دراسة مبسطة فى سفر يوئيل ***
مقدمة السفر :
+ كلمة " يوئيل " فى العبرية
تعنى " يهوه هو الله " وهو اسم شائع فى الكتاب المقدس .
+ يرى غالبية الدارسين أن يوئيل من سكان أورشليم ، غالبا من سبط يهوذا .
لذا جاء حديثه منصبا على أورشليم وسماع صوت أبواق الكهنة ، واجتماع الكهنة مع الشعب للعبادة فى بيت الرب الخ ... الأمر الذى يمثل خطا واضحا فى السفر كله .
سمات السفر :
+ مع صغر حجمه لكن كاتبه يظهر رقيقا في مشاعره، ذا غيرة متقدة، وثاب البصيرة، يحمل السفر روح البساطة مع البلاغة والقوة مع الرقة.
+ " يوئيل " بالعبرية معناها " يهوه هو الله " وهو أبن " فثوئيل " وتعني " الله يفتح " بهذا يكون المعني أن الله يفتح بصيرتنا الداخلية فندرك أنه يضبط كل الأمور، وهو صانع الخيرات، مهما كانت رؤيتنا للأمور فهو يعمل في التاريخ كله لأجل خلاصنا.
يري البعض أن يوئيل النبي كان من أنبياء ما قبل السبي معاصرا لإشعياء النبي وآخرين أنه عاصر يوشيا الملك (2 مل 22، 23)، ربما تعرف في شبابه علي إيليا النبي وتلميذه اليشع، ويري آخرون أنه تنبأ بعد الرجوع من السبي، يجد الدارسون المتأخرون صعوبة في تحديد تاريخ النبي وبالتالي السفر نفسه.
+ تحدث يوئيل النبي عن التأديبات التي بسماح من الله خلال ما رآه من خراب حل بواسطة حملات الجراد المدمرة ورغم أنه لم يحدد تاريخا لنبوته إلا إنه تحدث عن " يوم الرب " الذي يجب أن تنتظره كل الأجيال كيوم قريب، والعجب أنه يصف غارات الجراد الأربع التي حدثت في أيامه لا ككوارث طبيعية حدثت مصادفة وإنما كجزء من خطة الله الخلاصية، ثم يوجه دعوته بعودة الرحمة ورجوع الخيرات الوفيرة برجوعهم لله الذي يرفع القصاص ووعود الله بالعطية العظمي لهم وهي انسكاب الروح القدس علي البشر في الأيام الأخيرة ممتدا بالنبوة إلى يوم الرب العظيم لينزع عن البشرية خرابها الذي تحقق بواسطة الخطية (الجراد) ويرد لها فرحها في الرب، وهي إشارة لكنيسة العهد الجديد وإعلان تعزيات الإنجيل لكل عبيده الأمناء.
+ هو سفر التوبة القائم علي التجديد محدثا إيانا عن بركات الرب لأورشليم وإرجاع مجدها، ويتنبأ عن بركات اليوم الخمسيني "عيد العنصرة" (2: 29) ممتدا بالنبوة إلى يوم الرب العظيم، ركز علي عطية الروح القدس الذي يحول برية قلوبنا المحطمة إلى فردوس الله المثمر.
1 – إذ رأى يوئيل النبى الشاعر الرقيق ، المرهف الحس ، والمتقد بالغيرة ، والنافذ البصيرة منظر غارات الجراد وقد حطمت يهوذا تماما ، صوتها مرعب . ومنظرها قاتم ، ملأت الجو فأظلمت السماء واختفت الشمس وصار كل شىء كئيبا ، ...
رأى النبى يد الله الخفية وقد حركت هذه الجيوش لتحتل كل جرادة مكانا محددا لأجل التأديب وإدانة الشر .
خلال هذه المشاعر كشف الله لنبيه منظر أمر وأقسى وهى غزوات الجيوش الغريبة التى يسمح لها الله بالهجوم على شعبه للتأديب .
لكن الله لا يترك شعبه بلا معين فيعلن بالنبى سكب روحه القدوس على كل بشر ، ليهيىء البشرية ليوم الرب الأخير ... يكون معينا لهم حتى يكون يوم الرب يوم ظلام للأشرار ويوم نور للأبرار !!
2 – هذا السفر – كما يراه بعض الدارسين –
هو سفر انسكاب الروح القدس على البشر ..
فإن كان هذا السفر هو سفر " يوم الرب "
الذى فيه يدين الخطية والشر ، فهو يقدم الروح القدس النارى الذى " يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة " يو 16 : 8 ..
3 – أمام بشاعة الخطية التى أفسدت كرم الرب وتينه ، صارت الحاجة ملحة إلى عمل الروح القدس النارى الذى يحل على البشرية فيردهم إلى حالة الشبع بالله والبهجة به ، إن كانت نار الخطية قد أكلت الحقل ( 1 : 20 ) فإن نار الروح القدس ترد القفر إلى فردوس إلهى – مثمر ومبهج !!
4 – انفرد يوئيل عن بقية الأنبياء بعدم تحديد تاريخ زمنى لنبوته ، لأن نبوته تركزت على " يوم الرب " القادم سريعا .
وكأن الوحى أراد أن يعلن أن هذه هى نبوة كل الأجيال . لتترقب كل نسمة يوم الرب بكونه قريبا للغاية .. ولتتأهل له بالروح القدس الساكن فيها ، فتدين نفسها فلا تدان .. لتقبل تبكيت الروح هنا فتنعم بالمجد فى ذلك اليوم ...
5 - اتسم هذا السفر بالأهتمام بالتوبة بفكر جماعى .
6 – اهتم بإظهار أن عطية الروح القدس لا يقدر أن يقصرها على أمة معينة أو شعب خاص . فهو عطية الله لكل البشر ( 2 : 28 ) .. إنه يفتح أبواب الرجاء لكل من يدعو اسم الرب ليخلص 7 – من جهة الأسلوب ، فإن لغته العبرية فصيحة وبليغة . امتاز بسهولة الأسلوب وسلاسته ، كتب أغلبه بأسلوب شعرى رقيق . زينه بأنواع المجاز الدقيق ولغة تصويرية قوية النبرات .
أقسام السفر :
1 – غارات الجراد " تمهيد ليوم الرب " ص 1
2 – غارات الأعداء " تمهيد آخر له " ص 2 : 1 - 27
3 – حلول الروح القدس " تهيئة ليوم الرب " ص 2 : 28 – 32
4 – يوم الرب العظيم ص 3 .
آيات من السفر
" اسمعوا هذا أيها الشيوخ ، واصغوا يا جميع سكان الأرض .
هل حدث هذا فى أيامكم ، أو فى أيام آبائكم ؟!
اخبروا بنيكم عنه ، وبنوكم بنيهم ، وبنوهم جيلا آخر .
فضلة القمص أكلها الزحاف .
وفضلة الزحاف أكلها الغوغاء ،
وفضلة الغوغاء أكلها الطيار " [ يوئيل 1 : 2 – 4 ] .
إن كان النبى يطلب من الشيوخ أن يسمعوا لقول الرب ، فإنه يسأل جميع سكان الأرض أن تصغى .
فإن الله يود أن يتحدث مع كل البشر بلا محاباة !! إن كان الله يتحدث بلغة أو أخرى فإنه يطلب أن يلتقى مع كل إنسان ليعلن معاملات حبه له ...
هذا ويطلب النبى منهم أن يخبروا بنيهم بالأمر ، أى بصوت الرب ومعاملاته ، لكى يقدموا خبرة حياة للجيل القادم ، وهكذا كل جيل يسلم غيره ما قد تسلمه .
هذا هو " التسليم " أو " التقليد " الذى فى جوهره " معاملات الله مع بنى البشر " .
لهذا يقول الرسول بولس : " ما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه فى فهذا أفعلوا " [ فى 4 : 9 ] .
كل جيل ملتزم بتسليم الجيل الجديد انجيل الرب كسر حياة عملية خلال العقيدة السليمة والعبادة الحية والسلوك الروحى ...
أما بخصوص غارات الجراد المذكورة هنا
فقد رأى غالبية الدارسين أن حملات حقيقية شاهدها النبى بينما ظن البعض أنها مجرد تعبير رؤيوى يكشف عما يتحقق فيما بعد خاصة فى الأزمنة الأخيرة .
القمص : هو الجراد عندما يخرج من بيضه عاجزا عن الحركة ..
والزحاف : هو الجراد عندما يبدأ فى الحركة فيزحف أو يمشى ..
والغوغاء : عندما ينبت له جناحان صغيران ..
والطيار : عندما ينطلق ليطير فى الجو ...
لعل هذه المراحل من الجراد تشير إلى حرب الخطيئة ضدنا وغزوها للقلب . تبدأ بالقمص الصغير جدا . الذى يتسلل إلى القلب أو الفكر أو الحواس خفية ، كالثعالب الصغيرة المفسدة للكروم هذه التى يستهين بها الإنسان فتملك وتفسد القلب .
وإذ يقوم القمص بدوره الخفى ينفتح الباب للزحاف حيث تزحف علينا خطايا أخرى . فتسلمنا خطية إلى خطية ، ... وإذ يسحبنا الزحاف إلى خطايا جديدة لم تكن نظن أننا نسقط فيها يتجرأ العدو علينا فتتسرب خطايا أبشع وأمر تمثل الخطايا فى أبشع صورها أى الطيار .
هذه التى تنطلق بنا إلى أعماق الهاوية ، هذه التى وصفها سفر الرؤيا 1 – 12 أنها خارجة من بئر الهاوية ، مفسدة لنور الشمس تلدغ كالعقرب وصوت أجنحتها كصوت مركبات خيل كثيرة تجرى إلى قتال .
" ارجعوا إلى بكل قلوبكم بالصوم والبكاء والنوح ، ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وأرجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رءوف رحيم .... " [ يوئيل 2 : 12 – 14 ] .
التوبة فى جوهرها هى " رجوع إلى الله " ...
إن كان الله هو الذى يسمح بالتأديب – الذى نراه شرا – فإننا إذ نرجع إليه " يندم على الشر " " يغار الرب لأرضه ويرق لشعبه " [ يوئيل 2 : 18 ] .
ما سمح الله به لشعبه من الآم إنما لأجل غيرته على أرضه المقدسة ورقته نحو شعبه المحبوب لديه جدا ..
إن كانت النفس تدخل إلى حالة جوع وعطش ومرض بسبب الخطية ، فإن الله فى محبته يقدم نفسه طعاما وشرابا ودواء روحيا لها ، قائلا :
" هأنذا مرسل لكم قمحا ومسطارا وزيتا لتشبعوا منها ، ولا أجعلكم عارا بين الأمم " [ يوئيل 2 : 19 ] ....
يناجى القديس يوحنا سابا الله مصدر الشبع الحقيقى ، قائلا :
" طوبى للذى نسى حديث العالم بحديثه معك ، لأن منك تكتمل كل حاجاته !
أنت هو أكله وشربه !
أنت هو بيته ومسكن راحته ، إليك يدخل فى كل وقت ليستتر !
أنت هو شمسه ونهاره ، بنورك يرى الخفيات !
أنت هو الأب والده !
الأصلاح الجذرى بالروح القدس :
" ويكون بعد هذا ( أى فى آخر الأزمنة ) أنى أسكب روحى على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاما ، ويرى شبابكم رؤى ، وعلى العبيد أيضا وعلى الإماء أسكب روحى فى تلك الأيام " [ يوئيل 2 : 28 ] إنها العطية العظمى التى قدمها الله للبشرية بعد أن هيأ لها بتقديم ذبيحة الفداء على الصليب . هذه العطية التى تمتعت بها الكنيسة فى يوم الخمسين كما أعلن الرسول بطرس ( أع 2 : 14 – 21 ) ، والتى قدمت لكل بشر يتقدم إلى الله ..
أما عن عمل الروح القدس فينا فيكفى أن نذكر كلمات القديس باسيليوس الكبير :
" بالروح القدس استعادة سكنانا فى الفردوس ،
صعودنا إلى ملكوت السموات ،
عودتنا إلى البنوة الإلهية ،
دالتنل لتسمية الله " أبانا "
اشتراكنا فى نعمة المسيح .
تسميتنا أبناء نور ،
حقنا فى المجد الأبدى ،
وبكلمة واحدة حصولنا على ملء البركة فى هذا الدهر وفى الدهر الآتى
الاختصار: يوئيل= JOE
** محور السفر:
+ العقاب، الغفران، وعد الروح القدس
+ ترقب مجيء المسيح
+ يوم الرب مصورا فى صورة غزو الجراد
+ القحط والجراد
+ شرط التوبة
** أهم الشخصيات : يوئيل
** أهم الأماكن :
يهوذا
** غاية السفر:
+ هو سفر التوبة القائمة علي التجديد؛ استغل الوحي ما حل بالبلاد من قحط وغزو الجراد للدعوة الى التوبة، وعودة الأرض إلى سابق خصبها، محدثا إيانا عن بركات الرب لأورشليم وإرجاع مجدها، كما يتنبأ عن بركات اليوم الخمسيني وروح الله ينسكب على كل بشر "عيد العنصرة" ممتدا بالنبوة إلى يوم الرب العظيم، وقد استشهد بطرس الرسول بذلك في موعظته يوم الخمسين (أع 2:16 -21).
** محتويات السفر: -
أولا: غزو الجراد ص 1:
+ يصف يوئيل النبي حملة الجراد كحادثة تأديب بسبب الخطية من قبل الرب (ع 15) حيث بدأ الغزو في طوره الأول "القمص" ثم انتقل إلى "حشرة تزحف" ثم ظهر لها أجنحة صغيرة "غوغاء وأخيرا اكتمل نموه فصار طيارا (ع 4)
+ يشبه الجراد بجيش لأمة قوية غزا البلاد لتأديبهم، يبدأ الله بالسماح للقمَص (الجراد في بدْء طوره) بمهاجمتنا، فإن لم نتأدب يسمح للزحاف، فالغوغاء، فالطيار. هذه المراحل الأربع تشير أيضا إلى مراحل الخطية في حياتنا أو الي الأربع حملات لسنحاريب ملك أشور (أش 36: 1) أو إلى الممالك التي سادت إسرائيل (أشور و بابل، مادي وفارس، اليونان، الرومان).
+ بسبب خطايانا يسمح بالتأديب " جعلت كرمتي خربه وتينتي متهشمة (ع 7).
+ آثار غزو الجراد (غزو الخطية):
علي الإنسان: تصير النفس كعروس نائحة بسبب فقدانها عريسها (الخطية تملك عوض الرب وتصير عريس النفس المهلك لها)، انقطاع التقدمات و السكيب.. يرفض الله كل عبادة وتقدمة بدون التوبة، تلف الحقل إشارة إلى عقم النفس فلا يكون لها ثمر الروح المشبع، تيه الحيوانات وفناؤها إنما يشير إلى فساد الجسد وكل حواسه وطاقاته (ع8 -10)
علي المزروعات: جعلت كرمتي وتينتي مهشمة " 1: 5؛ 1: 12؛ 1: 17
علي الأرض: " نوحي يا أرضي كعروس مؤتزرة بمسح من أجل بعل صباها " (1: 8)
علي بيت الرب: " انقطعت التقدمة والسكيب عن بيت الرب " 1: 9 " انقطع.. الفرح الابتهاج عن بيت إلهنا؟" (16)
علي الحيوانات: " هامت قطعان البقر لأن ليس لها مرعي.. لأن نارا قد أكلت مراعي البرية ولهيبا أحرق جميع أشجار الحقل " (1: 19)، النار هي نار الخطية التي تحطم وتبدد كل ما تمتد إليه أيدينا وكل ما يقع عليه بصرنا.
الحيوانات المفترسة " بهائم الصحراء تنظر إليك لأن جداول المياه قد جفت والنار أكلت مراعي البري " (1: 20).
ثانيا: التوبة (ص 1: 13، 14 , 2: 1- 17)
+ يمزج يوئيل حادث غزو الجراد ووصف آثاره بالمناداة بالتوبة بكونها الطريق للتمتع بالرحمة. فالله يسمح بالتأديب المر لتوبتنا، وطريقها:
1 يلزم أن يكون الكهنة والأراخنة في مقدمة التائبين "تمنطقوا ونوحوا أيها الكهنة ولولوا يا خدام المذبح ادخلوا بيتوا بالمسوح يا خدام الهي.. قدسوا صوما نادوا باعتكاف اجمعوا الشيوخ... واصرخوا إلى الرب (1: 13، 14).
2 البكاء والزهد مع الصوم والاعتكاف والصراخ لله.. أنها تفاعل الحياة النسكية مع الخلوة ومراجعة النفس بروح الصلاة.
3 كلمة الله تلهب القلب بالتوبة " أضربوا بالبوق في صهيون صوتوا في جبل قدسي (2: 1).
4 توبة داخلية: "مزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم" 2(: 13)
5 توبة جماعية تضم حتى الأطفال (2: 16) فهو يفرح بكنيسته كما بكل عضو فيها.
دعوة إلى التوبة:
أ- رجوع إلى الله: " أرجعوا إلى " (2: 12)
ب- رجوع بكل القلب " " ارجعوا إلى بكل قلوبكم " (2: 12)
ج- رجوع بالصوم: " قدسوا صوما " (1: 14)
د- رجوع إلى النفس في أعماقها: نادوا باعتكاف " (1: 14)
ه- رجوع جماعي: اجمعوا الشيوخ جميع سكان الأرض إلى بيت الرب إلهكم واصرخوا إلى الرب " (1: 14؛ 2: 15)
و- رجوع بالبكاء والنوح " ارجعوا إلى " بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم " (2: 12 ,13)
ثالثا: يوم الرب (ص 2: 18- ص 3)
لكي تكون التوبة فعالة في حياة الكنيسة وحياة كل عضو فيها يلزم أن نتطلع إلى يوم الرب أنه قريب، فالأحداث المؤلمة لنا الآن تذكرنا بيومه العظيم كامتداد لأعماله الدائمة لخلاصنا وتهذيبنا، واظهار مجده لنا هنا عربونا للسماويات.
1 يقدم رحمته غافرا لنا خطايانا (2: 13 , 14) (إقرأ بموقع كنيسة الأنبا تكلا نص السفر كاملاً).
2 رقته: " يغار الرب لأرضه ويرق لشعبه " (2: 18) يوم الرب يعلن عن الله الغيور كنار ملتهبة وهو رقيق جدا بالنسبة لمحبوبيه، عيناه لهيبا نار وأيضا حمامتان، هذا ما أعلنه الصليب محطم إبليس وفاتح الأحضان الأبوية للإنسان!
3 يجيب علي سؤال شعبه (2: 19)
4 يوم الرب مشبع " لتشبعوا منها ولا أجعلكم عارا بين الأمم " ' 19 المسيح خبزنا السماوي يهبنا بروحه ثمرا متكاثرا فالجبال (المؤمنون) تقطر عصيرا، والتلال تفيض لبنا وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماء.. (3: 18). السيد المسيح نفسه هو طعامنا الروحي المشبع للروح!
5 واهب كرامة للنفس " لا اجعلكم عارا بين الأمم (2: 19).. ننال فيه البنوة لله كما نصير مقدسا له يسكن فيها " ساكنا في صهيون جبل قدسي وتكون أورشليم مقدسة (3: 17).
6 واهب نصرة وغلبة في المسيح الغالب: " ليقل الضعيف بطل أنا (3: 10).. يتحول المؤمنون إلي رجال حرب (3: 9) ضد إبليس وليس ضد لحم ودم (أف 6).
7 ينزع عنا الخوف " لا تخافي أيتها الأرض " (2 :21)
8 واهب الفرح الداخلي (2: 21): يبهج الإنسان والحيوان (الجسد بتقديسه)، ينزل المطر (2: 23) المبكر والمتأخر (عطية الروح القدس في العهدين)، يكون هو علة فرحنا (2: 23)، يوضح أن الفرح والبهجة هما الطعام الذي تقتات عليه النفس (1: 26).
9 يشبع كل احتياجات الحيوانات.. بركة حتى للطبيعة: لا تخافي يا بهائم الصحراء فإن مراعي البرية تنبت " (2: 22)
10 التمتع بعمل الروح القدس: " لأنه يعطيكم المطر المبكر علي حقه وينزل عليكم مطرا مبكرا ومتأخرا في أول الوقت "
(2: 23، 28 الخ)
11 يقدم ثمرا بفيض " فتملأ البيادر حنطة وتفيض حياض المعاصر خمرا وزيتا (2: 24)
12 يعوضنا عن سنوات الجفاف (2: 25)
13 يصنع معنا عجبا (2: 26)
14 تأكيد حلوله وسط شعبه (2: 27)
15 يقدم خلاصا عاما: كل من يدعو باسم الرب ينجو.. " (2: 32)
16 واهب القوة " اسكب روحي علي كل بشر " (2: 28): مقدما الخلاص للجميع اليهود كما للأمم اتسم النبي بقومية صارخة بسبب الظروف المحيطة له لكنه إذ يتحدث عن عطية الروح القدس لا يقدر أن يقصرها علي أمة معينة أو شعب خاص فهو عطية الله لكل بشر (2: 28) إنه يفتح أبواب الرجاء لكل من يدعو اسم الرب فيخلص (2: 32؛ ر و10: 13).
## عالج كل نبي موضوع التوبة من جانب معين
- إشعياء و عاموس و ميخا تحدثوا عن التوبة خلال ترك الظلم والجور
- عزرا و نحميا بالعمل المستمر في بناء هيكل الرب وأسوار أورشليم
- أرميا و حزقيال بإصلاح القلب الداخلي
- يوئيل هو نبي الطقس الكنسي الحي غير المنفصل عن البنيان الروحي الداخلي وكأنه فيما هو يتطلع إلى أورشليم والهيكل والكهنة كان ينظر إلى أورشليم الداخلية والهيكل الخفي والصرخات القلبية, فالتوبة في عينيه ليس فروضا وطقسا محددة تلتزم بها الجماعة وإنما هو جزء لا يتجزأ من حياة الجماعة الروحية وبنيانها في الرب.
مقدمة السفر :
+ كلمة " يوئيل " فى العبرية
تعنى " يهوه هو الله " وهو اسم شائع فى الكتاب المقدس .
+ يرى غالبية الدارسين أن يوئيل من سكان أورشليم ، غالبا من سبط يهوذا .
لذا جاء حديثه منصبا على أورشليم وسماع صوت أبواق الكهنة ، واجتماع الكهنة مع الشعب للعبادة فى بيت الرب الخ ... الأمر الذى يمثل خطا واضحا فى السفر كله .
سمات السفر :
+ مع صغر حجمه لكن كاتبه يظهر رقيقا في مشاعره، ذا غيرة متقدة، وثاب البصيرة، يحمل السفر روح البساطة مع البلاغة والقوة مع الرقة.
+ " يوئيل " بالعبرية معناها " يهوه هو الله " وهو أبن " فثوئيل " وتعني " الله يفتح " بهذا يكون المعني أن الله يفتح بصيرتنا الداخلية فندرك أنه يضبط كل الأمور، وهو صانع الخيرات، مهما كانت رؤيتنا للأمور فهو يعمل في التاريخ كله لأجل خلاصنا.
يري البعض أن يوئيل النبي كان من أنبياء ما قبل السبي معاصرا لإشعياء النبي وآخرين أنه عاصر يوشيا الملك (2 مل 22، 23)، ربما تعرف في شبابه علي إيليا النبي وتلميذه اليشع، ويري آخرون أنه تنبأ بعد الرجوع من السبي، يجد الدارسون المتأخرون صعوبة في تحديد تاريخ النبي وبالتالي السفر نفسه.
+ تحدث يوئيل النبي عن التأديبات التي بسماح من الله خلال ما رآه من خراب حل بواسطة حملات الجراد المدمرة ورغم أنه لم يحدد تاريخا لنبوته إلا إنه تحدث عن " يوم الرب " الذي يجب أن تنتظره كل الأجيال كيوم قريب، والعجب أنه يصف غارات الجراد الأربع التي حدثت في أيامه لا ككوارث طبيعية حدثت مصادفة وإنما كجزء من خطة الله الخلاصية، ثم يوجه دعوته بعودة الرحمة ورجوع الخيرات الوفيرة برجوعهم لله الذي يرفع القصاص ووعود الله بالعطية العظمي لهم وهي انسكاب الروح القدس علي البشر في الأيام الأخيرة ممتدا بالنبوة إلى يوم الرب العظيم لينزع عن البشرية خرابها الذي تحقق بواسطة الخطية (الجراد) ويرد لها فرحها في الرب، وهي إشارة لكنيسة العهد الجديد وإعلان تعزيات الإنجيل لكل عبيده الأمناء.
+ هو سفر التوبة القائم علي التجديد محدثا إيانا عن بركات الرب لأورشليم وإرجاع مجدها، ويتنبأ عن بركات اليوم الخمسيني "عيد العنصرة" (2: 29) ممتدا بالنبوة إلى يوم الرب العظيم، ركز علي عطية الروح القدس الذي يحول برية قلوبنا المحطمة إلى فردوس الله المثمر.
1 – إذ رأى يوئيل النبى الشاعر الرقيق ، المرهف الحس ، والمتقد بالغيرة ، والنافذ البصيرة منظر غارات الجراد وقد حطمت يهوذا تماما ، صوتها مرعب . ومنظرها قاتم ، ملأت الجو فأظلمت السماء واختفت الشمس وصار كل شىء كئيبا ، ...
رأى النبى يد الله الخفية وقد حركت هذه الجيوش لتحتل كل جرادة مكانا محددا لأجل التأديب وإدانة الشر .
خلال هذه المشاعر كشف الله لنبيه منظر أمر وأقسى وهى غزوات الجيوش الغريبة التى يسمح لها الله بالهجوم على شعبه للتأديب .
لكن الله لا يترك شعبه بلا معين فيعلن بالنبى سكب روحه القدوس على كل بشر ، ليهيىء البشرية ليوم الرب الأخير ... يكون معينا لهم حتى يكون يوم الرب يوم ظلام للأشرار ويوم نور للأبرار !!
2 – هذا السفر – كما يراه بعض الدارسين –
هو سفر انسكاب الروح القدس على البشر ..
فإن كان هذا السفر هو سفر " يوم الرب "
الذى فيه يدين الخطية والشر ، فهو يقدم الروح القدس النارى الذى " يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة " يو 16 : 8 ..
3 – أمام بشاعة الخطية التى أفسدت كرم الرب وتينه ، صارت الحاجة ملحة إلى عمل الروح القدس النارى الذى يحل على البشرية فيردهم إلى حالة الشبع بالله والبهجة به ، إن كانت نار الخطية قد أكلت الحقل ( 1 : 20 ) فإن نار الروح القدس ترد القفر إلى فردوس إلهى – مثمر ومبهج !!
4 – انفرد يوئيل عن بقية الأنبياء بعدم تحديد تاريخ زمنى لنبوته ، لأن نبوته تركزت على " يوم الرب " القادم سريعا .
وكأن الوحى أراد أن يعلن أن هذه هى نبوة كل الأجيال . لتترقب كل نسمة يوم الرب بكونه قريبا للغاية .. ولتتأهل له بالروح القدس الساكن فيها ، فتدين نفسها فلا تدان .. لتقبل تبكيت الروح هنا فتنعم بالمجد فى ذلك اليوم ...
5 - اتسم هذا السفر بالأهتمام بالتوبة بفكر جماعى .
6 – اهتم بإظهار أن عطية الروح القدس لا يقدر أن يقصرها على أمة معينة أو شعب خاص . فهو عطية الله لكل البشر ( 2 : 28 ) .. إنه يفتح أبواب الرجاء لكل من يدعو اسم الرب ليخلص 7 – من جهة الأسلوب ، فإن لغته العبرية فصيحة وبليغة . امتاز بسهولة الأسلوب وسلاسته ، كتب أغلبه بأسلوب شعرى رقيق . زينه بأنواع المجاز الدقيق ولغة تصويرية قوية النبرات .
أقسام السفر :
1 – غارات الجراد " تمهيد ليوم الرب " ص 1
2 – غارات الأعداء " تمهيد آخر له " ص 2 : 1 - 27
3 – حلول الروح القدس " تهيئة ليوم الرب " ص 2 : 28 – 32
4 – يوم الرب العظيم ص 3 .
آيات من السفر
" اسمعوا هذا أيها الشيوخ ، واصغوا يا جميع سكان الأرض .
هل حدث هذا فى أيامكم ، أو فى أيام آبائكم ؟!
اخبروا بنيكم عنه ، وبنوكم بنيهم ، وبنوهم جيلا آخر .
فضلة القمص أكلها الزحاف .
وفضلة الزحاف أكلها الغوغاء ،
وفضلة الغوغاء أكلها الطيار " [ يوئيل 1 : 2 – 4 ] .
إن كان النبى يطلب من الشيوخ أن يسمعوا لقول الرب ، فإنه يسأل جميع سكان الأرض أن تصغى .
فإن الله يود أن يتحدث مع كل البشر بلا محاباة !! إن كان الله يتحدث بلغة أو أخرى فإنه يطلب أن يلتقى مع كل إنسان ليعلن معاملات حبه له ...
هذا ويطلب النبى منهم أن يخبروا بنيهم بالأمر ، أى بصوت الرب ومعاملاته ، لكى يقدموا خبرة حياة للجيل القادم ، وهكذا كل جيل يسلم غيره ما قد تسلمه .
هذا هو " التسليم " أو " التقليد " الذى فى جوهره " معاملات الله مع بنى البشر " .
لهذا يقول الرسول بولس : " ما تعلمتموه وتسلمتموه وسمعتموه ورأيتموه فى فهذا أفعلوا " [ فى 4 : 9 ] .
كل جيل ملتزم بتسليم الجيل الجديد انجيل الرب كسر حياة عملية خلال العقيدة السليمة والعبادة الحية والسلوك الروحى ...
أما بخصوص غارات الجراد المذكورة هنا
فقد رأى غالبية الدارسين أن حملات حقيقية شاهدها النبى بينما ظن البعض أنها مجرد تعبير رؤيوى يكشف عما يتحقق فيما بعد خاصة فى الأزمنة الأخيرة .
القمص : هو الجراد عندما يخرج من بيضه عاجزا عن الحركة ..
والزحاف : هو الجراد عندما يبدأ فى الحركة فيزحف أو يمشى ..
والغوغاء : عندما ينبت له جناحان صغيران ..
والطيار : عندما ينطلق ليطير فى الجو ...
لعل هذه المراحل من الجراد تشير إلى حرب الخطيئة ضدنا وغزوها للقلب . تبدأ بالقمص الصغير جدا . الذى يتسلل إلى القلب أو الفكر أو الحواس خفية ، كالثعالب الصغيرة المفسدة للكروم هذه التى يستهين بها الإنسان فتملك وتفسد القلب .
وإذ يقوم القمص بدوره الخفى ينفتح الباب للزحاف حيث تزحف علينا خطايا أخرى . فتسلمنا خطية إلى خطية ، ... وإذ يسحبنا الزحاف إلى خطايا جديدة لم تكن نظن أننا نسقط فيها يتجرأ العدو علينا فتتسرب خطايا أبشع وأمر تمثل الخطايا فى أبشع صورها أى الطيار .
هذه التى تنطلق بنا إلى أعماق الهاوية ، هذه التى وصفها سفر الرؤيا 1 – 12 أنها خارجة من بئر الهاوية ، مفسدة لنور الشمس تلدغ كالعقرب وصوت أجنحتها كصوت مركبات خيل كثيرة تجرى إلى قتال .
" ارجعوا إلى بكل قلوبكم بالصوم والبكاء والنوح ، ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وأرجعوا إلى الرب إلهكم لأنه رءوف رحيم .... " [ يوئيل 2 : 12 – 14 ] .
التوبة فى جوهرها هى " رجوع إلى الله " ...
إن كان الله هو الذى يسمح بالتأديب – الذى نراه شرا – فإننا إذ نرجع إليه " يندم على الشر " " يغار الرب لأرضه ويرق لشعبه " [ يوئيل 2 : 18 ] .
ما سمح الله به لشعبه من الآم إنما لأجل غيرته على أرضه المقدسة ورقته نحو شعبه المحبوب لديه جدا ..
إن كانت النفس تدخل إلى حالة جوع وعطش ومرض بسبب الخطية ، فإن الله فى محبته يقدم نفسه طعاما وشرابا ودواء روحيا لها ، قائلا :
" هأنذا مرسل لكم قمحا ومسطارا وزيتا لتشبعوا منها ، ولا أجعلكم عارا بين الأمم " [ يوئيل 2 : 19 ] ....
يناجى القديس يوحنا سابا الله مصدر الشبع الحقيقى ، قائلا :
" طوبى للذى نسى حديث العالم بحديثه معك ، لأن منك تكتمل كل حاجاته !
أنت هو أكله وشربه !
أنت هو بيته ومسكن راحته ، إليك يدخل فى كل وقت ليستتر !
أنت هو شمسه ونهاره ، بنورك يرى الخفيات !
أنت هو الأب والده !
الأصلاح الجذرى بالروح القدس :
" ويكون بعد هذا ( أى فى آخر الأزمنة ) أنى أسكب روحى على كل بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاما ، ويرى شبابكم رؤى ، وعلى العبيد أيضا وعلى الإماء أسكب روحى فى تلك الأيام " [ يوئيل 2 : 28 ] إنها العطية العظمى التى قدمها الله للبشرية بعد أن هيأ لها بتقديم ذبيحة الفداء على الصليب . هذه العطية التى تمتعت بها الكنيسة فى يوم الخمسين كما أعلن الرسول بطرس ( أع 2 : 14 – 21 ) ، والتى قدمت لكل بشر يتقدم إلى الله ..
أما عن عمل الروح القدس فينا فيكفى أن نذكر كلمات القديس باسيليوس الكبير :
" بالروح القدس استعادة سكنانا فى الفردوس ،
صعودنا إلى ملكوت السموات ،
عودتنا إلى البنوة الإلهية ،
دالتنل لتسمية الله " أبانا "
اشتراكنا فى نعمة المسيح .
تسميتنا أبناء نور ،
حقنا فى المجد الأبدى ،
وبكلمة واحدة حصولنا على ملء البركة فى هذا الدهر وفى الدهر الآتى
الاختصار: يوئيل= JOE
** محور السفر:
+ العقاب، الغفران، وعد الروح القدس
+ ترقب مجيء المسيح
+ يوم الرب مصورا فى صورة غزو الجراد
+ القحط والجراد
+ شرط التوبة
** أهم الشخصيات : يوئيل
** أهم الأماكن :
يهوذا
** غاية السفر:
+ هو سفر التوبة القائمة علي التجديد؛ استغل الوحي ما حل بالبلاد من قحط وغزو الجراد للدعوة الى التوبة، وعودة الأرض إلى سابق خصبها، محدثا إيانا عن بركات الرب لأورشليم وإرجاع مجدها، كما يتنبأ عن بركات اليوم الخمسيني وروح الله ينسكب على كل بشر "عيد العنصرة" ممتدا بالنبوة إلى يوم الرب العظيم، وقد استشهد بطرس الرسول بذلك في موعظته يوم الخمسين (أع 2:16 -21).
** محتويات السفر: -
أولا: غزو الجراد ص 1:
+ يصف يوئيل النبي حملة الجراد كحادثة تأديب بسبب الخطية من قبل الرب (ع 15) حيث بدأ الغزو في طوره الأول "القمص" ثم انتقل إلى "حشرة تزحف" ثم ظهر لها أجنحة صغيرة "غوغاء وأخيرا اكتمل نموه فصار طيارا (ع 4)
+ يشبه الجراد بجيش لأمة قوية غزا البلاد لتأديبهم، يبدأ الله بالسماح للقمَص (الجراد في بدْء طوره) بمهاجمتنا، فإن لم نتأدب يسمح للزحاف، فالغوغاء، فالطيار. هذه المراحل الأربع تشير أيضا إلى مراحل الخطية في حياتنا أو الي الأربع حملات لسنحاريب ملك أشور (أش 36: 1) أو إلى الممالك التي سادت إسرائيل (أشور و بابل، مادي وفارس، اليونان، الرومان).
+ بسبب خطايانا يسمح بالتأديب " جعلت كرمتي خربه وتينتي متهشمة (ع 7).
+ آثار غزو الجراد (غزو الخطية):
علي الإنسان: تصير النفس كعروس نائحة بسبب فقدانها عريسها (الخطية تملك عوض الرب وتصير عريس النفس المهلك لها)، انقطاع التقدمات و السكيب.. يرفض الله كل عبادة وتقدمة بدون التوبة، تلف الحقل إشارة إلى عقم النفس فلا يكون لها ثمر الروح المشبع، تيه الحيوانات وفناؤها إنما يشير إلى فساد الجسد وكل حواسه وطاقاته (ع8 -10)
علي المزروعات: جعلت كرمتي وتينتي مهشمة " 1: 5؛ 1: 12؛ 1: 17
علي الأرض: " نوحي يا أرضي كعروس مؤتزرة بمسح من أجل بعل صباها " (1: 8)
علي بيت الرب: " انقطعت التقدمة والسكيب عن بيت الرب " 1: 9 " انقطع.. الفرح الابتهاج عن بيت إلهنا؟" (16)
علي الحيوانات: " هامت قطعان البقر لأن ليس لها مرعي.. لأن نارا قد أكلت مراعي البرية ولهيبا أحرق جميع أشجار الحقل " (1: 19)، النار هي نار الخطية التي تحطم وتبدد كل ما تمتد إليه أيدينا وكل ما يقع عليه بصرنا.
الحيوانات المفترسة " بهائم الصحراء تنظر إليك لأن جداول المياه قد جفت والنار أكلت مراعي البري " (1: 20).
ثانيا: التوبة (ص 1: 13، 14 , 2: 1- 17)
+ يمزج يوئيل حادث غزو الجراد ووصف آثاره بالمناداة بالتوبة بكونها الطريق للتمتع بالرحمة. فالله يسمح بالتأديب المر لتوبتنا، وطريقها:
1 يلزم أن يكون الكهنة والأراخنة في مقدمة التائبين "تمنطقوا ونوحوا أيها الكهنة ولولوا يا خدام المذبح ادخلوا بيتوا بالمسوح يا خدام الهي.. قدسوا صوما نادوا باعتكاف اجمعوا الشيوخ... واصرخوا إلى الرب (1: 13، 14).
2 البكاء والزهد مع الصوم والاعتكاف والصراخ لله.. أنها تفاعل الحياة النسكية مع الخلوة ومراجعة النفس بروح الصلاة.
3 كلمة الله تلهب القلب بالتوبة " أضربوا بالبوق في صهيون صوتوا في جبل قدسي (2: 1).
4 توبة داخلية: "مزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم" 2(: 13)
5 توبة جماعية تضم حتى الأطفال (2: 16) فهو يفرح بكنيسته كما بكل عضو فيها.
دعوة إلى التوبة:
أ- رجوع إلى الله: " أرجعوا إلى " (2: 12)
ب- رجوع بكل القلب " " ارجعوا إلى بكل قلوبكم " (2: 12)
ج- رجوع بالصوم: " قدسوا صوما " (1: 14)
د- رجوع إلى النفس في أعماقها: نادوا باعتكاف " (1: 14)
ه- رجوع جماعي: اجمعوا الشيوخ جميع سكان الأرض إلى بيت الرب إلهكم واصرخوا إلى الرب " (1: 14؛ 2: 15)
و- رجوع بالبكاء والنوح " ارجعوا إلى " بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم " (2: 12 ,13)
ثالثا: يوم الرب (ص 2: 18- ص 3)
لكي تكون التوبة فعالة في حياة الكنيسة وحياة كل عضو فيها يلزم أن نتطلع إلى يوم الرب أنه قريب، فالأحداث المؤلمة لنا الآن تذكرنا بيومه العظيم كامتداد لأعماله الدائمة لخلاصنا وتهذيبنا، واظهار مجده لنا هنا عربونا للسماويات.
1 يقدم رحمته غافرا لنا خطايانا (2: 13 , 14) (إقرأ بموقع كنيسة الأنبا تكلا نص السفر كاملاً).
2 رقته: " يغار الرب لأرضه ويرق لشعبه " (2: 18) يوم الرب يعلن عن الله الغيور كنار ملتهبة وهو رقيق جدا بالنسبة لمحبوبيه، عيناه لهيبا نار وأيضا حمامتان، هذا ما أعلنه الصليب محطم إبليس وفاتح الأحضان الأبوية للإنسان!
3 يجيب علي سؤال شعبه (2: 19)
4 يوم الرب مشبع " لتشبعوا منها ولا أجعلكم عارا بين الأمم " ' 19 المسيح خبزنا السماوي يهبنا بروحه ثمرا متكاثرا فالجبال (المؤمنون) تقطر عصيرا، والتلال تفيض لبنا وجميع ينابيع يهوذا تفيض ماء.. (3: 18). السيد المسيح نفسه هو طعامنا الروحي المشبع للروح!
5 واهب كرامة للنفس " لا اجعلكم عارا بين الأمم (2: 19).. ننال فيه البنوة لله كما نصير مقدسا له يسكن فيها " ساكنا في صهيون جبل قدسي وتكون أورشليم مقدسة (3: 17).
6 واهب نصرة وغلبة في المسيح الغالب: " ليقل الضعيف بطل أنا (3: 10).. يتحول المؤمنون إلي رجال حرب (3: 9) ضد إبليس وليس ضد لحم ودم (أف 6).
7 ينزع عنا الخوف " لا تخافي أيتها الأرض " (2 :21)
8 واهب الفرح الداخلي (2: 21): يبهج الإنسان والحيوان (الجسد بتقديسه)، ينزل المطر (2: 23) المبكر والمتأخر (عطية الروح القدس في العهدين)، يكون هو علة فرحنا (2: 23)، يوضح أن الفرح والبهجة هما الطعام الذي تقتات عليه النفس (1: 26).
9 يشبع كل احتياجات الحيوانات.. بركة حتى للطبيعة: لا تخافي يا بهائم الصحراء فإن مراعي البرية تنبت " (2: 22)
10 التمتع بعمل الروح القدس: " لأنه يعطيكم المطر المبكر علي حقه وينزل عليكم مطرا مبكرا ومتأخرا في أول الوقت "
(2: 23، 28 الخ)
11 يقدم ثمرا بفيض " فتملأ البيادر حنطة وتفيض حياض المعاصر خمرا وزيتا (2: 24)
12 يعوضنا عن سنوات الجفاف (2: 25)
13 يصنع معنا عجبا (2: 26)
14 تأكيد حلوله وسط شعبه (2: 27)
15 يقدم خلاصا عاما: كل من يدعو باسم الرب ينجو.. " (2: 32)
16 واهب القوة " اسكب روحي علي كل بشر " (2: 28): مقدما الخلاص للجميع اليهود كما للأمم اتسم النبي بقومية صارخة بسبب الظروف المحيطة له لكنه إذ يتحدث عن عطية الروح القدس لا يقدر أن يقصرها علي أمة معينة أو شعب خاص فهو عطية الله لكل بشر (2: 28) إنه يفتح أبواب الرجاء لكل من يدعو اسم الرب فيخلص (2: 32؛ ر و10: 13).
## عالج كل نبي موضوع التوبة من جانب معين
- إشعياء و عاموس و ميخا تحدثوا عن التوبة خلال ترك الظلم والجور
- عزرا و نحميا بالعمل المستمر في بناء هيكل الرب وأسوار أورشليم
- أرميا و حزقيال بإصلاح القلب الداخلي
- يوئيل هو نبي الطقس الكنسي الحي غير المنفصل عن البنيان الروحي الداخلي وكأنه فيما هو يتطلع إلى أورشليم والهيكل والكهنة كان ينظر إلى أورشليم الداخلية والهيكل الخفي والصرخات القلبية, فالتوبة في عينيه ليس فروضا وطقسا محددة تلتزم بها الجماعة وإنما هو جزء لا يتجزأ من حياة الجماعة الروحية وبنيانها في الرب.