منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    أي علاقة لأميركا بالعالم الإسلامي؟

    andraous
    andraous
    ملاك محب
    ملاك محب


    رقم العضوية : 723
    البلد - المدينة : كندا
    عدد الرسائل : 824
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 21/02/2009

    cc أي علاقة لأميركا بالعالم الإسلامي؟

    مُساهمة من طرف andraous الجمعة 4 فبراير 2011 - 5:14

    أي علاقة لأميركا بالعالم الإسلامي؟
    المستقبل
    اللبنانية

    GMT
    2:01:00 2011 الجمعة 4 فبراير







    محمد
    السمّاك

    وقعت جريمة الاعتداء الارهابي على نيويورك
    وواشنطن في أيلول 2001، يومها انطلقت حملة الربط بين الارهاب والاسلام. واعتمد هذا
    الربط أساساً لاجتياح أفغانستان، ثم العراق. كما اعتمد أساساً للتعامل مع كل مسلم
    في الدول غير الاسلامية وكأنه ارهابي مع وقف التنفيذ. أدى ذلك الى رد فعل معاكس؛
    فكانت سلسلة العمليات الارهابية التي استهدفت عواصم غربية عديدة مثل باريس ومدريد
    ولندن والتي لا تزال تداعياتها متواصلة حتى اليوم. ولكن قبل أيلول من عام 2001،
    وتحديداً في حزيران من عام 1994 انتهت مهمة الجنرال جون كالفان القائد الأعلى لقوات
    حلف شمال الأطلسي. وفي الاحتفال التكريمي الذي أقيم له في بروكسل، ألقى كلمة تحدث
    فيها عن الآفاق المستقبلية للحلف ولدوره. تستوقفنا من كلمته العبارة الآتية: "لقد
    ربحنا الحرب الباردة وها نحن نعود بعد 70 عاماً من الصراعات الضالة الى محور الصراع
    القائم منذ 1300 سنة. انه صراع المجابهة الكبيرة مع الاسلام".
    لقد جاء موقف
    الجنرال كالفان قبل نحو سبع سنوات من حادث نيويورك. ولذلك لا يمكن الزعم بأنه موقف
    أملاه سلوك اسلامي ضد الدولة الكبرى في حلف شمال الأطلسي ولكن على العكس من ذلك،
    يمكن الزعم بأن تصرف دول الحلف على قاعدة ما أعلنه الجنرال كالفان ربما كان الفتيل
    الذي أثار اشتعاله ردود الفعل التي أدت الى جريمة نيويورك وما بعدها.
    لم تكن
    جريمة سبتمبر 2001 تعبيراً عن ارادة اسلامية. بل على العكس من ذلك فانها تتناقض مع
    التعاليم ومع القيم الاسلامية، ولقد جاءت نتائجها الوخيمة وبالاً على المسلمين
    جميعاً.
    كذلك لم يكن الموقف الذي اعلنه الجنرال كالفان تعبيراً عن ارادة العالم
    الغربي. كان موقفه مجرد وجهة نظر تتناقض مع المصالح الستراتيجية لحلف الأطلسي في
    العالم الاسلامي كما تبين ذلك ولو بعد حين. ومما يؤكد هذا التناقض ما ذكره ولي
    العهد البريطاني الأمير تشارلز في 13 كانون الأول 1996، أي بعد عامين تقريباً من
    اعلان موقف الجنرال كالفان. وكان الامير يتحدث أمام ندوة عقدت في لندن حول الاسلام
    والغرب. وفيها أعلن " ان الحضارة الاسلامية في حقيقتها لها رسالة هامة تقدمها للغرب
    وذلك بنظرتها المتكاملة والمتحدة لقدسية العالم الذي يحيط بنا. واني أشعر اننا هنا
    في الغرب يمكن ان نساعد في اعادة اكتشاف جذور تفهمنا للحياة وذلك بتقدير ذلك
    الاحترام العميق في التقاليد الاسلامية لنظام الكون الذي أبدعه الخالق. واني أعتقد
    أن هذه العملية من شأنها أن تساعد على تقريب الديانتين أحداهما من الأخرى. وقد
    تساعدنا نحن في الغرب على اعادة النظر والتفكير الجدّي في تحكّمنا المادي بالانسان
    وبيئته، كأن تساعدنا حتى في أمور العناية بالصحة والبيئة والطبيعة والزراعة
    والإعمار وتخطيط المدن ".
    والواقع انه منذ انتهاء الحرب الباردة بدأ الغرب يبحث
    عن عدو مشترك شكل حافزاً له- أي للغرب- للمحافظة على تضامنه السياسي والعسكري.
    فكانت نظرية الجنرال كالفان التي تلقفتها دوائر صهيونية مؤثرة وفاعلة في المجتمعات
    الغربية. وبدأت هذه النظرية تتبلور من خلال العمليات الارهابية التي استهدفت
    السفارات الأميركية في بعض الدول الافريقية.. ثم أخذت صفتها التنفيذية في أعقاب
    الجريمة الارهابية الكبرى في نيويورك وواشنطن.
    تلقفت الحركة المسيحانية
    الصهيونية في الولايات المتحدة هذه الصيغة وأعطتها بعداً دينياً. فالحركة (التي
    يعتقد انها تضم 70 مليون أميركي معظمهم من الحزب الجمهوري والمنتشرة في كافة
    الولايات الأميركية وعلى كافة المستويات الاجتماعية) تؤمن بالعودة الثانية للمسيح؛
    وبشروط هذه العودة، وفي مقدمتها إقامة صهيون ووقوع معركة هرمجيدون التدميرية، ومن
    ثم بظهور المسيح فوق أرض المعركة التي يباد فيها الملايين من منكريه من المسلمين
    ومن اليهود معاً، على أن يرفع السيد المسيح اليه بالجسد المؤمنين به من بقية اليهود
    وعددهم 114 ألفاً فقط، يهبطون معه الى الارض بعد انتهاء المعركة ليلتقي مع
    المسيحيين الآخرين، ومن ثم ليحكم الأرض مدة ألف عام يسمونها الألفية.
    حدث ذلك في
    الوقت الذي كان الرئيس السابق جورج بوش في البيت الأبيض، وهو واحد من المؤمنين بهذه
    العقيدة التوراتية. والذي أصبح بعد 11 ايلول 2001 من العاملين عليها. فكانت الحرب
    على أفغانستان ومن ثم على العراق على أمل أن تكون الحربان مدخلاً الى هرمجيدون (؟).
    ولما لم يحدث ذلك انتكست الحركة المسيحانية الصهيونية، وتمثل انتكاسها في رد الفعل
    الذي ألحق الهزيمة بالحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية التي أوصلت الرئيس باراك
    أوباما الى البيت الأبيض. غير ان الانتخابات الأخيرة التي فاز فيها الحزب الجمهوري
    وتمكن من استعادة السيطرة على الكونغرس، تطرح من جديد علامة الاستفهام الكبيرة حول
    ما اذا كانت نظرية الجنرال كالفان سوف تستعيد موقعها من جديد على حساب نظرية الأمير
    تشارلز!!
    فالحزب الجمهوري يعارض بشدة سياسة الرئيس أوباما من القضية الفلسطينية.
    وبعد سيطرة الحزب على الكونغرس، انكفأ الرئيس أوباما وتراجع عن خطته لتحقيق تسوية
    سياسية تحفظ للفلسطينيين حقوقهم (خطاب جامعة القاهرة)، وأوقف الضغوط السياسية
    والاقتصادرية التي كان قد هدد باللجوء اليها لحمل اسرائيل على وقف مشاريع مصادرة
    الأراضي والتوسع الاستيطاني.
    وفي الوقت الراهن فان الحزب الجمهوري لا يطالب
    بالتصعيد العسكري في أفغانستان فحسب، ولكنه يطالب أيضاً بالتحالف مع الهند ضد
    الباكستان، ويتبنى موقف دلهي من قضية كشمير. بل ان الحزب يتهم باكستان بأنها دولة
    فاشلة يجب العمل على انتزاع سلاحها النووي حتى لا يتحول اداة بيد الارهاب
    !!
    كذلك فان الحزب الجمهوري يعارض اغلاق معسكر غوانتانامو ويطالب بسحب الجنسية
    الأميركية من كل أميركي مسلم يثبت انه قدم مساعدة للارهاب ولو من خلال التبرع
    لجمعيات خيرية تصنفها أجهزة الأمن الأميركية بأنها ارهابية. من هنا وأمام انكفاء
    الرئيس أوباما الذي يعكس يأساً في قدرته على تنفيذ ما سبق أن تعهد القيام به لإصلاح
    العلاقات الاسلامية الأميركية التي تدهورت في عهد الرئيس السابق جورج بوش، وأمام
    استعادة الحزب الجمهوري للمبادرة من جديد على أساس الثوابت الدينية اليمينية
    المتطرفة، ترتسم مرة جديدة علامة الاستفهام حول مستقبل هذه العلاقات.
    ومما يزيد
    الطين بلة، الاعتداءات الارهابية التي تعرض لها مسيحيون في العراق ومصر (كنيسة سيدة
    البشارة في بغداد، وكنيسة القديسين في الاسكندرية). فقد بدأ توظيف هذه الاعتداءات
    لتصوير مسيحيي الشرق وكأنهم يتعرضون "للتصفية وللتهجير القسري على أساس عنصري
    ديني"، كما زعم الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي في الخطاب الذي ألقاه لمناسبة عيد
    الميلاد. ورغم مواقف الشجب والادانة التي عمّت العالم العربي وخاصة مصر والعراق،
    فان المقاربة الأوروبية لهذه الاعتداءات تعيد الى الأذهان "المسألة الشرقية" التي
    طبعت العلاقات بين أوروبة والعالم العربي في القرن التاسع عشر. وهي مسألة الحقوق
    الدينية لمسيحيي الشرق، ودور الدول الأوروبية في حمايتهم (؟) دفاعاً عن حقوقهم. في
    تلك المرحلة استخدم ما اعتبر "وجوب حماية المسيحيين" مدخلاً لفرض الاستعمار
    الأوروبي (الفرنسي والبريطاني وحتى الإيطالي) على العديد من الدول العربية.. كما
    استخدم غطاء لتمرير زرع الكيان الصهيوني في فلسطين. ولقد حدث ذلك رغم ان مسيحيي
    الشرق لم يطلبوا تلك الحماية الموهومة؛ بل رغم معارضتهم لها ورغم تصديهم للاستعمار
    الاوروبي مع المسلمين من أهل أوطانهم.
    أما في المرحلة الحالية حيث لم يعد
    الاستعمار حلاً، فان التجربة السودانية تشير الى ان البديل هو بتقطيع أوصال الدول
    العربية على قاعدة الاختلافات الدينية والعنصرية.
    فالمؤرخ الأميركي اليهودي-
    المعروف برنارد لويس في دراسته لحساب وزارة الدفاع الأميركية في منتصف السبعينات من
    القرن الماضي اقترح اعادة النظر في الخريطة السياسية للمنطقة الممتدة من الباكستان
    حتى المغرب بحيث يكون لكل طائفة دينية أو مذهبية أو لكل جماعة قومية كيان سياسي خاص
    بها. وقد اعتمدت اسرائيل هذه الدراسة أساساً لما سمته "استراتيجية اسرائيل في
    الثمانينات"، وعملت على تنفيذها انطلاقاً من لبنان وشمال العراق وجنوب السودان
    وامتداداً حتى الأمازيغ في شمال افريقيا..
    ومن المحزن والمخزي معاً، انه فيما
    يتواصل العمل بنفـَس طويل وتصميم أكيد على تنفيذ هذه الستراتيجية، تتصرف الدول
    العربية الاسلامية وكأنها لم تكن



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد 28 أبريل 2024 - 9:23