ما هي كمية المياه التي عليك شربها يومياً

ل نشرب الكمية المناسبة من الماء يومياً؟ ما هي الكميات التي علينا شربها من الماء حتى نبقى في صحة جيدة؟
الماء من أهم العناصر الغذائية الضرورية لكل خلية وعملية حيوية تحدث داخل أجسامنا، ويؤدي الماء عدة وظائف في الجسم، كتليين المفاصل وتنظيم درجة حرارته وحماية الأعضاء والأنسجة وترطيب الأنسجة كأنسجة العينين والفم والأنف، وإذابة المغذيات في الجسم وإذابة الأملاح حتى يصبح من السهل امتصاصها من خلال الجسم، وللماء فوائد أخرى كطرد السموم من الكبد والكلى، ونقصه يؤدي إلى الجفاف والشعور بالضعف والإرهاق.
إذاً ما هي كمية المياه التي تحتاجها أجسامنا بشكل يومي؟ اعتماداً على موقع مايو كلينيك وهي شركة غير ربحية رائدة في مجال الرعاية الطبية والأبحاث عالمياً، فإن معظم الأطباء يؤكدون بأن كمية الماء المناسبة للرجال بشكل يومي هي قرابة 3 لترات، وللنساء 2.2 لتر من مجموع المشروبات يومياً.
ولأن الجسم يفقد بشكل يومي الماء بعدة طرق كالتنفس والبول والتعرق وغيرها من العمليات الحيوية التي تحدث داخل جسم الإنسان، فمن المهم أن يعرف الجميع ما هي الكميات المناسبة لشرب الماء لنا يومياً اعتماداً على نوع الحياة التي نعيشها أو ما هي البيئة المناخية التي نعيش فيها.
إذا كان الشخص يعيش في بيئة مناخية حارة أو رطبة عليه شرب كميات أكبر من الكمية الموصى به عالمياً، لأن الجسم في هذه المناخات يفقد كمية أكبر من الماء، والكثيرون يعتقدون أن الجو البارد لا يحتاج لشرب الماء الكثير، ولكن هذا غير صحيح، ففي حال كان الجو بارداً وهناك رياح قوية يتسبب ذلك في جفاف الجلد، وبالتالي على الإنسان شرب كميات إضافية من الماء للحفاظ على رطوبة جلده، وفي حال العيش في مكان مرتفع جداً، على ارتفاع 2500 متر فما فوق، يزيد التبول وسرعة التنفس وكلاهما يستخدم مخزون الماء في الجسم ويجب تعويضه.
وفي حال كان الشخص من ممارسي الرياضة فجسمه بالتأكيد بحاجة إلى كميات أكبر من الكمية الموصى بها من الماء، لأن الجسم عند ممارسة الرياضة يتعرّق فيجب تعويض الماء المفقود، وهذا يعتمد بالطبع على مدة التمارين الرياضية وشدتها، وهل تعرق الجسم كثيراً أم قليلاً أثناء ممارسة الرياضة!، ولتعويض الأملاح المفقودة ينصح بشرب المشروبات التي تحتوي على الصوديوم.
وفي الحالات المرضية، والتي تسبب القيء والإسهال وارتفاع درجة الحرارة، يفقد الجسم الكثير من كميات الماء، يجب تعويضها بشرب كميات ماء أكبر أو المحاليل المقاومة للجفاف التي يصفها الأطباء، وفي حال الإصابة بحصوى في الكلى يجب أيضاً شرب كميات كبيرة من الماء لإذابة الحصوات مما يساعد في طردها من الجسم.
وأما الحوامل والمرضعات فهم بحاجة إلى كميات كبيرة من المياه، وينصح بأن تشرب المرأة الحامل ما يقارب 2.3 لتر يومياً، حتى يبقى جسمها رطباً، وأما المرضعة عليها شرب ما يقارب 3.1 لتر يومياً، لأنها تفقد الكثير من الماء خلال عملية الإرضاع.
بالطبع يمكن الاعتماد على الكثير من المصادر الأخرى لاكتساب الجسم للماء، ليس فقط الماء بصورته النقية، فهناك الكثير من الخضروات أو الفواكه التي نأكلها وتحتوي 90% منها على الماء كالسبانخ والبطيخ والشمام والجريب فروت والبرتقال والأناناس والخس وغيرها، والمشروبات كالحليب والعصير والقهوة والشاي، يمكن أيضاً أن تزود الجسم بالماء، ولكن دائماً ينصح أن تكون كمية الماء الداخلة إلى جسم الإنسان مصدرها الماء النقي، فهو يعتبر أفضل مصدر، لذلك ليس علينا الاعتماد بشكل كلي على المصادر الأخرى مبتعدين عن شرب الماء بشكله النقي.
كيف تعرف أنك تشرب كميات مناسبة من الماء؟ هذا سهل جداً؛ إذا كنت تشعر بالعطش الشديد يكون جسمك محتاجاً لكميات ماء أكثر، إذا كان لون البول غامقاً تحتاج إلى كمية وافرة من الماء إلى أن يصبح لونه فاتحاً، وفي حال استمرار ظهور اللون الغامق في البول عليك مراجعة الطبيب حالاً.
وبداية عند زيادة شرب كميات الماء للأشخاص غير المعتادين على شرب الماء، سيشعر الشخص بأنه مضطر للذهاب إلى الحمام كثيراً، ولكن لا تقلق فلا بأس بذلك فمع مرور الوقت سيعتاد الجسم على الكميات الواردة إليه من الماء ويقل دخول الحمام تدريجياً.