على الرغم من ما تتمتع به مصر من إرث ثقافي وحضاري عظيم وأيضًا تاريخي كبير إلا أنها تشهد ارتداد حضاري وفكري وتتجه إلى المزيد من التطرف، الذي أصبح يسيطر على الكثير من عقول المصريين، والشئ الأكثر فداحة هو عدم القضاء على هذا المرض بالشكل السليم والصائب، بل يتم الهروب من المشكلة ولا يوجد مواجهة حقيقية لها، ولاسيما بالجذور التاريخية لهذا الفكر المتطرف، بل بالعكس يتم التغاضي عن هذا التاريخ وطمسه وتجميله، وتجاهله. ويتحدث الإعلامي إبراهيم عيسى في هذا الشأن وأبرزه، وفي الأسطر التالية نذكر ما ذكره في حلقة برنامجه الأخيرة أمس. نعيش 14 قرنًا من الصمت عن التاريخ الحقيقي قال الإعلامي إبراهيم عيسى، إننا نعيش 14 قرنًا من الصمت عن التاريخ الحقيقي الكامل، وأكد أقطع أن كثير جدا جدا من الشيوخ والمشايخ العمائم لم تقرأ التاريخ الإسلامي، هي تعرف معالم الدين أو فقه الدين أو دروس ونظريات الدين، لكن لا تعرف شئ عن تاريخ الدين، يتكلمون عن فروع العلم الديني، لكن في الواقع كيف يعيشون. الأعمال الفنية تقدم تاريخ غير حقيقي وصف إبراهيم عيسى، تناول المسلسلات والأفلام الدينية للشخصيات والسير الدينية أن المسلمين يرتدون اللباس الأبيض والمشركين يلبسون الأسود هي "حماقة"، عشنا عليها طوال الفترات السابقة، حيث قال إن العكس هو الصحيح أن المسلمين كانوا يلبسون أسود ورايتهم كانت سوداء خلال عهد النبي، لكن الدراما صورت العكس أن كان المسلمين يرتدون الأبيض. مشيرًا إلى أن ذلك يقدم تاريخ غير حقيقي، فأصبح عندنا داعش. "داعش" نتاج عدم تقديم التاريخ الإسلامي بصورة صحيحة قال "عيسى" إن عدم تقديم التاريخ الإسلامي بصورته الصحيحة أدى لخلق ما يسمى بـ تنظيم داعش"، لافتًا إلى أنه منذ عام 35 هجرية والدولة الإسلامية دخلت في حروب أهلية للوصول إلى السلطة. وهذا واقع وتاريخ، وأضاف أن التقليل من معرفة التاريخ وقول البعض إن ولماذا نعرف ذلك هذا شئ "جهول"، مؤكدًا إلى أهمية معرفة التاريخ لأنه معرفة للذات والأهل والشعب والجذور، وإلا لا نتعلم ولا نعرف عن التاريخ لا الإسلامي ولا القبطي ولا المصري القديم ولا غيره، ونكون سطحيين "تافهين"، نعيش مثل عمال التراحيل ليس مثل أبناء تاريخ ممتد. يجب دراسة تاريخ أمراض التطرف والطائفية تعاني مصر من تطرف وتسلف والوطن العربي كله يعاني من الذهبية والطائفية، ولهذا يجب أن ندرس تاريخنا المرضي لمعرفة من أين جائنا هذا المرض، فأننا نكتشف أن هناك مسلمين ومسيحيين يقتلون بعض، وجماعات تكفيرية تريق الدماء وكل هذا له جذور، فهؤلاء بنوا أفكارهم استنادًا من الكتب والتاريخ والأئمة، ويستندوا إلى وقائع في التاريخ والفقهاء. للحضارة الإسلامية إنجازات عظيمة.. وأيضًا فتن عظيمة كل من عدا الرسول هو بشر غير معصوم، والفتن كثيرة في التاريخ الإسلامي، مثل ما هناك إنجازات عظيمة، وهذه الإنجازات ليست بسبب إن الحضارة الإسلامية وسيادتها للعالم، فهناك إمبراطوريات سادت العالم منها الحضارة الفارسية والرومانية والإسكندر الأكبر، غيرها من الحضارات التي سادت العالم وبعد ذلك تدهورت وانحسرت. الاحتلال العسكري ليس مجد.. المجد الحقيقي هو العلوم الآن يبحث الكثيرون عن المجد الغابر للحضارة الإسلامية، لكن أي مجد غابر؟، هل مجد ابن سينا ؟ أم مجد عبد الرحمن الداخل الغازي للأندلس؟، هل مجد ابن الهيثم العالم المفكر أو ابن خلدون أم مجد الغزو العسكري لفرنسا ومعركة الشهداء ؟، المجد العسكري هو مجد زائف وزائل أم المجد الحقيقي هو مجد العلوم والفنون والثقافة، أما الأمجاد العسكرية كلها مراحل، نعم كنا قادة وسادة لدول أم الذي يخرجنا منها فهو السيد الجديد.
لقراءة اكتاب او تحميله من هنا