منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

3 مشترك

    عيد الغطاس

    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc عيد الغطاس

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 18 يناير 2009 - 13:22



    هو أحد أعيادنا السيدية الكـبرى وهـو محصور بين عيدين كبيرين ونصلى فيها ثلاث قداسات ليلية، الأول هو عيد الميلاد المجيد والثالث هو عيد القيامة المـجيد وبينهما عيد الغطاس المجيد. وتتعجب يا صديقى من هذه الثلاثيات المدهشة والمرتبـطة بهذا العيد المجيد، والذى تحتفل به كنيستنا ثلاثة أيـام هى (11، 12، 13 طوبة من كل عام).


    أولاً: ثلاثة أسماء لهذا العيد
    أ- عيد الثيؤفانيا : أى الظهور الإلهى.
    ب- عيد الأنوار : حيث يمسك المعمد الشموع بعد العماد.
    ج- عيد الغطاس : أى العماد.
    ثانياً: القديس يوحنا المعمدان يحمل ثلاثة ألقاب
    أأ- السابق : لأنه سبق السيد المسيح جسدياً بستة أشهر.
    ب- الصابغ : لأنه قام بالمعمودية التى هى صبغة فى معناها اللغوى.
    ج- الشهيد : لأن حياته إنتهت بالإستشهاد بقطع الرأس.
    ثالثاً: القديس يوحنا المعمدان له ثلاث صفات
    أ- آخر أنبياء العهد القديم : بل كان نبياً معتبراً زمانه.
    ب- الملاك المهيئ للعهد الجديد : إذ كان يعد الناس لرسالة المسيح السماوية.
    ج- أعظم مواليد النساء : وذلك بشهادة السيد المسيح ذاته (لو 28:7).
    رابعاً: ظهر الثالوث القدوس فى معمودية السيد المسيح
    أ- الآب : ظهر كصوت ينادى "هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت" (مت 17:3).
    ب- الإبن : غاطساً فى مياه نهر الأردن ثم صاعـداً (مت 16:3).
    ج- الروح القدس : ظهر على شكل حمامة رمز الروح الوديع (مت 16:3).
    خامساً: تتم المعمودية بثلاث غطسات
    فالمسيح مات وقبر ثم قام فى اليوم الثالث والذين يتعمدون أيضاً يموتون ويدفنون ويقومون على مثال المسيح.
    أ- المعمودية موت مع المسيح : "إننا كل من اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته" (رو 3:6).
    ب- المعمودية دفن مع المسيح : ".. فدفنا معه بالمعمودية" (رو 4:6).
    ج- المعمودية قيامة مع المسيح : "إذ كنتم أمواتاً فى الخطايا.. أحياكم معه" (كو 12:2-13).
    سادساً: فى المعمودية ثلاث تقابلات مع المسيح القائم
    أ- جرن المعمودية : بدلاً من قبر المسيح.
    ب- المساء : بدلاً من التراب. (عناصر الطبيعة أربعة هى الماء والهواء والتراب والنار).
    ج- الغطسات : بدلاً من أيام القبر الثلاثة.
    سابعاً: فى المعمودية ثلاثة أفعال
    أ- رفض : أى جحد الشيطان حيث ينظر المعمد ناحية الغرب ويكون محمولاً على الذراع الأيسر الإشبين.
    ب- إعلان : أى جحد الشيطان حيث ينظر المعمد ناحية الغرب ويكون محمولاً على الذراع الأيسر للإشبين.
    ج- قبول : قبول المعمودية على اسم الثالوث القدوس وعلى عدد الأيام التى مكثها المسيح فى قبره.
    ثامناً: نستخدم فى المعمودية ثلاثة أنواع من الزيوت
    أ- الزيت العادى : الذى يطلق عليه اسم "الساذج".
    ب- زيت الغاليلاون : الذى يعنى زيت "الفرح".
    ج- زيت الميرون : معناه "الطيب" وهى ختم الروح القدس.
    تاسعاً: فى يوم العماد ننال ثلاثة أسرار
    أ- المعمودية : هى مـدخل الأسرار الكنسية السـبعة أنـه "أن كــــان أحـــــد لا يولد من الماء والـــروح لا يقدر أن يدخل ملكوت،الله" (يو 5:3).
    ب- الميرون : حيث يتم مسح المعمد "36" رشمة مقسمة إلى ثلاث دفعات:

    على الرأس والصدر والظهر.


    • على الأطراف العليا.
    • على الأطراف السفلى وكل دفعة "12" رشمة.

    ج- الإفخارستيا : أى التنـاول من جسد الرب ودمـه لكـى يثبت المعمد فى المسيح والمسيـح يثبت فيه ويقيمه فى اليوم الأخير (يو 6).
    عاشراً: نحصل على ثلاث بركات من المعمودية
    أ- بركة التبنى : حيث نصير أبناء الله بالتبنى.
    ب- بركة الملاك الحارس : الذى يرافق حياتنا وأيام عمرنا.
    ج- بركة التثبيت بالميرون : فى جـسـد المسـيح أى الكنيسة.
    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc رد: عيد الغطاس

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 18 يناير 2009 - 13:33

    لماذا سمي بعيد الظهور الألهلي

    تحتفل الكنائس التقليدية بعيدين يسميا عيد الظهور الألهي وهما عيد الغطاس وعيد عرس قانا الجليل، ولهم اسماء أخرى مثل عيد الغطاس أو عماد السيد المسيح وعيد عرس قانا الجليل .

    لماذا يسميا سوياً أعياد الظهور الإلهي ؟

    أولاًُ :

    لأن فى كلا العيدين كان هناك استعلان لله المثلث الأقانيم الآب والابن والروح القدس

    أ)فى الغطاس شهد الآب للابن وحل الروح القدس على شكل حمامة ( الثالوث مُعلن ) وفى عرس قانا الجليل أستعلن اللاهوت بتحويل الماء إلى خمر ( الله الخالق ) الذي بكلمة أو بإرادته تتحول المادة إلى مادة أخرى وكما أستعلن الله قديماً فى الجنة وسط أسرة هى أول أسرة آدم وحواء هكذا فى العهد الجديد أستعلن الله وسط أسرة هى العرس الذى بقانا الجليل .

    ب) إستعلان المخلص الإبن الكلمة المتجسد وسط نهر الأردن كمخلص وسط الخطاه أو كطبيب وسط المرضى

    ج) وفى عرس قانا الجليل أجران التطهير تحولت إلى خمر ، والخمر هى مادة سر الافخارستيا تتحول إلى دم المسيح الذى يطهر من كل خطية .

    واضح أنها أعياد فيها استعلان ، فيها ظهور ، فيها استعلان خلاص .استعلان القادر على الغفران من خلال معمودية التوبة فى نهر الأردن ، ومن خلال أجران ماء التطهير.

    كيف اصبح هذا العيد رسميا في الكنيسة التقليدية؟

    الكنيسة وقوانينها (او ما يسمى بالأمر الرسولى ) لقد أمر الرسل بهذا الإحتفال قائلين " فليكن عندكم عيد الظهور الإلهى جليلاً لأن فيه ظهر لاهوته ( لاهوت الرب يسوع ) فى الأردن على يد يوحنا المعمدان" وعملوه فى اليوم السادس من الشهر العاشر للعبرانية الموافق الحادى عشر من الشهر الخامس للمصريين ( شهر طوبه )

    أقوال أباء الكنيسة بهذه المناسبة:

    يوحنا ذهبى الفم " إن عيد الظهور الإلهى هو من الأعياد الأولية عندنا "

    القديس أغريغوريوس والقديس أبيفانيوس يقولون أن هذا العيد هو قيم للبشر اجمع وبه نرى لاهوت المسيح جليا.

    لماذا يُحتفل به ليلاً ؟

    فى الثلاث قرون الأولى كان يحتفل به مع الميلاد ، لكن بعد اكتشاف المواعيد فصلوا العيدين للأحتفال بكل منهما على حده، واكتشف الموعد من خلال الأوراق التى أحضرها تيطس القائد الرومانى الذى هدم أورشليم سنة 70 ميلادية. فاستمروا يحتفلون به ليلاً كما كان مع عيد الميلاد .

    لماذا أعتمد الرب فى نهر الأردن بالذات ؟

    هناك ( يش 20 : 7 – 17 ) قصة العبور لأرض الموعد فى عبور بنى اسرائيل بقيادة يشوع فى نهر الأردن لما وضعوا تابوت العهد فى الماء انشق النهر فعبروا فيه وانتخبوا 12 رجل من أسباط اسرائيل رجل من كل سبط واخذوا حجارة ومروا عليها حتى عبروا نهر الأردن . قصة العبور كانت هذه القصة رمزا لعبورنا من خلال الرب المتجسد للسماء أرض الموعد الحقيقية لذلك انفتحت السماء حين نزل الرب فى الماء كما انفتح النهر بحلول تابوت العهد فيه توافق فى الرمز ويشوع كان رمزاً ليسوع والمعنى المباشر لكلا الأثنين هو مخلص ، يشوع يعنى مخلص ويسوع يعنى مخلص.

    من هنا أخذت المعمودية أهمية خاصة لأنها عبور إلى أرض الموعد .


    عدل سابقا من قبل Admin في الإثنين 17 يناير 2011 - 18:21 عدل 1 مرات
    مسعد خليل
    مسعد خليل
    ملاك محب
    ملاك محب


    رقم العضوية : 108
    البلد - المدينة : القاهرة
    عدد الرسائل : 866
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    cc رد: عيد الغطاس

    مُساهمة من طرف مسعد خليل الإثنين 19 يناير 2009 - 1:29

    شكراااااااااااااااااااا معلومات رائعة الرب يباركك
    emy
    emy
    ملاك مشرف
    ملاك مشرف


    رقم العضوية : 4
    البلد - المدينة : egypt
    عدد الرسائل : 2189
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 03/07/2007

    cc عيد الظهور الالهى كل سنة وانتم طيبيين 2010

    مُساهمة من طرف emy الثلاثاء 12 يناير 2010 - 15:27

    بسم الآب والإبن والروح القدس الإله الواحد. آمين
    تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية
    بعيد الظهور الإلهي (عيد الغطاس)
    فكل عام وأنت بخير
    عيد الظهور الإلهي
    باعتمادك يا رب في نهر الأردن ظهرت السجدة للثالوث لأن صوت الآب تقدم لك بالشهادة مسمياً إياك ابناً محبوباً والروح بهيئة حمامة يؤيد حقيقة الكلمة فيا من ظهرت وأنرت العالم يا رب المجد لك.
    اليوم ظهرت للمسكونة يا رب، ونورك قد ارتسم علينا نحن الذين نسبحك بمعرفة قائلين: لقد أتيت وظهرت أيها النور الذي لا يدنى منه.
    معمودية السيد المسيح
    إنه في مبادئ السنة الثلاثين من عمر السيد المسيح أتى أمر الله إلى يوحنا السابق الذي كان مقيماً منذ نعومة أظفاره إلى ذلك الوقت في البرية أن يجيء إلى الكورة المحيطة بالأردن فجاء وأخذ يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا وقد كان ترباً ليسوع إذ لم يكن أكبر منه إلا بسته أشهر فجاء أنذاك يسوع أيضاً من الجليل إلى الأردن وطلب أن يعتمد فإعتمد السيد من العبد وقد حدثن حينئذٍ تلك المعجزات الغرائب من إنفتاح السموات ونزول الروح القدس بهيئة حمامة على المعتمد وسُمِعَ صوتٌ من السماء يشهد بأن المعتمد أنذاك في الأردن كإنسان هو إبن الله الحبيب فإتضح بذلك لآهوت السيد المسيح وسر الثالوث القدوس.

    العماد يدعونا إلى السماء
    للقديس يوحنا الذهبي الفم رئيس أساقفة القسطنطينية
    لنتأمل يا إخوة الأعجوبة الكبرى التي جرت حالاً بعد عماد المخلَّص، والتي كانت مقُدمة لما كان سيحدُثُ فيما بعد. لأنَّ ما إنفتح إذ ذاك ليش الفردوس بل السماء فقط، "وعندما إعتمد يسوع لإنفتحت السماوات". لما إنفتحت السماء عندما إعتمد يسوع المسيح؟ لكي يُفهمكم أن الأمر عينَه يحدُثُ بنوع غير منظور عند عمادكم، حيث يدعوكم الله إلى وطنكم السماوي ويًحَرّضكم على الاّ تتمسَّكوا كثيراً بالأرض. وإن تكن هذه الأعجوبة لا تحدث معكم بنوع منظور فلا تدعوا مع ذلك مجالاً للشك فيها.
    لقد تعوَّد الله في تأسيس أسراره، أن يُظهر بعض أدلةً وخوارق خارجية، للنفوس الغشيمة التي لا تستطيع أن تفهم شيئاً من الروحانيات ولا تتأثر إلا بما يلامس الحواس، حتى إذا عُرضت علينا هذه الأخبار، بدون أن ترافقها هذا العجائب نقتبلها حالاً بطواعية الإيمان الراسخ. وهكذا عندما حلَّ الروح القدس على الرسل، سُمِعت ضجَّة عاصفة عنيفة. وظهرت ألسنةٌ من نار. ولم تحدث هذه الأعجوبة لأجل الرسل بل لليهود الحاضرين هنالك فإن كنا لا نرى الآن الأدلة عينها ومع ذلك ننال ذات النعم التي كانت تمثلها هذا الأدلة.

    لماذا إعتمد السيد المسيح؟
    للقديس يوحنا الذهبي الفم رئيس أساقفة القسطنطينية
    "حينئذٍ أتى يسوع من الجليل إلى الأردن، إلى يوحنا، ليعتمد منه، فكان يوحنا يمانعه قائلاً: أنا المحتاج أنا أعتمدّ منك وأنت تأتي إليّ"(متى 13:3-14).
    لقد جاء الرب يا إخوتي، يعتمد مع العبيد والقاضي مع المجرمين. غير أنَّ إتَّضاع الله هذا لا يجوز أن يُشغل بالكم، لأنه تعالى في تنازله العظيم يُظهرُ مجده العظيم. أتتعجبون من أن الذي شاء أن يمكث إشهراً في أحشاء العذراء، وأن يخرج منها لآبساً طبيعتنا، والذي شاء فيما بعد أن يحتمّل اللَّطم وعذاب الصليب وغيره مما تحمل حباً لنا، أن يشاء أيضاً تقبُّّل العماد، والإتضاع أمام عبده مختلطاً مع جمهور الخطأة؟ أما ما يجب أن يذهلنا فهو أن يكون الله قد تنازل وصار إنساناً، لأنه بعد هذا التنازل الأول لم يعد الباقي سوى نتيجة طبيعية. وهكذا لكي يبيّن لنا يوحنا المعمدان مقدار أتضاع إبن الله، كما سبق وقال: أنه لا يستحق أن يحل سير حذائه، وأنه الديّان العادل الذي يُحاسب كلاً بحسب أعماله، وأن يفيض نِعَم الروح القدس على كل الناس، حتى إذا رأيتموه أتياً على العماد لا ترون مهانة في هذا الإتضاع. وهذا عندما شاهده يوحنا المعمدان أمامه، أخذ يمانعه قائلاً: "أنا المحتاج إلى أن أعتمد منك وأنت تأتي إليّ". وبما أن عماد السيد المسيح كان عماد التوبة، وكان يقضي على المعتمدين أن يعترفوا بخطاياهم، فلكي يستدرك يوحنا المعمدان ويبيّن لليهود أن السيد المسيد لم يأتِ إلى عماده على هذه النية دعاه أمام الشعب: "حمل الله" والمخلض الذي يمحو كل خطايا الجنس البشري، يقتضي بأول حجة أن يكون هو نفسه بريئاً من الخطأ. وبما أننا قد حُسبنا جديرين بتلك الأسرار العظيمة، فلنعش حياه أهلاً لها، حياة الكمال في المسيح يسوع ربنا الذي له المجد والعزّة مع الآب والروح الآن وكل أوآن وإلى دهر الداهرين. آمين.
    الروح القدس
    للقديس سمعان اللاهوتي الحديث
    ترجمة الأرشمندريت أفرام كرياكوس
    تعلّموا جيّداً، أيها الإخوة، طابَعَ خَتم المسيح الحقيقي. أيها المؤمنون، أنتم تعرفون خصائصه. إنّ ختمه الفريد هو بالحقيقة إشراق الروح القدس، مع العلم أنه يتّخذ أشكالاً متعددة في فعله، ومعالم متعددة في فضائله. أوّلاً ومن حيث الضرورة يأتي التواضع، لأنه أساس الفضائل الأخرى كلّها وجوهرها: "إلى مَن أنظر، يقول الرب، إلاّ إلى الوديع، إلى المتواضع والذي يرتعد لكلماتي؟"(أشعيا 2:66). ثانياً يأتي النوح منبعُ الدموع التي أود أن أقول عنها أشياء كثيرة، لكنّي لا أجد التعابير المناسبة لذلك. إنها عجب لا يُستطاع التكلم عنه. أي كيف أن الدموع التي تسيل من العينين الحسيّتين تطهّر النفس عقليّاً من وسخ خطاياها؟ كيف أن تلك التي تسقط على الأرض تحرق الشياطين وتسحقها وتحرّر النفس من رباطات الخطيئة غير المنظورة؟ آه! أيتها الدموع المتدفقة بواسطة الاستنارة الإلهيّة، التي تفتح السماء هذه وتعطيني تعزية إلهيّة! إنني أعود وأكرر الكلمات نفسها بدافع شوقي وإمتناني: حيث يوجد، أيها الإخوة، دموع غزيرة بمعرفة حقيقية هناك أيضاً إشراق للنور الإلهي. وحيث إشراق النور هناك هبة الصالحات كلها، هناك يُختَم بخاتم الروح القدس داخل القلب، التي منه تأتي أثمار الحياة كلّها. من هنا يُزهر من أجل المسيح السلامُ، الرحمة، الرأفة، الصلاح، البرّ، الإيمان والعفّة. وبالتالي محبة الأعداء والصلاة من أجلهم، الفرح في التجارب والافتخار في الشدائد. وأيضاً أن يحسب المرء خطايا الآخرين خطاياه، أن يبكي من أجلها وأن يضحّي بحماس بنفسه من أجل الإخوة.
    لننظر إذاً، أيّها الإخوة، إلى أنفسنا ولنفحصها بدقة ونتعرّف إلى حالتها. هل يوجد فينا هذا الخاتم؟ فلنميّز من خلال العلامات المذكورة سابقاً إن كان المسيح فينا. أيّها الإخوة المسيحيّون أرجوكم إصغوا، تيقّظوا وابحثوا: هل أشرق النور الإلهي في قلوبكم؟ هل تمتعّتم بنور المعرفة العظيم؟ هل إفتقدنا من السماء الشمس المنيرة للذين في الظلام وظلال الموت؟ إن حصل ذلك فلنمجد السيّد الصالح باستمرار ولنشكرْه على الهبة التي منحنا إياها. ولنجاهد بواسطة عمل الوصايا (أي تطبيقها) من أجل أن نوقد في داخلنا الشعلة الإلهية. لكن إن لم نحصل بعد على المسيح أو على خاتمه، إن لم نميّز في أنفسنا العلامات المذكورة أعلاه، بل على العكس نرى العالم الباطل يحيا فينا، ونحن الأشقياء نحيا فيه ظانين أن الأمور العابرة لهي شيءٌ عظيمٌ جداً، وإن كنّا بعد نستسلم للشدائد، نحزن للمصائب، ونفرح للرفاهية والغنى، عند ذلك يا للتعاسة! يا للجهالة والعمى! يا للشقاء وعدم الاحساس! هذه السائدة علينا، التي تشدنا إلى الأرضيات وتعلقنا بها. بالحقيقة يُشفَق علينا وعلى شقائنا الكامل لأننا نكون غرباء عن الحياة الأبدية والملكوت السماوي نحن الذين ليس فقط لم نحصل بعد في داخلنا على المسيح، بل وجعلنا العالم الباطل فينا ونحن فيه ونهتم بالأمور الأرضية. من الواضح أن هذا الإنسان هو عدو لله، لأن التصاقه بالعالم الباطل عداءٌ لله، "أيها الزناة والزواني أما تعلمون أن محبة العالم عداوة الله"(يعقوب 4:4). وكما يقول الرسول: "لا تحبّوا العالم والأشياء التي في العالم إن أحب أحدٌ العالم فليست فيه محبة الآب"(رسالة يوحنا الرسول الأولى 15:2) لأنه لا يستطيع أحد أن يخدم الله، وفي الوقت نفسه، أن يعيش بحسب العالم كون أمور العالم تعيق محبتنا لله وإرضائه.
    من أقول القديس يوحنا الذهبي الفم عن عيد الظهور الإلهي
    الروح بهيئة حمامة
    لماذا ظهر الروح القدس بشكل حمامة؟ الحمامة حيوان أليفٌ طاهر. وبما أن الروح القدس هو روح وداعةٍ، لذلك تراءى بشكل حمامة. ومن ناحية أخرى، هذا يذكرنا بقصةٍ تاريخيةً قديمة، عندما غمر الطوفان كل المسكونة، وكاد الجنس البشري أن يفنى، كانت الحمامة الطائر الذي بيَّن بوضوح نهاية الغضب الإلهي، حاملة في منقارها غصن زيتون، كخبرٍ مفرح يعلن السلام العام. كل ذلك كان رسماً لما سيحدث لاحقاً. كانت حالة الناس أبشع بكثير من حالتهم الحاضرة، وكانوا يستحقون عقاباً أكبر. فلكي لا تيأس أنت الآن، يذكِّرك هنا بتلك الحادثة القديمة: حين كان الرجاء مفقوداً، وُجد حلٌّ وإصلاحٌ. كان الطوفان في ذلك الوقت تأديباً، وأما الآن فقد جاء الحل عن طريق النعمة والعطية الجزيلة. لذلك ظهرت الحمامة، لا تحمل غصن زيتون، ولكنها تشير إلى الذي سيخلص من كلِّ الشدائد، وتبسط أمامنا رجواتٍ صالحة؛ لأنها لا تُخرج إنساناً من الفلك، بل تقود بظهوره المسكونة كلها إلى السماء. لا تحمل غصن زيتون بل البنوَّة للبشر كلهم.
    الآن، وقد أدركت قيمة العطية، لا تحسب أن قيمة الروح ناقصةٌ، بسبب ظهوره بشكل حمامة. أسمع البعض يقول إنه كما يختلف الإنسان عن الحمامة كذلك يختلف المسيح عن الروح؛ إذ ظهر المسيح بصورة طبيعتنا الإنسانية، بينما ظهر الروح القدس بصورة حمامة. فبم نجيب عن كل ذلك؟ إن ابن الله اتَّخذ طبيعة الإنسان، بينما الروح القدس لم يأخذ طبيعة الحمامة. لذلك لم يقل الإنجيلي إن الروح ظهر "بطبيعة حمامة" بل قال "بشكل حمامة". ولم يظهر الروح بعد ذلك بهذا الشكل، الحقيقةُ شيءٌ والتدبير شيءٌ، التنازل شيءٌ، والظهور العابر شيءٌ آخر.
    معمودية الروح القدس
    "فقال لهم هل أخذتم الروح القدس لما آمنتم فقالوا له: لا بل ما سمعنا أنه يوجد روحٌ قدسٌ* قال: فبأية معمودية اعتمدتم فقالوا: بمعمودية يوحنا* فقال بولس إن يوحنا عمَّد بمعمودية التوبة قائلاً للشعب أن يؤمنوا بالذي يأتي بعده أي بالمسيح يسوع* فلما سمعوا اعتمدوا باسم الرب يسوع ووضع بولس يديه عليهم فحلَّ الروح القدس عليهم" (نص رسالة اليوم). كل من يجهل الروح القدس يجهل يسوع المسيح. كان يوحنا يعلِّم أن المسيا ينبغي أن يأتي "توبوا فقد اقترب ملكوت السموات". ثم يعمِّد كل من التزم حياة توبة في سبيل تهيئة نفسه لاقتبال المسيا الآتي. يقول :"الآن وضعت الفأس على أصل الشجر. فكل شجرة لا تصنع ثمراً جيداً تقطع وتلقى في النار. أنا أعمدكم بماء التوبة. ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني...هو يعمدكم بالروح القدس والنار" (مت10:3-11) بهذه الأقوال يبيِّن المعمدان أن الأمر يتطلَّب فقط استعداداً حسناً، أي توبة واعترافاً وإيماناً، وليس بالضرورة أتعاباً وأعراقاً. وبعد أن أظهر الفارق الشاسع بينه وبين المسيح بدأ يذكِّر قلة أهمية معموديته نسبة إلى معمودية المسيح وأنه لا يمكن أن يقدِّم لهم سوى الإرشاد إلى التوبة والاعتراف. لم يقل "بماء الغفران" بل قال "بماء التوبة". وعن معمودية المسيح قال "سيعمدكم بالروح القدس" يقصد غنى النعمة أي: مغفرة الخطايا، رفع اللعنة، الصلاح، التقديس، الخلاص، التبني، الأخوة. هذا كله تتضمنه مواهب الروح القدس الغزيرة. لم يقل سيعطيكم الروح بل قال سيعمدكم (سيغطسكم) بالروح القدس ونار مما يكشف عن قوة النعمة. من المحتمل أن تلاميذ يوحنا جاءوا إلى أفسس من منطقة لم تصل إليها الكرازة بالمسيح. كان يوحنا يكرز بمعمودية التوبة(أع24:13). لم يقل بولس لهم إن معمودية يوحنا ليست بشيء بل قال إنها لا تكفي وليست كاملة. فقال: معمودية يوحنا هي معمودية التوبة وليست معمودية غفران الخطايا، مرشداً إياهم إلى مقام أسمى، وموضحاً أن معمودية يوحنا لم تكن تمنح غفران الخطايا لأن الغفران الكامل يأتي من المعمودية باسم الرب يسوع والروح القدس.
    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc رد: عيد الغطاس

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين 17 يناير 2011 - 18:22

    كل سنة وانتم طيبيين بمناسبة عيد الغطاس المجيد
    مسعد خليل
    مسعد خليل
    ملاك محب
    ملاك محب


    رقم العضوية : 108
    البلد - المدينة : القاهرة
    عدد الرسائل : 866
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    cc رد: عيد الغطاس

    مُساهمة من طرف مسعد خليل الإثنين 17 يناير 2011 - 20:15

    كل سنة وكل المسيحيين بخير مع الرب يسوع يحميهم ويدافع عنهم

    عيد الغطاس Images-98b8434e48

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024 - 8:37