[color=red]يا إبنى لا تحرم المسكين ما يعيش به و لا تماطل عيني المعوز( سيراخ )
ذهب هذا الغنى الذى يدعى ((الموافق)) إلى الأنبا برسوم العريان لينال بركته قبل سفره , فقال له تسافر بل أرجع و أطفئ النار المشتعلة أولا و سيكلفك هذا الأمر مبلغاً كبيراً . ((أين هى ؟)) فرد ((عند الباب الشرقي توجد حارة صغيرة فى نهايتها تجد باب البيت )) فذهب إلى المكان فتذكر أنه بيت أحد أصدقائه الذى استأمنه على رعاية أمواله و الصرف على أهله و لكنه نهب أموالهم , وعندما دخل البيت وجد النساء و الأطفال بثياب بالية و فى جوع وفقر شديد . فتأثر جداً و أعتذر لهم وسجد أمامهم و قدم لهم مبلغاً كبيراً و أخبرهم أن الأنبا برسوم هو الذى أرشده ليصلح أخطاءه , وتعهد برعايتهم طوال حياته ثم عاد للأنبا برسوم و اخبره بما فعله , فقال له القديس (( أنك بهذا أطفأت نار مشتعلة وصل لهيبها إلى السماء )) ثم باركه و مضى فى سفره الذى كان ذاهباً إليه .عندما تتعامل مع الآخرين لا تنسى أن الله يراك ويراقب عملك مع أولاده , فإن أحسنت إليهم يباركك و يكافئك و أن أسأت إليهم يتضايق جداً . وهو يطيل أناته عليك لعلك تتوب و ينبهك عن ظلمك و إساءاتك لهم , وإن لم ترجع تكون معرضاً للغضب الإلهى على الأرض و فى نهاية الأيام .لذا فعندما تتعامل مع الآخرين أنظر إلى الله أولاً لترضيه قبل أن ترضى نفسك و أهتم براحه الآخرين مهما كلفك ذلك من تضحية إرضاء الله .
[color:47e9=#444444:47e9]إهتم قبل كل شئ بخلاص نفسك و خلاص نفوس من حولك , فلا تضيع أبديتك من أجل مكاسب مادية زائلة أو راحة جسدية مؤقتة , وعلى قدر ما يكون الآخر ضعيفاً يكون الله واقفاً بجواره يدافع عنه إن أساءت إليه.