منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    من التهديد إلى التنفيذ.. نهاية دولة

    andraous
    andraous
    ملاك محب
    ملاك محب


    رقم العضوية : 723
    البلد - المدينة : كندا
    عدد الرسائل : 824
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 21/02/2009

    cc من التهديد إلى التنفيذ.. نهاية دولة

    مُساهمة من طرف andraous الإثنين 20 سبتمبر 2010 - 4:36


    من التهديد إلى التنفيذ.. نهاية دولة

    الشرق الاوسط اللندنية
    GMT 0:09:00 2010 الإثنين 20 سبتمبر

    إياد أبو شقرا


    ابكِ مثل النساء مُلكا مضاعا
    لم تحافظ عليه مثل الرجالِ
    (عائشة أم أبي عبد الله.آخر ملوك الطوائف في الأندلس)

    من أهم مقولات «حزب الله» السياسية أن غايته «تأسيس الدولة الإسلامية - وفق مدرسة (الولي الفقيه) طبعا - ولكن عندما تسمح الظروف بذلك». وكانت هذه المقولة تتردد غالبا في سياق رد «الحزب» على متهميه بالسعي لتحويل لبنان إلى «دولة ملالي» صغيرة مستنسخة تلتزم بشرعية «الولي الفقيه» في قُم.. لا الشرعية الدولية التي كان لبنان أحد الأعضاء المؤسسين لهيئتها الأم.. أي منظمة الأمم المتحدة.
    «الحزب» جعل عبر ثلاثة عقود من مقاومة إسرائيل علة وجوده وتقبله شعبيا كقوة مسلحة خارج سيطرة الدولة. وتحت هذا الشعار، وبدعم ورعاية من نظام سياسي - أمني يتذكر معظم اللبنانيين كيف بني منذ 1977، وبموجب مخطط استراتيجي إقليمي، صار «الحزب» القوة السياسو - عسكرية التي نرى اليوم.
    لقد أبصر «الحزب» النور رسميا في النصف الأول من ثمانينات القرن الماضي، ومنذ ذلك الحين توافرت كل ظروف الاحتضان والرعاية لتصليب عوده وتأكيد حضوره في بيئته الطائفية، أولا، ومن ثم في لبنان ككل. غير أن استثناء «الحزب» من قرار نزع سلاح الميليشيات اللبنانية الذي أقره «اتفاق الطائف»، بحجة استمرار الاحتلال لجنوب لبنان، كان المفصل الأهم والأطول مفعولا. وهذا مع أن «الحزب» ما كان القوة التي ابتكرت مقاومة إسرائيل، لا في الجنوب ولا في بيروت ولا في أي مكان في لبنان.. فالأبطال والشهداء من أمثال سناء محيدلي وخالد علوان وجورج قصابلي وسهى بشارة ووجدي الصايغ ما كانوا في يوم من الأيام أعضاء في «الحزب»، وحتما، لم يؤمنوا في يوم من الأيام بتأسيس «دولة دينية» ذات لون واحد في بلد يعترف دستوره - حتى اللحظة - بـ17 أو 18 طائفة دينية.
    مع هذا، بدت إسرائيل سعيدة بتسابق اللبنانيين على تمزيق البلد الذي كُتب عليهم عام 1920 أن يعيشوا ضمن حدوده. وكانت ولا تزال مرتاحة جدا لوجود قوى نافذة فيه آخر همّها أن تقوم فيه دولة.
    وهنا، يجوز للمشككين منا استغراب تلاقي غايات إسرائيل وأولئك الذين يصفون أنفسهم بأنهم ألد أعدائها، في هدف منع قيام الدولة في لبنان. نعم، منع قيام الدولة، ونشوء مجتمع مدني تحكمه المؤسسات بدلا من الهالات «فوق البشرية».
    جريمة اغتيال رفيق الحريري عام 2005 لم تكن أول جريمة كبرى ترتكب في لبنان منذ انزلق إلى حربه المدمرة عام 1975، لكنها أول جريمة أقنعت معظم اللبنانيين بأنه ما عاد جائزا السكوت على أسلوب التدجين والإلغاء بالاغتيال السياسي.
    ثم إنها، لم تكن، بالضرورة، أبشع من جرائم اغتيال شخصيات لبنانية كثيرة.. كلها قيدت بحق «مجهول»، وكان ممنوعا أو متعذرا أن تصل إلى محاكمات وإدانات.
    لكن بحلول 14 فبراير (شباط) 2005، يوم وقوع تلك الجريمة، كان الكيل قد طفح وكانت أعين المجتمع الدولي قد تنبهت إلى حالة سياسية محتقنة وخطرة. وبالتالي، بصورة لا شعورية تقريبا سار عشرات الألوف مطالبين بوقف مسلسل التدجين والإلغاء بالقتل.
    لقد وصف ما حدث بعد تلك الجريمة بـ«ثورة». ولكن في ذلك مبالغة لأن وراء معظم الثورات الحقيقية عقائد جامعة. في حين، أن وراء «الانتفاضة» التي حدثت بعد تلك الجريمة رد فعل شعبيا رافضا لفكر قمعي وشبكة مصالح هيمنة و«طقم سياسي» قائم على الزبائنية الأمنية. وكانت الإيجابيتان الكبيرتان لرد الفعل، هما أولا أنه كان عابرا للطوائف، والثانية أنه آمن بأن بديل «الدولة الأمنية» هو «دولة مؤسسات» مدنية.
    بعد ذلك كان من الطبيعي أن يظهر الفرز الواضح بين معسكرين واسعين جمع كل منهما طيفا من الأضداد، ضم أحدُهما («تجمع 14 آذار») دعاة الدولة المدنية والمستفيدين منها، والثاني (تجمع «8 آذار») مناصري الدولة الأمنية والمستفيدين منها.
    وبما أن الأحكام العرفية تشكل غاية «العدالة» في عالم الديكتاتوريات الأمنية، يصبح القضاء المستقل المألوف في دول مؤسسات تقوم على فصل السلطات.. أخطر الممنوعات.
    بل، إذا أحيط الاستقلال القضائي برعاية الشرعية الدولية - التي هي «إسرائيلية» (!) بنظر بعضهم - تصبح العدالة جريمة.. وتغدو الحاجة إلى ضربها وشطبها أكبر وأكثر إلحاحا.
    بالأمس، كشف «حزب الله» على الملأ، أن «فترة السماح» ببقاء الدولة انتهت.. و«أن الظروف باتت تسمح» ببدء عصر دولته.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء 8 مايو 2024 - 12:40