قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الإسلام الحقيقي يمنح الحرية لجميع الناس ليؤمنوا به أو لا يؤمنوا به، مشيرا إلى أن هناك سوء فهم وخلط بشأن الإسلام الحقيقي.
وأضاف السيسي في حوار مع صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية نشرته اليوم إن "الدين يحميه روحه وجوهره وليس البشر. فالبشر يأخذون تعاليم الدين ويتجهون بها إما إلى اليمين أو إلا اليسار".
وأوضح السيسي إن الإسلام لم يدع قط لقتل من لا يؤمنون به كما لم يقل ان للمسلمين الحق في املاء معتقداتهم على العالم، ولم يقل ان المسلمين فقط هم من سيدخلون الجنة وسيلقى غيرهم في الجحيم".
وقال "لسنا آلهة على الأرض وليس لنا الحق في التصرف نيابة عن الله".
وتطرق السيسي للعلاقات مع الولايات المتحدة وقال إن مصر لن تضر بتلك العلاقات. "لن نتصرف أبدا بحماقة".
ورفض السيسي حصر العلاقات بين القاهرة وواشنطن في الأسلحة، وقال "نحن متحمسون لعلاقه استراتيجية مع واشنطن فوق كل شيء. ولن ندير لها ظهورنا حتى إذا فعلت هي ذلك".
وشهدت العلاقات المصرية الأمريكية توترات في أعقاب ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم جماعة الإخوان المسلمين والرئيس الأسبق محمد مرسي. وجمدت واشنطن المساعدات العسكرية لمصر منذ ذلك الحين. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في تصريحات على هامش المؤتمر الاقتصادي الأسبوع الماضي في شرم الشيخ إنه يتوقع قرارا في هذا الشأن قريبا.
وقال السيسي إنه متحمس لتلبية توقعات الليبراليين لكن "الأوضاع في مصر تطغى على كل شيء"، موضحا أن الدين الداخلي تضاعف خلال السنوات الأربع الماضية ليصل إلى 300 مليار دولار.
وقال "هذا غير منفصل عن ردي على السؤال الخاص بالليبراليين... لا وقت لدينا لنتقاتل ونتشاحن ونستنفذ أوقاتنا في بحث قضايا مثل هذه. البلد بحاجة إلى توفير الأمن والنظام حتى تبقى... وإذا قدم العالم الدعم فسأسمح للناس بالتظاهر في الشوارع ليل نهار".
وأشار السيسي إلى أن حماية القيم الأمريكية المتعلقة بالديمقراطية والحرية التي يجب احترامها لن تكون بالكلام إنما بتحقيق الرخاء والازدهار، ولابد من توفير مناخ لذلك، بحسب قوله.
وقال السيسي إن القوات المصرية لن تشارك في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق، موضحا أن تلك مهمة القوات العراقية والولايات المتحدة، التي تقود تحالفا دوليا لقتال التنظيم في سوريا والعراق.
وفي الشأن الليبي، قال السيسي إن "الناتو قام بهمة في ليبيا لكنه لم يكملها.. وتواصل الأمم المتحدة فرض حضر توريد أسلحة للحكومة الليبية المعترف بها دوليا، في حين أن المليشيات المتطرفة تتدفق عليها الأسلحة والذخيرة بشكل مستمر".
وتتصارع الحكومتان المتنازعتان في ليبيا على السلطة فيما تعقد الأمم المتحدة محادثات في محاولة لإنهاء العنف. وطردت الحكومة المنتخبة المعترف بها دوليا من طرابلس العام الماضي واتخذت من مدينة طبرق شرق البلاد مقرا لها. وشكلت مجموعة من الأحزاب الإسلامية، مدعومة من المليشيات، حكومتها في طرابلس.