منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    الصوم فى الطقس الكنسى

    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc الصوم كركن من اركان الطقس الكنسى

    مُساهمة من طرف Admin السبت 23 مايو 2009 - 16:47

    محاضرات عن الصوم وعلاقةباركان العبادة فى المسيحية وهو يتكون من عدد من المحاضرات التى القاهاحضرة الحبر الجليل الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة وهى منقولة من كتابه الصوم ارجو ان تستفيدوا منه

    تداريب على الصوم الإنقطاعى
    قد يكون الصوم الإنقطاعى ، مشكلة أمام بعض الناس ! !
    مثال الذين لم يصوموا من قبل ، او المبتدئين فى الحياة الروحية ، أو لأجل صغر أو كبر السن.
    وقد يكون الصوم الإنقطاعى ، مشكلة أمام البعض من الناس ، كالمرضى ، او العمال الذين يقومون بأعمال شاقة ... الخ
    كل هذه الاسباب وأمثالها ، من الممكن أن تـُحل أمام الأنسان ، إن وجد بعض التداريب التى تناسبه.
    ولنأخذ أول تدريب على الصوم الإنقطاعى ، وليكن هو :
    1- تبديل الطعام والشراب الفطارى ، إلى صيامى . قد تقول هذا لا يُعد تدريب على الصوم الإنقطاعى ، بلا تغيير أو تبديل للطعام والشراب الفطارى ، إلى طعام وشراب صيامى . لا هذا يُعد تدريب على الصوم الإنقطاعى ، بالنسبة للإنسان الذى لم يصم من قبل ، لأن تغيير أو تبديل الطعام والشراب بالنسبة له ، يحتسب درجة من درجات الصوم. لذلك هناك إنسان من بين الناس ، نرشده فى صيامه أن يأكل ويشرب صيامى بدلاً من الفطارى ، ويكون هذا الإرشاد نوعاً من التدريب على الصوم الإنقطاعى. فالتدريب الأول إذاً على الصوم الإنقطاعى ، هو الأمتناع أو الأنقطاع عن الطعام والشراب الفطارى ، وأخذ بدلاً منه طعام وشراب صيامى. وقد يستمر صاحب هذا التدريب ، صوماً كاملاً بنفس هذا الأسلوب أو أكثر من صوم أو سنة كاملة أو عدة سنوات ، وهذا النوع من التدريب يكون مقبولاً من صاحبه أمام الله. وبالتالى من هذا التدريب ، يستطيع الإنسان أن يتدرج إلى نوع أخر من بين التدرايب على الصوم الإنقطاعى وهو :
    2- الإنقطاع عن الأكل والشرب ، إلى الساعة العاشرة صباحاً. لا ننكر أن هناك البعض من الناس ، يصوم للساعة الثالثة بعد الظهر ، وقد يصوم لأكثر . والبعض الأخر لا يستطيع أن يصوم الى هذا الحد ، نظراً لظروفه. فمن هنا نظراً لظروف هذا البعض ، يمكنه أن ينقطع عن الأكل والشرب الى ساعة معينة من اليوم ، وقد تكون إلى الساعة العاشرة صباحاً ، ثم يأكل ويشرب بعد ذلك. وهذا التدريب مع الوقت إذا استمر ، من الممكن أن يزيد بعد ذلك ، فبدلا من الانقطاع إلى الساعة العاشرة صباحاً ، يصبح إلى الحادية عشر ، والثانية عشر وهكذا ... الخ حتى إن كان هذا التدريب ، يتصف بالحماس الضعيف والتأنى ، لكنه بعد حين قابل للزيادة والأستمرارية فى الصوم الإنقطاعى. ولو تأملنا فى سير القديسين ، الذين وصلوا لأيام فى الصوم الإنقطاعى ، لنجدهم بدأوا بمثل هذه التدرايب. هناك نوع أحر ، فى التدرايب على الصوم الإنقطاعى وهو :
    3- الإنقطاع عن الشرب الى الساعة العاشرة صباحاً ، وعن الأكل إلى الساعة الحادية عشر صباحاً . فمن الملاحظ على هذا التدريب ، بالرغم من توفر عامل الصوم الإنقطاعى فيه ، إلا أن ساعات الإنقطاع عن الأكل تزيد عن ساعات الشرب. وهذا الجانب له دور أساسى، فى الصوم الانقطاعى ، ويساعد أيضاً فى النمو بعد حين على زيادة ساعات الإنقطاع عن الشرب والأكل ، فيصبح الإنقطاع عن الشرب إلى الساعة الحادية عشر صباحاً ، والأكل إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً ، وهكذا يتدرج الإنسان فى الانقطاع من ساعة الى ساعة. وللعلم التدرج فى الصوم الإنقطاعى من ساعة الى ساعة يقودنا إلى :
    4- التدرج فى الإنقطاع من يوم الى يوم ، أو من أسبوع إلى أسبوع. ونعنى بهذا الجانب ، أن ساعات الصوم الإنقطاعى قد تزيد يوم بعد يوم لدى البعض من الناس . والبعض الآخر ، قد تزيد ساعات صومه الإنقطاعى ، أسبوعاً بعد أسبوع وهكذا ، مع تساوى ساعات الصوم الإنقطاعى فى كل أيام الأسبوع. وإن لم يصلح هذا التدريب مع كل الناس قد يصلح :
    5- التدرج فى الإنقطاع من نصف الصوم ، أو بعد صوم كامل. لآن البعض من الناس ، قد لا تسمح ظروفه بالتدرج السريع فى الصوم الإنقطاعى ، بل قد يناسبه التدرج المتأنى فى زيادة ساعات الصوم الإنقطاعى ، فى النصف الأخير من أى صوم من الأصوام. وبالرغم من ذلك هناك البعض من الناس ، قد لا يناسبه هذا التدريب ، الذى يناسب غيرهم ، إنما الذى يناسبهم هو زيادة ساعات الصوم الإنقطاعى ، من صوم الى صوم ، ويعنى أنهم يستمرون صوماً كاملاً عند ساعة معينة من الإنقطاع ، ثم الصوم الذى يليه ساعات الإنقطاع تزيد عن الصوم السابق وهكذا ... الخ وإن لم يصلح التدرج فى الصوم الإنقطاعى من صوم الى صوم قد يصلح فيه :
    6- التدرج من سنة الى سنة . حتى إن كان هذا التدريب ، بطيئاً فى نمو ساعات الانقطاع ، لكنه يؤدى إلى زيادة ساعات الإنقطاع من سنة لأخرى ، ويتمشى مع ظروف البعض من الناس . وإن كنت تنظر إلى هذا النوع بنظرة أنه بطئ ، فهناك الأبطا منه بكثير وهو :
    7- التدرج بعد عدة سنوات. وهذا يعنى أنك تصوم كل أصوام الكنيسة ولعدة سنوات ، ويكون صومك عدد ساعاته ثابتة وغير قابلة للزيادة ، ثم بعد ذلك تزيد ساعات إنقطاعك ، زيادة ثابتة ولعدة سنوات بعد ذلك ، وهكذا ... الخ وهذا التدريب يذكرنا بقول أحد الأباء : ( عمل قليل ويستمر ، أفضل من عمل كثير وينقطع ). ننتقل إلى نوع أخر من التدرايب على الصوم الإنقطاعى ، وهو :
    8- الإنقطاع فى أصوام الدرجة الأولى يكون أكثر ، والثانية أقل. نظراً لقدسية أصوام الدرجة الأولى عن الثانية ، وقد يكون هذا التدريب يصلح معك ويفيدك ، إنما لا يصلح مع غيرك لذلك غيرك قد نرشده ، بالصوم الإنقطاعى ، فى :
    9- الأصوام الأقل مدة ، ثم الأطول. لأنه إن لم يستطع الإنسان الصوم الإنقطاعى ، فى الأصوام الطويلة المدة ، قد يستطيع فى الأصوام القصيرة المدة . كصوم برامون الميلاد والغطاس – صوم نينوى – صوم الأربعاء والجمعة – صوم العذراء – صوم الرسل. وبالتالى إذا صام الإنسان الأصوام الأقل مدة ، يستطيع بعد ذلك أن يصوم الأكثر مدة . مع العلم إن لم يكن فى أستطاعة الإنسان ، أن يصوم كافة الأصوام القصيرة المدة ، فقد يستطيع أن يصوم :
    10- صوم يومى ، الأربعاء والجمعة . ويأخذهما كنوع من التدريب على الطعام النباتى ، والصوم الإنقطاعى . وإذا استمر الإنسان فى صومهما ، يستطيع بعد ذلك أن يصوم صوماً أخر ، وليكن صوم نينوى ، ويتدرج فى فترة إنقطاعه . من التدرايب التى يجب ان نذكرها :
    11- زيادة عدد الأيام الإنقطاعى ، فى الأصوام. ففى صومك ، يجب أن تنمى عدد أيام الإنقطاع من يوم الى يومين إلى ثلاثة أيام ، وقد تستمر فترة عند هذا الحد ، ثم بعد ذلك تصل إلى صوم كل أيام الاسبوع ، ما عدا يومى السبت والأحد.
    12- ألامتناع عن الأشياء المحبوبة ، فى الأصوام . فقد يكون لك قانون مع أب إعترافك ، فى الصوم الإنقطاعى وملتزم به . وإنما هذا القانون ، لايشمل الإمتناع عن الأشياء المحبوبة بالنسبة لك فى الصوم . فإذا رأيت أن تأخذ هذا الجانب كقانون فى الصوم من أب إعترافك ، وليكن كذلك . وهذا القانون ، إذا تمكنت من التمسك به ، فهو قد يُعد كدرجة ثالثة فى صومك . لأن الدرجة الأولى فى الصوم ، هى تبديل الطعام والشراب الفطارى ، بطعام وشراب صيامى . والدرجة الثانية فى الصوم ، هى ساعات الإنقطاع أو الإمتناع عن الأكل والشرب . أما عن الدرجة الثالثة ، فهى الإمتناع عن الأشياء المحبوبة فى الصوم . وإن لم تستطع أن تمتنع عن الأشياء المحبوبة فى الصوم ، أكتفى بــ :
    13- ساعات الإنقطاع : ويُعد هذا الجانب كقانون لك فى الصوم ، وكدرجة أيضاً ، فلذلك تمسك بهذا الجانب ولاتهمله ، لأنه إذا إستمر قد يقودك إلى قانون آخر ، ودرجة أخرى فى الصوم . أقدم لك ياأخى ، تدريباً جديداً كإقتراح على الصوم الإنقطاعى وهو :
    14- أكل نوع واحد من الطعام بعد الصيام مع شرب أى شئ . وعكس هذا التدريب ، أكل أى نوع من الأطعمة الصيامى بعد الصيام ، مع شرب نوع واحد من المشروبات .
    15- أكل كمية قليلة من الطعام ، مع شرب كمية قليلة من السوائل .
    16- أكل نوع واحد من الطعام ، مع شرب نوع واحد من المشروبات . كل هذه تداريب على الصوم الإنقطاعى ، دون الدخول فى تفاصيلها ، نظراً لضيق الوقت . مع كل هذه الجوانب ، نشير لتدريب من نوع خاص ، وهو :
    17- الإمتناع عن أكل اللحوم . نجد هناك البعض من الناس ، بصفة دائمة صائمين عن أكل اللحوم حتى فى أيام الفطار ، ماعدا ليالى أعياد الميلاد والغطاس والقيامة . وقد تجد جانباً من هؤلاء البعض ، يأكل منتجات اللحوم ، فى أيام الفطار . وجانب آخر ، قد لايأكل منتجات اللحوم فى أيام الفطار ، بل قد يأكل اللحوم أو لايأكلها فى ليالى الأعياد . فالإمتناع عن أكل اللحوم إذاً ، يدخل فى تداريب الصوم الإنقطاعى ودرجات الصوم أيضاً . ونختم موضوعنا ، بذكر جانب آخير :
    18- التدرج فى الصوم الإنقاطاعى . لأنه يجب على الإنسان أن ينمو فى صومه ، بما فيه وقت الإنقطاع فلا يتوقف عند حد معين ، فى ساعات الإنقطاع ، بل يجب أن تزداد من صوم لآخر ، أو من وقت لآخر . كل هذه أنواع من التداريب على الصوم الإنقطاعى ، وتناسب ظروف كل إنسان ، فليجب على كل إنسان إذاً ، أن يختار من بينها مايناسب ظروفه ، وبمشورة أب إعترافه .
    ننتقل للفصل الثانى ، لنلتقى بموضوع هام وذلك عن
    الصوم المقترن بالفضائل


    عدل سابقا من قبل Admin في الإثنين 25 مايو 2009 - 18:36 عدل 1 مرات
    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc الصوم المقترن بالفضائل

    مُساهمة من طرف Admin السبت 23 مايو 2009 - 21:40

    الصوم المقترن بالفضائل
    أريد يا أخوتى أن أتكلم معكم عن ( الصوم المقترن بالفضائل ) . يظن البعض من الناس أن الصوم ، هو تغييرطعام من فطارى إلى صيامى ، أو هو فترة إنقطاع عن الأكل والشرب ، دون أى صلة بالفضائل الأخرى ، وهذا خطأ . لأنه يجب أن يكون صومنا ، مقترناً بفضائل أخرى . مثال الآتى :
    1- الصوم وعلاقته بالتوبة .
    الصوم عن الأكل الفطارى من غير الصوم عن الخطايا ، لايكون صوماً مقبولاً أمام الله ، وإنما يكون مجرد فرض أو عادة تعود عليها الأنسان ، دون أن يستفيد منها روحياً . مثال بنى إسرائيل الذين كانوا يصومون دون توبة ، ولما وجدوا إنهم غير مستفيدين من صومهم قالوا لله : " لماذا صمنا ولم تنظر ، ذللنا أنفسنا ، ولم تلاحظ ؟ " ( أش 58 : 4 ، 5 )
    فكان الجواب من الله لهم ، انه لم ينظر إلى صومهم لانه بدون توبة ، ولذلك قال : " ها انكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر . لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم فى العلا ... هل تسمى هذا صوماً ويوم مقبولاً للرب ؟ " ( أش 58 : 4 ، 5 ). وإستمر بنو إسرائيل يصومون سنوات طويلة بدون توبة ، ولم يقبل الرب صومهم . وهذا ظاهر على فم زكريا النبى : " لما صمتم ونحتم فى الشهر الخامس ، والشهر السابع ، وذلك هذه السبعين سنة فهل صمتم صوماً لى أنا ؟ "( زك 7 : 5 ).
    واضح من قول الرب أنه مهما صام الأنسان سنوات طويلة ، مثال بنى إسرائيل دون توبة ، لا يستفيد من صومه . وأكثر من ذلك أرسل لهم الرب أرميا النبى ليبلغهم أن لا يصوموا ، ماداموا مصرين على عدم التوبة : " حين يصومون ى أسمع صراخهم ، وحين يصعدون محرقة تقدمه لا أقبلها ، بل بالسيف والجوع ، والوباء أنا أفنيهم " ( أر 14 : 12 )
    أما صوم أهل نينوى لأنه كان مصحوباً بالتوبة ، والرجوع عن الخطية ، فقد أدى إلى رفع غضب الله عنهم : " فلما رأى اله أنهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ، ندم الهب على الشر الذى تكلم أن يصنعه بهم ، فلم يصنعه " ( يون 3 : 10 )
    وغير ذلك الصوم المصحوب بالتوبة يطالبنا به الهق فى سفر يوئيل النبى : " ارجعوا إلى بكل قلوبكم ، وبالصوم والبكاء والنوح " ( يؤ 2 : 12 ) .
    فإذا أردنا صوماً مقبولاً أمام اله ، ونستفيد منه فى حياتنا الروحية ، ينبغى أن نقدم توبة صادقة مسبقة له اولاً.
    2- الصوم وفضيلة المشورة.
    ينبغى أن يكون لكل إنسان اب أعتراف ، يأخذ مشورته فى كل أمر قبل أن يتصرف فيه من فكره الخاص ، حتى فى الصوم : " لأن هناك طريق تظهر للإنسان مستقيمة ، وعاقبتها طرق الموت " ( أم 14 : 12 ) ، ( أم 16 : 25 ) . والكتاب المقدس أوصانا بالطاعة لمرشدينا ، والتمثل بهم : " أطيعوا مرشديكم وأخضعوا ، لأنهم يسهرون لأجل نفوسكم " ( عب 13 : 17 ) . " أذكروا مرشديكم الذين كلموكم بكلمة الهه أنظروا إلى نهاية سيرتهم فتمثلوا بإيمانهم " ( عب 13 : 7 ).
    وإرتباط الصوم بمشورة آب الأعتراف يجعلنا نتكلم عن :
    3- الصوم وفترة الإنقطاع.
    الصوم بدون فترة إنقطاع عن الأكل والشراب بضعة ساعات يحتسب تغيير طعام وشراب فطارى الى طعام وشراب صيامى ، لا صيام.
    والصوم وارتباطه بالانقطاع عن الأكل والشراب فترة معينة من الزمن رأيناه فى حياة كل من النبيين موسى وايليا والرب يسوع المسيح . وكل منهم صام أربعون يوماً من غير أكل أو شرب . وغير ذلك أهل نينوى الذين صاموا هم واطفالهم وبهائمهم انقطاعاً عن الأكل والشرب فترة معينة . وكانت النتيجة بعد الصوم الانقطاعى ان الرب سلم لوحى الشريعة لموسى النبى ، وكلم ايليا ، وانتصر السيد المسيح على الشيطان ، ورفع الهخ غضبه عن أهل نينوى.
    بالرغن من أن الصوم الانقطاعى مفيد للإنسان ، لكن ينبغى ان يكون بمشورة آب الأعتراف ، لأن هناك أمور كثيرة بين الناس يختلفون فيها ، ولهذا يجب ان تختلف فترة الانقطاع وكمية الطعام والشراب ونوعها من إنسان لآخر ، لعدة أسباب ، مثال الأتى :
    نوع الصيام : هل هو من أصوام الدرجة الأولى ، غير المسموح فيها بأكل السمك ؟ أم من أصوام الدرجة الثانية ، المسموح فيها بأكله . وتجد أنساناً كبيراً واخر صغيراً ، واحد بصحة جيدة والأخر مريض . ونوع العمل يختلف من أنسان لآخر ، تجد عملاً يحتاج الى مجهود ذهنى ، وعملا اخر يحتاج لمجهود بدنى او جسمانى ، ساعات العمل كثيرة ام قليلة . مكان العمل مهم جداً فى الصوم الانقطاعى . هل الانسان وهو صائم متواجد فى حر الشمس ام فى الظل . وبجواره مروحة او تكييف ؟ ام هو فى البرد القارص او فى مكان محكم من الهواء وبجواره منظم للحرارة ؟ وغير ذلك نجد المرأة الحامل وغير الحامل والتى ترضع والتى لا ترضع واخيراً الحياة الروحية مع ربنا تختلف من شخص لآخر وبناء عليه تختلف فترة الانقطاع بينهم
    اما عن كمية الطعام والشراب ونوعهما :
    من جهة كمية الطعام والشراب : تجد أنسان يصوم فترة إنقطاع معينة من الزمان وبعدها يأكل طعام أضعاف الوقت الذى إنقطع فيه أو أنسان أخر يأكل كمية قليلة . كل هذا يحتاج لمشورة اولاً.
    اما من جهة نوع الطعام والشراب : ويدخل ذلك تحت بندين هما :
    أصناف طعام وشراب مختلفة – أنواع الطعام والشراب دسم ام لا .
    أصناف طعام مختلفة . تجد على مائدة بعض الناس عن إفطارهم أنواعاً كثيرة من الطعام والشراب ، والبعض الأخر نوعاً واحداً من الطعام أو أطعمة قليلة . وهذا يحتاج لمشورة من آب الإعتراف .
    ولكن فى الحقيقة كلما قلت أنواع الطعام والشراب التى يأخذها الإنسان كلما أستفاد من صومه
    نوع الطعام او الشراب . دسم ام لا ، مسموح فيه بتناول السمك ام لا ، وهذا ايضاً يحتاج الى مشورة ، ولا يكون الانسان حكيماً فى عينى نفسه لئلا جسد يمرض ، ولا يستطيع ان يصوم فيما بعد .
    وفترة الإنقطاع عن الأكل والشراب والكميو والنوعية توصلنا الى :
    4- الصوم وعلاقته بالخفاء.
    الخفاء فى الصوم لا يتعارض مع صوم الانسان مع بقية الكنيسة ولا يتعارض ايضا بمعرفة آب الاعتراف بصوم المعترف وانما يتعارض الخفاء فى الصوم اذا عرف الناس فترة الانقطاع وكمية الطعام والشراب ونوعهما وهذا هو الخفاء فى الصوم.
    ولذلك المسيح له المجد اوصى بالخفاء فى هذه الناحية : " واما انت فمتى صمت فادهن رأسك وأغسل وجهك لكى لا تظهر للناس صائماً بل لابيك الذى فى الخفاء ، فأبوك الذى فى الخفاء يجازيك علانية " ( مت 6 : 17 – 18 )
    ينبغى ان يخفى الانسان فى صومه عن الناس فترة انقطاعه وكمية الطعام والشراب ونوعهما على قدر استطاعته وهذا الامر يأتى بواسطة طرق مختلفة :
    أ‌- إذا قدم لك أكل أو شرب وقت صومك ، أعتذر بأنك أكلت وشربت سابقاً لأو بأن هذه الأكلات والمشروبات ممنوعة عنك طبياً لآجل صحتك ، وحاول الأعتذار بطريقة او أخرى لطيفة ، منها الناس لا يعرفونولا يكسورن صومك.
    ب‌- لا تعطى مواعيد ولانزور الناس وقت صومك ومن الممكن ان تأكل مع الناس أو تشرب لكى لا تكشف صومك لهم وهذا غير خطأ ، ويمكن بعد ذلك أن تواصل صومك لهم ، أو تزيد ساعات الانقطاع عن الفترة المحددة . وحدث فى بستان الرهبان قصص كثيرة . نسرد منها واحدة على سبيل المثال : ان اباً وتلميذه أكلوا مع أباء أخرين قبل انتهاء فترة صومهم ، لكى لا يكشفوا لهم انهم صائمان وبعد ذلك اراد التلميذ أن يأكل قبل الفترة المحددة لصوم ، وطلب ذلك من معلمه فرفض ، ولما سئل عن سبب الرفض فقال له : اننا من اجل وصية المحبة أكلنا معهم ، ولكن الآن لم يأتى الوقت المحدد للآكل . فإستفاد التلميذ من حكمة ابيه الروحى ، وواصلوا صومهما.
    5- الصوم وقراءة كلمة ربنا.
    لأن كلمة ربنا فيها للإنسان الصائم وغير الصائم فوائد كثيرة ، ومن بينها إنها غذاء للإنسان وقت صومه ولذلك قال السيد المسيح للشيطان وقت ان كان صائما وجربه بتجربة الخبز : " ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة تخرج من فم اله " ( مت 4 : 4 ) ، ( لو 4 : 4 ) ، ( تث 8 : 3 )
    وقراءة الكتاب المقدس وقت الصوم هذا يرجع لنص كتابى ويؤكد على ذلك فى وصية أرميا النبى لتلميذه باروخ وقت ان كان محبوساً فى السجن : " فادخل انت وأقرأ فى الدرج الذى كتبت عن فمى كل كلام الرب . فى أذان الشعب فى بيت الرب فى يوم الصوم ... لعل تضرعهم يقع أمام الرب ، فيرجعوا كل واحد عن طريقه الردئ " ( أر 36 : 6 ، 7 ).
    وغير ذلك قال الروح القدس فى العهد الجديد عن قراءة الكتاب يجب ان يكون كل يوم لا فى الاصوام فقط : " فاحصين الكتب كل يوم ، هل هذه الأمور هكذا ؟ " ( أع 13 : 11 ). ومن هنا فإن كنيستنا القبطية حريصة على قراءة كلمة ربنا فى كل مناسبة من مناسبتها وخاصة فى أيام الأصوام ، بل وأكثر من ذلك تضيف قراءات أخرى عن الآيام العادية أو ايام الفطار.
    فكن حريصاً فى حياتك الروحية على قراءة كلمة ربنا وخاصة فى أيام الصوم ، وضعها فى اهتمامك كالصوم ولا تهملها ، لانها غذاؤك وقت جوعك وارشادك وقت المشورة وسندك وقت الضعف وسلاحك وقت هجمات العدو عليك وتعليمك وقت جهلك ونور لك وقت الظلمة وحديث الرب معك ... الخ
    6- الصوم والصلاة.
    الصوم دائماً يرتبط بالصلاة كأرتباط الروح بالجسد فى الانسان أو كارتباط الاعمال بالايمان فى الحياة الروحية ، او كأرتباط اليدين فى الجسد الواحد .. او كأرتباط جناحى اليمامة بعضها ببعض لكى تحلق فى السماء .. انا لا أتخيل صوم بدون صلاة ، علا الاطلاق !!
    دائما فى الكتاب المقدس ، تجدون الصوم مرتبطاً بالصلاة مثال لذلك : صوم وصلاة عزرا الكاهن والكاتب وشعب اله قديماً : " صمنا وطلبنا ذلك من إلهنا فاستجاب لنا " ( عز 8 : 23 ).
    نحميا النبى وهو فى السبى سمع بشرور بنى إسرائيل الذين لم يسبوا وبأسوار اورشليم المنهدمة وابوابها المحروقة بالنار : " بكى وناح أياماً وصام وصلى امام اله السماء " ( نح 1 : 4 ).
    وأيضاً فى نفس السفر نجد الصوم مرتبط بفضائل متعددة مثال لبس المسوح والتوبة والاعتراف وقراءة كلمة ربنا والصلاة : " أجتمع بنو إسرائيل وعليهم مسوح وتراب ... وإنفصل بنو إسرائيل من جميع بنى الغرباء ووقفوا واعترفوا بخطاياهم وذنوب ابائهم واقاموا فى مساكنهم وقرأوا فى سفر شريعة الرب الههم ربع النهار وفى الربع الآخر كانوا يحمدون ويسجدون للرب الههم " ( نح 9 : 1 – 3 ).
    وفى أيام يهوشافاط ملك يهوذا أجتمع موآب وبنو عمون لمحاربة يهوذا فخاف يهوشافاط منهما ونادى بصوم وصلاة وفى كل مدن يهوذا لكى ينجيهم الهر ، وفعلاً أعطاهم اله النصرة وخلصهم من أيدى أعدائهم . ( 2 أى 20 : 1 – 30 ) . وعن طريق الصوم والصلاة لمدة ثلاثة أيام ، نجى الهم شعب اليهود فى أيام أستير الملكة من أبادة محققة ( أس 3 – 9 ) . ومن خلال الصوم والصلاة رفع اله غضبه عن أهل نينوى ( يو 3 : 10 ).
    وبواسطة الصوم والصلاة ، تخرج الآرواح النجسة : " أما هذا الانا مش محترم لايخرج بشئ إلا بالصلاة والصوم " ( مت 17 : 21 ) ، ( مر 9 : 29 ).
    وبالاجماع كل الذين وصلوا فى حياتهم الروحية مع الهت كان عن طريق الصوم والصلاة.
    7- الصوم والاعتكاف والخلوة.
    يجب ان يقترن الصوم بالاعتكاف او الخلوة لان الهط اوصى بذلك : " قدسوا صوماً نادوا بإعتكاف " ( يؤ 1 : 14 ، 2 : 15 ).
    فى الاعتكاف او الخلوة يعيش الانسان بمفرده مع الهم مهتماً بتوبته ومحاسبته لنفسه وبصومه وصلاته وقراءته ... دون ان يعمل اى عمل من أعمال العالم : " اعتكاف للرب الهك ولا تعمل فيه عملاً " ( تث 16 : 8 ) . فمن أهمية الصوم مع حياة الاعتكاف جعل له الرب وصية تنص على ذلك.
    ونجد أمثلة عاشت حياة الصوم مع الاعتكاف ، مثال الرب يسوع الذى صام اربعين يوماً مع إعتكاف واهل نينوى ونجد البعض من الرهبان فى صومهم يعتكفون عن مقابلة إخوتهم من الرهبان وبقية الناس. وايضاً توجد أديرة من اديرتنا القبطية تغلق ابوابها فى فترات الاصوام حفاظاً على حياة الاعتكاف مع الصوم.
    ولا ننسى أنه يوجد فى البعض من الأديرة بيت لخلوة الشباب لكى يقضوا فيه فترة إعتكاف لكى يستفيدوا روحياً ...
    حياة الاعتكاف مطالب بها كل انسان لا الرهبان فقط واله وضع وصية تنص عليها قبل ان تكون الرهبنة.
    فهناك اعتكاف كلى يناسب الرهبان وخاصة المتوحدين او الحابسين وايضا يوجد إعتكاف جزئى وهذا للعلمانيين . ومن هنا جاء يوم السبت راحة أو اعتكاف واستبداله بيوم الأحد. فممكن ان يعتكف الإنسان يوماً فى الأسبوع او فى الشهر ، وان لم يستطيع ذلك يعتكف جزأ من اليوم او لبضعة ساعات فى الاسبوع وهذا افضل من عدم الاعتكاف كلياً لانه فى الحقيقة لا يصلح الصوم مع دوامة العمل او مع حياة الفسحة للذهاب الى أماكن الملاهى كالمسرح والسينما والمتنزهات.
    8- الصوم والبكاء .
    الصوم باستمرار يرتبط بالبكاء والنوح امام الهه ولذلك قال الهه : " إرجعوا إلى كل قلوبكم بالصوم والبكاء والنوح " ( يؤ 2 : 12 ). وظهر الصوم وارتباطه بالبكاء والنوح فى صوم شعب أستير ( أس 4 : 3 ) . وفى صوم أهل نينوى ( يون 3 : 5 – 10 ) ، وقال داود النبى : " أبكيت بصوم نفسى " ( مز 96 : 10 ( . وبواسطة البكاء غفر السيد المسيح لبطرس خطية الإنكار ، وأرجعه إلى رسوليته ( مت 56 : 57 ) ، ( لو 22 : 61 – 62 ) ، ( يو 21 : 15 – 17 ) . وغفر للمجدلية الشكوك وأظهر لها ذاته ( يو 20 : 13 – 18 ) . وايضاً بالبكاء غفر للمرأة الخاطئة خطيئتها ( لو 7 : 38 ، 47 ).
    ليتنا نبكى على خطايانا ونحن على الارض لكى يغفر لنا الهق ، بدلاً من أن نبكى فى العالم الآخر ولا تغفر لنا ...
    9- الصوم ولبس المسوح.
    الصوم لا يتفق إطلاقاً مع التزين والمكياج ، لأن التزين يكشف عن أمر خطير فى حياة صاحبه ، وهو عدم التوبة . اما الحشمة والمسوح يكشفان عن ان صاحبهما يخاف الله ، ويريد التوبة.
    ولذلك نرى دانيال النبى فى صومه كان يرتدى المسوح : " وجهت وجهى الى الله السيد طالباً بالصلاة والتضرعات بالصوم والمسح والرماد " ( دا 9 : 3 ) . وأهل نينوى فى صومهم كانوا لابسين المسوح " فآمن أهل نينوى بالها ونادوا بصوم ولبسوا مسوحاً من كبيرهم الى صغيرهم " ( يون 3 : 5 )
    فى الحقيقة يا أخوتى إننى أتعجب من الذين يصومون ويصلون وتناولون دون ان يتوبوا عن خطية عدم الحشمة والتزين!!!.
    10- الصوم وصلته بالمحبة .
    قد يظن الناس أن وصية الصوم منفصلة عن وصية المحبة. وهذا خطا لن الاثنين يكمل بعضهما البعض ومن عثر فى احداهما فقد عثر فى الاخرى ( يع 2 : 10 ) . ومن غير تطبيق وصية المحبة فى حياتنا بجوار الصوم لا ننتفع شيئاً : " إن أسلمت جسدى حتى أحترق ولكن ليس لى محبة فلا أنتفع شيئاً " ( 1 كو 13 : 3 ). ولا تكون محبتنا له وللأخرين مجرد محبة نظرية غنما يجب أن تكون عملية ، كما قال الرسول يوحنا : " يا أولادى لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق " ( 1 يو 3 : 18 ).
    والمحبة العملية تجاه الهً تظهر توبتنا وحفظنا لوصاياه . أما محبتنا للأخرين تظهر فى أمور كثيرة من بينها العطاء لهم . وهذا يجعلنا نتكلم عن :
    11- الصوم والعطاء .
    من أرتباط العطاء بالصوم نجد ان آباء الكنيسة وضعوا لنا فى قراءات رفاع الصوم الكبير من قداس يوم الأحد ( مت 6 : 1 – 18 ). تتكلم عن العطاء والصلاة والصوم والقصد من ذلك هو ربط أصوامنا بالعطاء والصلاة ، ولأن فى الصوم نشعر بالجوع والعطش والإحتياج وهذا الشعور يدفعنا لمساعدة إخوتنا المحتاجين.
    12- الصوم والخدمة.
    راينا الخدمة المرتبطة بالاصوام فى حياة ابائنا الرسل ، ولذلك قال الكتاب فى سفر أعمال الرسل : " وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس : إفرازوا لى برنابا وشاول للعمل الذى دعوتهما اليه فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا الأيادى ثم أطلقوهما " ( أع 13 : 2 ، 3 ) . وقال بولس أيضاً : " فى أصوام مراراً كثيرة " ( 2 كو 11 : 27 ) ، ( 2 كو 6 : 5 ).
    فالخادم يحتاج إلى أصوام كثيرة سواء من أجل روحياته وروحيات المخدومين ولأجل مشاكل الخدمة واحتياجاتها وايضاً من أجل القيام بالطقوس التى تتطلب أصواماً مسبقة لها.
    13- الصوم والايمان.
    نحن نصوم وعندنا إيمان بالله القادر على حل مشاكلنا ومشاكل الكنيسة وبالصوم والايمان نقل اباؤنا جبل المقطم فى القرن العاشر الميلادى . ورآينا الصوم والايمان يتفقان معاً فى قصة نينوى ولذلك رفع اله غضبه عنهم.
    14- الصوم ومراسيم الزواج.
    معروف عن الصوم أنه أوقات حزن وتذلل أمام الهب بسبب خطايانا ، لا اوقات للفرح وللزواج ولذلك كنيستنا القبطية حريصة فى الأصوام ان لا تعمل خطوبة أو إكليل لإنسان مهما كان الأمر . لانها تعلم أن الأنسان المتزوج مطالب فى أوقات الأصوام بالصوم عن الأكل والشراب الفطارى والصوم عن الحياة الزوجية . ومن هنا قال الرسول بولس للمتزوجين فى أوقات الأصوام : " أن يتفرغوا للصوم والصلاة " ( 1 كو 7 : 5 ).
    15- الصوم وأسرار الكنيسة السبعة .
    أسرار كنيستنا القبطية العريقة لها علاقة بالصوم وكل سر من أسراراها يسبقه فترة صوم معينة كما وضعها لنا الكتاب المقدس وأباء الكنيسة.
    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc الصوم والتوبة

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 24 مايو 2009 - 15:40

    الصوم والتوبة
    قدم لنا الكتاب المقدس أمثلة للبعض من الناس الذين صاموا والرب قبل صومهم ، وأستفادوا هم منه والسبب يرجع الى انهم أقرنوا صومهم بالتوبة . كما أنه قدم لنا أمثلة للبعض الأخر من الناس الذين صاموا والرب لم يقبل صومهم ولم يستفيدوا منه والسبب يرجع الى انهم لم يقرنوا صومهم بالتوبة.
    فياليتنا نتمثل بالذين أقرنوا صومهم بالتوبة لكى يقبل الرب صومنا ويكون له ثمار واضحة فى حياتنا . أما اذا صمنا بدون توبة فلا تكون هناك فائدة من صومنا لان الصوم بدون التوبة يشبه الجسد الذى من غير روح . فيكون صاحبه ميتاً. أو يشبه البنيان الذى من غير أساس تحت الأرض فينهار سريعاً.
    إذا الوضع الصحيح فى الصوم هو :
    1- الصوم مع التوبة :
    ومن بين الأمثلة التى أقرنت صومها بالتوبة ، هو :

    أ – نحميا الوالى.
    قال الكتاب على فم نحميا : " بكيت ونحت أياماً وصمت وصليت أمام اله السماء ، وقلت أيها الرب أله السماء .. لتكن أذناك مصغية وعيناك مفتوحتين لتسمع صلاة عبدك الذى يصلى اليك .. لأجل بنى أسرائيل عبيدك ، ويعترف بخطايا بنى اسرائيل ، التى أخطأنا بها اليك ، فأنى أنا وبيت أبى قد أخطأنا " ( نح 1 : 4 – 6 ).
    هذا ما قاله عن نحميا ومع ذلك لا ننكر أنه أقرن صومه بالبكاء والنوح والصلاة والتوبة مع الإقرار أو الإعتراف بالخطأ.
    ولكن ما يهمنا فى صوم نحميا هو انه مقترن بالتوبة ولذلك أمره ارتحشتا الملك حسب طلبه بالرجوع الى اورشليم وبناء بيت الرب ... الخ ( نح 2 )
    ولم يكن نحميا الوالى فقط هو الذى أقرن صومه بالتوبة بل أيضاً :
    ب – بنو إسرائيل فى سفر نحميا.
    لو رجعنا الى سفر نحميا لوجدنا شعب الهه قديماً ، كان يقدم له صومه مع توبة وهذه هى شهادة الكتاب له : " أجتمع بنو إسرائيل بالصوم وعليهم مسوح وتراب . وانفصل نسل إسرائيل من جميع بنى الغرباء ووقفوا واعترفوا بخطاياهم وذنوب ابائهم " ( نح 9 : 1 ، 2 ).
    والواضح من هذه الشهادة ان الصوم كان جماعياً لكل الشعب وهم يلبسون المسوح وتوبتهم كانت واضحة وذلك بانفصالهم عن الغرباء مع اعترافهم بخطاياهم وذنوب ابائهم.
    ومن الأمثلة الكبيرة فى الصوم مع التوبة هو :
    ج – داود النبى والملك.
    من المعروف عن داود أنه اخطأ مع أمرأة أوريا الحثى وقتل زوجها ، ولكنه قدم توبة صادقة وإعترافاً أميناً فنقل الرب عنه خطيئته.
    ثم بعد ذلك كان داود النبى يمارس حياته الروحية مع الله بواسطة الصوم والتوبة . وأستخدم صومه كوسيلة إذلال وأبكاء لنفسه ولجسده وهذا يتضح من قوله للرب : " أذللت بالصوم نفسى " ( مز 35 : 13 ) ، " أبكيت بصوم نفسى " ( مز 69 : 10 ) . وقال أيضاً : " ركبتاى ارتعشتا من الصوم ، ولحمى هزل عن سمن " ( مز 109 : 24 ).
    من جانب أخر ، الصوم والتوبة يتضحان :
    د – من وصية إرميا النبى لتلميذه باروخ.
    اوصى إرميا تلميذه باروخ قائلاً : " ادخل انت وأقرأ فى الدرج الذى كتبت عن فمى كل كلام الرب فى آذان الشعب فى بيت الرب فى يوم الصوم ... لعل تضرعهم يقع امام الرب فيرجعوا كل واحد عن طريقه الردئ لانه عظيم الغضب والغيظ ، اللذان تكلم بهما الرب على هذا الشعب " ( إر 36 : 6 ، 7 )
    وفى قائمة الأنبياء المشهورين الذين أقرنوا صومهم بالتوبة هو :
    هـ - دانيال النبى .
    يقول النبى فى سفره : " وجهت وجهى الى الها السيد طالباً بالصلاة والتضرعات بالصوم والمسح والرماد . وصليت الى الرب الهى واعترفت وقلت : ايها الرب الاله ... أخطأنا وأثمنا وعملنا الشر وتمردنا وحدنا عن وصاياك وعن احكامك ... للرب إلهنا المراحم والمغفرة لاننا تمردنا عليه " ( دا 9 : 3 ، 4 ، 5 ، 7 ، 9 ). ومن أهمية التوبة مع الصوم فى الحياة الروحية ذكرها الرب قبل الصوم وهذا يتضح من :
    و – وصية الرب لشعبه فى سفر يوئيل .
    " يقول الرب ارجعوا الى بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح . ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا الى الرب الهكم لانه رؤوف رحيم بطئ الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر " ( يؤ 2 : 12 ، 13 ).
    فالواضح من وصية الرب لشعبه بأنه يطالبه بالرجوع قبل الصوم او بالرجوع المقترن بالصوم لكى ينال الإنسان أو الشعب الرأفة من الرب " ( يؤ 2 : 12 ، 13 )
    فغحترسوا إذن يا أخوتى من أن يكون صومكم من غير رجوع او توبة فلا تستفيدوا منه سوى الغضب الالهى.
    بالإضافة الى كل ذلك :
    ز – أهل نينوى وملكهم.
    يُعد أهل نينوى وملكهم من الأمثلة الجماعية التى قدمت أنفسها قدوة وذلك بواسطة الصوم والرجوع لله.
    واليك ما قيل فى الكتاب عنهم : " ونودى وقيل فى نينوى عن أمر الملك وعظمائه قائلاً : لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا لا ترع ولا تشرب ماء وليغط بمسوح الناس والبهائم ويصرخوا الى الله بشدة ويرجعوا كل واحد عن طريقه الرديئة وعن الظلم الذى فى أيديهم لعل اله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك " ( يون 3 : 7 – 9 ).
    فنلاحظ أن صوم وتوبة أهل نينوى وملكهم كان لهما دور فى رفع غضب الها عنهم وهذا يتضح من قول الكتاب : " فلما رأى الها أعمالهم ، انهم رجعوا عن طريقهم الرديئة ، ندم الهي على الشر الذى تكلم ان يصنعه بهم ، فلم سصنعه " ( يون 3 : 10 ).
    كل هذه أمثلة عملية قدمها لنا الكتاب وذلك من خلال صومها وتوبتها .
    ننتقل بعد ذلك الى الوضع غير الصحيح فى الصوم وهو
    2- الصوم بدون توبة :
    فمن بين أمثلة الذين صاموا بدون توبة ولم يقبل الرب صومهم ، هو :
    أ – شعب الهن فى سفر إشعياء
    ولذلك قالوا للرب : " لماذا صمنا ولم تنظر ، ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ ؟ " ( أش 58 : 3 ) . فرد عليهم الرب معاتباً إياهم : " ها إنكم فى يوم صومكم توجدون مسرة وبكل أشغالكم تسخرون . ها أنكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشر ، لستم تصومون كما اليوم ، لتسميع صوتكم فى العلا " ( أش 58 : 3 ، 4 ).
    ثم وضح لهم بعد ذلك الأسباب التى لأجلها يقبل صومهم فقال : " أمثل هذا يمون صوم أختاره يوماً يذلل الإنسان فيه نفسه يحنى كالأسلة رأسه ويفرش تحته مسحاً ورماداً . هل تسمى هذا صوماً ، ويوماً مقبولاً للرب .أليس هذا صوماً أختاره ، حل قيود الشر ، فك عقد النير ، وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كل نير . أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين الى بيتك . إذا رأيت عرياناً أن تكسوه ، وأن لا تتغاضى عن لحمك " ( أش 58 : 5 – 7 ).
    ولكن للأسف الشديد لم يستفد ذاك الشعب من نصح الرب له ، بل أستمر فى صومه وهو بعيد عن التوبة ، ولذلك لم يُقبل منه.
    وهذا هو الذى ذكره النبى عن صوم ...
    ب – شعب الهً فى سفر زكريا .
    يعاتب الهب شعبه على صومه البعيد عن التوبة قائلاً : " لما صُمتم ونُحتم فى الشهر الخامس والشهر السابع وذلك هذه السبعين سنة فهل صمتم صوماً لى انا ؟! " (زك 7 : 4 ، 5 ).
    ولم يكتف الرب بالعتاب لشعبه فقط بل وضح لهم أهمية التوبة فى قبول الصوم فمن هنا قال " إقضوا قضاء الحق وأعملوا إحساناً ورحمة كل إنسان مع أخيه . ولا تظلموا الارملة ولا اليتيم ولا الغريب ولا الفقير ، ولا يفكر احد منكم شراً على أخيه فى قلبكم " ( زك 7 : 9 ، 10 ).
    فماذا كانت النتيجة بعد ان نصح الرب لهم ، قال الكتاب عنهم " أبوا ان يصغوا وأعطوا كتفاً معاندة وثقلوا أذانهم عن السمع . بل جعلوا قلبهم ماساً لئلا يسمعوا الشريعة .. فجاء غضب عظيم من عند رب الجنود " ( زك 7 : 11 ، 12 ).
    والصوم بدون التوبة أشار اليه ايضاً الكتاب فى سفر إرميا مثال صوم :
    ج – شعب الهً فى سفر إرميا.
    ويتضح لنا من هذا السفر أن من غير التوبة ، لا تقبل الصلوات ولا الاصوام ولا التقدمات من الإنسان : " وقال الرب لى : لا تصلِ لأجل هذا الشعب للخير . حين يصومون لا أسمع صراخهم وحين يصعدون محرقة وتقدمة لا اقبلهم ، بل بالسيف والجوع والوبا ، انا افنيهم " ( ار 14 : 11 ، 12 ).
    من جانب أخر أشار الرب فى العهد الجديد إلى :
    د - صوم الفريسى وعدم توبته .
    قارن الرب بين إنسانين ، واحد فريسى والآخر عشار فقال : " إنسانان صعدا الى الهيكل ليصليا ، واحد فريسى والآخر عشار. اما الفريسى فوقف يصلى فى نفسه هكذا : اللهم أنا أشكرك إنى لست مثل باقى الناس الخطافين الظالمين الزناة ، ولا مثل هذا العشار . أصوم مرتين فى الأسبوع وأعشر كل ما أقتنيه. أما العشار فوقف من بعيد لايشاء ان يرفع عينيه نحو السماء بل قرع صدره قائلاً : اللهم أرحمنى انا الخاطئ " ( لو 18 : 10 – 13 ).
    فبالرغم من ان الفريسى كان يصلى ويصوم مرتين فى الأسبوع ويعشر ما يقتنيه ، لكن كان ينقصه التوبة . أما العشار فلم يكن مثله فى كل ما ذكر ، إلا أنه كانت له علاقة بالتوبة وإلاتضاع ، فيقول عنه الكتاب : " أن هذا نزل مبرراً دون ذاك . لأن من يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع " ( لو 18 : 14 ).
    فلنحترس لئلا نكون مثل الفريسى فى عدم التوبة فلا ينظر الرب الى صلواتنا أو أصوامنا أو عطايانا او خدمتنا ... الخ . بل يجب ان نتشبه بالعشار ، فى توبته وإتضاعه فنال التبرير من لدن الرب .
    بالإضافة الى كل ذلك من الاصوام المرفوضة أمام الهه لانها لأجل أغراض شريرة هى :
    هـ - صوم اليهود فى سفر الأعمال.
    تخيلوا أن بعض اليهود غير المؤمنين بالمسيح اتفقوا معا وحرموا أنفسهم قائلين : " أن لا يأكلوا ولا يشربوا حتى يقتلوا بولس " ( أع 23 : 21 ). فهل هذا الصوم أو مثله يقبله الله ؟! بالطبع لا . لأن الهدف خاطئ وبعيد تمام عن التوبة.
    إذن هذه الاصوام وامثالها لا تقبل امام الله لانها اصوام من غير توبة ولا ينال عنها الانسان او الشعب أجراً من الها ، بل قد يكون أجرهم من الناس فقط ويسمع الإنسان من الله فى اليوم الأخير أنك : " قد استوفيت أجرك " ( مت 6 : 16 ).
    عَلمنا يارب أن نصوم صوماً يكون مقبولاً أمامك وتظهر ثماره فى حياتنا وننال عنه المكافأة فى اليوم الأخير.
    وكما تكلمنا عن الصوم والتوبة نتكلم عن الصوم والإنظباط الروحى.
    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc الصوم والانضباط الروحى

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين 25 مايو 2009 - 17:11

    الصوم والإنظباط الروحى.
    أعطانا الرب الصوم لأجل فوائد كثيرة ومن بين هذه الفوائد الإنضباط الروحى ، وهذا الانضباط يمتد تأثيره على الأنسان والحيوانات المتوحشة والنار ، وحتى على قوى الشر وما يترتب عليها من أفعال شريرة خاطئة مضرة.
    جمع الرب يا أخوتى فى الأنسان بين طبيعتين مختلفتين وهما الجسد والروح. مع مراعاة وجود النفس بالدم ، ونظراً لوجود الدم فى كل الجسد توجد النفس فى كل الجسد
    ويترتب على وجود النفس بالدم الموجود بالجسد ، ظهور علاقة بين النفس والروح والجسد داخل الإنسان وبناء على هذه العلاقة يظهر تفوق او اختلاف بينهم ، مميزات او عيوب ، فوائد أو أضرار ... الخ.
    إذن كل من النفس والروح والجسد من الممكن ان يتفقوا او يختلفوا من أجل ارضاء الله او عصيانه ، فى فعل الخير او الشر ، الفضيلة او الرزيلة . ففى حالة الاختلاف بين النفس والروح والجسد ، إذا كل منهم من الممكن ان يخطئ.
    1- دور الصوم فى إنضباط النفس وتقويمها.
    واليك شهادة الكتاب لسقوط النفس فى الشر ولذلك قال الكتاب ان هناك نفس فى حالة من الجهل اى بلا معرفة : " كون النفس بلا معرفة ، ليس حسناً " ( أم 19 : 2 ).
    كما أن هناك نفساص وصفها الكتاب بأنها متراخية فقال : " النفس المتراخية ، تجوع " ( أم 19 : 15).
    والأصعب من ذلك أشار الكتاب إلى النفس المنتفخة التى تهيج الخصام : " المنتفخ النفس يهيج الخصام " ( أم 28 : 15 )
    والنفس الشريرة التى تشتهى الشر : " نفس الشرير تشتهى الشر " ( أم 21 : 10 ).
    كل هذه الاثباتات الكتابية تشير الى النفس من الممكن ان تخطئ فتكون فى جهل وتراخى وتكبر وشر.
    ومن هنا يأتى دور الصوم فى إنضباط النفس وتقويمها ولذلك قال داود النبى : " أذللت بالصوم نفسى " ( مز 35 : 13 ) . وقال ايضاً : " أبكيت بصوم نفسى " ( مز 69 : 10 ) . وعاتب الله شعبه قديماً فى سفر إشعياء بسبب الصوم الخاطئ الذى لم يؤدى إلى فوائد ، ومن بينها تذلل النفس ، ويتضح ذلك من قوله : " أمثل هذا صوم أختاره ، يوماً يذلل الإنسان فيه نفسه " ( أش 58 : 5 ).
    2- دور الصوم فى التغلب على ميول وشهوات الروح الخاطئة.
    وكما أشار الكتاب الى سقوط النفس فى الشر أشار إلى سقوط الروح أيضاً . بلا شك سقوط الروح الإنسانية فى الشر أمر وراد والسبب يرجع لاتحادها بالنفس والجسد فى الأنسان وكل منهما عرضة للسقوط فى الخطأ.
    لو رجعنا الى سفر الأمثال لوجدنا أن الروح عرضة للتشامخ والكبرياء وهذا يتضح من قول النبى : " قبل الكسر الكبرياء وقبل السقوط تشامخ الروح " ( أم 16 : 18 ). وفى سفر الجامعة يؤكد على سقوط الروح فى الكبرياء لذلك يفضل : " طول الروح ، خير من تكبر الروح " ( جا 7 : 8 ).
    وفى رسالة معلمنا بولس الرسول الثانية لأهل كورنثوس كشف الرسول عن دور الخطية فى تدنيس الجسد والروح ، وطالب الإنسان بالحصول على الطهارة منها : " لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة فى خوف الله " ( 2 كو 7 : 1 ).
    إذن من الممكن ان الروح تدنس الجسد بميولها الخاطئة والجسد يدنشسها فى نفس الوقت ايضاً.
    وفى الوقت الذى يكون فيه الانسان بعيداً عن الله تكون ميوله الجسدية خاطئة وميوله الروح خاطئة لدرجة تصل الى حد الصراع بينهما ليفعل الانسان ما لايريد ، وهذا يتضح من قول الرسول :" لأن الجسد يشتهى ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم احدهما الاخر حتى تفعلون ما لا تريدون " ( غل 5 : 17 ). لكن الأنسان الروحى يتغلب على هذه الميول الخاطئة وهذا الصراع وذلك من خلال السلوك الروحى بواسطة الصوم : " أسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد " ( غل 5 : 16 ).
    ولم تكن النفس أو الروح الإنسانية فقط هما اللتان يقودان الإنسان إلى الخطية بل الجسد ايضاً.
    3- دور الصوم فى التخلص من شهوات الجسد الخاطئة.
    يجب علينا ان نشير الى دور الجسد فى السقوط والتعدى . المشكلة ليست فى الجسد بل فى شهوته الخاطئة . وفى الظروف التى تحيط به من داخل الإنسان وخارجه وهى التى تتسبب فى السقوط والتعدى.
    وعبر عن ذلك الرسول بقوله : " ويحى انا الأنسان الشقى من ينقذنى من جسد هذا الموت " ( رو 7 : 24 ). وكما عرض الرسول المشكلة وأسبابها ونتائجها ، عرض أيضاً الطرق التى تُحل بها ونتائجها وذلك بواسطة الصوم : " أقمع جسدى واستعبده حتى بعد ما كرزت للأخرين ، لا اصير انا نفسى مرفوضاً " ( 1 كو 9 : 27 ).
    من جانب أخر أشار الكتاب إلى تأثير الصوم على أعضاء الأنسان فقال : " يحنى كالأسلة رأسه " ( أش 58 : 5 ) . " وركبتاى أرتعشتا من الصوم ، ولحمى هزل عن سمن " ( مز 109 : 24 ).
    ولم يكن دور الصوم قاصراً على إنضباط الجسد فقط بل يمتد إلى :
    4- إنضباط الضمير.
    بلاشك لم يكن المجال مناسباً فى أن نتكلم عن الضمائر الصالحة التى ترضى الله وتكون سبباً فى مكافأة أصحابها. بل نتكلم عن الضمائر غير الصالحة اى الضعيفة ( 1 كو 8 : 7 ) ، الخاطئة ( عب 10 :2 ) ، الشريرة (عب 10 : 23) ، النجسة (1كو 8 : 7) ، (تى 1 : 15) ، الميتة (عب 9 : 14) ، المعثرة (أع 24 : 16) .
    كل هذه الضمائر غير الصالحة ، تعالج بجوانب كثيرة ومن بينها بالصوم : " أدرب نفسى ، ليكون لى ضمير بلا عثرة ، من نحو الله والناس " (أع 24 : 16) .
    ومع ذلك يجب أن نشير إلى :
    5- دور الصوم على القلب .
    بلا شك حياة الإنسان الجسدية ، تقوم على القلب ، فإذا مرض أو توقف عن العمل الجسدى ، مات الإنسان جسدياً . وهكذا حياة الإنسان الروحية ، تقوم على القلب ، فإذا مرض أو توقف عن العمل الروحى ، مات الإنسان روحياً .
    إذن كيف يعالج القلب ، الذى مرض أو توقف روحياً ؟
    يُعالج القلب بواسطة عطايا كثيرة أعطاها لنا الله ، ومن بينها الصوم ، لذلك فالصوم له دور فى إعطاء القلب لله : (( ياابنى أعطنى قلبك ، ولتلاحظ عيناك طرقى )) (أم 23 : 26) . كما أن له دوراً فى حفظه من الشر : (( فوق كل تحفظ ، إحفظ قلبك ، لأنه منه مخارج الحياة )) (أم 4 : 23) .
    6- دور الصوم على الفكر .
    هناك مصادر للفكر وفى مقدمتها ، العقل الذى يصدر منه الفكر ، لأن العقل هو مصدر رئيسى فى التفكير ، لكن من خلال الضمير أو القلب أو العين أو الحواس .. تُقدم للعقل مادة تقوده إلى التفكير ، فى الخير أو الشر ، فى إرضاء الله أو عدم إرضائه .
    ففى حالة أن الأفكار شريرة وغير طاهرة ، ولاترضى الله ، فكيف يمكن إنضباطها وتقويمها ؟!
    يمكن إنضباط الأفكار الشريرة وغير الطاهرة ، بواسطة النعم التى قدمها لنا الله ، ومن بينها الصوم ، لأن الصوم له دور فى تصليح الفكر ، وإنضباطه وتقويمه : (( مستأسرين كل فكر ، إلى طاعة المسيح )) (2كو 10 : 5) .
    ثم ننتقل إلى :
    7- دور الصوم على الغرائز .
    مثال غريزة الأكل والشرب ، وأيضاً الغريزة الجسدية القائة على شرعية الزواج .
    إننا لاننظر إلى غريزة الأكل والشرب على إنها خطية ، بل ننظر إليها نظرة هامة ، لأن من خلال الأكل والشرب يحيا الإنسان . وبالرغم من هذه النظرة الهامة ، إلا إننا نصوم عن الأكل والشرب فترة زمنية ، والهدف من ذلك إنشضباط وتقويم هذه الغريزة ، لئلا تضر الإنسان .
    كما إننا لاننظر إلى الغريزة الجسدية القائمة على شرعية الزواج ، على إنها دنسة ، بل ننظر إليها نظرة مقدسة ، كما يقول الرسول : (( هذا السر العظيم)) (أف 5 : 32) . لأن من خلال هذه العلاقة الشرعية ، يبقى النسل الإنسانى على الأرض .
    لكن بالرغم من هذه النظرة المقدسة ، إلا أن الكنيسة لاتسمح بمراسم زواج فى أوقات الأصوام ، لكى يصوم الناس عن هذه العلاقة الجسدية ، تنفيذاً لوصية الكتاب القائلة : (( لكى تتفرغوا للصوم والصلاة (1كو 7 : 5) ، كما إنهم صائمون عن الأكل والشرب الفطارى .
    بالإضافة إلى ذلك :
    8- يعالج الصوم الغضب والأعصاب المتوترة .
    قدم لنا الكتاب نوعين من الغضب ، وهما :
    النوع الأول : وهو الغضب المشروع المقدس ، الذى لايكسر الوصية الإلهية ، ولذلك قال الكتاب : ((إغضبوا ولاتخطئوا )) (أف 4: 26) .
    أما عن النوع الثانى : فهو الغضب غير المشروع الخاطئ ، الذى يكسر الوصية الإلهية ، ومن هنا نهانا الكتاب عنه بقوله : ((غضب الإنسان ، لايصنع بر الله )) (يع 1 : 20) .
    فلنتمسك بالنوع الأول من الغضب ، ولنرفض الثانى ، لأن له أضراراً كثيرة . ولنأخذ الصوم كتدريب لعلاج الغضب الخاطئ والأعصاب المتوترة .
    من جانب آخر :
    9- تمتد فاعلية الصوم على الحيوانات المتوحشة والنار .
    ويتضح لنا هذا الجانب ، من سيرة دانيال النبى والفتية الثلاثة . الذين رفضوا أن يتانا مش محترموا بأطايب الملك ، ولابخمر مشروبه (دا 1 : 8) . بل كانوا يأكلون القطانى أى البقول ، ويشربون الماء فقط (دا 1 : 10 – 16) .
    وصومهم هذا كان له فاعليته ، فى أن الله أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود ، فلم تضر دانيال النبى (دا 6 : 22) . ولم يكن للنار المحماة سبعة أضعاف ، سلطاناً على الفتية الثلاثة ، والسبب يرجع إلى الصوم الذى كان سبباً فى وجود الرب معهم فى وسط الأتون (دا 3 : 25 – 27) .
    نضيف إلى كل ذلك :
    10- الصوم له سلطان على الشيطان وأفعاله الشريرة .
    وهذا يحدث من فاعلية الصوم على الشيطان ، وأفعاله الشريرة كالسحر وأمثاله . ومن هنا نجد الشيطان يحارب الصوم ، ومثال ذلك حارب السيد المسيح وقت أن كان صائماً ، ولكن المسيح إنتصر عليه بالصوم .
    وعلمنا أن من خلال الصوم والصلاه سوف ننتصر على الشيطان وكل أفعاله الشريرة : ((هذا الانا مش محترم ، فلا يخرج إلا بالصوم والصلاة )) (مت 17 : 21) ، (مر 9 : 29) .
    فإذن لأجل كل هذه الفوائد وأمثالها ، فمن كان منكم صائماً ، فليتمسك بالصوم وينمو فى درجاته . ومن كان غير صائم ، فليصم من الآن ، ولايتهاون فيما بعد .
    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc حروب الشيطان فى الصوم

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 7 يونيو 2009 - 11:47

    حرب الشيطان فى الأصوام


    فى الحقيقة الشيطان يحارب فى كل الأوقات ، سواء كانت أوقات أصوام أو غيرها . ولكنه يركز فى حربه على أوقات الأصوام ، أكثر من الأوقات الأخرى ، نظراً لقدسية هذه الأوقات ، والفوائد التى تعود منها .

    أمثلة لحروبه :

    1- الضجر :

    الشيطان يحارب فى الأصوام بالضجر من عدة جوانب ، ومن بينها :

    أ‌- طول مدة هذه الأصوام ، على مدار السنة .

    قائلاً للإنسان : كثير وصعب عليك أن تصوم ثلثى السنة ، وخاصة فى الصوم الكبير الذى مدته 55 يوماً .

    وقد يحارب بالضجر فى الأصوام ، من جانب آخر ، وهى :

    ب‌- درجة الصوم ، ونوعية طعام طعامه .

    لأن هناك بين أصوامنا درجتين فى الأصوام ، وبناء عليها تتوقف نوعية الطعام ، وعلى سبيل المثال : أصوام الدرجة الأولى : وتنحصر فى أربعة أصوام ، على مدار السنة ، وهم كالآتى :

    (صوم برامون الميلاد والغطاس – صوم نينوى – الصوم الكبير – صوم الأربعاء والجمعة على مدار السنة ، بإستثناء الخماسين المقدسة وفى هذه الأصوام لايؤكل السمك إطلاقاً ) .

    أصوام الدرجة الثانية : وهم ثلاثة أصوام ، طوال السنة ، ومثال : (صوم الميلاد – صوم الرسل – صوم العذراء) وفيهم يؤكل السمك بإستئناء يومى الأربعاء والجمعة . فى كل صوم منهم .

    وإذا كان هناك أحد من الناس سبق ونذر ، أن لايأكل سمكاً فى أى صوم منهم ، خاصة كصوم العذراء . لكنه يجب أن يتفاهم الإنسان مع أب إعترافه وخاصة فى هذه النواحى ، لأنها تتنافى مع قوانين الكنيسة .

    فسواء حربة كانت بإستخدام طول مدة فترات الأصوام ، أو درجاتها ، ونوعية طعامها ، فكل منها يعالج بالفوائد التى ترجع من الأصوام ، وأيضاً بقول الرب الصادق ((ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ، بل بكل كلمة تخرج من فم الرب)) (مت 4 : 4) ، (لو 4 : 4) ، (تث 8 : 3) . وإن لم يصلح فى حربه بإستخدام هذه الوسيلة أو تلك ، قد يحارب بالضجر بإستخدام :

    ت‌- فترات الإنقطاع .

    وخاصة مع المبتدئين فى الأصوام عموماً ، أو مع أصحاب التعود على المشروبات كالشاى والقهوة والسجائر .. إلخ ، وهكذا مع ذوى الأعمال الشاقة التى تحتاج لمجهود بدنى كطبقة العمال ، أو مع كبار السن ، والمرضى والأحداث ... إلخ .

    كل هذه النوعيات ، تحتاج فى أصوامها إلى فترات إنقطاع مختلفة وتكون علاجاً لهذه الحروب .

    2- يحاربك بأن تصوم عن جانب واحد وتترك الجوانب الأخرى .

    وما المقصود بهذا الكلام ؟! المقصود بهذا الكلام يعنى : أن الشيطان يسمح لك بأن تصوم عن الأكل والشرب ، ولكن لايسمح لك بأن تصوم عن الخطية ، أياً كان نوعها . وإن جعلك تصوم عن الأكل والشرب ، يضعفك أمام النوع الذى تحبه فى كل منهما !! ومن الجائز فى صومك أن تغير طعاماً فقط ولكن لاتنقطع إطلاقاً !! وإن فشل فى حربه معك فى الأكل والشرب ، أو فترة الإنقطاع ، أو فى الخطية ، قد لايفشل فى حربه بأن لاتصوم عن الحياة الزوجية فى الأصوام ، التى ينادى الكتاب بالصوم عنها (يو2: 16) ، (1كو 7 : 5) .

    وبعدم صومك فى هذه الناحية أو غيرها ، تكون صمت عن شئ معين وشئ آخر لا ، وبالتالى هنا يكون صومك غير كامل ، وقد تستفيد منه أو لا تستفيد . ولكن الوضع الصحيح هو أن تصوم عن هذه ولاتترك تلك (مت 23 : 23) ، لو (11 : 42) .

    ومن الممكن أن الشيطان يحارب الإنسان فى الأصوام :

    3- بالتمسك بجانب ، على حساب الجانب الآخر .

    لذلك تجده يجعلك حريصاً على الصوم كوسيطة روحية ، ولكنه يهملك صلواتك وقراءاتك ، وأيضاً جلستك مع نفسك ، وهكذا تناولك من الأسرار المقدسة . ومن حروبه أيضاً فى التمسك بجانب على حساب الجانب الآخر ، قد يجعل الإنسان يتمسك بخدمته المسنودة إليه من الكنيسة ، على حساب روحياته أو عمله . وهناك لون آخر فى حروبه داخل إطار هذه الناحية ، وهو حتى بين الوصايا ، والفضائل ، والمواهب ، والسلوك ، فلذلك قد تنجح فى حفظ وصية ، على حساب وصية أخرى ، أو تقتنى فضيلة معينة على حساب فضيلة أخرى ، أو تضع نفسك فى موهبة وهى ليست موهبتك مع إهمال موهبتك الخاصة وهكذا حتى فى السلوك قد تتمسك بسلوك معين فى الحياه فإنكار الذات والإتضاع على حساب القيادة والإصلاح .. إلخ .

    وهدف الشيطان من حروبه فى هذه النواحى وأمثالها ، هو عدم الإستفادة الكاملة ، لأن التمسك بكل الجوانب يقود للإستفادة الكاملة فإذاً كن حريصاً من حروبه هذه ، وتمسك فى أصوامك بكل الجوانب لابجانب واحد .

    ومن حروبه الصعبة فى الأصوام هو :

    4- عدم لزوم الصوم .

    وهذه الحرب قد تأتى عند إقتراب موعد البدء فى الأصوام ، أو بعد البدء فيها بفترة بسيطة ، بحجة طول فترات الأصوام ، على مدار السنة أو بحجة درجات الأصوام ، ونوعية طعامها وفترات إنقطاعها . ومع ذلك قد يحارب بعدم لزوم الصوم من وارء الظروف الصحية ونوعية العمل ، والسفريات الكثيرة ، وأيضاً من وراء مراحل السن ، وعدم التعود ... إلخ . وهناك جوانب كثيرة من خلالها يشعر الإنسان بعدم لزوم صومه وهدفه من ورائها كسر وصية الصوم ، وعدم الإستفادة .

    وإن فشل فى حربه بعدم لزوم الصوم لك ، قد لايفشل فى :

    5- تقليل مدته أو تأجيله .

    يأتيك مع بدء الصوم وخاصة فى الصوم الكبير ويعطيك أفكاراً قائلاً لك : الأسبوع الأول أسبوع إستعداد ، صوم بعد ذلك ، أو يكفى أن تصوم أربعين يوماً من الخمسة والخمسين تمثلاً بالمسيح فى هذه الفترة أو يكفى أن تصوم نصف الصوم ، أو أقل ... إلخ .

    وهدفه من هذه الأفكار ، هو تقليل مدة الصوم أو تأجيله . وإن حاربك بهذا الإتجاه قل له (( ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الرب)) (مت4 : 4) ، (لو 4 : 4) ، و(تث 8 : 3) . وكما يحارب الشيطان الإنسان بهذه الفكرة ، قد يحارب بعض الكنائس أيضاً .

    ومن هنا تجدون بعض الكنائس الرسولية كالكاثوليك والبعض من الأرثوذكس قللوا مدة الأصوام بحجة إنها كثيرة ، وهذا خطأ لأنه يعتبر تغيير فى الإيمان ، والتقليد المسلم مرة للقديسين (يه 3) المعترف به لدى بقية الكنائس الرسولية . ولكن الوضع الصحيح هو أن تظل قاعدة الأصوام المسلمة ، باقية كما هى من غير تغيير وإلى جوارها يوجد الحل الكنسى ، الذى يستطيع أن يعطى حلاً للبعض من هذه القاعدة ، تحت ظروف معينة .

    وهناك أيضاً من يكسر القاعدة ، من غير حل ولكن القاعدة تظل كما هى قاعدة ، فمن يعمل بها يعمل ، ومن لايعمل بها لايعمل ولكنها لاتتغير ! لأن التغيير فيها ، هو يُعد حرباً من حروب الشيطان ، وبعداً عن القاعدة المسلمة تحت بند تقليل مدة الصوم أو تأجيله .

    ومع ذلك قد :

    6- يحارب بالصوم الذى هو أكبر من طاقة الإنسان .

    وهذا النوع من الحروب يتم بتطويل فترات الإنقطاع ، أو بالإكتفاء بنوع معين من الأكل والشرب ، وأيضاً بتناول مقدار معين من الطعام والشراب طوال فترات الأصوام . وكل هذه الأنظمة تتنافى مع صحة الإنسان ، ومع أصحاب القامات الروحية المختلفة وأيضاً مع مراحل السن كما إنها تتعارض مع نوعية العمل المختلفة وهكذا مع النساء الحوامل والمرضعات. لذلك يحتاج الناس لأنظمة مختلفة فى أصوامهم ، ولايصلح لهم نظام واحد نظراً للإختلافات التى بينهم ومن هنا وضع نظاماً موحداً فى الصوم للجميع لايصلح إطلاقاً لأنه يكون أكبر من طاقة الإنسان . لذلك يجب على الإنسان قبل صومه أن يتفاهم مع أب إعترافه فى هذه الناحية ، لأن ليس من حقه أن يسن لنفسه قانوناً فى الصوم من غير مشورته لكى لايسقط فى فخ الصوم الذى هو أكبر من طاقتة الذى يقوده لعدم الصوم ويدخل فى دوامة الأمراض وعدم القيام بمسئولياته .
    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc بقاى حروب الشيطان فى الاصوام

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 7 يونيو 2009 - 11:50

    وللعلم الشيطان فى الأصوام :

    7- يحارب بالشفقة وجمال الجسد .

    وغالباً هذه الحرب يسقط فيها كل من : النساء وأيضاً الوالدين من ناحية أطفالهم . لذلك نجده يهمس فى آذان النساء بالشفقة عليهن وعلى جمال أجسادهن قائلاً لهن : هل تصمن كل هذه الأصوام ؟! إحترسوا لأن أجسادكن سوف تنزل فى أوزانهن وأشكالكن سوف تتغير فلا داعى للصوم !! فلذلك قد لايصمن وإن صمن قد لاينقطعن عن الأكل وأيضاً قد يتزين حرصاً على جمال أجسادهن . وإلى جوار حربه للنساء فى الصوام يحارب الوالدين من ناحية أطفالهم بحجة صغر سنهم أو ظروفهم الصحية أو من وراء تعبهم فى المدرسة والمذاكرة كل هذه ألوان من شفقة الشيطان الهدامة . فلا يجب عليكم كوالدين أن تطيعوها بل ترفوضوها لأنكم لستم مسئولين فقط عن تربية أجسادهم بل أيضاً مسئولين عن تربية أرواحهم للأبدية . فلذلك يجب عليكم أن تساعدوا الكنيسة على تربية أطفالكم تربية مسيحية قائمة على إرضاعهم لبن الإيمان أو أصول الإيمان . لأن لو مر سن الطفولة من بين أيدينا من غير تشكيل الطفل فقد نجد صعوبة فى تشكيله فى الكبر نظراً لدخوله مرحلة البلوغ بكل متاعبها .

    إذاً إحترسوا من حرب الشيطان الملفوف بغلاف الشفقة وجمال الجسد على أطفالكن لأن الصوم فى جوهره ليس هو عدم شفقة وأبالاً للجمال بل هو شفقة على الجمال بعينه بدليل أن الله وضع له وصايا فى الكتاب تنص على التمسك به ، وتعد هذه الوصايا أقدم وأول وصايا جاءت فى الكتاب (تك 2 : 16 ، 17) .

    ومن حروبه المعروفة والمألوفة فى الأصوام هى :

    8- تنوع الأطعمة والمشروبات .

    وقد تكون هذه الحرب سببها المحبة السابقة الزائدة ، للأكل والشرب عند البعض من الناس أورد فعل للإمتناع عن بعض الأطعمة والمشروبات خلال الصوم أو من وراء تحسن الإنسان روحياً.

    ومن هنا يحارب الشيطان الإنسان فى الأصوام بتنوع الأطعمة والمشروبات لكى يفقده الغرض من الصوم وقد تكون هذه الأطعمة والمشروبات هى التى كانت تستخدم من قبل الصوم ولكنها إستبدلت من فطارى إلى صيامى وبعدد أكثر وبأشكال مختلفة .

    بالإضافة إلى كل ذلك يحارب فى الأصوام :

    9- بالشهوات المختلفة .

    وقد تكون هذه الشهوات التى يستخدمها الشيطان كأسلحة لضربنا هى : شهوة الأكل ، أو شهوة الغريزة الانا مش محترمية ، من وراء إنها محللة وهذه بالنسبة للمتزوجين . وأيضاً قد يحارب فى الصوام بشهوة التحدث عن النفس التى يجتذب من ورائها شهوة المديح .وهكذا يحارب بشهوة الغرور والعظمة مع ذلك قد يحارب فى الأصوام للوصول للمواهب بأى طريقة وبأى صورة . وغرضه من هذه الحروب هو ضياع الصوم من غير فائدة . ولذلك يجب على الإنسان الروحى أن يضبط نفسه فى كل شئ كما قال القديس بولس الرسول (( كل من يجاهد ، يضبط نفسه فى كل شئ)) (1كو 9 : 25) .

    ومن الحروب الأكيدة فى الأصوام هى :

    10- الإحساس بالجوع والعطش والتعب .

    قد يحارب من هذه الناحية المبتدئين فى الأصوام عموماً ومعهم صغار السن وأيضاً أصحاب الأعمال الشاقة والظروف الصحية المختلفة . وتعالج هذه الزاوية ، بالتداريب المختلفة فى الأصوام مع أب الإعتراف .

    كما إننا لانجهل حروبه :

    11- بالأحلام المخيفة وغير الطاهرة فى هذه الأوقات .

    وعلى سبيل المثال قد يهجم على الإنسان وهو نائم بأحلام مخيفة فى صورة وحوش أو ثعابين أو بأصحاب أجسام ضخمة مخيفة ، وكل منها يريد الفتك بالإنسان لولا حفظ الرب له . كما إنه يحارب فى الأصوام بالأحلام غير الطاهرة من خلال تذكارات قديمة أو مناظر عارية دنسة تقود الإنسان للخطأ وهو نائم ، وهذه الأحلام سواء كانت مخيفة أو غير مخيفة أو غير طاهرة يهدف الشيطان من ورائها تعب الإنسان وتدنيسه وتقليلاً من قدسية الصوم وفوائده للإنسان . ومن الملاحظ على الشيطان فى حروبه مع الإنسان إنه لايمشى على وتيرة واحدة معه ، بل يعكسها أو يغيرها بين الحين والآخر .

    ومن هذا المنطلق يترك حربه بالأحلام المخيفة وغير الطاهرة ، وقتاً من الزمان :

    12- ويحارب بالغرور والرؤى المقدسة وقتاً آخر .

    وحربه بالغرور والرؤى المقدسة قد تحدث حسداً من الإحساس بفوائد الصوم خاصة من هدوء الفكر وضبط الحواس مع هدوء بقية أعضاء الجسد . وفى حروبه بالغرور يقول لك : أنت الذى لك سنوات طويلة فى الأصوام لاحاجة لك إلى صوم هذه السنة ، ولا حاجة لك إلى فترة الإنقاطاع طويلة كبقية الناس ، نظراً لقامتك الروحية الكبيرة ولأن لديك رصيد كبير فى الروحيات عموماً ، ممكن تستند أو تستمد منه وقت الحاجة . ومع هذه الأفكار يظهر لك رؤى مقدسة ليلاً ونهاراً كما قال الكتاب : ((يغير شكله ، إلى شبه ملاك نور)) (2كو 11 : 14) وللأسف الشديد له أهداف كثيرة من وراء حربه هذه ومن بينها : فقدانك الحرص من الخطية ، وتكاسلك فى جهادك مع ضربك بالتشامخ والكبرياء ونسيانك ماضيك المحزن فى الشر ، مع فقدانك بنداً مهماً فى حياتك أسمه الصوم . فإذاً كن حريصاً وتمسك بإتضاعك لكى لاتكون فريسة للغرور ولا للرؤى الكاذبة .

    وإن ترك الشيطان حروبه الخارجية للإنسان ، قد :

    13- يحاربه من الداخل ، بتذكار الشر القديم .

    الذى فعله وقت ضعفه وسقوطه وقد يكون قدم عنه توبة صادقة ونال عنه غفراناً ومحواً من لدى الرب وبالرغم من هذا يريد الشيطان أن يعكر صفو وهدوء وراحة الإنسان الداخلية ، التى حصل عليها بالصوم وذلك بواسطة تحرك وإحياء هذه التذكارات داخلياً فى أى وقت وبأيه طريقة .

    والأصعب من ذلك هو :

    14- تشكيكه فى وضع الصوم كنظام روحى ومن الكتاب المقدس .

    وللأسف الشديد هناك آيات فى الكتاب ، يمسكها الشيطان ويفسرها للناس تفسيراً خاطئاً (1تى 4 : 1) ، هادفاً من ورائها التشكيك فى وضع الصوم كنظام روحى ، ومن بينها قول الرب :

    أ‌- " ليس مايدخل الفم ينجس ، بل مايخرج من الفم ينجس الإنسان" (مت 15 : 11) .

    وللعلم هذه الآية لاعلاقة لها بالصوم !! ولكن الشيطان يفسرها للناس إنها على الصوم!! وهذا تفسير خاطئ لأن الرب قال هذه الاية رداً على سؤال الكتبة والفريسيين وقت أن سألوه قائلين " لماذا يتعدى تلاميذك تقليد الشيوخ فإنهم لايغسلون أيديهم حينما يأكلون خبزاً" (مت 15 : 2 ) .

    وهناك آيتان يمسكهما الشيطان ويحارب بهما فى الصوم قائلاً للناس :

    ب‌- " كل مايباع فى الملحمة كلوه ، غير فاحصين عن شئ من أجل الضمير ... وكل مايقدم لكم كلوا منه فاحصين من أجل الضمير " (1كو 10 : 25 ، 27) .

    فى الحقيقة الكتاب وقت أن قال : "كلوا غير فاحصين ... ومن كل مايقدم لكم ..." لايقصد منه عدم الصوم ، أو فى أيام الأصوام ، إنما يقصد فى أيام الفطار المسموح لنا أن نأكل فيها من كل مايباع فى الملحمة ... مع كل مايقدم لنا إن لم نعلم أن هذا مذبوح لوثن ولكن إن علمنا إنه مذبوح لوثن لانأكل منه طاعة لوصية الرب (1كو 10 : 27 ، 28) وأيضاً من الآيات التى يمسكها الشيطان لمحاربة الصوم كنظام روحى ، قول معلمنا بولس الرسول :

    ت‌- (( كل الأشياء تحل لى ، لكن ليس كل الأشياء توافق . كل الأشياء تحل لى لكن لايتسلط على شئ )) (1كو 6 : 12) .

    وقوله هذا لايفهم منه عدم لزوم الصوم فى الحياة الروحية إنما يفهم منه أن كل الأشياء تحل للإنسان ، فى حالة عدم تعارضها مع الصوم وتسلطها على الإنسان . وإلى جوار هذه الآية ، توجد أية أخرى شبيهه أو مماثلة لها ، ويستخدمها الشيطان كأداة لضرب الإنسان وهى قول الرسول :

    ث‌- " كل الأشياء تحل لى ، لكن ليس كل الأشياء توافق ، كل الأشياء تحل لى ، لكن ليس كل الأشياء تبنى" (1كو 10 : 23)

    وهذه الآية لايقصد منها الرسول الإستغناء عن الصوم ، إنما يقصد منها أن كل الأشياء تحل للإنسان فى حالة إذا كانت غير مذبوحة لوثن (1كو 10 : 27 ، 28) وتتفق مع الصوم أيضاً . ومع ذلك الشيطان قد يطعن لك فى الصوم من نص الكتاب القائل :

    ج‌- " الطعام لايقدمنا إلى الله ، لأننا إن أكلنا لانزيد ، وإن لم نأكل لاننقص" (1ك 8 : 8

    بلا شك هذا النص الكتابى لاعلاقة له بالصوم إطلاقاً !! فكيف يستخدمه الشيطان للطعن فيه!! وإنما هذا النص قيل لمعالجة مشكلة الذين يأكلون ماذبح للأوثان (1كو: 8 .

    وإن فشل الشيطان فى حربه بالنصوص السابقة ، يحارب بهذا النص .
    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc طقس الكنيسة فى الصوم

    مُساهمة من طرف Admin الأحد 14 يونيو 2009 - 12:32

    طقس الصوم الكبير فى الكنيسة القبطية


    بمناسبة حلول الصوم الكبير أنادى لكم بالصوم وأطالبكم جميعاً أن تصوموا للإستفادة بالنعم والبركات الإلهية التى فيه . لكى تصوموا ينبغى أن تعرفوا طقس الصوم أى نظامه وترتيبه فى الكنيسة .

    لذلك من جوانب طقس الصوم الكبير فى الكنيسة :

    1- مكانة الصوم الكبير بين الأصوام .

    للصوم الكبير مكانة كبيرة فى كنيستنا القبطية بين الأصوام فى المسيحية نظراً لأن الرب صامه ولأنه ينتهى بأسبوع الآلام والصليب الذى به تمم الرب الخلاص للعالم وقام من بين الأموات بسلطان لاهوته . كما أن مكانة هذا الصوم لها سبب آخر وترجع للفائدة الروحية التى يستفيدها الإنسان الروحى منه والكنيسة أيضاً فى نفس الوقت كل هذه الأسباب تثبت مكانة الصوم الكبير فى كنيستنا . أما عن جوانب هذه المكانة فهى تتضح من خلال :

    أن الصوم الكبير يعد من أصوام الدرجة الأولى ، التى فيها نصوم ساعات إنقطاع طويلة عن الأكل والشراب وبنسك شديد ولانأكل السمك المسموح به فى أصوام الدرجة الثانية . وتصلى قبل القداس صلوات السواعى من الساعة الثالثة حتى النوم وينتهى القداس متأخراً . ومن جوانب مكانة هذا الصوم أن له قراءات خاصة وألحان ونغمات خاصة وأيضاً قسمة خاصة.

    2- مدة الصوم .

    ومدته خمسة وخمسون يوماً ، منها أربعون يوماً صامها السيد المسيح نفسه (مت 4 : 2) ومنها الأسبوع الأخير وهو أسبوع الآلام والذى تصومه الكنيسة قبل عيد القيامة . أما عن الأسبوع الأول من الصوم فهو يصام عوضاً عن سبوت الأربعين المقدسة التى يفطر فيها صباحاً ولايجوز فيها الإنقطاع لأنها يوم الراحة القديم الذى كان رمزاً للأحد وبذلك تكون الكنيسة قد إحتفظت بكرامة السبت دون أن تكسر الصوم الكبير .

    إذن الأسبوع الأول من الصوم هو أسبوع من الأربعين المقدسة فمن لايصومه يعد إنه كسر الصوم ولم يصم الأربعين المقدسة كاملة . أما عن يوم الأحد لايجوز فيه الصوم الإنقطاعى لأنه يوم الرب الذى قام فيه بسلطان لاهوته من بين الأموات .

    3- فترة الإنقطاع الأساسية .

    يصام فى الصوم الكبير من الساعة الثانية عشر أى من منتصف الليل إلى الساعة الحادية عشر أى الغروب وأقل شئ يصوم الإنسان إلى الساعة التاسعة من النهار أى الساعة الثالثة عصراً .

    أما إذا كانت هناك أسباب تمنع الصوم الإنقطاعى أو الصوم كلياً فيجب أن تكون بتفاهم مع أب الإعتراف وحل فى نفس الوقت .

    وفى مقدمة التكلم عن طقس الصوم الكبير يجب أن نشير إلى :

    4- طقس رفاع الصوم .

    يصلى قداس أحد الرفاع بالطقس السنوى ، ولكن الذى يختلف فيه هو مرد الإنجيل : أى جى بنيوت ، ولاتقال القسمة السنوية بل تقال قسمة الصوم الكبير مع مراعاة التوزيع على أن يكون بطريقة الصوم لا السنوية . ولاننسى أن نشير إلى إنجيل هذا القداس إنه يتكلم عن الصوم وفى نفس الوقت يجب أن تكون عظة القداس أو الرسالة الرعوية عن الصوم . والهدف من كل هذه الجوانب هو المناداة بالصوم لتذكير الناس به والحث عليه وللإستفادة بالبركات التى فيه .

    أما بعد ذلك ، ننتقل إلى :

    5- صلاة العشيات : تنقسم إلى ثلاثة أقسام :

    أ‌- أيام الإنقطاع : لاتوجد فى الصوم الكبير عشيات لأيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة والسبت .لأن فى هذه الأيام يجب أن يكون الصوم إنقطاعى ولأن صلوات المزامير أو صلوات السواعى تصلى من الساعة الثالثة حتى صلاة النوم . والقداسات تنتهى متأخرة أى تقريباً فى تمام الساعة الثالثة عصراً وفى نفس الوقت لاتوجد فى القطمارس قراءات لعشيات هذه الأيام .

    ب‌- يوم الأحد : توجد ليوم الأحد عشية .

    لأن فى يوم السبت لايجوز الصوم الإنقطاعى بالتالى تكون القداسات صباحية وصلوات السواعى فيها تصلى صلاة الساعة الثالثة والسادسة فقط

    هنا فى عشية يوم الأحد تصلى السواعى من الساعة التاسعة حتى الساعة الثانية عشر ( أى النوم ) ويرفع بخور العشية ويقرأ المزمور والإنجيل كما هو مدون بالقطمارس.

    ملحوظة – حول صلاة مساء يوم الأحد.

    لا تعتبر صلاة مساء الأحد متمم لإنجيل القداس الذى سبق تلاوته صباحاً . بعكس صلوات العشية المعتادة . فإن الإنجيل الذى يتلى فيها مرتبط بقراءات اليوم التالى . مع مراعاة صلاة المزامير من الساعة التاسعة حتى النوم . لأن فى قداس الأحد تصلى مزامير الساعة الثالثة والسادسة فقط.

    ج – الأعياد السيدية .

    كذلك فى الأعياد السيدية التى قد يأتى البعض منها فى الصوم الكبير مثال : عيد دخول المسيح الهيكل ، فى اليوم الاربعينى من ولادته بالجسد ، وعيد الصليب ، يوم 10 برمهات . وعيد البشارة يوم 29 من نفس الشهر . وعيد دخول المسيح اورشليم ، أى أحد الشعانين. توجد لها عشيات سواء جاء تذكارها فى آيام الصوم الانقطاعى أو يومى السبت والأحد ، اللذان غير مسموح فيهما بالصوم الانقطاعى . لأنها أعياد سيدية ولها أهميتها ودورها فى العقائد المسيحية ولها قراءتها فى القطمارس وطقوسها فى الصلوات الكنسية . بالإضافة الى ذلك لا يُحتفل فى الصوم الكبير بتذكار 29 من الشهر القبطى ، الخاص بتذكارات ( الميلاد – البشارة – القيامة ) فى شهرى طوبة وأمشير فقط .

    والسبب يرجع إنهما يرمزان للناموس والأنبياء . وأن هذين الشهرين هما : الشهران السابقان للبشارة واللاحقان بالميلاد ، ولم تكن العذراء مريم حبلى بالطفل الالهى ، فى مثل هذين الشهرين. كما أن يوم 29 من كل شهر قبطى ، هو تذكار للثلاثة أعياد ، بل ويتكرر تذكارهم كل شهر ، ولم يكن هو العيد الرسمى لهذه الأعياد لأن هذه الأعياد لها أوقاتها الخاصة ، بكل منها على حده. فمن هنا لا توجد عشية لتذكار 29 من الشهر القبطى ، فى الصوم الكبير.

    ويلى هذه العشيات :

    6- مردات القداس :

    يأتى فى الصوم الكبير عدة تذكارات منها :

    أ – الصوم نفسه .

    وبقية الأصوام ، تكون فيها المردات : ( أتيت )

    مع مراعاة بقية المردات التى تقال فى آيام الأصوام ، ويومى السبت والاحد.

    ب – الأعياد السيدية .

    مثال عيد دخول المسيح الهيكل فى اليوم الأربعين ، وعيد البشارة يوم 29 برمهات ، تكون فيها المردات : ( الذى تجسد من العذراء ). أما عن عيد الصليب ، الذى يأتى تذكاره يوم 10 برمهات من الصوم الكبير تكون فيه المردات : ( صلبت )

    وعيد دخول المسيح أورشليم اى أحد الشعانين يقال فيه " يسوع المسيح أبن الله دخل اورشليم بتواضع عظيم ". ولا ننسى بقية المردات ، التى تقال فى كل عيد وتناسبه.

    7- طقوس الصلاة الكنسية :

    يصلى بهذا الطقس فى الصوم الكبير بعدة طقوس مختلفة :

    أ – الطقس الصيامى .

    يصلى بهذا الطقس فى الصوم الكبير ويسبقه صوم نينوى.

    ب – الطقس الفرايحى .

    ويصلى بهذا الطقس فى عيد دخول السيد المسيح الهيكل فى اليوم الاربعينى لميلاده بالجسد وفى عيد البشارة ايضاً ، الذى يأتى تذكاره يوم 29 برمهات . إلى جوار ذلك يصلى بهذا الطقس ، فى بقية الأعياد السيدية الكبرى والصغرى .

    ج – الطقس الشعانينى . ياتى فى هذا الصوم ، تذكار عيد الصليب يوم 10 برمهات ، وعيد دخول المسيح أورشليم اى احد الشعانين ويصلى فيهما بالطقس الشعانينى . إلى جوار ذلك ، يصلى بنفس الطقس فى عيد الصليب ايضاً الذى يأتى تذكاره يوم 17 توت.

    ومن المعروف ان لكل طقس من هذه الطقوس وامثالها له الحانه ونغمته التى تختلف عن الحان ونغمة الطقس الأخر. بالتالى لكل طقس له تعبيره من خلال الالحان والنغمة الخاصة بالمناسبة . ويترك كل طقس تأثير داخل الانسان ، يختلف عن تأثير الطقس الآخر ، سواء بالفرح او الحزن.

    8- صلوات السواعى :

    تمر الكنيسة فى الصوم الكبير بعدة مناسبات ولكل مناسبة أسباب فى زيادة او نقص صلوات السواعى من وقت لآخر منها :

    أ – أيام الصوم الإنقطاعى .

    وهى ايام الأثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس والجمعة . وفى هذه الأيام تصلى صلوات السواعى من الساعة الثالثة حتى صلاة الثانية عشر او النوم ويرفع بعدها الحمل مباشرة

    ب - يومى السبت والأحد.

    لا يكون فيهما الصوم إنقطاعى بل صوماً عادية بالتالى تكون القداسات صباحية وتصلى صلاة الساعة الثالثة والسادسة فقط . لذلك توجد عشية ليوم الأحد وتصلى المزامير قبلها من الساعة التاسعة حتى النوم.

    ج – الأعياد السيدية.

    يأتى فى الصوم أكثر من عيد سيدى او ما يشابه ويعامل نفس المعاملة مثال : عيد دخول المسيح الهيكل فى اليوم الاربعينى لميلاده من العذراء . وعيد الصليب يوم 10 برمهات . وعيد البشارة يوم 29 من نفس الشهر . بالاضافة الى ذلك عيد دخول المسيح اورشليم اى احد الشعانين. وكل من هذه الاعياد تكون فيها القدسات صباحية وتصلى فيها صلاة الساعة الثالثة والسادسة فقط.

    9- الأعياد السيدية فى الصوم الكبير.

    وهى مثال : عيد دخول المسيح الهيكل وعيد الصليب كذلك عيد البشارة ، وعيد دخول المسيح اورشليم. كل منها له عشية خاصة به ولا يكون فيها صوم انقطاعى ولا مطانيات وتكون القداسات صباحية وتصلى مزامير الساعة الثالثة والسادسة فقط.

    ولها طقس خاص بكل منها ، فرايحى او شعانينى ومردات وقسمة فى نفس الوقت.

    ملحوظة حول عيد البشارة : اذا وقع هذا العيد فى الفترة من جمعة ختام الصوم الى ثانى يوم عيد القيامة المجيد ، فإنه يلغى ولا يتم الاحتفال به . لأن فى هذه الفترة مناسبات أهم مثال القنديل العام واحد الشعانين واسبوع الآلآم ، والصلب والموت والقيامة. والسبب الأخر فى عدم الاحتفال به هو ان يوم 29 من كل شهر قبطى هو تكرار لتذكار أعياد ( الميلاد والبشارة والقيامة ) اما هذه المناسبات السابق ذكرها التى فى تلك الفترة لا تُذكر سوى مرة واحدة فى السنة وفى هذه الفترة بالتحديد.

    10– التناول فى الصوم .

    فى كل الاوقات التى نتقدم فيها للتناول من الأسرار المقدسة سواء كانت أوقات فطار أو أصوام يجب ان نكون صائمين مدة لا تقل عن تسع ساعات . فبالحرى التناول فى اوقات الصوم يجب على كل انسان ان يكون صائماً كل الصوم ، لاصوم الاحتراس فقط لأجل التناول وبعد ذلك يرجع للجانب الفطارى. إنما يجب ان تذكروا ما قلته مرات عديدة بخصوص التناول فى الاصوام وهو التناول فى الصوم مرتبط بالصوم. فمن منكم كان غير صائم ولا توجد لديه موانع تمنعه من الصوم مثال عامل السن او الظروف الصحية ... الخ وبدون مشورة أب الاعتراف او حل فلا يجب ان يتقدم للتناول. اما اذا كان احد منكم غير صائم ولديه موانع تمنعه مع وجود مشورة اب الاعتراف او الحل فمن حقه ان يتقدم للتناول من الأسرار دون اعتراض او خطية.

    11- الخطوبات والأكاليل فى الأصوام .

    لا يتناسب مع أيام الآصوام الخطوبات والأكاليل ، لأن الصوم له الحانه ونغماته الخاصة التى تختلف عن الحان الأفراح ونغماتها الخاصة . الصوم يناسبه النسك والتذلل اما الأفراح يناسبها الولائم والسرور. الصوم يناسبه البعد عن الأمور الجسدية المحللة التى بين الرجل وأمرأته كما يذكر يوئيل النبى ( يؤ 2 : 15 – 18 ) ، وبولس الرسول ( 1 كو 7 : 2 – 5 ) . أما الافراح فيناسبها ممارسة هذه الأمور بصورة طبيعية. فلكل كل هذه الأمور وأمثالها لا توافق الكنيسة على تتميم مراسيم خطوبات او اكاليل فى الأصوام عموماً.

    أرجو من الله ان يقبل أصوامنا وصلواتنا فى هذه الايام المقدسة ويفتقدنا بمراحمه الكثيرة ويغفر لنا خطايانا.
    من كتاب الصوم لحضرة الحبر الجليل الانبا اغاثوس اسقف المغاغة والعدوة

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - 0:21