حقيقة رواية عزازيل للدكتور يوسف زيدان
ماهى حقيقة ما يُثار حول رواية عزازيل للدكتور يوسف زيدان، هل هي مخطوطة أصلية مترجمة كما يوضح المؤلف؟ أم قصة مؤلفة؟
الإجابة:
كتب المؤلف الدكتور يوسف زيدان الكاتب المتخصص في التراث العربي والمخطوطات، وأستاذ الفلسفة الإسلامية بحسب ما يقول موقعه على النت وما يقوله ناشر روايته "عزازيل" والتي نسبها لشخصية إبليس وأن كان قد قصد بها طول الوقت العقل الباطن لبطل روايته الذي اسماه هيبا. والتي حاول أن يوحي للقارئ منذ اللحظة الأولى على أنها قصة حقيقية وجدت مكتوبة في لفائف جلدية أثرية مكتوبة باللغة السريانية التي هي الآرامية، لغة المسيح، فيبدأ بمقدمة توهم القارئ بأن ما يقرؤه هو مخطوطات حقيقية فيقول: "يضم هذا الكتاب الذي أوصيت بنشره بعد وفاتي ترجمة أمينة قدر المستطاع لمجموعة من اللفائف "الرقوق" manuscripts التي اكتشفت قبل عشر سنوات بالخرائب الأثرية الواقعة إلى جهة الشمال الغربي من مدينة حلب السورية -وقد وصلتنا هذه الرقوق بما عليها من كتابات سريانية قديمة في حالة جيدة مع أنها كتبت في النصف الأول من القرن الخامس الميلادي- وهناك حواش وتعليقات مكتوبة على أطراف الرقوق باللغة العربية، تمت كتابتها في حدود القرن الخامس الهجري تقريبا، كتبها فيما يبدو لي راهب عربي من أتباع كنيسة الرها التي اتخذت النسطورية مذهبا لها، وقد أوردت بعض هذه الحواشي في ترجمتي ولم أورد بعضها الآخر لخطورتها البالغة". كما زعم أن راهب قبرصي اسماه الأب كازاري قد راجعها!! ولا أظن أنه جاء بهذا الاسم بمحض الصدفة بل، على ما أعتقد، أنه أختاره عمداً ليوحي به إلى شيء هام وهو جماعة الكازارس The Khazars الذين كانوا يؤمنون بإلوهية المسيح فقط ولا يؤمنون بتجسده واتخاذه جسداً من مريم العذراء، والذين أشار إليهم كُتّاب الوثنية الإلحادية الحديثة من أمثال ميشيل بيجنت وريتشارد لي وهنري لنكولن كُتّاب رواية "الكأس المقدس، الدم المقدسة" ودان براون Dan Brown في روايته "شفرة دافنشي" The Da Vinci Code ولين بكنت وكليف برنس في كتابهما "كشف سر فرسان الهيكل: حراس سر هوية المسيح الحقيقة!! وغيرهم. وترجع إشارته إل الكازارس باعتبارهم يتمسكون بالكتب الأبوكريفية التي أشار إليها كتاب هذه الكتب الإلحادية وبنوا أهم أفكارهم على جاء بها، فقد صفها عدة مرات الكاتب عدة مرات ب- "الأناجيل المحرمة" والتي زعم أنها كانت مع نسطور وراهبه المزعوم علما بأن فكر هذه الكتب لا صلة له من قريب أو من بعيد بنسطور!!
وقد بني الكاتب روايته على أساس أحداث واقعية وتواريخ معروفة وقد وضع لروايته ثلاثة أهداف، كما خرجت بها من قراءتي للرواية :
(1) الانتصار لمن أسمتهم الكنيسة بالهراطقة، من أمثال آريوس وبولس السموساطي ونسطور، والذين ذكرهم بالاسم ومدح كتاباتهم، لانحرافهم عن مفهوم الكتاب المقدس والتسليم الرسولي الذي تسلمته الكنيسة من تلاميذ المسيح ورسله، واعتمادهم بالدرجة الأولى على الفلسفة اليونانية وعلى أفكارهم الخاصة،
(2) توجيه هجوم شديد ولاذع للكنيسة القبطية ورمزها القديس مرقس الرسول وصورة الأسد المرسومة إلى جواره وحول الرمز إلى عكس معناه، أما بجهل شديد أو عمد!! فراح يسخر من هذا الرمز بصورة غير لائقة.. بل وخاصة البابا كيرلس عمود الدين لموقف الكنيسة القبطية ضد الهراطقة ودفاعها عن الإيمان المستقيم والذي تسلمته من تلاميذ المسيح ورسله، وذلك لاختلافه الديني والعقيدي، كمسلم وأستاذ للفلسفة الإسلامية، عنها وانتصاراً لدينه ومعتقده الذي لا يفق مع ثوابت الإيمان المسيحي!!
(3) وهذا ما حيرني وهو محاولته الإيحاء بأن "الله لم يخلق الإنسان بل أن الإنسان هو الذي خلق الله"!! أن فكرة الإله هي من خيال الإنسان، كما سأوضح ذلك!! أي أنه تصور أنه يستطيع أن يصيغ ما تصور أنه مفاهيم خاطئة في المسيحية من جديد حيث يقول أحد الكتاب: "أن الهدف الحقيقي من وراء الرواية هو التأكيد على إعادة بناء الأشياء والمفاهيم الخاطئة التي استقرت في أذهان الناس، مضيفاً أن كل شخصيات الرواية حقيقية باستثناء البطل، الذي لديه شخصية مراوغة تتأبى على التحديد والوصف، مما يجعل من شخصيته منطلقاً لأشكال من الدهشة والحيرة والإثارة لا تنتهي حتى بانتهاء العمل الروائي ذاته". وكما قال أكثر من ناقد أدبي- "أن الرواية جاءت لتقدم صراع الإنسان الثقافي بين كنيستيّ الإسكندرية وأنطاكيا، وبين الثقافة الوثنية التي كانت سائدة في الإسكندرية وثقافة المسيحية التي يمثلها البابا كيرلس أسقف الإسكندرية". وقال الناقد سامي خشبة إن الرواية تتضمن "مناطق حوارية مكتوبة بحساسية مرهفة" حول سعي بطلها "هيبا" وهو ذو نزوع إنساني إلى معرفة الحقيقة رغم وقوعه في الخطيئة أو الغواية مرتين حيث كان عقله ساحة لصراع معرفي بين تصورات مصرية قديمة وإيمانه الجديد بالمسيحية.
وقد وضع الكاتب أفكاره من خلال شخصيتين وهميتين أختلقهما من خياله .. هما :
(1) من اسماه بالراهب "هيبا المصري" والذي أخذ اسمه من أسقف الرها "هيبا أو إيباس" وهو نسطورى المعتقد دافع بشدة عن نسطور فى مواجهة القديس كيرلس الكبير. أو يكون مأخوذًا عن الجزء الأول للفيلسوفة المصرية "هيباتيا" التي قتلت في الإسكندرية سنة (415م)
(2) شخصية عزازيل والذي هو في الكتاب المقدس اسم علم للروح الشرير الذي يسكن في البرية (اش13 :21؛34 :14؛ مت12: 43) ومعنى اسمه في العبرية "عزّ إيل"، أي "قوّة الله". ويوصف في الميتولوجيا methology وفي الفولكلور الفلسطينيّ القديم بـ"رئيس أبناء الآلهة". ويُذكر في المغارة الرابعة في قمران 180 عادة كرئيس الملائكة. كما يعني أيضاً الشيطان أو الجن في الصحاري والبراري أو ملاك ساقط. كما يعني أيضاً "العزل للخطيئة" أو "الفصل" (بحسب الترجمة اليونانية السبعينية). وقد ورد اللفظ في (لاويين16: 8 و 10 و 26). حيث كان رئيس الكهنة في يوم الكفارة الذي يتكرر مرة واحدة في السنة يأخذ تيسين "ويوقفهما أمام الرب لدى باب خيمة الاجتماع. ويلقي هرون على التيسين قرعتين قرعة للرب وقرعة لعزازيل. ويقرّب هرون التيس الذي خرجت عليه القرعة للرب ويعمله ذبيحة خطية. وأما التيس الذي خرجت عليه القرعة لعزازيل فيوقف حيّا أمام الرب ليكفّر عنه ليرسله إلى عزازيل إلى البرية" (لا16 :7-10). ولكن الكاتب استخدمه كصدى لما بداخل الإنسان، وكعقل الإنسان الباطن الذي يعبر عن فكره الباطن وصراع الأفكار الداخلي والذي جعله الكاتب في النهاية ينتصر على كل ما سبق أن آمن به الراهب. حيث تقول الرواية في (ص51) : "نعم يا هيبا، عزازيل الذي يأتيك منك وفيك". والغريب أنه يقول في أهداء الرواية [ لِكُلِّ امرئٍ شَيْطَانُهُ، حَتَّى أَنَا، غَيْرَ أَنَّ الله أَعَانَني عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ.. ] (حديثٌ شريف، رواه الإمام البخارى بلفظٍ قريب)" ويقول بلسان عزازيل في (ص100)" يا هيبا قلت لك مرارا أني لا أجيء ولا أذهب. أنت الذي تجيء بي، حين تشاء. أنا آت إليك منك، وبك، وفيك. أني انبعث حين تريدني لأصوغ حلمك، أو أمد بساط خيالك، أو اقلب لك ما تدفنه من الذكريات. أنا أحمل أوزارك وأوهامك". فعزازيل في الرواية، كما يقول (الأستاذ محمد الحمامصي) هو الظاهر والمختفي، الصريح والمراوغ، وهو الداعي للكتابة والتدوين، اكتشفه الراهب هيبا في ذاته، بعد مخايلة طويلة ظلت الرواية بزمانها الدائري تشير إليه، حتى تجلى بداخله في واحد من أعمق فصول الرواية وأكثرها روعة".
وفي (ص 348 – 350)، يؤكد على حقيقة الفكرة الجوهرية في الرواية وهي أن كل من الله وعزازيل هما من اختراع الإنسان وخلقه!! فيقول: " هل خلق الله الإنسان أم العكس؟ ماذا تقصد؟ يا هيبا، الإنسان في كل عصر يخلق إلها له على هواه، فإلهه دوما على هواه وأحلامه المستحيلة ومُناه.. أن الله محتجب في ذواتنا والإنسان عاجز عن الغوص لإدراكه! ولما ظن البعض في الزمن القديم، أنهم رسموا صورة للإله الكامل، ثم أدركوا أن الشر أصيل في العالم وموجوداً دوماً؛ أوجدوني لتبريره"!! ثم يضيف الكاتب: "في أصل عزازيل، آراء وأقاويل. بعضها مذكور في الكتب القديمة، وبعضها منقول عن ديانات الشرق. لا تؤمن كل الديانات بوجوده، ولم يعرفه قدماء المصريين العرفاء 00 ويقال أن مولده في وهم الناس.. عزازيلُ نقيضُ الله المألوه.. هو أذن نقيض الإله الذي عرفناه، وعرفناه بالخير المحض. ولأن لكل شيء نقيضا، أفردنا للشر المحض كيانا مناقضا لما افردناه أولاً، وسميناه عزازيل وأسماء أخرى كثيرة ". وجعل عزازيل يرفض أن يكون أصل الشر بل مبرر الشر الذي يفعله الإنسان ثم ينسبه لعزازيل: "أنا يا هيبا وأنت وهم.. تراني حاضرا حيثما أردت، أو أرادوا. فأنا حاضر دائما لرفع الوزر، ودفع الإصر وتبرئة كل مدان. أنا الإرادة والمُريد والمُراد، وأنا خادم العباد، مثير العباد إلى مطاردة خيوط أوهامهم"!! والخلاصة هنا أنه يرى أن الله وهم والشيطان وهم وكلاهما من خلق الإنسان وفكره!!
+ + + + + + + + + + + +
ونعود لشخصية الراهب الذي وضع الكاتب من خلاله كل أفكاره حيث يجعله مولود لأب وثني يقوم بصيد السمك لتقديمه لكهنة معبد خنوم الذي يقع عند الطرف الجنوبي لجزيرة الفنتين الذين تركهم المؤمنين بديانتهم التي هجرها أهلها وانضموا للمسيحية والذي يصوره بالرجل الطيب، وأم مسيحية تتآمر بصورة غير أخلاقية مع أهلها المسيحيين لقتل زوجها!! هذا المشهد الذي يصوره الكاتب بصورة تصف المسيحيين بالقتلة المتوحشين الذين يقتلون بلا رحمة ولا شفقة!! ويبدو أنه تأثر بما يفعله الإرهابيين الذين يقتلون في العراق وهم يهللون ويكبرون فأخترع لمن وصفهم بمثل هذه الوحشية نشيد يعبر عن وحشيتهم وتهليلهم لجريمتهم حيث يقول: "مضوا من بعد ذلك متهللين، مهللين بالترنيمة الشهيرة: المجد ليسوع المسيح، والموت لأعداء الرب"!! ويصور لنا الكاتب أن هذا المشهد علق بذهن هيبا طوال حياته. ثم يأخذه عمه المسيحي فيصير مسيحياً. بل ويجعل الرواية تبدأ بمولد هذا الراهب في جنوب مصر سنة 391 ميلادية، وهى السنة التي أُعلنت فيها المسيحية ديانةً رسميةً للإمبراطورية الرومانية، موحياً بأن تحول الإمبراطورية إلى المسيحية هو تحول إلى العنف والقوة والإرهاب الديني ونبذ الآخر متجاهلا لحوالي ثلاثمائة سنة من الاضطهاد الدموي الذي قاساه المسيحيون على أيدي اليهود والرومان بلا هوادة والذي استشهد فيه آلاف بل ملايين من المسيحيين عبر هذه السنين ودمرت فيه كنائسهم وأحرق فيه الكثير من كتبهم وأرتد فيه الملايين عن المسيحية بسبب شدة وقسوة هذا الاضطهاد الدموي!! وينهي أحداث الرواية بمجمع أفسس المسكوني سنة 431، الذي ناقش أفكار نسطور وحكم عليها بالهرطقة، كما سنبين!! والتي كان للكنيسة القبطية فيها الدور الرئيسي مؤيدة من كل الكراسي الرسولية في الشرق والغرب على السواء عدا كرسي إنطاكية الذي أنضم إليها أخيراً!! وكأن هذا المجمع هو سبب انحراف المسيحية!!
ثم تأخذ الرواية بعد ذلك خطين متلازمين هما؛ تصوير الدين، المسيحية الأرثوذكسية متمثلة في كنيسة الإسكندرية، من خلال شخص الراهب، على أنه عبث وعقائد أخترعها الإنسان، خاصة الأباطرة والمجامع الكنسية التي قررت ما ارتآه هؤلاء الأباطرة، فقد صور الكاتب المسيحية الأرثوذكسية متمثلة في الكنيسة القبطية وبطريركها البابا كيرلس البطريرك الأربعة وعشرون (412 – 444م) بما ليس فيها ونسب لها أعمال مبالغ فيها، وتكلم عن العقائد المسيحية، متأثراً بأفكار الملحدين وجماعة الوثنية الحديثة في الغرب، وصورها وكأنها مجموعة من العقائد الملفقة، وراح يتكلم عن آريوس ونسطور بغير معرفة دقيقة ولا فهم لطبيعة فكرهما ومعتقد كل منهما!! وأتخذ من منهج هؤلاء الملحدين منهجاً له فأخذ يلمح بما اسماه بالأناجيل المحرمة مثلما المح إليها الملحدون ووصف أسفار الكتاب المقدس بالمخادعة والمتناقضة فقال في (ص 98): " إن التوراة التي نؤمن بها مليئة أيضاً بمخادعات وحروب وخيانات. وإنجيل المصريين الذي نقرأ فيه، مع أنه ممنوع، فيه ما يخالف الأناجيل الأربعة المتداولة"!! ثم يلمح بأن الكتب التي يسميها بالممنوعة موجودة مع نسطور، فيقول: "ابتسم المبجل نسطور وهو يقول إنني أحتفظ بكل الكتب الممنوعة!"!! وهو يحاول يوحي أن نسطور يعتبرها صحيحة ويعتمد عليها ويفتخر بوجودها معه!! ونقول له أن التوراة هي سجل لعلاقة الله بالإنسان وعلاقة الإنسان بالله وعلاقة الإنسان بالإنسان، وقد سجلت الأحداث بدقة وأمانة ولم تلجأ لتقديم مجرد صورة مثالية بل تاريخ حقيقي عاشه أناس بالحقيقة وليس تاريخ وهمي.
أما الكتب المسماة بالأبوكريفية والتي وصفها الكاتب بالمحرمة فلم تناقش في أي مجمع من مجامع القرون الخمسة الأولى، سواء المجامع المكانية أو المجامع المسكونية، ولم تختلط في يوم من الأيام بأسفار العهد الجديد السبعة وعشرين، القانونية والموحى بها، لأنها لم تكتب لا في زمن تلاميذ المسيح ورسله الذين رحلوا عن هذا العالم فيما بين سنة 65م و100م وكان أخرهم هو القديس يوحنا، بل كتبت فيما بين سنة 150 و450م، كما أنها، وخاصة الكتب الغنوسية منها، لم تكن في متناول العامة ولم تكن متداولة خارج نطاق الدوائر الهرطوقية التي أنتجتها، لأن هذه الدوائر تصورت أنها هي وحدها الأكثر سموا وإدراكاً للمفاهيم المسيحية الجوهرية أكثر من كل المسيحيين بل وأكثر من تلاميذ المسيح ورسله أنفسهم!! لذا اعتبرت هذه الكتب كتابات سرية، خاصة بها وحدها، ولم تتركها للتداول بين عامة المسيحيين لأنها تصورت أن الذين من خارج دوائرهم الهرطوقية لن يفهموا محتواها!! ومن هنا سُميت بالأبوكريفية، أي السرية، ثم تحولت الكلمة، أبوكريفا، في المسيحية من السرية إلى المزيفة لأن من زيفها وألفها هم قادة هذه الفرق الهرطوقية الغنوسية.
+ + + + + + + + + + + +
وسخر أيضاً من العقائد المسيحية الجوهرية كعقيدة الله الواحد في ثالوث حيث وصفها مرة بالمأخوذة من الأفلاطونية الحديثة ومرة أخرى بالمأخوذة من الثالوث المصري الوثني!! فيقول في (ص34): " إنني أفكر كثيراً في أفلوطين Plato، وفي مصر. فأرى أن كثيرا من أصول الديانة أتت من هناك، لا من هنا! الرهبنة، حب الاستشهاد، علامة الصليب، كلمة الإنجيل.. حتى الثالوث المقدس، هو فكرة ظهرت أولا بنصوع في عند أفلوطين.. لا يا أبت، ثالوث أفلوطين فلسفي هو عنده: الواحد والعقل الأول والنفس الكلية، والثالوث في ديانتنا سماوي رباني: الآب والابن والروح القدس، وشتان ما بين الاثنين"!! وفي (ص54) يقول أن أقوال آريوس هي: " محاولة لتخليص ديانتنا من اعتقادات المصريين القدماء في آلهتهم، فقد كان أجدادك يعتقدون في ثالوث إلهي، زواياه إيزيس وابنها حورس وزوجها أوزير " !! ثم يضيف الكاتب قائلاً: " لا يصح أن يقال عن الله أنه ثالث ثلاثة "!! وهو هنا يخلط الأمور!! ونقول له أن ثالوث قدماء المصريين يتكون من أب وأم وابن وتجاهلت الإله الرابع وهو غريمهم ست وأخته نفتيس!! وذلك إلى جانب آلهة أخرى عديدة مثل رع، الذي خلق الإله شو والإلهة نفتوت. وباقترانهما أنجبا الإله جب (إله الأرض)، والإلهة نوت (إلهة السماء)، اللذين تزوجا وأنجبا أوزوريس، وإيزيس، وست، ونفتيس، وبزواج أوزوريس وإيزيس أنجبا الإله حورس!! فما علاقة هذا بعقيدة الله الواحد في ثالوث؟!! كما أن أفلوطين برغم الاختلاف الجوهري في أقواله المذكورة أعلاه فهو مولود ليكوبوليس بمصر سنة 205 م، في حين أن عقيدة الثالوث في المسيحية موجودة بوجودها وأن استخدام تعبير الثالوث نفسه وجد في كتابات ثاوفيلس الأنطاكي حوالي سنة 165م، أي قبل ولادة أفلوطين بأربعين سنة وقبل أن يكتب على الأقل بستين سنة!! كما نسب لنسطور ولآريوس ما لم يؤمنا به وما لم يقولاه!! فزعم أن نسطور دافع عن آريوس وقال أن آراءه هي محاولة لتخليص المسيحية من اعتقادات المصريين (ص54)!! وزعم أن نسطور قال أن المسيح مجرد إنسان ظهر لنا الله من خلاله (ص47) وأن المسيح ما هو إلا تجلي لله (ص328 و329)!! وتعليقا على ذلك يقول موقعأفريكانو "إن شرح "نسطور" مثلاً لوجهة نظره عن طبيعة المسيح بدا أقرب للاهوت الإسلامي عن لاهوت "نسطور".
عدل سابقا من قبل Admin في السبت 11 أكتوبر 2008 - 21:26 عدل 1 مرات