية، والقيادة الإيطالية وقفت بجانب مصر بعد 30 يونيو، نحن من صنعنا مشكلة مقتل الشاب الإيطالي لمصر بتداول الأكاذيب والإدعاءات".

وطالب الرئيس السيسي، الإعلاميين بعدم التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار، وإنما فقط كمؤشر للرأي العام.

الرسالة الخامسة

أكد السيسي أن الأهم من حقوق الانسان في مصر هو الحصول على مسكن جيد وتعليم وعمل مناسب وخدمات صحية إلى جانب حرية التعبير.

وأوضح أن تقدم مصر لن يكون بحرية التعبير فقط وانما بالعمل والجهد ونحن نضع أساس لدولة ديمقراطية حديثة، موجها حديثه ايضا للإعلاميين بأنهم طرف في معادلة حفظ مصر والحفاظ على وعيها.

الرسالة السادسة

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن عدد من المشروعات الاستثمارية لشركات فرنسية سيتم الإعلان عنها خلال زيارة الرئيس الفرنسي لمصر، لافتًا للنجاح الذي حققته مصر في بناء مؤسسات الدولة خلال الـ22 شهر الماضين.

وأضاف السيسي "من يحاول رفع السلاح في وجه مصر لن نتركه، ومن يريد أن يعيش معنا في سلام له كل الحقوق، والشعب المصري أمني على البلد، وأنا بحاول احافظ على هذه الأمانة التي سأسال عنها يوم القيامة أمام ربنا، ولن يحدث رفع لأسعار السلع الأساسية مهما كانت الظروف".

وأشار الرئيس السيسي بعد ذلك لوجود تحسن في الوضع الأمني خاصة في سيناء وتراجع عدد العناصر الإرهابية ونوعية تسليحها في سيناء مقارنة بالسنوات الماضية، لافتًا لنجاح مصر في حل أزمة الكهرباء والغاز وعدم حدوث تصعيد في أسعار السلع الأساسية.

الرسالة السابعة

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن مصر لا تستطيع الدخول إلى المياه الاقتصادية والتنقيب عن الغاز إلا بعد تعيين الحدود الدولية والبحرية مع الدول المجاورة، مشيرًا إلى أن تعيين مصر الحدود مع قبرص أتاح لمصر التنقيب في المياه الاقتصادية لمصر واكتشاف حقل غاز.

وأضاف السيسي :"عرضكم أرضكم، وهناك في فوضى في كل شئ، ونحن بنأذي أنفسنا، واحنا متحملين لأجل خاطر التجربة، وترسيم الحدود البحرية يخضع لمعاهدات دولية وقواعد، ونحن قمنا بتعيين الحدود بناء على قرار جمهوري عام 1990 وضعت به النقط المساحية وتم إخطار الأمم المتحدة وقتها، وبالمناسبة أصرينا على عدم تغيير أي نقطة مثلما صدر القرار الجمهوري عام 1990".

وتابع: "دلوقتي بيتم ترسيم الحدود مع اليونان، لانني لا استطيع ان اخش على المياه المصرية اليونانية إلا بعد تعيين الحدود البحرية، ولم اكتشفنا حقل اتصل بيا الرئيس القبرصي، ورديت عليه قلته يا فخامة الرئيس لو حدود الحقل تدخل في نصيبك الاقتصادية هتاخدوا، وانا بشرحلكوا ازاى بتساق العلاقات بين الدول، وأنا بدي الناس حقوقها علشان تعطيني حقوقي".

ووجه رسالة للمواطنين، "أرجو منتكلمش في موضوع ترسيم الحدود تاني، أنتم بتسيئوا لنفسكم، وأنتم عندكم برلمان هيجيب حقوقكم، وماينفعش تشككوا في كافة مؤسسات الدولة، والبرلمان هو اللي هتكون كلمته الفيصل، لازم يبقى في فاصل بين ممارستنا واداءنا وممارسة الدولة بأجهزتها في هذه المرحلة".

الرسالة الثامنة

قال السيسي إن 50% من قرى وريف مصر سيتم مدها بشبكات صرف صحي خلال العامين القادمين، وافتتاح 10 مصانع رخام في سيناء بنهاية العام الجاري.

وأضاف السيسي، بأن الدولة المصرية منحت الأولوية للمناطق الصناعية في الصعيد، لافتًا إلى أن المستثمرين الأجانب لن يأتوا لمصر إلا في حالة الأمن والاستقرار ومشروعات متطورة للبنية الأساسية.

وأشار الرئيس السيسي بعد ذلك لممارسة مصر سياسة خارجية تتسم بالاعتدال والتوازن وبناء علاقات مع كافة دول العالم، منوها بأن مصر لم ترد الإساءة بالإساءة.

الرسالة التاسعة

استنكر الرئيس عبدالفتاح السيسي الهجوم والانتقادات التي يتعرض لها مجلس النواب منذ انتخابه أواخر العام الماضي، مؤكدا أن هذا الهجوم يسئ لمصر بحسب قوله.

وطالب السيسي بضرورة الاهتمام بانتخابات المجالس المحلية والاستعداد لها جيدا وتقديم أفضل ما لدينا من مرشحين، مضيفا :"عانينا كثيرا من المحليات، وبقول للشباب لو عايزين تجابهوا الفساد لو سمحتم خلوا الأمناء والشرفاء والمخلصين يتصدوا لانتخابات المحليات".

واختتم السيسي حديثه موجها للمصريين:"أنا لم أخذلكم ولم أتخلى عنكم، ولم أشك لحظة في إخلاصكم يا مصريين، من فضلكم عاملوني بالمثل وعاملوا الدولة بالمثل، شكرا جزيلا"