وجميع الأباء القديسين لم يصلوا الى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل الروحى ، تابع معى تلك السلسلة من التأملات والتى ستكون معظمها فى سير القديسين
+ تأملتنا اليوم عن موقف حدث فى حياه قديس عظيم من قديسى الكنيسة... هو العظيم فى القديسين ومؤسس الرهبنة فى برية شيهيت (وادى النطرون) أنه " الأنبا مقاريوس الكبير"
القصة الفعلية :
+ صعد الأنبا مقار مرة من الأسقيط الى البرية فاتى الى مقبرة حيث كانت هناك جثث يونانية قديمة ، فأخذ القديس جمجمة ووضعها تحت رأسه .
فلما رأى الشياطين جسارته حسدوه وارادوا ان يزعجوه فنادوا بصوت عالى بأسم مستعار لأمرأة قائلين : يا فلانة قد أخذنا الصابون والأشنان وادوات الحمام وها نحن فى انتظارك لتكونى معنا ، فخرج صوت من الجمجمة من تحت رأسه قائلا :
"ان عندى ضيفا وهو رجل غريب متوسد على فلا يمكننى المجئ . امضوا انتم" ، اما القديس فأنه لم ينزعج ولكنه رفع رأسه عنها وحركها بيده قائلا :
"هأنذا قد قمت عنك فان استطعت الذهاب فأنطلقى معهم الى الظلمة" .
ثم عاد ووضع راسه عليها فلما رأى الشياطين ذلك منه تركوه بخزى عظيم وصرخوا قائلين :
"امضى عنا يا مقاريوس" وهربوا .
التأمل:
ان هذا ما يحدث تماما مع اى انسان يريد ان يسير فى طريق الله . فمتى قررت السير مع الله فأعلم ان الشياطين لن تدعك بسهوله تهرب من يدها لأنك كنت معها وتصنع مشيئتها .
اثناء سيرك فى حياتك الروحية مع المسيح ستجد الكثير من الحروب والتشويش ولكن ان صمدت وقاومت ستخلص وتتنقى (+ الذي يصبر الى المنتهى فهذا يخلص ( مر 13 : 13 )
ولابد ان تقاوم وبقوة لأنه حينما يراك الشيطان قوى فى توبتك وفى مقاومته سيخاف منك ويتركك اما اذا وجدك ضعيف هزيل امامه ومازال بقلبك بعض الشهوات سيفترسك مرة اخرى وستظل له عبدا دائما
قاوم دائما واطلب دائما معونة الله ومعونة كل القديسين . تشفع بكل الملائكة وكل قديسين السماء يوميا وثق انهم سينصرونك لأنهم ينظرونك وينتظرون استدعائك لهم ليحاربوا عنك
انت تملك الكثير من الأسلحة معك فى تلك الحروب الروحية لابد ان تستغلها جيدا لصالحك .
والله قادر ان يعنيك فى طريقك إليه لأنه قال "+ تشددوا و تشجعوا لا تخافوا و لا ترهبوا وجوههم لان الرب الهك سائر معك لا يهملك و لا يتركك ( تث 31 : 6 )" وقال أيضا "+ تشدد و تشجع لا ترهب و لا ترتعب لان الرب الهك معك حيثما تذهب ( يش 1 : 9 )"