منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

2 مشترك

    سر الرجاء ... فى التوبة والاعتراف

    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc سر الرجاء ... فى التوبة والاعتراف

    مُساهمة من طرف Admin الأربعاء 26 سبتمبر 2012 - 2:24

    التَوبَة و الاعتراف وَمَغفِرَة الخَطَايا

    "إنّ الله لا يريد موت الخاطئ، بل أن يعود إليه ويحيا". إنّ

    محور كلّ دين هو نظرته إلى الله، ومحور النظرة المسيحية هو أنّ الله ليس الإله

    الديّان الذي يُنزل العقاب بالخاطئ، بل الإله المحبة الذي يدعو الخاطئ إلى الحياة

    والخلاص. والتوبة المسيحية هي قبول محبة الله. تلك هي الرسالة الكبرى التي نادى

    بها أنبياء العهد القديم، وحقّقها بملئها السيد المسيح في العهد الجديد، وحفظها

    لنا الإنجيل المقدس الذي هو "إنجيل" أي "بشرى صالحة"، لأنه

    "بشرى خلاص". إنّ وحي الخطيئة في الكتاب المقدس هو عمل خلاص من قبل

    الله، لأنه لا يهدف إلى الحكم على الخاطئ بل إلى مساعدته للإقلاع عن خطيئته

    واختبار محبة الله الذي يغفر للخاطئ ما اقترفه من الخطايا ويدعوه إلى إعادة علاقات المحبة معه.

    أولاً- التوبة و الاعتراف ومغفرة الخطايا

    في رسالة الأنبياء ورسالة السيد المسيح

    لقد كانت رسالة الأنبياء في معظمها توعية للشعب لإدراك خطاياه الكثيرة

    أمام الله، ودعوة له إلى التوبة، أي إلى أن يعود إلى الله ويعمل بأحكامه ووصاياه.

    كل المصائب والويلات التي كانت تحلّ بالشعب، كان الأنبياء يعتبرونها نتيجة حتمية

    لابتعاد الشعب عن طرُق الله. وهذا ما يمكن التحقق منه في دراسة مختلف أسفار العهد

    القديم.إنّ ما هو جديد في رسالة السيد المسيح هو أنّه لم يقتصر على الدعوة إلى

    التوبة كما فعل الأنبياء. بل راح يغفر الخطايا معلناً تحقيق الزمان الذي وعد به

    الأنبياء. فقد بدأ رسالته بالكرازة بتحقيق الملكوت في شخصه: "لقد تمَّ الزمان،

    واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل" (مر 1: 15). والملكوت هو حضور

    محبة الله الغافرة بين البشر. وهذا ما أظهره السيد المسيح في ما قام به من أعمال

    محبة: من شفاء للمرضى وإخراج للشياطين ومغفرة للخطايا. أن محبة الله تسبق كل عمل

    يقوم به الإنسان، والتوبة التي هو مدعو إليها هي نتيجة، وليست شرطاً، لتلك المحبة.

    لذلك كانت دعوة السيد المسيح أولاً إلى الإيمان بمجيء الملكوت ثم إلى

    التوبة.فعندما يدرك الإنسان محبة الله، يدرك في آنٍ معاً كم هو بعيد عن تلك المحبة

    في مختلف الأعمال التي يقوم بها، ويدرك إذّاك معنى الخطيئة ومعنى التوبة. وهذا ما

    نقرأه في مشهد المرأة الزانية الذي هو أروع ما كتب في هذا الموضوع (يو 8: 3-

    11).جاء يوماً علماء الناموس والفريسيين إلى يسوع بامرأة أُخِذت في فعل الزّنى.

    وقالوا له أن الناموس يقضي برجم أمثال تلك المرأة. تلك هي النظرة الأولى إلى الخطيئة:

    الخطيئة تعدٍّ على الناموس. ومن ينظر إلى الخطيئة في هذه النظرة لا يبقى له

    للتكفير عن الخطيئة وإعادة الاحترام للناموس إلاَّ تنفيذ الحكم الذي يأمر به

    الناموس.لكنّ السيد المسيح ينظر إلى موضوع الخطيئة نظرة مختلفة. فيجيب علماء

    الناموس والفريسيين: "مَنْ فيكم بلا خطيئة فليبدأ ويرمها بحجر". إنّه

    يتوجه إلى ضمير كلّ واحد منهم. وعلى هذا المستوى لا يستطيع أحد أن يدّعي أنّه

    "بلا خطيئة". لذلك، يقول الإنجيل المقدس، "طفقوا يخرجون واحداً

    فواحداً، ابتداءً من الشيوخ" (فالخطايا، على مرّ الأيام، تتكدّس). خرجوا،

    وبقي كل منهم وحده مع خطاياه.إلاَّ أن السيد المسيح لم يقف عند هذا الحدّ. وهنا

    نصل حقاً إلى إدراك معنى الخطيئة ومعنى المغفرة. إنّ ما لم تستطع العدالة أن

    تحقّقه، ستحقّقه المحبة التي تتجاوز الخطيئة. فالمحبة ستعطي تلك المرأة القدرة على

    الخروج من السجن الذي قادتها إليه أعمالها ومواقف الناس من حولها. فيخاطبها السيد

    المسيح أولاً بلغة الواقع: "أين هم؟ أَلَمْ يحكم عليكِ أحد؟" يدعوها إلى

    أن تنظر إلى حقيقة ذاتها وإلى حقيقة مَن حولها. "لا أحد!" إنّها خاطئة،

    ولكن جميع الناس خطأة. ثم يخاطبها بلغة المحبة والمغفرة: "ولا أنا أحكم عليكِ!".

    ولكنّه يضيف: "إذهبي، ولا تعودي إلى الخطيئة من بعد". إنّ المغفرة التي

    يمنحها إيّاها يرفقها بدعوة إلى تغيير حياتها. وهذه الدعوة هي علامة ثقة بأنّها

    تستطيع عمل الخير، لأنّ ما يحدّد مصيرها ومصير حياتها ليست الخطيئة التي عاشت فيها

    حتى الآن، بل محبة الله التي يدعوها السيد المسيح إلى أن تحيا فيها.هكذا يعرّفنا

    السيد المسيح ما هي الخطيئة وما هي التوبة. فالخطيئة ليست تعدّياً على شريعة، بل

    قطع لعلاقة محبة، وتلك هي مأساة هذه المرأة: لقد خانت المحبة التي تربطها بزوجها.

    لذلك لا تعاد إلى المحبة برجمها بحسب الشريعة، بل بمساعدتها على ملاقاة محبة

    تمنحها الثقة لتجاوز الخطيئة التي اقترفها. وهذا ما فعله السيد المسيح نحوها.ان

    طريقنا إلى التوبة في نظر السيد المسيح يقوم على أن نكتشف في آن معاً عمق محبة

    الله نحونا وحقيقة خطيئتنا: "تعرفون الحق، والحق يحرّركم" (يو 8: 32).

    في معظم الأحيان يظنّ الخاطئ أنّ مغفرة خطاياه تقوم على اعلان براءته إمّا من قبل

    الآخرين وإمّا من قبل ضميره، وذلك بإيجاد أعذار لخطيئته. لكن المغفرة التي يمنحها

    السيد المسيح ليست إعلان براءة ولا القبول بما نقدّمه من أعذار. بل هي بالحريّ

    قبول في الحق للخاطئ مع كلّ ما هو عليه، بما في ذلك الخطيئة التي اقترفها. هذا

    القبول هو وحده كفيل بأن يفتح أبواب السجن الذي يقود الخاطئ إلى الشعور بالذنب، إذ

    يكشف له أن الذنب الذي اقترفه يُبعده عن محبة الله. أمّا الله فيبقى أميناً على

    عهد محبته مهـما ابتعد الانسان عن هذا العهد. وانطلاقاً من اكتشاف محبة الله

    الأمينة الثابتة ومن اعترافه بذنبه، تنفتح له آفاق مستقبل جديد.أن الله خالقنا

    للمحبة، وكل مرة نخون المحبة نخون الله ونخون ذواتنا في آنٍ معاً. في هذا المعنى

    يمكن القول أن الخطيئة هي التغرّب والضياع الأعظم. وللخروج من هذا التغرّب، لا طريق

    آخر سوى المغفرة، أي تلك النظرة المحبة التي يلقيها علينا الله.

    ثانياً- التوبة المسيحية

    1- التوبة المسيحية دخول في ديناميكية محبة الله

    التوبة المسيحية ليست ارتداداً إلى أحكام الشريعة لتتميمها، ولا ارتداداً

    إلى أصالة الذات، بل هي في أساسها ارتداد إلى الله الحيّ.

    أ) الارتداد إلى الشريعة

    هناك بعض المسيحيين لا يزالون ينظرون إلى الله وكأنّه قبل أي أمر آخر

    الإله الواضع الناموس والحارس الشريعة، الذي يُنزل العقاب بكل من يخالف أحكامه

    ووصاياه.فالشرائع والوصايا تعبّر، في نظرهم، بوضوح عن إرادة الله، ويمكن الاكتفاء

    بها. فليس لهم إذاً إلاَّ تطبيق هذه الوصايا تطبيقاً حرفياً. في هذه النظرة تغدو

    التوبة إصلاحاً للذات في موضوع معيّن يشعر المرء أنّه خالَفَ فيه الوصية، دون

    النظر إلى مجمل حياته.والمقاصد التي توجّه عمله تقتصر على بعض واجبات ومبادئ

    أخلاقية تلقّاها في تربيته.

    ب) الارتداد إلى الذات

    هناك نظرة أخرى ترى في الله تجسيد "القيم" الإنسانية، وفي المسيح المثال الأعلى للإنسان.

    في هذه النظرة تغدو التوبة عودة إلى الذات لتحقيق القيم الإنجيلية والعمل على

    إزالة المظالم الاجتماعية التي تشوّه الإنسان.لا بدّ من التنبيه إلى حدود تلك النظرة

    التي لا تتخطّى المستوى الأخلاقي، الذي يحمل المسيحي على أن يعيش على مثال المسيح.

    فيما الأخلاقية المسيحية تطلب منه أن يعيش مع المسيح.

    ج) الارتداد إلى الله الحي

    أن التأثّر بالثقافة المعاصرة قد يحمل بعض المسيحيين إلى أن يروا أنّ

    التطوّر الحاصل في الأخلاق المسيحية يقتصر على توسيع الشرائع. فما كان محرَّماً في

    القديم صار الآن محلَّلاً. إنّ مَن لا ينظر إلى الأخلاق المسيحية إلاَّ في إطار

    المحرَّم والمحلَّل لم يفهم ما جاء به السيد المسيح من جديد في إطار الأخلاق. انه

    لا يزال يفكِّر ضمن إطار حدود الشريعة، لذلك يرغب في توسيع تلك الحدود. إنّه في

    الواقع يرغب في تبرير أعماله، ويطلب من الشريعة هذا التبرير.فيما السيد المسيح لم

    يأتنا بشرائع نتمّمها فنحصل على التبرير، وهذا ما لم يفهمه الفريسيون وعلماء

    الناموس، بل أدخلنا في عهد جديد، لا عهد الحرف بل عهد الروح، عهد محبة وصداقة مع

    من يدعوه المسيح "أبي وأبيكم". لا شك في أنّ هذا العهد يقتضي متطلّبات

    لا يمكن إهمالها وشرائع يجب احترامها. ولكن لا يكفي أن يحترم الإنسان الشرائع

    ليريح ضميره بأنه تمّم إرادة الله. فليست الشريعة هي الكلمة الأخيرة في الأخلاقية

    المسيحية، بل العلاقة مع الله التي هي علاقة محبة. إنّ الله أحبّنا أولاً، وحياتنا

    الأخلاقية هي جوابنا على تلك المحبة. وإذا كانت هناك حدود للشريعة، فلا حدود

    للمحبة. فمَن قال إنّه يحب صديقه محبة كافية، فَقَدَ المحبة، وتلك هي مأساة الكثيرين

    من المسيحيين: يظنّون أنّهم يستطيعون إراحة ضمائرهم أمام الله. ولكن مَن هو هذا

    الإله الذي يعبدون؟ انه إله الشريعة.إن الإله الذي يدعونا السيد المسيح إلى أن

    نتوب إليه هو الإله الحي الذي لا يمكننا أن نشعر إزاءه بأننا قمنا

    "بواجبنا" لأننا تمّمنا شرائعه. هذا الإله يدعونا على الدوام إلى أن

    نخرج من ذواتنا، أن نموت عن ذواتنا على نحوٍ ما وننفتح عليه. وفي هذا الموت عن

    الذات والانفتاح على الله يكشف لنا الله ذاتنا الحقيقية. فكأنّ الله يخلقنا من

    جديد. في تلك النظرة التي يلقيها علينا، في علاقة المحبة والصداقة التي تنشأ بينه

    وبيننا، يخلقنا من جديد على صورته ومثاله. إنّ العودة إلى الذات يجب أن تقودنا إلى

    أن نجد الله في عمق ذاتنا.أن التوبة المسيحية هي ارتداد قلب الإنسان الذي يعترف

    بمحبة الله تجاهه، والانطلاق في مسيرة تتضمّن مراحل طويلة يدرك فيها الإنسان أكثر

    فأكثر تلك المحبة، ويعمل على تغيير منهج حياته في محبة إخوته، مع كل ما تتضمّنه

    تلك المحبة من تطلّبات لتحقيق العدالة واحترام الشخص البشري.

    2- التوبة المسيحية اشتراك في فصح المسيح الخلاصي

    "إنّ الله هو الذي صالح، في المسيح، العالم مع نفسه" (2 كو 5:

    19). إنّ مصالحة البشر مع الله لم تتحقّق من خلال الناموس، بل بواسطة المسيح، الذي

    به انتقلنا من عبودية الناموس إلى حرية الإيمان. "فالناموس كان مؤدّبنا

    يرشدنا إلى المسيح لننال البرّ بالإيمان" (غلا 3: 24). إنّ الانتقال إلى

    البرّ والحرية لم يتمّ نتيجة لتطور ضمني داخل الناموس، بل نتيجة لحدث جديد هو فصح

    المسيح. لقد كان الناموس سبباً لتكاثر الخطيئة. ولكن "حيث كثرت الخطيئة طفحت

    النعمة" (رو 5: 20؛ 11: 32). والنعمة قد طفحت في صليب المسيح وقيامته.إنّ

    يسوع المسيح ابن الله وكلمته قد قضى على الأرض حياة كلّها عطاء لله ولتتميم

    إرادته: "إنّي لا أطلب مشيئتي، بل مشيئة الآب الذي أرسلني" (يو 5: 30)،

    وفي آنٍ معاً عطاء للبشر: "إنّ ابن البشر لم يأتِ ليُخدَم بل ليَخدم ويبذل

    نفسه فداء عن كثيرين" (مر 10: 45). ولم يكن موته على الصليب سوى تكليل لتلك

    الحياة "لأجل الله ولأجل الآخرين": "ليس لأحد حبّ أعظم من أن يبذل

    الحياة عن أحبائه" (يو 15: 13). لقد علّمنا المسيح بمثله أن المحبة أعظم من

    الحياة عندما قادته محبته إلى بذل حياته، وعلّمنا أن المحبة أقوى من الموت عندما

    قام من الموت إلى حياة جديدة غير مائتة. هذا هو فصح المسيح الخلاصي: إنّه قد انتقل

    إلى حياة الأبد، التي هي ثمرة المحبة. ومعه انتقلت البشريّة كلّها إلى تلك الحياة

    الجديدة.إنّ التوبة المسيحية هي اشتراك في فصح المسيح الخلاصي، وارتداد إلى المحبة

    التي أحبّنا بها المسيح والتي بها انتقل من الموت إلى الحياة. لذلك يمكن القول مع

    التقليد اللاهوتي القديم أن التوبة هي تجديد للمعمودية. والتوبة، على غرار

    المعمودية، لا تعني انعتاق الطبيعة البشرية من الضعف الذي جُبلت عليه، ولا تعني أن

    المسيحي لا يتعرّض للخطيئة. ولكنها تعني تحرّراً ونموًّا في الحرية.المسيحيون

    يدركون أنهم خطأة، وأنهم على الدوام ينالون المغفرة من الله، ويحيون من محبته.

    وهذا الإدراك يُبعد عنهم في آنٍ معاً القلق النفسي ووخز الضمير اللذين ينتجان من

    الشعور بالذنب، والكبرياء الفريسي الذي ينتج من التبرير الذاتي والتقيّد الحرفي

    بفرائض الشريعة. وهذا التحرّر من الذنب يفتح أمامهم طريق الحرية الحقيقية.ان

    الحرية البشرية، في نظر اللاهوت المسيحي، تقوم على مشاركة حرية الله الذي دخل

    تاريخ البشر وتحمّل نتائج خطاياهم حتى الموت، وانتصر على الخطيئة بالمحبة وعلى

    الموت بالقيامة.ان الإيمان المسيحي بمحبة الله التي ظهرت لنا في صليب المسيح

    وقيامته، يرافقه الرجاء بانتصار المحبة على الخطيئة والحياة على الموت، رغم كل

    اختبارات الخطيئة والموت التي يخضع لها الإنسان، تلك هي المفارقة التي فيها يحيا

    المسيحي وفيها يحقّق حريته. إذ إنّه ضمن كل ما يحمل على الخطيئة، وبالرغم من كل

    مما يقود إلى الموت، يعرف أن يقرأ ملامح الرجاء بانتصار المحبة والحياة.

    أن المسيحي يحيا على هذه الأرض في مفارقة دائمة: انه في جسد مائت، ولكن حياة الأبد

    تعمل فيه، حسب قول بولس الرسول: "ولئِن كان إنساننا الظاهر ينهدم، فإنساننا

    الباطن يتجدّد يوماً فيوماً" (2 كو 4: 16). وحياة الأبد التي تملأ كلّ جوارح

    كيانه والتي يتنشّقها في كل خليّة من خلايا جسده، تلك الحياة التي هي ثمرة المحبة،

    والتي لا تثبت إلا بالمحبة، هي التي يعمل على نشرها في العالم في حياة كل إنسان

    وفي نظم المجتمع وشرائعه.

    إنّ حرية المسيحي تقوم إذّاك على إدراك دعوته الشخصية إلى اكتشاف بذور الحياة،

    بالرغم ممّا يختبره من إخفاق وخطيئة وموت، وذلك في كل مرافق حياته الشخصية

    والجماعية. أن الحياة الجديدة التي يصل إليها المسيحي في اشتراكه في فصح المسيح،

    والتي يعلنها مع الكنيسة جمعاء بالكرازة، لا يمكن إيجادها إلاَّ ضمن جماعة البشر.

    فالمسيح الذي قام من بين الأموات ودخل في مجد الآب، نجده على هذه الأرض في

    "إخوته هؤلاء الصغار"، في أفراح هذه الحياة وأحزانها، في مضايقها ومسؤولياتها.

    ان الحياة الجديدة، حياة الخلاص وحياة الأبد، لن تُعطى لنا إلاَّ إذا قبلنا أن

    نضطلع مع السيد المسيح بواقع هذه الحياة المائتة، إلاَّ إذا قبلنا أن يكون التاريخ

    البشري موضع العمل لأجل الخلاص. هذا ما تدعونا إليه التوبة المسيحية. وتلك هي

    المسؤولية التي يشارك فيها المسيحيون جميع البشر. فإلى جانب غير المؤمنين يعملون

    على تحرير الإنسان من كل أنواع العبودية في تاريخ هو دوماً عرضة للتقلّبات

    والاضطرابات، إذ يمتزج فيه على الدوام الشك واليقين، الإخفاق والنجاح. ولكن عملهم

    هذا يتمِّمونه، على خلاف غير المؤمنين، بقلوب عامرة بالإيمان بقيامة المسيح،

    وبانتصار الحياة الجديدة، وبرفقة المسيح وشركة المحبّة التي جسّدها في حياته،

    والتي تجعلها الكنيسة حاضرة على الدوام في أسرارها وفي حياة الأشخاص والجماعات،

    فتجعل الأزمنة كلّها معاصرة لزمن المسيح ولفصحه الخلاصي.

    وهذا ما تدعو إليه الكنيسة في سرّ التوبة و الاعتراف
    عهدى حليم
    عهدى حليم
    ملاك محب
    ملاك محب


    رقم العضوية : 2159
    البلد - المدينة : طهطا - سوهاج
    عدد الرسائل : 462
    شفيعك : مارجرجس - ومارمينا - والبابا كيرلس
    تاريخ التسجيل : 21/03/2010

    cc رد: سر الرجاء ... فى التوبة والاعتراف

    مُساهمة من طرف عهدى حليم الجمعة 28 سبتمبر 2012 - 23:15

    سر الرجاء ... فى التوبة والاعتراف 272620 فى سر الاعتراف هل يقدر الكاهن ان يغفر خطايا المعترف
    الكاهن بمفرده لا يقدر ان يغفر خطايا المعترف ولكن يفعل الاتى
    كما كان يحدث فى العهد القديم يحدث فى العهد الجديد لان السيد المسيح يقول ( لم اجئ لأنقض الناموس بل لأكمله
    فى العهد القديم كان الانسان الذى بفعل خطية غبر الموجبة للموت ( لانه نوجد خطية موجبة للموت وخطية غير موجبة للموت وهى التى يقدم عنها الانسان ذبيحته ) ( لانه يقول الكتاب بدون سفك دم لا تحصل مغفره ) يأتى بذبيحته امام الكاهن ثم يضع الخاطئ يده على راس الذبيحة ويقر بخطاياه فتنتقل االخطية منه الى الذبيحة ثم يقوم الكاهن بالذبح فتموت عوضا عن الانسان
    هكذا فى العهد الجديد عندما يعترف الانسان على الكاهن بأخذ الكاهن خطايا هذا الشخص المعترف ويضعها على جسد السيد المسيح على المذبح فيحمل السيد المسيح خطية هذا الشخص بدلا منه وتغفر خطايا هذا الانسان المعترف اى ان السيد المسيح حمل خطايا هذا الانسان بدلا منه وصلب مرة اخرى
    فيجب علينا ان نعمل بكل قوتنا لكى لا نخطئ حتى لا نشترك فى صلب السيد المسيح مرة اخرى وان نكون مدققين فى افعالنا غير ملومين فى شئ

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024 - 21:02