[size=21]4 – حاجز الهيكل : ( الحجاب أو حامل الايقونات )
حاجز الهيكل يقوم بين الهيكل وصحن الكنيسة وهو متابين فى شكله وغرتفاعه . فهو غالباً متوسط الرتفاع ومصنوع من الخشب المطعم بالصلبان أو الأشكال الهندسية البديعة . وقد يُصنع من مواد أخرى . وبه أبواب عليها ستور تفتح أثناء الخدمة الكنسية ومنقوش عليها بعض العبارات من الكتاب المقدس . ويقوم حاجز الهيكل ليس بغرض تخبئة الاسرار وحجبها عن الشعب ولكن كعلامة إكرام ومهابة لها " لأن الله ساكن فى نور لا يدنى منه . الذى لم يراه احد من الناس ولا يقدر أن يراه . الذى له الكرامة والقدرة الأبدية أمين ".
وحيث أن حاجز الهيكل يحجب ما بداخل الهيكل فلهذا يسمى بالحجاب . وهذا الاسم يمكن ان يكون قد أخذ من فكرة حجاب الهيكل فى العهد القديم حيث كانت القداس محجوبة عن البشر . وعليه فغن كلمة حجاب تعبير غير صحيح لآن حجاب الهيكل قد أنشق وزال بعد صلب السيد المسيح وحصلت المصالحة بين الله والإنسان وفتح الفردوس مرة أخرى له ولهذا لا يصح أن يوجد ما يحجب الانسان عن الله مرة اخرى .
ولكن الاسم الصحيح لحاجز الهيكل هو حامل الايقونات لأنه يحمل أيقونات الملائكة والشهداء والقديسين وهذا يشير إلى الإرتباط الأكيد بين السماء والأرض . والشركة الروحية بين السمائيين والارضيين فى عبادتهم وصلواتهم.
ترتيب الايقونات :
1- يعلو حاجز الهيكل وفى منتصفه أيقونة السيد المسيح مصلوباً - حسب قول الرسول – " أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح مصلوباً " ( غل 3 : 1 ) وعن يمينه السيدة العذراء وعن يساره يوحنا الحبيب الذين رافقا السيد المسيح حتى الصليب.
2- وتحت الصليب فوق الباب الأوسط الذى يدخل منه الحمل توضع أيقونة العشاء الأخير الذى أسسه السيد المسيح ليكون خبزاً للحياة الأبدية . وتوضع أيقونات التلاميذ الأثنى عشر عن يمين ويسار أيقونة العشاء الأخير . وفى هذا تعبير على أن الكنيسة مبنية على أساس الرسل ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية ( أف 2 : 20 ).
3- وتوضع أيقونة السيد المسيح عن يمين الباب الأوسط وهو ممسك بالإنجيل مفتوحاً ومكتوباً فيه " أنا هو الراعى الصالح " لأن هذه الأيقونة تعلن ان السيد المسيح هو باب الخراف المؤدى للحياة الأبدية . عن يسار أيقونة السيد المسيح تأتى أيقونة القديس يوحنا المعمدان . وعن يسار ايقونة يوحنا المعمدان تأتى أيقونة قديس الكنيسة ثم أيقونة الشهداء والقديسين أو أنبياء العهد القديم.
4- فى الجانب الأخر توضع عن يسار الباب الأوسط أيقونة السيدة العذراء والدة الاله لتكون عن يمين أيقونة السيد المسيح حسب قول المرنم : " قامت الملكة عن يمينك : ( مز 45 : 9 ) . وعن يمين أيقونة العذراء توضع ايقونة البشارة ثم أيقونة رئيس الملائكة ميخائيل وبعدها أيقونة القديس مرقس الرسول ثم أيقونة مارجرجس أمير الشهداء ثم أيقونة القديس الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان.
5- ويلاحظ أن هذا الترتيب يوافق قراءات أناجيل دورة الصليب والشعانين . لكى تقرا الأناجيل أمام ألايقونات كل حسب طقسه . وعلى هذا فغنه من اللازم تكريس هذه الأيقونات بالصلاة ومسحها بزيت الميرون لكى تتقدس وتتحول من مجرد صورة أو لوحة فنية إلى أيقونة مكرسة للخدمة فنطلب من صاحبها صلواته وشفاعته عنا أمام الرب.
6- ونود أن نؤكد أن هذه الايقونات قد أستخدمت فى طقس العبادة المسيحية منذ القرون الأولى لكى تتعمق فى الذهن المسيحى أن الكنيسة هى مسكن الله مع قديسيه . وأن هؤلاء القديسين أحياء عند الله بمجد عظيم وهم ليس بعيدين عنا . ولهذا نطلب شفاعتهم وصلواتهم عنا.
أبواب الهيكل :
يوجد فى حاجز الهيكل ثلاث ابواب للهيكل :
الأوسط وهو الباب الرئيسى ويسمى الباب الملوكى لآن منه يدخل الملك المسيح ( الحمل ) إلى عرشه على المذبح
أما البابان البحرى والقبلى فهما لدخول الخدام الى الهيكل
ويكتب على أبواب الهيكل بعض الآيات من الكتاب المقدس مثل :
" أما انا فبكثرة رحمتك أدخل بيتك . أسجد فى هيكل قدسك بخوفك " ( مز 5 : 7 )
" أفتحوا لى أبواب البر . أدخل واحمد الرب " ( مز 118 : 119 )
" هذا باب الرب والصديقون يدخلون فيه " ( مز 118 : 20 )
كما يكتب أحياناً على الباب عبارة " السلام لهيكل الله الآب "
ويوضع على أبواب الهيكل ستور جميلة مزينة بالصلبان أو بصور قديسى الكنيسة او ملاك المذبح
* بيض النعام :
+ يعلق بيض النعام على حاجز الهيكل لأن البيض يشير بصفة عامة إلى القيامة وحياة الرجاء . ولقد وصلنا بالتقليد أن بيلاطس البنطى قد أستدعى مريم المجدلية ليتحقق منها عن قيامة السيد المسيح من بعد موته ودفنه فى القبر . فأمسكت مريم المجدلية ببيضة فى يدها وقالت له : لقد قام السيد المسيح من القبر حياً كما يخرج ( الفرخ ) الحى من هذه البيضة.
* الهيكل :
+ الهيكل هو أعظم وأقدس مكان فى الكنيسة ولهذا يسمى قدس الأقداس . ومكانه فى الجهة الشرقية من الكنيسة لكى تتجه إليه كل الأنظار . وغالبا يكون مرتفع قليلاً عن صحن الكنيسة لما لخدمة الهيكل من سمو ورفعة عند الله .
+ قدسية الهيكل
1- حددت قوانين الآباء دخول الهيكل للخدمة للكهنة والشمامسة فقط.
2- عند دخول الهيكل يلتزم الخادم بخلع حذائه كوصية الرب لموسى " أخلع حذائك من رجليك لأن الموضع الذى أنت واقف عليه أرض مقدسة " ( خر 3:5 ). وفى خلع الحذاء إشارة إلى وجوب خلع الأفكار العالمية التى نجول بها فى العالم ، ونحفظ الفكر مقدساً فى الله داخل الهيكل.
3- يسجد الكاهن قبل دخول الهيكل . وقد تعود الكهنة أن يدخلوا الهيكل بالقدم اليمنى ومن الجانب الأيمن للباب.لأن اليمين يشير إلى مكان الأبرار الذين يرثون الملكوت(مت 25:34) ويخرجوا من الهيكل بالقدم اليسرى ومن الجانب الأيسر للباب ووجوههم نحو الهيكل.
4- وقد أمرت الكنيسة أن لا يتكلم أحد مطلقاً فى الهيكل خارجاً عما تدعو إليه الضرورة .... ( القديس باسيليوس.
وتقع نظافة الهيكل على الشماس الذى يحمل تراب الهيكل ويرميه فى ماء جار لكى لا يداس من أحد .
· المذبح
+ لزومه :
يلزم للكنيسة أن يكون لها مذبح تقدم عليه ذبيحة العهد الجديد ( جسد الرب ودمه الأقدسين ) حسب أمر مخلصنا لتلاميذه : " أصنعوا هذا لذكرى " ( لو 22 : 19 )
+ مكانه :
يكون المذبح فى وسط الهيكل وغير ملتصق بحائط ، لأن الهيكل يشير إلى السماء ، والمذبح هو عرش الله . وقد رأى يوحنا الحبيب عرش الله وحوله الأربعة والعشرين قسيساً ومعهم الأربعة الكائنات الحيه حوله وهم يسجدون للحى إلى ابد الأبدين ويسبحونه ( رؤ 4 ).
+ مادته :
يصنع المذبح أحيانا من الخشب إشارة إلى خشبة الصليب التى صُلب عليها مخلصنا ، أو إلى شجرة الحياة التى كل من يأكل منها يحيا إلى الابد ، أو ربما لسهولة نقله من مكان إلى أخر وخاصة فى فترة الاضطهاد. كما يصنع أحيانا من الحجارة المبنية وفى هذا إشارة غلى قبر المخلص.
+ شكله :
يأخذ المذبح القبطى شكل المكعب تقريباً وهو مجوف من الداخل لكى يتشبه بقبر المخلص . وبه فتحة من الجهة الشرقية لتخبئة الأسرار عند هجوم المضطهدين ، أو لوضع رفات القديسين تحت المذبح حسبما راهم يوحنا الحبيب فى رؤياه ( رؤ 6 : 9 )
+ قدسيته :
1- تشعر الكنيسة بقدسية خاصة للمذبح لإنه عرش الله . فلا يوضع عليه إلا القرابين والأوانى المقدسة وعلبة البخور وكتاب البشارة.
2- ومن الأفضل أل يوضع عليه الشمعدانات بل موضعها حول المذبخ
3- واما رفات القديسين فمكانها تحت المذبح وليس فوقه.
أغطية المذبح :
يغطى المذبح باغطية تليق بكرامته وطهارته ( الدسقولية باب 35 ).
1- الغطاء الأول : لونه أحمر ويغطى المذبح كله حتى الرض من كل ناحية ويزبن بالصلبان على جوانبه وأحياناً بصورة ملاك المذبح على جانبه الغربى.
2- الغطاء الثانى : لونه أبيض وهو أكثر جمالاً وأثمن فى مادته . ويوضع فوق الغطاء السابق ويغطى المذبح حتى يتدلى منه حوالى 15 سم من كل جانب.
3- الغطاء الثالث : ويسمى - الأبروسفارين - وهى كلمة مشتقة من الكلمة اليونانية " برسفورا " أى تقدمه ، وهو يغطى التقدمه ( الخبز والخمر ) حتى صلاة الصلح وبعد ذلك يرفعه الكاهن ويكمل القداس.
* الشرقية ( حضن الآب ) :
هى تجويف نصف دائرى فى الحائط الشرقى للهيكل يسمى أحياناً بحضن الآب . وتوضع فيه أيقونة السيد المسيح الجالس على عرشه وحوله الشاروبيم والسارافيم وألاربعة الكائنات الحية غير المتجسدين والأربعة والعشرون قسيساً وهم يقدمون له البخور من جاماتهم . وهو ممسك فى يده اليسرى الكرة الارضية لأنه هو الإله الضابط الكل وفى يده اليمنى عصا الرعاية او الصولجان لأنه الراعى الصالح وملك الملوك ورب الأرباب ( رؤ 19 : 16 ) . كما سيأتى فى مجده عند مجيئه الثانى.
* قنديل الشرقية
هو قنديل يوقد دائماً أمام أيقونة الشرقية نهارا وليلاً ولهذا يسمى قنديل الشرقية . وهو يشير إلى النجم الذى أرشد المجوس إلى السيد المسيح . ويرمز أيضاً إلى المجئ الثانى الممجد للسيد المسيح من جهة الشرق . وأحياناً يوجد فوق هذه الايقونة ، طاقة صغيرة ليدخل منها النور فيضئ الهيكل بالإضافة إلى قنديل الشرقية . فيكون هيكل الرب منير دائماً . وهذا يشير إلى حضور الله الدائم فى مسكنه . لأن الله نور وساكن فى النور وليس فيه ظلمة البتة . واولاده يسمون أيضا بنى النور ( 1 يو 1 : 5 ).
[/size]