بقلم د. وسيم السيسى
لا
وألف لا لهذا الدستور المتهرئ البالى المتناقض المرقع المفصل لإذلال
الشعب وجعل الحاكم ذئباً حتى إن كان حملاً وديعاً! إنه دستور ١٩٧١.
إن الطبيب الذى
يعالج أفراداً له مسوغات تعيين، أى دستور ينظم العلاقة بينه وبين المرضى،
فما بالنا مع الحاكم، الذى يحكم الملايين.. كيف نعطيه دستور إذعان؟ دستور
استعباد؟ دستور انقلاب على ثورة ٢٥ يناير! تضحكون على الشعب.. بالتعديل
المؤقت.. وأنتم تضمرون الشر والانقلاب على الثورة.. لا وألف لا لأذناب
نظام القهر والإذلال.. نظام النهب والسرقة، نظام أضاع مصر منذ ١٩٥٢ حتى
الآن! الدستور هو مسوغات انتخاب الحاكم، وأنتم تريدون حاكماً مستبداً ثم
تفصلون له دستوراً يا ترزية الدساتير.
أما المادة
الثانية من الدستور، فهى تحتاج إلى إضافة تفسيرية لما فى الشريعة من عدم
تعارضها مع المواثيق العالمية لحقوق الإنسان، إن دستور ١٩٥٤ واضح وصريح فى
أن الديمقراطية هى حرية التعبير مع القدرة على التغيير من أصغر صغير
لأكبر كبير، وبدون إحداهما فهى ديمقراطية عرجاء.. كسيحة.. مكسورة الجناح.
كما يوضح هذا
الدستور العظيم الذى وضعه السنهورى باشا ومعه عشرات من مفكرى مصر.. أن
المواطنة بمرجعية مدنية وليست دينية.. وأن المواطنة بحادثة الميلاد على
أرض الوطن، وليست بالعرق أو الدين أو الجنس أو القرب من الحاكم أو القوة
المالية.. كما هو الحال فى الدول المتخلفة! ملحوظة: يُقدر لاثنى مليار من
سكان العالم بمصير مظلم.. كمصير الصومال.. سوف يخرجون من التاريخ.. والبعض
من الجغرافيا أيضاً!
كفاكم يا كارهى مصر.. يا من تنعقون كالبوم لخراب مصر تحت شعارات دينية وأنتم من ينطبق عليكم:
تستروا بأمور فى ديانتهم
ودينهم دين الزناديق
نكذب العقل فى تصديق كاذبهم
والعقل أولى بإكرام وتصديق
أين أنت يا
وزير الداخلية؟! أين رجالك؟ اضرب بيد من حديد.. لا تخف.. طبق سيادة
القانون.. فالدولة الرخوة هى التى غابت عنها سيادة القانون!
أنتم أيها
المصريون الأقباط.. قابلوا الشر بالخير.. اذهبوا إلى «صول» وابنوا جامعاً
بجوار الكنيسة. حين اشتكى هندوسى لغاندى من أن مسلماً قتل ابنه.. ولابد من
الانتقام لأنه عين بعين.. كان رد غاندى: «عين بعين» يخلق عالماً من
العميان! بل خذ طفلا مسلما يتيما وكن له أباً!!
وأنتم أيها
المصريون المسلمون.. كيف تسمحون بتشويه ثورتنا.. وتدمير وحدتنا.. أليس هذا
كان حلم أودينون الإسرائيلى الذى راهن على تحقيقه بغباء المصريين.. لا
ذكاء الإسرائيليين!
إننا نجنى ثمار
السنوات المرة.. ووالله لو حكم مصر أعدى أعدائها.. لما استطاعوا أن يفعلوا
بها ما فعلته هذه الوحوش فى صورة بشر، وما فعلته هذه العصابة من تدمير
لشعب مصر وثروتها، ويكفى أن إنجلترا، وهى الدولة المحتلة، خرجت من مصر وهى
مديونة لمصر بعشر ميزانيات لعشر سنوات فى المستقبل، وخرجت هذه العصابة
ومصر مُدانة للى يسوى واللى ما يسواش!
وأنتم يا شباب
التحرير.. أنتم آخر أمل لمصر.. إياكم والدستور المرقع أكثر من مرة! ارفضوه
من الآن، إياكم والمندسين عليكم من أذناب الحكم المدمر، إياكم
والمتسربلين بإهاب الدين، والدين منهم براء.. قال عنهم أبوالعلاء فى العصر
العباسى الثانى:
فتشت عن أصحاب دين لهم نسك وليس لهم رياء
فوجدت البسطاء لا عقول لها تقيم لها الدليل ولا ضياء
وأصحاب الفطانة فى اختيال كأنهم لقوم أنبياء
أما هؤلاء فأهل مكر، وأما الآخرون فأغبياء!
ملحوظة: أصحاب الفطانة هم رجال الدين.
waseem-elseesy@hotmail.com
المصرى اليوم