الأنبا يؤأنس الأسقف المحب
""وأما غاية الوصية فهى المحبة من قلب طاهر" (اتى 1 : 5)
"إن المحبة تربط الإنسان بالله ، وتربطه بأخيه الإنسان وتربط الفضائل كلها ببعض وبهذا يصبح الإنسان العادى إنسان الله". (بستان الروح جـ 3)
""وأما غاية الوصية فهى المحبة من قلب طاهر" (اتى 1 : 5)
"إن المحبة تربط الإنسان بالله ، وتربطه بأخيه الإنسان وتربط الفضائل كلها ببعض وبهذا يصبح الإنسان العادى إنسان الله". (بستان الروح جـ 3)
لم تكن المحبة التى تميزت بها شخصية أبينا الأسقف نيفة الأنبا يؤأنس مكتسبا بل كانت سمة أساسية ميزته وفضيلة لازمته من بداية حياته وحتى نياحته كأسقف جليل.
فجاء موكب وداعه خير دليل على هذا الحب إذ عبر شعبه عن محبتهم لأبيهم الذى أحبهم فأحبوه.
لقد كان نيافته يؤمن أن المحبة هى عطاء وبذل من أجل الآخرين. فهى المحبة التى لا تطلب ما لنفسها. (1 كو 13:15).
هذه المحبة إنما كانت صدى للمحبة الإلهية المتأججة فى قلبه فكان لابد له أن يبرز هذه السمة مطبقا قول الرسول "لأن من لا يحب أخاه الذى أبصره كيف يقدر أن يحب الله الذى لم يبصره." (1 يو 4 :20)
كانت محبته التى أحب بها الجميع تعبيرا حقيقيا عن محبته العميقة للإله الذى كرس حياته لأجله ليخدمه حتى فى أحلك ظروف آلام جسده المضنية.
لقد أحس أن المحبة هى أعظم وصايا الله فعبر عن ذلك بقوله (حينما نتحدث عن المحبة ، فإنما نتحدث عن أعظم الوصايا الإلهية بل الكل مجموعا فى واحد ، نتحدث عما هو شهى الى قلب الله الذى هو المحبة ذاتها".
ولهذا السبب فقد أفرد نيافته فى كتاب بستان الروح الجزء الثالث ثلاثة فصول للحديث عن المحبة "محبة الله للإنسان ، ومحبة الإنسان لله ، محبة الإنسان لأخيه الإنسان" وما كان ذلك إلا تعبيرا عن سمة المحبة التى ميزت شخصيته ولمسها وشعر بها كل من تعامل معه. حقا لقد نهج سبيل حبيبه بولس الرسول حين قال "وأما غاية الوصية فهى المحبة من قلب طاهر". (1 تى 1 : 5)
لقد ظل نيافته طيلة حياته كلها يسعى لأن تسود المحبة بين الجميع وانعكس ذلك على كتاباته فنجده يقول (إن المحبة تربط الإنسان بالله وتربطه بأخيه الإنسان وتربط الفضائل ببعضها وبهذا يصبح الإنسان العادى إنسان الله حسب تعبير بولس الرسول (2تى 3 : 17)[. ولقد كانت نيافته فى نهجه للمحبة يسعى الى غايتها التى قال عنها انها عشاء عرس الحمل ] إن النهاية السعيدة حى حضور عشاء عرس الحمل – وقال لى أكتب طوبى للمدعوين الى عشاء عرس الحمل (رؤ 19 : 9)[ هذا العشاء يصفه نيافته بأنه مهرجان المحبة العظيم .. وهو يصف العروس (النفس البشرية) بأنها ستكون فد وصلت إلى أخر محطة وهى تستقل قطار السماء إنها المحطة العظمى . محطة المحبة.
ونود هنا ان نستعرض لمظاهر المحبة فى حياة نيافته فنتعلم منها: