بقلم خالد منتصر 7/ 6/ 2010
القبطى الذى يصفق للبابا شنودة فى معركته مع القضاء المصرى حول حكم الطلاق هو لا يدرى أنه يصفق لتكريس الدولة الدينية، وللأسف سينتهى تصفيقه بلطم على الخدود لأنه يستدعى الدولة الدينية المسيحية ويستدعى معها فى الوقت نفسه على الشاطئ الآخر الدولة الدينية الإسلامية التى سيكون من حقها أن تفرض مفاهيمها وتفسيراتها الخاصة عن غير المسلمين وأيضاً المسلمين غير المتفقين مع تفسيراتها وهنا ستأكل نار الطائفية الأخضر واليابس.
القبطى الذى يصفق للبابا شنودة فى معركته مع القضاء المصرى حول حكم الطلاق هو لا يدرى أنه يصفق لتكريس الدولة الدينية، وللأسف سينتهى تصفيقه بلطم على الخدود لأنه يستدعى الدولة الدينية المسيحية ويستدعى معها فى الوقت نفسه على الشاطئ الآخر الدولة الدينية الإسلامية التى سيكون من حقها أن تفرض مفاهيمها وتفسيراتها الخاصة عن غير المسلمين وأيضاً المسلمين غير المتفقين مع تفسيراتها وهنا ستأكل نار الطائفية الأخضر واليابس.
يا أقباط مصر حافظوا على الدولة المدنية، عضوا بالنواجذ على ليبرالية وعلمانية الوطن، فهذا فقط هو الذى سيحل مشاكلكم المزمنة، لا تتصوروا أنكم بتنفيذ حكم المحكمة المدنية تخالفون الإنجيل، فهناك فرق شاسع بين الإنجيل وبين تفسير رجل الدين أو البابا للإنجيل، حتى فى نص الطلاق والزواج الذى ترفضون تأويله أو الاقتراب منه أو مجرد مناقشة تفسير البابا له،
حتى هذا النص تم تفسيره وتأويله بطريقة أخرى وتم تنفيذه فى عصر أربعة باباوات خلال 33 سنة بداية من عام 1938 حتى تولى البابا شنودة فى 1971 وهم: الأنبا مكاريوس ويؤانس ويوثاب وكيرلس السادس.. فهل سنتهم هؤلاء بأنهم خانوا الإنجيل والمسيح وصمتوا على جريمة تطليق المسيحيين لعلة أخرى غير علة الزنى؟!
ما يحدث من البابا وأنصاره هو تكريس للدولة الدينية ومفاهيمها، وإجبار المجتمع على ارتداء بدلة أسمنتية من الفهم الحرفى للنصوص لا تستوعب التغيرات ولا تبدى مرونة إزاء مشاكل وآلام البشر، لم تتقدم أوروبا إلا بالتمرد على الفهم الحرفى للنصوص وبناء الدولة المدنية التى أساسها المواطنة واحترام القانون،
فالأرض أو المسكونة لا تتزعزع، أدى فهمها الحرفى لتأخر العالم عن اكتشاف دوران الأرض مئات السنين ومحاربة كوبرنيكوس وسجن جاليليو وحرق برونو، وحسابات الرهبان وتفسيرهم الحرفى لعمر الأرض من الكتاب المقدس بستة آلاف عام جعلت من داروين شيطاناً رجيماً حين وضع رقمى المليون والبليون لحسابات عمر الأرض والكائنات الحية، حتى التخدير حورب من أجل فهم حرفى لنص «بالوجع تلدين أولاداً!!»، حتى التطعيم ضد الجدرى حاربه القساوسة، انتصاراً لمبدأ أن المرض عقاب من الله للبشر!
الكاتبة كريمة كمال فى كتابها المهم عن طلاق الأقباط سردت قصصاً رهيبة عن سيدات رضين بأن يتهمن أنفسهن بالزنى، هرباً من جحيم علاقة زوجية لا تطاق!!،
فهل يرضى من يصفق حماساً لموقف البابا من حكم القضاء بهذه المآسى الإنسانية من أجل فهم خاص للنص!، أعتقد أن النص خلق من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل النص، أو كما ردد من قبلكم رجال دين مسيحيون مستنيرون «السبت من أجل الإنسان وليس الإنسان من أجل السبت».
الدولة المدنية الواضحة فى قوانينها والتى لا تفرق بين مواطن وآخر بسبب الجنس أو الدين هى الحل والملجأ للأقباط وللمسلمين أيضاً لأن البديل مؤلم ومرعب، والأقباط يعرفون جيداً من هو أول من ستعلق له المشنقة عندما تحكم الدولة الدينية.