في الساعة الرابعة من بعد ظهر يوم السبت العظيم المعروف بسبت النور ينبثق نور الرب يسوع الحقيقي من قبره المقدس في كنيسة القيامة في مدينة القدس ويتنور به كل مؤمن موجود داخل الكنيسة، وفي الثلاثة والثلاثين الدقيقة الأولى لانبثاقه يأخذ النور مواصفاته الأساسية ويبدأ المؤمنون بتنوير أنفسهم وأجسادهما دون أن يحرقهم، كما يظهر ذلك في الصورة،وبعدها يأخذ مواصفات النار.
في الساعة العاشرة من صباح يوم السبت العظيم يقوم بعض الرسميون والمسؤولون من حراس القبر بتفتيش القبر جيداً والتأكد من خلوه وسلامته من أية مادة مشتعلة، ثم يختمونه بقطعة كبيرة من الشمع والعسل، ويضع كل مسؤول ختمه عليه أمام جميع الحاضرين، وفي الساعة الرابعة من بعد الظهر يبدأ الاحتفال بتطواف البطريرك والأساقفة والكهنة والشمامسة حول القبر ثلاثة مرات يتقدمهم حملة الرايات والشموع والصلبان، ثم يتقدم البطريرك نحو القبر حيث الرسميون في انتظاره فينزع البطريرك ملابسه الأسقفية إلا قميصه الأبيض(الاستخارة)،ويحمل معه رزمتين من الشمع كل واحدة منها تحوي على/33/شمعة غير مضاءة، فيقوم بتفتيشه كل من حاكم القدس ومدير شرطتها ليتأكدوا من عدم وجود أية مادة مشتعلة معه قد يستخدمها لإشعال الشموع، فينزعون الختم عن باب القبر فيدخله البطريرك لوحده فقط، ،فيركع عند القبر ويتلو الصلوات لكي يرسل الرب يسوع نوره المقدس ليقدس المؤمنين، وبينما هو يصلي يتدفق النور من القبر المقدس ويشعل كل قناديل الزيت أولاً والمطفأة قبل يوم من الاحتفال بصورة عجائبية، كما تشتعل الشموع في يدي البطريرك فيخرج بها من القبر ليضيء شموع المؤمنين.
في عام 1994 انطلقت كرة من النور من داخل القبر وقبل خروج البطريرك وأضاءت شموع بعض المؤمنين الأتقياء وقنديل إحدى الإيقونات المعلقة في الكنيسة واستقرب قرب احد الأعمدة.
وفي عام 1549 مُنع البطريرك صفرونيوس الرابع من دخول الكنيسة وجميع المصلين معه، من قبل حاكم القدس إبراهيم باشا وذلك بتحريض من بعض الأشخاص المغرضين، وادعوا له بان الأمر ليس إلا تمثيل ودجل يقوم به البطريرك وليس هناك من نور حقيقي إنما مادة مشتعلة يستخدمها البطريريك ويوهم الناس بأنها نور، وبينما كان البطريرك واقفاً حزيناً وهو يصلي قرب احد الأعمدة عند باب الكنيسة وفي يديه الشموع ضارعاً إلى رب المجد أن لا يحرم المؤمنين به من بركة نوره المقدس فإذا بالنور يشق العامود قرب البطريرك ويشعل له الشموع فأضاء البطريرك شموع جميع المؤمنين الممنوعين معه من دخول الكنيسة، وأثبت الرب بأنه لا يمكن لإنسان كائن من كان أن يتحداه ويحرم المؤمنين به من نوره المقدس، فرمى نفسه شيخ الجامع المحازي للكنيسة من فوق المئذنة بعد أن شاهد ما حدث وبعد أن أعلن إيمانه بالرب يسوع، فدفن قرب الكنيسة التي اعتبرته شهيداً للمسيح.