محاضرات عن الصوم وعلاقةباركان العبادة فى المسيحية وهو يتكون من عدد من المحاضرات التى القاهاحضرة الحبر الجليل الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة وهى منقولة من كتابه الصوم ارجو ان تستفيدوا منه
تداريب على الصوم الإنقطاعى
قد يكون الصوم الإنقطاعى ، مشكلة أمام بعض الناس ! !
مثال الذين لم يصوموا من قبل ، او المبتدئين فى الحياة الروحية ، أو لأجل صغر أو كبر السن.
وقد يكون الصوم الإنقطاعى ، مشكلة أمام البعض من الناس ، كالمرضى ، او العمال الذين يقومون بأعمال شاقة ... الخ
كل هذه الاسباب وأمثالها ، من الممكن أن تـُحل أمام الأنسان ، إن وجد بعض التداريب التى تناسبه.
ولنأخذ أول تدريب على الصوم الإنقطاعى ، وليكن هو :
1- تبديل الطعام والشراب الفطارى ، إلى صيامى . قد تقول هذا لا يُعد تدريب على الصوم الإنقطاعى ، بلا تغيير أو تبديل للطعام والشراب الفطارى ، إلى طعام وشراب صيامى . لا هذا يُعد تدريب على الصوم الإنقطاعى ، بالنسبة للإنسان الذى لم يصم من قبل ، لأن تغيير أو تبديل الطعام والشراب بالنسبة له ، يحتسب درجة من درجات الصوم. لذلك هناك إنسان من بين الناس ، نرشده فى صيامه أن يأكل ويشرب صيامى بدلاً من الفطارى ، ويكون هذا الإرشاد نوعاً من التدريب على الصوم الإنقطاعى. فالتدريب الأول إذاً على الصوم الإنقطاعى ، هو الأمتناع أو الأنقطاع عن الطعام والشراب الفطارى ، وأخذ بدلاً منه طعام وشراب صيامى. وقد يستمر صاحب هذا التدريب ، صوماً كاملاً بنفس هذا الأسلوب أو أكثر من صوم أو سنة كاملة أو عدة سنوات ، وهذا النوع من التدريب يكون مقبولاً من صاحبه أمام الله. وبالتالى من هذا التدريب ، يستطيع الإنسان أن يتدرج إلى نوع أخر من بين التدرايب على الصوم الإنقطاعى وهو :
2- الإنقطاع عن الأكل والشرب ، إلى الساعة العاشرة صباحاً. لا ننكر أن هناك البعض من الناس ، يصوم للساعة الثالثة بعد الظهر ، وقد يصوم لأكثر . والبعض الأخر لا يستطيع أن يصوم الى هذا الحد ، نظراً لظروفه. فمن هنا نظراً لظروف هذا البعض ، يمكنه أن ينقطع عن الأكل والشرب الى ساعة معينة من اليوم ، وقد تكون إلى الساعة العاشرة صباحاً ، ثم يأكل ويشرب بعد ذلك. وهذا التدريب مع الوقت إذا استمر ، من الممكن أن يزيد بعد ذلك ، فبدلا من الانقطاع إلى الساعة العاشرة صباحاً ، يصبح إلى الحادية عشر ، والثانية عشر وهكذا ... الخ حتى إن كان هذا التدريب ، يتصف بالحماس الضعيف والتأنى ، لكنه بعد حين قابل للزيادة والأستمرارية فى الصوم الإنقطاعى. ولو تأملنا فى سير القديسين ، الذين وصلوا لأيام فى الصوم الإنقطاعى ، لنجدهم بدأوا بمثل هذه التدرايب. هناك نوع أحر ، فى التدرايب على الصوم الإنقطاعى وهو :
3- الإنقطاع عن الشرب الى الساعة العاشرة صباحاً ، وعن الأكل إلى الساعة الحادية عشر صباحاً . فمن الملاحظ على هذا التدريب ، بالرغم من توفر عامل الصوم الإنقطاعى فيه ، إلا أن ساعات الإنقطاع عن الأكل تزيد عن ساعات الشرب. وهذا الجانب له دور أساسى، فى الصوم الانقطاعى ، ويساعد أيضاً فى النمو بعد حين على زيادة ساعات الإنقطاع عن الشرب والأكل ، فيصبح الإنقطاع عن الشرب إلى الساعة الحادية عشر صباحاً ، والأكل إلى الساعة الثانية عشرة ظهراً ، وهكذا يتدرج الإنسان فى الانقطاع من ساعة الى ساعة. وللعلم التدرج فى الصوم الإنقطاعى من ساعة الى ساعة يقودنا إلى :
4- التدرج فى الإنقطاع من يوم الى يوم ، أو من أسبوع إلى أسبوع. ونعنى بهذا الجانب ، أن ساعات الصوم الإنقطاعى قد تزيد يوم بعد يوم لدى البعض من الناس . والبعض الآخر ، قد تزيد ساعات صومه الإنقطاعى ، أسبوعاً بعد أسبوع وهكذا ، مع تساوى ساعات الصوم الإنقطاعى فى كل أيام الأسبوع. وإن لم يصلح هذا التدريب مع كل الناس قد يصلح :
5- التدرج فى الإنقطاع من نصف الصوم ، أو بعد صوم كامل. لآن البعض من الناس ، قد لا تسمح ظروفه بالتدرج السريع فى الصوم الإنقطاعى ، بل قد يناسبه التدرج المتأنى فى زيادة ساعات الصوم الإنقطاعى ، فى النصف الأخير من أى صوم من الأصوام. وبالرغم من ذلك هناك البعض من الناس ، قد لا يناسبه هذا التدريب ، الذى يناسب غيرهم ، إنما الذى يناسبهم هو زيادة ساعات الصوم الإنقطاعى ، من صوم الى صوم ، ويعنى أنهم يستمرون صوماً كاملاً عند ساعة معينة من الإنقطاع ، ثم الصوم الذى يليه ساعات الإنقطاع تزيد عن الصوم السابق وهكذا ... الخ وإن لم يصلح التدرج فى الصوم الإنقطاعى من صوم الى صوم قد يصلح فيه :
6- التدرج من سنة الى سنة . حتى إن كان هذا التدريب ، بطيئاً فى نمو ساعات الانقطاع ، لكنه يؤدى إلى زيادة ساعات الإنقطاع من سنة لأخرى ، ويتمشى مع ظروف البعض من الناس . وإن كنت تنظر إلى هذا النوع بنظرة أنه بطئ ، فهناك الأبطا منه بكثير وهو :
7- التدرج بعد عدة سنوات. وهذا يعنى أنك تصوم كل أصوام الكنيسة ولعدة سنوات ، ويكون صومك عدد ساعاته ثابتة وغير قابلة للزيادة ، ثم بعد ذلك تزيد ساعات إنقطاعك ، زيادة ثابتة ولعدة سنوات بعد ذلك ، وهكذا ... الخ وهذا التدريب يذكرنا بقول أحد الأباء : ( عمل قليل ويستمر ، أفضل من عمل كثير وينقطع ). ننتقل إلى نوع أخر من التدرايب على الصوم الإنقطاعى ، وهو :
8- الإنقطاع فى أصوام الدرجة الأولى يكون أكثر ، والثانية أقل. نظراً لقدسية أصوام الدرجة الأولى عن الثانية ، وقد يكون هذا التدريب يصلح معك ويفيدك ، إنما لا يصلح مع غيرك لذلك غيرك قد نرشده ، بالصوم الإنقطاعى ، فى :
9- الأصوام الأقل مدة ، ثم الأطول. لأنه إن لم يستطع الإنسان الصوم الإنقطاعى ، فى الأصوام الطويلة المدة ، قد يستطيع فى الأصوام القصيرة المدة . كصوم برامون الميلاد والغطاس – صوم نينوى – صوم الأربعاء والجمعة – صوم العذراء – صوم الرسل. وبالتالى إذا صام الإنسان الأصوام الأقل مدة ، يستطيع بعد ذلك أن يصوم الأكثر مدة . مع العلم إن لم يكن فى أستطاعة الإنسان ، أن يصوم كافة الأصوام القصيرة المدة ، فقد يستطيع أن يصوم :
10- صوم يومى ، الأربعاء والجمعة . ويأخذهما كنوع من التدريب على الطعام النباتى ، والصوم الإنقطاعى . وإذا استمر الإنسان فى صومهما ، يستطيع بعد ذلك أن يصوم صوماً أخر ، وليكن صوم نينوى ، ويتدرج فى فترة إنقطاعه . من التدرايب التى يجب ان نذكرها :
11- زيادة عدد الأيام الإنقطاعى ، فى الأصوام. ففى صومك ، يجب أن تنمى عدد أيام الإنقطاع من يوم الى يومين إلى ثلاثة أيام ، وقد تستمر فترة عند هذا الحد ، ثم بعد ذلك تصل إلى صوم كل أيام الاسبوع ، ما عدا يومى السبت والأحد.
12- ألامتناع عن الأشياء المحبوبة ، فى الأصوام . فقد يكون لك قانون مع أب إعترافك ، فى الصوم الإنقطاعى وملتزم به . وإنما هذا القانون ، لايشمل الإمتناع عن الأشياء المحبوبة بالنسبة لك فى الصوم . فإذا رأيت أن تأخذ هذا الجانب كقانون فى الصوم من أب إعترافك ، وليكن كذلك . وهذا القانون ، إذا تمكنت من التمسك به ، فهو قد يُعد كدرجة ثالثة فى صومك . لأن الدرجة الأولى فى الصوم ، هى تبديل الطعام والشراب الفطارى ، بطعام وشراب صيامى . والدرجة الثانية فى الصوم ، هى ساعات الإنقطاع أو الإمتناع عن الأكل والشرب . أما عن الدرجة الثالثة ، فهى الإمتناع عن الأشياء المحبوبة فى الصوم . وإن لم تستطع أن تمتنع عن الأشياء المحبوبة فى الصوم ، أكتفى بــ :
13- ساعات الإنقطاع : ويُعد هذا الجانب كقانون لك فى الصوم ، وكدرجة أيضاً ، فلذلك تمسك بهذا الجانب ولاتهمله ، لأنه إذا إستمر قد يقودك إلى قانون آخر ، ودرجة أخرى فى الصوم . أقدم لك ياأخى ، تدريباً جديداً كإقتراح على الصوم الإنقطاعى وهو :
14- أكل نوع واحد من الطعام بعد الصيام مع شرب أى شئ . وعكس هذا التدريب ، أكل أى نوع من الأطعمة الصيامى بعد الصيام ، مع شرب نوع واحد من المشروبات .
15- أكل كمية قليلة من الطعام ، مع شرب كمية قليلة من السوائل .
16- أكل نوع واحد من الطعام ، مع شرب نوع واحد من المشروبات . كل هذه تداريب على الصوم الإنقطاعى ، دون الدخول فى تفاصيلها ، نظراً لضيق الوقت . مع كل هذه الجوانب ، نشير لتدريب من نوع خاص ، وهو :
17- الإمتناع عن أكل اللحوم . نجد هناك البعض من الناس ، بصفة دائمة صائمين عن أكل اللحوم حتى فى أيام الفطار ، ماعدا ليالى أعياد الميلاد والغطاس والقيامة . وقد تجد جانباً من هؤلاء البعض ، يأكل منتجات اللحوم ، فى أيام الفطار . وجانب آخر ، قد لايأكل منتجات اللحوم فى أيام الفطار ، بل قد يأكل اللحوم أو لايأكلها فى ليالى الأعياد . فالإمتناع عن أكل اللحوم إذاً ، يدخل فى تداريب الصوم الإنقطاعى ودرجات الصوم أيضاً . ونختم موضوعنا ، بذكر جانب آخير :
18- التدرج فى الصوم الإنقاطاعى . لأنه يجب على الإنسان أن ينمو فى صومه ، بما فيه وقت الإنقطاع فلا يتوقف عند حد معين ، فى ساعات الإنقطاع ، بل يجب أن تزداد من صوم لآخر ، أو من وقت لآخر . كل هذه أنواع من التداريب على الصوم الإنقطاعى ، وتناسب ظروف كل إنسان ، فليجب على كل إنسان إذاً ، أن يختار من بينها مايناسب ظروفه ، وبمشورة أب إعترافه .
ننتقل للفصل الثانى ، لنلتقى بموضوع هام وذلك عن
الصوم المقترن بالفضائل
عدل سابقا من قبل Admin في الإثنين 25 مايو 2009 - 18:36 عدل 1 مرات