كسر لحاجز الخوف وقناعة راسخة بأنّ التغيير ليس صعبًا
عدوى "ثورة الياسمين" في تونس بدأت تصيب أنظمة عربية
أ. ف. ب.
GMT
15:30:00 2011 الجمعة 28 يناير
فتحت ثورة الياسمين في تونس التي أطاحت
بالرئيس زين العابدين بن علي شهية شعوب عربيّة عديدة للتخلص من أنظمة مستمرة منذ
عقود وترتكز على أجهزتها الأمنية للحكم، ويرى محللون أنّ السؤال لم يعد من التالي؟
بل أي نظام سيصمد؟
دبي: يرى محللون ان "ثورة الياسمين" في تونس بدأت تصيب
انظمة عربية اخرى مستمرة منذ عقود بفضل اجهزتها الامنية، من مصر الى الاردن مرورًا
باليمن.
وقال عامر حمزاوي مدير الابحاث في مؤسسة
كارنيغي الشرق الاوسط انه بعد تونس "لم يعد السؤال من التالي، بل اي نظام سيصمد؟،
مؤكدًا ان التظاهرات الشعبية يمكن ان تنتقل الى غالبية الدول العربية باستثناء دول
الخليج.
واضاف ان ما يحصل "هو تيار اقليمي فعلي في مصر
والجزائر والاردن واليمن (...) حيث ينزل المواطنون الى الشارع للمطالبة بحقوقهم
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".
واعتبر برهان غليون صاحب كتاب "تظاهر من اجل
الديموقراطية" في العالم العربي الذي صدر العام 1977 "انها دينامية انطلقت في
العالم العربي".
واضاف غليون الذي يدير مركز دراسات الشرق
المعاصر في باريس ان "المتظاهرين في تونس كسروا حاجز الخوف وحققوا نتائج بسرعة
مدهشة وكان الدرس ان التغيير ليس بهذه الصعوبة التي يتصورونها".
وتشهد مصر منذ الثلاثاء تظاهرات هي الأكبر منذ
تولي الرئيس حسني مبارك الحكم العام 1981.
وانتقلت العدوى الى اليمن حيث تظاهر الآلاف
الخميس مطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح الذي يتولى السلطة منذ 32 عامًا،
فيما دعا الإخوان المسلمون في الاردن الى تظاهرة جديدة الجمعة.
لكن غليون يستبعد "عدوى سريعة" بسبب خصوصيات كل
بلد، مشددا على ان "اي عملية تغيير لن تشبه الاخرى".
لكن حركات الاحتجاج التي بدأت تصيب الانظمة
العربية بينها قاسم مشترك: الدور الطليعي للشباب والطبقات الوسطى في هذه التحركات
وخصوصًا عبر شبكة الانترنت والمواقع الالكترونية الاجتماعية.
وأوضح حمزاوي "انها نتيجة ما قامت به الانظمة
القمعية على الصعيد السياسي في العالم العربي. فقد تم اضعاف احزاب المعارضة وعزلها
في شكل منهجي ما دفع المواطنين الى التحرك اليوم".
واظهرت حركات الاعتراض الى اي مدى تفتقر انظمة
كثيرة الى الشرعية الشعبية، رغم ان الحكام المعنيين يتولون الحكم منذ فترات زمنية
قياسية.
واكد حمزاوي انه "لا يمكن بناء الشرعية على
القمع ولا على انكار الحقوق السياسية والاجتماعية. لا احد يمكنه القبول بذلك في
القرن الحادي والعشرين، والعرب ليسوا استثناء".
وقد وعد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني
بالمضي قدما في الاصلاحات السياسية والاقتصادية، فيما اكد الرئيس اليمني صالح انه
لا يفكر في توريث السلطة لنجله.
لكن السؤال الابرز: هل هذه الإصلاحات كافية في
عالم عربي "تنظر فيه الشعوب الى غالبية هذه الانظمة كاداة قمع وفساد ودمار؟"، على
قول غليون.
من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة الحياة العربية
غسان شربل "نحن في مرحلة اضطراب في مجموعة بلدان مع الالتفات الى خصوصية كل
وضع".
واضاف ان "الوضع يتعلق بقدرة الانظمة على
الاصغاء لمطالب الناس، فكلما تأخرت عملية الإصغاء كلما كان الثمن اكبر"، مؤكدًا ان
"الخيار بين قرار جريء باجراء إصلاحات لاستيعاب الشارع او ان تعتمد الأنظمة على
اجهزة الامن وحدها، وهذا يؤدي الى انهيار انظمة برمتها".
عدوى "ثورة الياسمين" في تونس بدأت تصيب أنظمة عربية
أ. ف. ب.
GMT
15:30:00 2011 الجمعة 28 يناير
فتحت ثورة الياسمين في تونس التي أطاحت
بالرئيس زين العابدين بن علي شهية شعوب عربيّة عديدة للتخلص من أنظمة مستمرة منذ
عقود وترتكز على أجهزتها الأمنية للحكم، ويرى محللون أنّ السؤال لم يعد من التالي؟
بل أي نظام سيصمد؟
الآلاف يهتفون في مصر "الشعب يريد اسقاط النظام" |
انظمة عربية اخرى مستمرة منذ عقود بفضل اجهزتها الامنية، من مصر الى الاردن مرورًا
باليمن.
وقال عامر حمزاوي مدير الابحاث في مؤسسة
كارنيغي الشرق الاوسط انه بعد تونس "لم يعد السؤال من التالي، بل اي نظام سيصمد؟،
مؤكدًا ان التظاهرات الشعبية يمكن ان تنتقل الى غالبية الدول العربية باستثناء دول
الخليج.
واضاف ان ما يحصل "هو تيار اقليمي فعلي في مصر
والجزائر والاردن واليمن (...) حيث ينزل المواطنون الى الشارع للمطالبة بحقوقهم
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية".
واعتبر برهان غليون صاحب كتاب "تظاهر من اجل
الديموقراطية" في العالم العربي الذي صدر العام 1977 "انها دينامية انطلقت في
العالم العربي".
واضاف غليون الذي يدير مركز دراسات الشرق
المعاصر في باريس ان "المتظاهرين في تونس كسروا حاجز الخوف وحققوا نتائج بسرعة
مدهشة وكان الدرس ان التغيير ليس بهذه الصعوبة التي يتصورونها".
وتشهد مصر منذ الثلاثاء تظاهرات هي الأكبر منذ
تولي الرئيس حسني مبارك الحكم العام 1981.
وانتقلت العدوى الى اليمن حيث تظاهر الآلاف
الخميس مطالبين برحيل الرئيس علي عبدالله صالح الذي يتولى السلطة منذ 32 عامًا،
فيما دعا الإخوان المسلمون في الاردن الى تظاهرة جديدة الجمعة.
لكن غليون يستبعد "عدوى سريعة" بسبب خصوصيات كل
بلد، مشددا على ان "اي عملية تغيير لن تشبه الاخرى".
لكن حركات الاحتجاج التي بدأت تصيب الانظمة
العربية بينها قاسم مشترك: الدور الطليعي للشباب والطبقات الوسطى في هذه التحركات
وخصوصًا عبر شبكة الانترنت والمواقع الالكترونية الاجتماعية.
وأوضح حمزاوي "انها نتيجة ما قامت به الانظمة
القمعية على الصعيد السياسي في العالم العربي. فقد تم اضعاف احزاب المعارضة وعزلها
في شكل منهجي ما دفع المواطنين الى التحرك اليوم".
واظهرت حركات الاعتراض الى اي مدى تفتقر انظمة
كثيرة الى الشرعية الشعبية، رغم ان الحكام المعنيين يتولون الحكم منذ فترات زمنية
قياسية.
واكد حمزاوي انه "لا يمكن بناء الشرعية على
القمع ولا على انكار الحقوق السياسية والاجتماعية. لا احد يمكنه القبول بذلك في
القرن الحادي والعشرين، والعرب ليسوا استثناء".
وقد وعد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني
بالمضي قدما في الاصلاحات السياسية والاقتصادية، فيما اكد الرئيس اليمني صالح انه
لا يفكر في توريث السلطة لنجله.
لكن السؤال الابرز: هل هذه الإصلاحات كافية في
عالم عربي "تنظر فيه الشعوب الى غالبية هذه الانظمة كاداة قمع وفساد ودمار؟"، على
قول غليون.
من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة الحياة العربية
غسان شربل "نحن في مرحلة اضطراب في مجموعة بلدان مع الالتفات الى خصوصية كل
وضع".
واضاف ان "الوضع يتعلق بقدرة الانظمة على
الاصغاء لمطالب الناس، فكلما تأخرت عملية الإصغاء كلما كان الثمن اكبر"، مؤكدًا ان
"الخيار بين قرار جريء باجراء إصلاحات لاستيعاب الشارع او ان تعتمد الأنظمة على
اجهزة الامن وحدها، وهذا يؤدي الى انهيار انظمة برمتها".