منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    الصوم المقترن بالفضائل الانبا اغاثون اسقف المغاغة والعدوة

    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc الصوم المقترن بالفضائل الانبا اغاثون اسقف المغاغة والعدوة

    مُساهمة من طرف Admin الثلاثاء 14 سبتمبر 2010 - 10:08

    الصوم المقترن بالفضائل

    أريد يا أخوتى أن أتكلم معكم عن ( الصوم المقترن بالفضائل ) . يظن البعض من الناس أن الصوم ، هو تغييرطعام من فطارى إلى صيامى ، أو هو فترة إنقطاع عن الأكل والشرب ، دون أى صلة بالفضائل الأخرى ، وهذا خطأ . لأنه يجب أن يكون صومنا ، مقترناً بفضائل أخرى . مثال الآتى :

    1- الصوم وعلاقته بالتوبة .

    الصوم عن الأكل الفطارى من غير الصوم عن الخطايا ، لايكون صوماً مقبولاً أمام الله ، وإنما يكون مجرد فرض أو عادة تعود عليها الأنسان ، دون أن يستفيد منها روحياً . مثال بنى إسرائيل الذين كانوا يصومون دون توبة ، ولما وجدوا إنهم غير مستفيدين من صومهم قالوا لله : " لماذا صمنا ولم تنظر ، ذللنا أنفسنا ، ولم تلاحظ؟(أش58: 4،5) فكان الجواب من الله لهم ، انه لم ينظر إلى صومهم لانه بدون توبة ، ولذلك قال : " ها انكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر . لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم فى العلا ... هل تسمى هذا صوماً ويوم مقبولاً للرب ؟ " ( أش 58 : 4 ، 5 ). وإستمر بنو إسرائيل يصومون سنوات طويلة بدون توبة ، ولم يقبل الرب صومهم . وهذا ظاهر على فم زكريا النبى : " لما صمتم ونحتم فى الشهر الخامس ، والشهر السابع ، وذلك هذه السبعين سنة فهل صمتم صوماً لى أنا ؟ "( زك 7 : 5 ).

    واضح من قول الرب أنه مهما صام الأنسان سنوات طويلة ، مثال بنى إسرائيل دون توبة ، لا يستفيد من صومه . وأكثر من ذلك أرسل لهم الرب أرميا النبى ليبلغهم أن لا يصوموا ، ماداموا مصرين على عدم التوبة : " حين يصومون لا أسمع صراخهم ، وحين يصعدون محرقة تقدمه لا أقبلها ، بل بالسيف والجوع ، والوباء أنا أفنيهم " ( أر 14 : 12 )

    أما صوم أهل نينوى لأنه كان مصحوباً بالتوبة ، والرجوع عن الخطية ، فقد أدى إلى رفع غضب الله عنهم : " فلما رأى الله أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ، ندم الله على الشر الذى تكلم أن يصنعه بهم ، فلم يصنعه " ( يون 3 : 10 )

    وغير ذلك الصوم المصحوب بالتوبة يطالبنا به الله فى سفر يوئيل النبى : " ارجعوا إلى بكل قلوبكم ، وبالصوم والبكاء والنوح " ( يؤ 2 : 12 ) .

    فإذا أردنا صوماً مقبولاً أمام الله ، ونستفيد منه فى حياتنا الروحية ، ينبغى أن نقدم توبة صادقة مسبقة له اولاً.

    2- الصوم وفضيلة المشورة.

    ينبغى أن يكون لكل إنسان اب أعتراف ، يأخذ مشورته فى كل أمر قبل أن يتصرف فيه من فكره الخاص ، حتى فى الصوم : " لأن هناك طريق تظهر للإنسان مستقيمة ، وعاقبتها طرق الموت " ( أم 14 : 12 ) ، ( أم 16 : 25 ) . والكتاب المقدس أوصانا بالطاعة لمرشدينا ، والتمثل بهم : " أطيعوا مرشديكم وأخضعوا ، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم " ( عب13 : 17 ) . " أذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الله أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم " ( عب 13 : 7 ). وإرتباط الصوم بمشورة آب الأعتراف يجعلنا نتكلم عن :

    3- الصوم وفترة الإنقطاع.

    الصوم بدون فترة إنقطاع عن الأكل والشراب بضعة ساعات يحتسب تغيير طعام وشراب فطارى الى طعام وشراب صيامى ، لا صيام .

    والصوم وارتباطه بالانقطاع عن الأكل والشراب فترة معينة من الزمن رأيناه فى حياة كل من النبيين موسى وايليا والرب يسوع المسيح . وكل منهم صام أربعون يوماً من غير أكل أو شرب . وغير ذلك أهل نينوى الذين صاموا هم واطفالهم وبهائمهم انقطاعاً عن الأكل والشرب فترة معينة . وكانت النتيجة بعد الصوم الانقطاعى ان الرب سلم لوحى الشريعة لموسى النبى ، وكلم ايليا ، وانتصر السيد المسيح على الشيطان ، ورفع الله غضبه عن أهل نينوى.

    بالرغن من أن الصوم الانقطاعى مفيد للإنسان ، لكن ينبغى ان يكون بمشورة آب الأعتراف ، لأن هناك أمور كثيرة بين الناس يختلفون فيها ، ولهذا يجب ان تختلف فترة الانقطاع وكمية الطعام والشراب ونوعها من إنسان لآخر ، لعدة أسباب ، مثال الأتى :

    نوع الصيام : هل هو من أصوام الدرجة الأولى ، غير المسموح فيها بأكل السمك ؟ أم من أصوام الدرجة الثانية ، المسموح فيها بأكله . وتجد أنساناً كبيراً واخر صغيراً ، واحد بصحة جيدة والأخر مريض . ونوع العمل يختلف من أنسان لآخر ، تجد عملاً يحتاج الى مجهود ذهنى ، وعملا اخر يحتاج لمجهود بدنى او جسمانى ، ساعات العمل كثيرة ام قليلة . مكان العمل مهم جداً فى الصوم الانقطاعى . هل الانسان وهو صائم متواجد فى حر الشمس ام فى الظل . وبجواره مروحة او تكييف ؟ ام هو فى البرد القارص او فى مكان محكم من الهواء وبجواره منظم للحرارة ؟ وغير ذلك نجد المرأة الحامل وغير الحامل والتى ترضع والتى لا ترضع واخيراً الحياة الروحية مع ربنا تختلف من شخص لآخر وبناء عليه تختلف فترة الانقطاع بينهم اما عن كمية الطعام والشراب ونوعهما :

    من جهة كمية الطعام والشراب : تجد أنسان يصوم فترة إنقطاع معينة من الزمان وبعدها يأكل طعام أضعاف الوقت الذى إنقطع فيه أو أنسان أخر يأكل كمية قليلة . كل هذا يحتاج لمشورة اولاً.

    اما من جهة نوع الطعام والشراب : ويدخل ذلك تحت بندين هما : أصناف طعام وشراب مختلفة – أنواع الطعام والشراب دسم ام لا .

    أصناف طعام مختلفة . تجد على مائدة بعض الناس عن إفطارهم أنواعاً كثيرة من الطعام والشراب ، والبعض الأخر نوعاً واحداً من الطعام أو أطعمة قليلة . وهذا يحتاج لمشورة من آب الإعتراف . ولكن فى الحقيقة كلما قلت أنواع الطعام والشراب التى يأخذها الإنسان كلما أستفاد من صومه .

    نوع الطعام او الشراب . دسم ام لا ، مسموح فيه بتناول السمك ام لا ، وهذا ايضاً يحتاج الى مشورة ، ولا يكون الانسان حكيماً فى عينى نفسه لئلا الجسد يمرض ، ولا يستطيع ان يصوم فيما بعد . وفترة الإنقطاع عن الأكل والشراب والكمية والنوعية توصلنا الى :

    4- الصوم وعلاقته بالخفاء.

    الخفاء فى الصوم لا يتعارض مع صوم الانسان مع بقية الكنيسة ولا يتعارض ايضا بمعرفة آب الاعتراف بصوم المعترف وانما يتعارض الخفاء فى الصوم اذا عرف الناس فترة الانقطاع وكمية الطعام والشراب ونوعهما وهذا هو الخفاء فى الصوم .

    ولذلك المسيح له المجد اوصى بالخفاء فى هذه الناحية : " واما انت فمتى صمت فادهن رأسك وأغسل وجهك لكى لا تظهر للناس صائماً بل لابيك الذى فى الخفاء ، فأبوك الذى فى الخفاء يجازيك علانية " ( مت 6 : 17 – 18 ) ينبغى ان يخفى الانسان فى صومه عن الناس فترة انقطاعه وكمية الطعام والشراب ونوعهما على قدر استطاعته وهذا الامر يأتى بواسطة طرق مختلفة :

    1- إذا قدم لك أكل أو شرب وقت صومك ، أعتذر بأنك أكلت وشربت سابقاً أو بأن هذه الأكلات والمشروبات ممنوعة عنك طبياً لآجل صحتك ، وحاول الأعتذار بطريقة او أخرى لطيفة ، حيث الناس لا يعرفون ولا يكسرون صومك.

    2- لا تعطى مواعيد ولاتزور الناس وقت صومك ومن الممكن ان تأكل مع الناس أو تشرب لكى لا تكشف صومك لهم وهذا غير خطأ ، ويمكن بعد ذلك أن تواصل صومك ، أو تزيد ساعات الانقطاع عن الفترة المحددة . وحدث فى بستان الرهبان قصص كثيرة . نسرد منها واحدة على سبيل المثال : ان اباً وتلميذه أكلوا مع أباء أخرين قبل انتهاء فترة صومهم ، لكى لا يكشفوا لهم انهم صائمان وبعد ذلك اراد التلميذ أن يأكل قبل الفترة المحددة لصومه ، وطلب ذلك من معلمه فرفض ، ولما سئل عن سبب الرفض فقال له : اننا من اجل وصية المحبة أكلنا معهم ، ولكن الآن لم يأتى الوقت المحدد للآكل . فإستفاد التلميذ من حكمة ابيه الروحى ، وواصلوا صومهما.

    5- الصوم وقراءة كلمة ربنا.

    لأن كلمة ربنا فيها للإنسان الصائم وغير الصائم فوائد كثيرة ، ومن بينها إنها غذاء للإنسان وقت صومه ولذلك قال السيد المسيح للشيطان وقت ان كان صائما وجربه بتجربة الخبز : " ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله " ( مت 4 : 4 ) ، ( لو 4 : 4 ) ، ( تث 8 : 3 ) . وقراءة الكتاب المقدس وقت الصوم هذا يرجع لنص كتابى ويؤكد على ذلك فى وصية أرميا النبى لتلميذه باروخ وقت ان كان محبوساً فى السجن : " فادخل انت وأقرأ فى الدرج الذى كتبت عن فمى كل كلام الرب . فى أذان الشعب فى بيت الرب فى يوم الصوم ... لعل تضرعهم يقع أمام الرب ، فيرجعوا كل واحد عن طريقه الردئ " ( أر 36 : 6 ، 7 ).

    وغير ذلك قال الروح القدس فى العهد الجديد عن قراءة الكتاب يجب ان يكون كل يوم لا فى الاصوام فقط : " فاحصين الكتب كل يوم ، هل هذه الأمور هكذا ؟ " ( أع 13 : 11 ). ومن هنا فإن كنيستنا القبطية حريصة على قراءة كلمة ربنا فى كل مناسبة من مناسبتها وخاصة فى أيام الأصوام ، بل وأكثر من ذلك تضيف قراءات أخرى عن الآيام العادية أو ايام الفطار.

    فكن حريصاً فى حياتك الروحية على قراءة كلمة ربنا وخاصة فى أيام الصوم ، وضعها فى اهتمامك كالصوم ولا تهملها ، لانها غذاؤك وقت جوعك وارشادك وقت المشورة وسندك وقت الضعف وسلاحك وقت هجمات العدو عليك وتعليمك وقت جهلك ونور لك وقت الظلمة وحديث الرب معك ... الخ

    6- الصوم والصلاة.

    الصوم دائماً يرتبط بالصلاة كأرتباط الروح بالجسد فى الانسان أو كإرتباط الاعمال بالايمان فى الحياة الروحية ، او كإرتباط اليدين فى الجسد الواحد .. او كإرتباط جناحى اليمامة بعضها ببعض لكى تحلق فى السماء .. انا لا أتخيل صوم بدون صلاة ، على الاطلاق !!

    دائما فى الكتاب المقدس ، تجدون الصوم مرتبطاً بالصلاة مثال لذلك : صوم وصلاة عزرا الكاهن والكاتب وشعب الله قديماً : " صمنا وطلبنا ذلك من إلهنا فاستجاب لنا " ( عز 8 : 23 ).

    نحميا النبى وهو فى السبى سمع بشرور بنى إسرائيل الذين لم يسبوا وبأسوار اورشليم المنهدمة وابوابها المحروقة بالنار : " بكى وناح أياماً وصام وصلى امام اله السماء " ( نح 1 : 4 ).

    وأيضاً فى نفس السفر نجد الصوم مرتبط بفضائل متعددة مثال لبس المسوح والتوبة والاعتراف وقراءة كلمة ربنا والصلاة : " أجتمع بنو إسرائيل وعليهم مسوح وتراب ... وإنفصل بنو إسرائيل من جميع بنى الغرباء ووقفوا واعترفوا بخطاياهم وذنوب ابائهم واقاموا فى مساكنهم وقرأوا فى سفر شريعة الرب الههم ربع النهار وفى الربع الآخر كانوا يحمدون ويسجدون للرب الههم " ( نح 9 : 1 – 3 ). وفى أيام يهوشافاط ملك يهوذا أجتمع موآب وبنو عمون لمحاربة يهوذا فخاف يهوشافاط منهما ونادى بصوم وصلاة وفى كل مدن يهوذا لكى ينجيهم الله ، وفعلاً أعطاهم الله النصرة وخلصهم من أيدى أعدائهم . ( 2 أى 20 : 1 – 30 ) . وعن طريق الصوم والصلاة لمدة ثلاثة أيام ، نجى الله شعب اليهود فى أيام أستير الملكة من أبادة محققة ( أس 3 – 9 ) . ومن خلال الصوم والصلاة رفع الله غضبه عن أهل نينوى ( يو 3 : 10 ).

    وبواسطة الصوم والصلاة ، تخرج الآرواح النجسة : " أما هذا الجنس لايخرج بشئ إلا بالصلاة والصوم " ( مت 17 : 21 ) ، ( مر 9 : 29 ). وبالاجماع كل الذين وصلوا فى حياتهم الروحية مع الله كان عن طريق الصوم والصلاة.

    7- الصوم والاعتكاف والخلوة.

    يجب ان يقترن الصوم بالاعتكاف او الخلوة لان الله اوصى بذلك : " قدسوا صوماً نادوا بإعتكاف " ( يؤ 1 : 14 ، 2 : 15 ). فى الاعتكاف او الخلوة يعيش الانسان بمفرده مع الله مهتماً بتوبته ومحاسبته لنفسه وبصومه وصلاته وقراءته ... دون ان يعمل اى عمل من أعمال العالم : " اعتكف للرب الهك ولا تعمل فيه عملاً " ( تث 16 : 8 ) . فمن أهمية الصوم مع حياة الاعتكاف جعل له الرب وصية تنص على ذلك.

    ونجد أمثلة عاشت حياة الصوم مع الاعتكاف ، مثال الرب يسوع الذى صام اربعين يوماً مع إعتكاف واهل نينوى ونجد البعض من الرهبان فى صومهم يعتكفون عن مقابلة إخوتهم من الرهبان وبقية الناس. وايضاً توجد أديرة من اديرتنا القبطية تغلق ابوابها فى فترات الاصوام حفاظاً على حياة الاعتكاف مع الصوم. ولا ننسى أنه يوجد فى البعض من الأديرة بيت لخلوة الشباب لكى يقضوا فيه فترة إعتكاف لكى يستفيدوا روحياً ...

    حياة الاعتكاف مطالب بها كل انسان لا الرهبان فقط والله وضع وصية تنص عليها قبل ان تكون الرهبنة. فهناك اعتكاف كلى يناسب الرهبان وخاصة المتوحدين او الحابسين وايضا يوجد إعتكاف جزئى وهذا للعلمانيين . ومن هنا جاء يوم السبت راحة أو اعتكاف واستبداله بيوم الأحد. فممكن ان يعتكف الإنسان يوماً فى الأسبوع او فى الشهر ، وان لم يستطيع ذلك يعتكف جزأ من اليوم او لبضعة ساعات فى الاسبوع وهذا افضل من عدم الاعتكاف كلياً لانه فى الحقيقة لايصلح الصوم مع دوامة العمل او مع حياة الفسحة للذهاب الى أماكن الملاهى كالمسرح والسينما والمتنزهات.

    8- الصوم والبكاء .

    الصوم بإستمرار يرتبط بالبكاء والنوح امام الله ولذلك قال الله : " إرجعوا إلى كل قلوبكم بالصوم والبكاء والنوح " ( يؤ 2 : 12 ). وظهر الصوم وارتباطه بالبكاء والنوح فى صوم شعب أستير ( أس 4 : 3 ) . وفى صوم أهل نينوى ( يون 3 : 5 – 10 ) ، وقال داود النبى : " أبكيت بصوم نفسى " ( مز 96 : 10 ) وبواسطة البكاء غفر السيد المسيح لبطرس خطية الإنكار ، وأرجعه إلى رسوليته ( مت 56 : 57 ) ، ( لو 22 : 61 – 62 ) ، ( يو 21 : 15 – 17 ) . وغفر للمجدلية الشكوك وأظهر لها ذاته ( يو 20 : 13 – 18 ) . وايضاً بالبكاء غفر للمرأة الخاطئة خطيئتها ( لو 7 : 38 ، 47 ). ليتنا نبكى على خطايانا ونحن على الارض لكى يغفر لنا الله ، بدلاً من أن نبكى فى العالم الآخر ولا تغفر لنا ...

    9- الصوم ولبس المسوح.

    الصوم لا يتفق إطلاقاً مع التزين والمكياج ، لأن التزين يكشف عن أمر خطير فى حياة صاحبه ، وهو عدم التوبة . اما الحشمة والمسوح يكشفان عن ان صاحبهما يخاف الله ، ويريد التوبة.

    ولذلك نرى دانيال النبى فى صومه كان يرتدى المسوح : " وجهت وجهى الى الله السيد طالباً بالصلاة والتضرعات بالصوم والمسح والرماد " ( دا 9 : 3 ) . وأهل نينوى فى صومهم كانوا لابسين المسوح " فآمن أهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحاً من كبيرهم الى صغيرهم " ( يون 3 : 5 ) . فى الحقيقة يا أخوتى إننى أتعجب من الذين يصومون ويصلون ويتناولون دون ان يتوبوا عن خطية عدم الحشمة والتزين !!!.

    10- الصوم وصلته بالمحبة .

    قد يظن الناس أن وصية الصوم منفصلة عن وصية المحبة. وهذا خطأ لأن الاثنين يكمل بعضهما البعض ومن عثر فى احداهما فقد عثر فى الاخرى ( يع 2 : 10 ) ومن غير تطبيق وصية المحبة فى حياتنا بجوار الصوم لا ننتفع شيئاً : " إن أسلمت جسدى حتى أحترق ولكن ليس لى محبة فلا أنتفع شيئاً " ( 1 كو 13 : 3 ). ولا تكون محبتنا لله وللأخرين مجرد محبة نظرية غنما يجب أن تكون عملية ، كما قال الرسول يوحنا : " يا أولادى لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق " ( 1 يو 3 : 18 ). والمحبة العملية تجاه الله تظهر توبتنا وحفظنا لوصاياه أما محبتنا للأخرين تظهر فى أمور كثيرة من بينها العطاء لهم وهذا يجعلنا نتكلم عن :

    11- الصوم والعطاء .

    من أرتباط العطاء بالصوم نجد ان آباء الكنيسة وضعوا لنا فى قراءات رفاع الصوم الكبير من قداس يوم الأحد ( مت 6 : 1 – 18 ). تتكلم عن العطاء والصلاة والصوم والقصد من ذلك هو ربط أصوامنا بالعطاء والصلاة ، ولأن فى الصوم نشعر بالجوع والعطش والإحتياج وهذا الشعور يدفعنا لمساعدة إخواتنا المحتاجين.

    12- الصوم والخدمة.

    راينا الخدمة المرتبطة بالاصوام فى حياة ابائنا الرسل ولذلك قال الكتاب فى سفر أعمال الرسل : " وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس : إفرازوا لى برنابا وشاول للعمل الذى دعوتهما اليه فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا الأيادى ثم أطلقوهما " ( أع 13 : 2 ، 3 ) . وقال بولس أيضاً : " فى أصوام مراراً كثيرة " ( 2 كو 11 : 27 ) ، ( 2 كو 6 : 5 ).

    فالخادم يحتاج إلى أصوام كثيرة سواء من أجل روحياته وروحيات المخدومين ولأجل مشاكل الخدمة واحتياجاتها وايضاً من أجل القيام بالطقوس التى تتطلب أصواماً مسبقة لها.

    13- الصوم والايمان.

    نحن نصوم وعندنا إيمان بالله القادر على حل مشاكلنا ومشاكل الكنيسة وبالصوم والايمان نقل اباؤنا جبل المقطم فى القرن العاشر الميلادى . ورآينا الصوم والايمان يتفقان معاً فى قصة نينوى ولذلك رفع الله غضبه عنهم.

    14- الصوم ومراسيم الزواج.

    معروف عن الصوم أنه أوقات حزن وتذلل أمام الله بسبب خطايانا ، لا اوقات للفرح وللزواج ولذلك كنيستنا القبطية حريصة فى الأصوام ان لا تعمل خطوبة أو إكليل لإنسان مهما كان الأمر . لانها تعلم أن الأنسان المتزوج مطالب فى أوقات الأصوام بالصوم عن الأكل والشراب الفطارى والصوم عن الحياة الزوجية . ومن هنا قال الرسول بولس للمتزوجين فى أوقات الأصوام : " أن يتفرغوا للصوم والصلاة " ( 1 كو 7 : 5 ).

    15- الصوم وأسرار الكنيسة السبعة .

    أسرار كنيستنا القبطية العريقة لها علاقة بالصوم وكل سر من أسرارها يسبقه فترة صوم معينة كما وضعها لنا الكتاب المقدس وأباء الكنيسة.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 7 مايو 2024 - 3:41