كلمه قداسة البابا تواضروس الثانى من القدس

يعز علينا انتقال نيافه الحبر الجليل مثلث الرحمات نيافه الانبا ابراهام مطران الكرسى الاورشليمى والشرق الادنى. هذا المطران الجليل فى محبته وفى خدمته وفى تعبه وفى حكمته كان من واجب الكنيسة ان تشارك فى مراسم الصلاة لانتقاله ولهذا السبب كان من المناسب جدا أن يحضر وفد قبطى يمثل الكنيسة القبطية من مطارنة وأساقفة وكهنة وشمامسة وأكون معهم لنودعه الوداع الاخير هنا فى القدس حيث كان مقر خدمته التى خدم من خلالها الأقباط فى حوالى عشر دول عربيه. كان يتجول ويزور ويعمر ويعلم ويتعب وفى كل هذة كان بكل الحكمه يقدر يتواصل ويكسب كل احد ..الجميع هنا المسيحيون والمسلمون حتى اليهود أيضا حينما تعاملوا معه استطاع أن يكسبهم جميعا فى محبة قوية. انا لا أعتبر أن هذه زيارة لأن الزيارة يجب أن الشخص يجهز لها ويعمل جدول ومواعيد وأماكن ولكن أنا بعتبرها واجب انسانى واجب للعزاء ولمسه وفاء لإنسان قدم حياته كلها سواء على المستوى الوطنى أو المستوى الكنسى وأيضا من باب الإنسانيه لتعزيه كل أبنائه الأحباء المتواجدين فى هذه الاماكن المقدسة. لا تعتبر هذه زيارة باى صورة من الصور فهى تأديه واجب، وأعتقد أن التقصير وعدم الحضور بالنسبة لى سواء على المستوى الذى أمثله أو على المستوى الشخصى كان سيعتبر نوعا من التقصير لا يجب أن يتم. دورى له جانبين الاول هو التعزية والمشاركة وتأكيد الدور القوى الذى قام به هذا المطران الفاضل والدور الثانى هو جانب شخصى لانى عندما دخلت الدير عام 1986م كان من أوائل الرهبان الذين تعاملت معهم فى دير الأنبا بيشوى، وعندما أخذت نعمه الرهبنة سنه 1988م كان عملنا واحد وهو استقبال الزوار للدير تزامنا معا لمدة سنتين . تعلمت منه الكثير ومن روحه المرحه وأسلوبه الطيب وطريقته فى كسب النفوس وأيضا حتى فى تقديم مواضع الدير للضيوف كان يقدمها بطريقه جميله بكل محبه. نصلى أن يمنح الله العزاء لكل الكنيسة ولكل الذين خدموا معه هنا وفى الدول الاخرى ونصلى من أجل أن ينيح الله نفسه وأن يرفع صلوات من أجلنا وأن يصير لنا شفيعا فى السماء ونصلى أن يعطى المسيح من يقوم بسد هذا الفراغ وهذه المسئولية الجسيمة على كل المستويات. تعزيه كاملة لكل الشعب ولكل الكنائس.. طالبين أن يذكرنا فى صلواته فى السماء.