قال المسيح: "وأنا أقول لكم إصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتي إذا فنيتم يقبلونكم في المظال الأبدية" (لو 16: 9). فما معني هذا الكلام ؟؟ هل الأموال التي نتحصل عليها عن طريق ظلم الغير أو بطرق غير مشروعة يمكن أن نصنع بها صدقات وصداقات وخير ؟ وهل يقبل الله مثل هذه التصرفات؟؟
الإجابة:
بالقطع لا.. فالله لا يمكن أن يقبل مثل هذا المال أو الأعمال التي تأتي بواسطته مهما كانت حسنة.
فلم يقصد السيد الرب بكلمة" مال الظلم" هنا في هذا المثال، المال الحرام الذي يقتنيه الإنسان عن طريق الظلم، ظلم نفسه أو غيره أو المال الذي يكون مصدره غير مشروع (علي سبيل المثال شخص يتاجر بالمخدرات ثم يتصدق مما يكسبه علي الفقراء، أو زانية تقدم عطاء للكنيسة مما تكسب) فمثل هذا المال لايقبله الله بتاتاً. فالكتاب المقدس يقول:
"لا تدخل أجر زانية ولا ثمن كلب إلي بيت الرب إلهك عن نذر ما لأنهما كليهما رجس لدي الرب إلهك" (سفر التثنية 23: 18).
فالله لا يقبل عمل الخير الذي يأتي عن طريق الشر.
إذن ما هو مال الظلم الذي الذي أوصانا الرب أن نصنع منه أصدقاء؟
مال الظلم ليس هو المال الذي نكسبة بطرق غير مشروعة، إنما هو المال الذي نقع في خطية الظلم إن استبقيناه معنا...
فمثلاً: أعطانا الله مالاً وأعطانا معه وصية بأن ندفع العشور، فالعشور ليست ملكنا لكنها ملك للرب (للكنيسة والفقراء) فإن لم ندفعها نكون قد ظلمنا مستحقيها وسلبناهم إياها باستبقائها معنا أو انفاقها علي انفسنا ويقول الكتاب المقدس:
"أيسلب الأنسان الله. فإنكم سلبتموني. فقلتم بم سلبناك؟ في العشور والتقدمة" (سفر ملاخي 3: 8). مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.
هذه العشور التي لم ندفعها لأصحابها هي مال ظلم نحتفظ به معنا. أيضاً النذور إن لم نوفها والبكور إن لم نقدمها نكون قد ظلمنا الفقير واليتيم والأرملة فعندما يصرخون إلي الرب من شدة الحاجة يكون صراخهم من ظلمنا لهم.
إذن معني إصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) هو أن نعطي هذا المال للمحتاجين اليه لكي يسدوا به أعوازهم عندما يصلهم في موعده وبذلك يصيروا أصدقاء لنا بمعني عندما يصلون من أجلنا ويستمع الرب لصلاتهم ودعائهم ويبارك لنا في مالنا:
"هاتوا جميع العشور إلي الخزنة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا أفتح لكم كُوَى السموات وأفيض عليكم بركةً حتي لا توسع" (ملا 3: 10).
لذلك مدح الرب تصرف وكيل الظلم بحكمةٍ عندما ساعد الفقراء (ليس عن طريق السرقة)، فالوكيل كان موكلاً علي مال الرجل الغني ويتصرف في جميع أموره فقد كان يتاجر بالمال (نيابة عن سيده)، وكان عليه أن يدفع العشور مما يربحه ولكنه فيما يبدو لم يكن يفعل ذلك واستبقي العشور والبكور وخلافه وبذلك تسبب في ظلم اولئك الفقراء المديونين لصاحب المال وفي ظلم نفسه أيضاً عندما انقلب عليه سيده وطرده، فلو كان قد خصم العشور من مديونيتهم لخفف عنهم الكثير وازدادت الأرباح نتيجة للبركة التي كانت ستحل علي تجارة سيده لأن ما استبقاه ليس له ولا لسيده إنما كان للفقراء ولكنه استدرك الأمر مؤخراً فاستفاد بصداقة ومحبة اولئك الفقراء الذين قطعاً بدعواتهم له وصلاتهم من أجله وجد ملاذاً لذلك كان تصرفاً حكيماً منه استحق مدح الرب.
• أكثر ما كان يأتي على مخيلتي و كثيرون غيري في فهم هذا الموضوع هو أن أعبر عليه و هم أيضا و كأنه لا يوجد حتى يتضح سره في وقت آخر , و إن لم يتضح فالأمر مسلم به لأن " كل الكتاب موحى به من الله و نافع للتعليم " ( 2 تى ) كما نؤمن جميعنا , و لأن المسيح قال " إلى أن تزول السماء و الأرض لا يزول حرف واحد أو نقطه واحده من الناموس حتى يكون الكل ..... لا تظنوا أنى جئت أنقض الناموس أو الأنبياء , ما جئت لأنقض بل لاكمل " ( مت ) .
آخرون ربما فهموا أن المثل لغيرهم أو أنه أحد الأمثال التي يؤجلون فهمها أو سبر أغوارها كالتي قال عنها المسيح " لي كثير لأقوله لكم و لكنكم لا تستطيعون أن تحتملوا الآن " ( يو ) فيتجاهلونها حتى يتضح أمرها , و أنا أشكر المسيح " على عطيته التي لا يعبر عنها " ( 2 كو ) إذ لم يعطى أحدا عوض آخر بل جميعا أن نعرف الحق بالبصيرة التي وهبنا إياها لما جاء في ملئ الزمان ( غلا ) كما قال يوحنا الرسول " نعلم أن بن الله قد جاء و أعطانا بصيرة لكي نعرف الحق " ( 1 يو ).
الحق الذي يجب فهمه من الآية و غيرها لا يشترط أن يكون الذي يقصده أو بالحري ينفع كل الناس لأن مثلا أو آية على واحد في موضوع يخصه ربما تنفعه بطريقه لا تنفعني أنا في موضوع يخصني أنا و هذا لا ينفى حق الآية و نفعها لنا جميعا , بل من يفترض نفع الآية لواحد و عدم نفعها لآخر يكون بذلك شاكيا بل مفتريا على المسيح واضع الوصايا الذي طالب بحفظ كل الوصايا و إتمامها بل و أوصى يعقوب ليقول " من حفظ كل الناموس و إنما اعثر في واحده فقد صار مجرما في الكل " ( يع ) فكيف إذن يتفق عدله مع وضعه لوصيه لا تفدا أحد أو مثلا لا ينفع آخر لو لم تكن كل الوصايا و جميع الأمثال نافعة للتعليم ( 2 تى ) كما قال بولس الرسول.
و نحن لنبدأ فهم أو تطبيق أحد الآيات أو الأمثال على أنفسنا يجب أن نتبع طريقه بولس الرسول في الكرازة و هي طريقه المحاكاة بمعرفه و بحكمه فقد كان " يصير لليهود يهودي ليربح اليهود و للذين تحت الناموس كأنه تحت الناموس ليربح الذين تحت الناموس و للذين بلا ناموس كأنه بلا ناموس ليربح على كل ذي حال قوم " ( 1 كو ) و طبعا كان يسلك بحكمه غير مشاكلا لأهل هذا الدهر ( رو ).
هكذا يجب أن نسلك في فهمنا أو تطبيقنا لأحد الوصايا أو الحقوق الانجيليه فلا نفهمها في مكانها لأننا ربما نجدها بعيده عن موضوعنا و حالنا و أحوالنا بل نأخذها داخلنا لتحيا فينا فنجدها منطبقة علينا بالذات , فكثيرون يتخيلون حرفيه هذا المثل فيعبرون عنه و كأنه لا يخصنا هذه الأيام و لم يعلم هؤلاء أنه أحد أهم الأمثلة التي قالها المسيح و تنفعنا نحن بالذات في أي مكان نعيش فيه أو نوجد به,
لنفهم هذا الموضوع – أي مال الظلم – يجب أن نفهم أيضا قصه وكيل الظلم الذي استغل سلطانه لما علم بطرد سيده له ليدبر حاله في المستقبل لما يستغنى عنه و هذا ما جاء في تفسير العلامة الأنبا لوكاس في تحفته اللوكسيه إذ قال أن الوكيل الظالم لم يطوب لظلمه بل لقدرته على استغلال الحاضر و كل ما فيه من أمور غير روحيه لكسب المستقبل و ما فيه من خيرات و كان يقصد الروحية طبعا و ليست الأرضية ,
هذا هو ما سأحاول الكلام عنه بمشاركتكم و هو موضوع استغلال كل الفرص الحاضرة و التي تبدو في ظاهرها أرضيه بحته لنكسب المستقبل أو بالحري نكسب لأنفسنا أو لغيرنا أشياء روحيه و هو ما انطبق عليه أو بالحري ينطبق به تماما ما جاء في موضوع مال الظلم , و بعدما كان هذا المثل في فهمه و إدراكه يمثل حجر عثرة لكثيرين وجدناه أهم ما يمكن أن نسلك به في حياه الكرازة التي وضعت علينا كما كانت على بولس الرسول , فكثيرا ما نستخدم في حياتنا اليومية ما نقدر أن نعتبره مالا للظلم - على أساس ما فهمناه عن موضوع مال الظلم بأنه استغلال أقل الفرص لخدمه أبناء المسيح – و لا نكترث له فيفوت علينا أن ما لا نفهمه بخصوص هذا الأمر هو أفضل ما يمكننا أن نعمله لأجل المسيح و لا ندرى.
مال الظلم أيضا ليس هو شرا في حد ذاته و إلا لذكر المسيح هذا بل هو يعتبر ظلما على أساس أن المسيح نفسه طلب إلينا أن " نطلب ملكوت الله و بره و كل الأشياء تزاد لنا " ( مت ) لذلك فمن يطلب أشياء آخري ليستخدمها حتى و لو لم تستخدمه هي كقول بولس الرسول ( 1كو ) يكون ظالما لنفسه التي لا ترتاح إلا بطلب الملكوت و الوجود مع الله كما أعطاها هو و كما قال القديس اغسطينوس ’ ستظل نفوسنا حائرة إلى أن تستقر فيك يا الله ’, و هذا و إن كان يظلم نفسه لكنه يقدر أن يحول ظلمه لنفسه إلى خير لنفسه و نفع للجميع.
ففي هذا العصر الذي نعيشه حيث تقدمت وسائل الاتصال بالكثيرين بأماكن مختلفة نجد أن أول ما يمكننا أن نستخدمه أو بالحري نعتبره مالا للظلم فنحوله للخير هي أجهزه الموبيل ففي دقائق بسيطة قد يكلم أحد لم ينتقل من مكانه كثيرون عن المسيح و خاصة إن كان يخشى المواجهة و الكلام العلني , فمثلا إن أرسل رسالة روحيه لشخصين و كل من هذين بدورهما أرسلا لاثنين آخرين و هكذا إلى عشره أشخاص نجد أن الرسالة مرت بين كثيرون جدا في دقائق معدودة و ربما بل من المؤكد – و لأننا عرفنا قبلا بل آمنا بفعالية البسيط الذي سنعمله متكلين على قوه المسيح – أن ما سنعمله هذا من إرسال لأيه أو لقول قديس سيفيد واحدا على الأقل أو اثنين و ربما أكثر ممن ستصلهم هذه الرسالة البسيطة في دقائق معدودة ,
أيضا ما سنرسله هذا ربما يبكت من لا يعمل شيء و يستخدم التليفون استخداما خاطئا أو غير مفيدا , و بهذا على قدر المستطاع نقدر أن نحول ما قلنا انه أحد أشكال مال الظلم ليفيد حياتنا المسيحية.
بالمثل من يستخدم الانترنت فيما يفيد و لا يفيد و يجلس بالساعات مضيعا للوقت ناسيا أن الوقت مقصر و أن الجميع - و هو أولهم – مدعوون لخدمه أبناء المسيح و افتقاد شعبه بأى عمل بسيط يقدرون بنعمه المسيح عليه , فهذا مثلا قد يحول مال الظلم – أى الذى يعتبر بلا فائده – ليفيد الكثيرين جدا أقرباء و أصدقاء و جيران و زملاء و معارف فيكفيه مثلا أن يرسل رساله انجيليه عشوائيه لمن لا يعرفهم - و لا يسأل هذا و كيف يأتى بعناوينهم لأن رسائل كثيره تأتى من مجموعات و تحتوى على عناوين أشخاصا مسيحيين كثيرين – و ربما تصب أحدى هذه الرسائل هدفها المرسله لأجله ,
فمثلا أن أرسل أحدا الآيه التى تقول " تعالوا الى يا جميع المتعبين و الثقيلى الأحمال و أنا اريحكم " ( مت ) لكثيرين و لم يهتم بها الجميع عدا واحد يشعر بتعب و بضيق تكون أصابت هدفا و هو تعزيه هذا المتضايق , و ان أرسل آخر الآيه التى تقول " فى كل ضيقهم تضايق و ملاك حضرته خلصهم " ( أش ) فلم يهتم بها أحدا الا اثنين ممن يشعرون بيأس و بتخلى الجميع تكون رساله هذا التى أرسلت لكثيرين و لم يهتم بها أحد عدا هذين قد أصابت هدفها أيضا رغم أن هؤلاء ممن لا يبدون أهتماما الآن قد ينخسون فيما بعد و ربما لا يكتبون آيات و يرسلونها بل يكفهم أن يرسلون ما يأتهم من آخرون و هكذا.
بالمثل ان أرسل أحدا لكثيرين قصه المرأه التى دهنت قدمى المسيح بالطيب و دهنتهما بشعر رأسها و رد المسيح على سمعان الفريسى " الحق الحق أقول لك أن خطاياها الكثيره قد غفرت لها لأنها أحبت كثيرا و الذى يغفر له قليلا يحب قليلا " ( لو ) فأصابت الآيه مقتلا فى واحد – وربما أكثر - يشتاق للتوبه و لكنه يشك فى قبول الله له لعظم خطاياه فيجد أن المسيح لا يقبل الخطاه فقط بل يضع معيار القبول و المغفره بقدر عظم الخطيه التى يتوب عنها من يطلب , أى أن من أخطا كثيرا و تاب لا يغفر له فقط بل و بنفس مقدار خطاياه و تعدياته هكذا يشعر تماما بمحبه المسيح و قبوله.
أيضا من يستخدم الانترنت يقدر أن يحول مال الظلم الذى فيه - على أساس ما قلناه عن معنى مال الظلم بأنه ليس خطأ فى حد ذاته بل لأنه يبدو من مظهره الخارجى انه بعيدا عن طلب الملكوت – ليصير للخير فيرسل لا رسائل عشوائيه فقط بل قد يرسل لأخرون يعرفونه و يعرفهم شخصيا فمثلا أن عرف بتجربه أحد الأصدقاء يرسل له ما يفيد قرب الله كقول القديس اغسطينوس مثلا ’ الله لا يجربنا بالتجربه التى تقود الى الخطيه و لكنه يجربنا بالتجربه التى تمتحن ايماننا ’ و قد يرسل له الآيه التى تقول " طوبى للرجل الذى يحتمل التجربه فأنه ان تزكى ...." ( يع ) ,
و من يراه معاتبا الله الذى لم يعطه كذا و كذا يرسل له " افرحو كل حين ....اشكروا فى كل شيئ " ( 1 تس ) و من لا يرضى بحياته لتفاهتها قد يرسل له " ما أحياه الآن فى الجسد انما احياه فى الايمان ايمان ابن الله الذى أحبنى و أسلم نفسه لأجلى " ( غلا ) و قد يرسل له ما أعلنه المسيح " ابن الانسان لم يأتى ليخدم بل ليخدم و يبذل نفسه عن كثيرين " ( مت ) , و قد يرسل له مثل الخروف الضائه أو الابن الضال ليثبت له اهتمام المسيح بأقل القليلون و أصغرهم.
أيضا من يشعر بضيق بسبب عدم وجود مال أو زواج أو انجاب أو عمل قد يرسل له ما يفيد معرفه الله بخفايا الامور و الخير لصالح الانسان فيعطيه وقتما يشاء كالآيه التى تقول " لكل شيئ زمان و لكل أمر تحت السموات وقت ......" ( جا ) و من يشعر بوحده و ترك و تخلى ربما تنفعه " هل تنسى الام رضيعها فلا ترحم ابن بطنها , حتى هؤلاء ينسين و انا لا أنساك " ( أش ) و أيضا " الجميع تركونى و لكن الرب وقف معى و قوانى " ( 2 تى ) و هكذا.
هذا الذى يرسل قد يرسل أيضا لأحد يعرف أنه يرفض المغفره لآخر أخطأ فى حقه هكذا " ان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر أبوكم السماوى زلاتكم " ( مت ) و قد يرسل له أيضا " أنه بالجهد يموت أحد عن بار و لكن الله بين لنا محبته اذ و نحن خطاه مات المسيح لأجلنا " ( رو ) , و قد يرسل له أيضا عدم ادانه المسيح للمرأه الممسكه فى ذات الفعل " يا أمرأه أما دانك أحد .. و لا أنا أدينك اهبى و لا تخطئي أيضا " ( يو ) و هكذا.
و كما تكلمنا قبلا عن عدم الاستهانه ببساطه عملنا لأن المسيح يقويه لما ينظر خفيات قلبنا فيجد محبه له و لأبناؤه كما كانت لبولس الرسول فكان يتمنى لو كان محروما من المسيح لأجل اخوته حسب الجسد ( رو ) نقول أيضا أن هذه المحبه التى تترجم لآيات نرسلها و لا نطلب معها شيئا لأنفسنا قد ترجع أحدا بعيدا عن المسيح و قد تعزى آخر يشعر بضيق و ضعف و قد تشجع آخر على التوبه و قد تفرح آخر محتاجا للفرح و قد تعطى صبرا لمن فى حاجه له و كل هذا يعمله المسيح فينا و بنا كما قال بولس الرسول " لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا و أن تعملوا لأجل مسره الآب " ( فى ).
هكذا لا نثق فى قوه الكلمات فقط فنرسلها لآخرين و لا نظهر محبه فقط نحو من نرسل لهم و قد يهزأون بنا و لا نحول مال الظلم للخير فقط فنصير مطيعين للكلمه بل أيضا نكرز للجميع و لم نتحرك من مكاننا قيد أنمله لذلك طلب المسيح الينا – و هو يعرف بضعف امكانياتنا – قائلا " الذى أقوله لكم فى الظلمه قولوه فى النور و الذى تسمعونه فى الاذن نادوا به على السطوح " ( مت ) و فى موضع آخر قال " اذهبوا الى العالم أجمع و اكرزوا بالانجيل للخليقه كلها " ( مر ).
شيئ آخر نقدر أن نحول مال الظلم الذى فيه هو أجهزه الكاسيت بالسيارات التى ربما تستخدم فيما لا يفيد فان كرست لعمل الله تحولت لتطوب من يستخدمها كما طوب قبلا وكيل الظلم لما استغل الأشياء الحاضره الوقتيه من أجل المستقبل فواحد قد يستخدمها ليسمع لحن و آخر ترنيمه و آخر قداس و ربما أن من يسمع لا يستفد شخصيا بل يفد آخر يسمع و يجلي بجواره و من يعلم ربما نخس قلبه ان كان بعيدا أو حنت أحشاؤه ان كان
الإجابة:
بالقطع لا.. فالله لا يمكن أن يقبل مثل هذا المال أو الأعمال التي تأتي بواسطته مهما كانت حسنة.
فلم يقصد السيد الرب بكلمة" مال الظلم" هنا في هذا المثال، المال الحرام الذي يقتنيه الإنسان عن طريق الظلم، ظلم نفسه أو غيره أو المال الذي يكون مصدره غير مشروع (علي سبيل المثال شخص يتاجر بالمخدرات ثم يتصدق مما يكسبه علي الفقراء، أو زانية تقدم عطاء للكنيسة مما تكسب) فمثل هذا المال لايقبله الله بتاتاً. فالكتاب المقدس يقول:
"لا تدخل أجر زانية ولا ثمن كلب إلي بيت الرب إلهك عن نذر ما لأنهما كليهما رجس لدي الرب إلهك" (سفر التثنية 23: 18).
فالله لا يقبل عمل الخير الذي يأتي عن طريق الشر.
إذن ما هو مال الظلم الذي الذي أوصانا الرب أن نصنع منه أصدقاء؟
مال الظلم ليس هو المال الذي نكسبة بطرق غير مشروعة، إنما هو المال الذي نقع في خطية الظلم إن استبقيناه معنا...
فمثلاً: أعطانا الله مالاً وأعطانا معه وصية بأن ندفع العشور، فالعشور ليست ملكنا لكنها ملك للرب (للكنيسة والفقراء) فإن لم ندفعها نكون قد ظلمنا مستحقيها وسلبناهم إياها باستبقائها معنا أو انفاقها علي انفسنا ويقول الكتاب المقدس:
"أيسلب الأنسان الله. فإنكم سلبتموني. فقلتم بم سلبناك؟ في العشور والتقدمة" (سفر ملاخي 3: 8). مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.
هذه العشور التي لم ندفعها لأصحابها هي مال ظلم نحتفظ به معنا. أيضاً النذور إن لم نوفها والبكور إن لم نقدمها نكون قد ظلمنا الفقير واليتيم والأرملة فعندما يصرخون إلي الرب من شدة الحاجة يكون صراخهم من ظلمنا لهم.
إذن معني إصنعوا لكم أصدقاء بمال الظلم (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) هو أن نعطي هذا المال للمحتاجين اليه لكي يسدوا به أعوازهم عندما يصلهم في موعده وبذلك يصيروا أصدقاء لنا بمعني عندما يصلون من أجلنا ويستمع الرب لصلاتهم ودعائهم ويبارك لنا في مالنا:
"هاتوا جميع العشور إلي الخزنة ليكون في بيتي طعام وجربوني بهذا قال رب الجنود إن كنت لا أفتح لكم كُوَى السموات وأفيض عليكم بركةً حتي لا توسع" (ملا 3: 10).
لذلك مدح الرب تصرف وكيل الظلم بحكمةٍ عندما ساعد الفقراء (ليس عن طريق السرقة)، فالوكيل كان موكلاً علي مال الرجل الغني ويتصرف في جميع أموره فقد كان يتاجر بالمال (نيابة عن سيده)، وكان عليه أن يدفع العشور مما يربحه ولكنه فيما يبدو لم يكن يفعل ذلك واستبقي العشور والبكور وخلافه وبذلك تسبب في ظلم اولئك الفقراء المديونين لصاحب المال وفي ظلم نفسه أيضاً عندما انقلب عليه سيده وطرده، فلو كان قد خصم العشور من مديونيتهم لخفف عنهم الكثير وازدادت الأرباح نتيجة للبركة التي كانت ستحل علي تجارة سيده لأن ما استبقاه ليس له ولا لسيده إنما كان للفقراء ولكنه استدرك الأمر مؤخراً فاستفاد بصداقة ومحبة اولئك الفقراء الذين قطعاً بدعواتهم له وصلاتهم من أجله وجد ملاذاً لذلك كان تصرفاً حكيماً منه استحق مدح الرب.
• أكثر ما كان يأتي على مخيلتي و كثيرون غيري في فهم هذا الموضوع هو أن أعبر عليه و هم أيضا و كأنه لا يوجد حتى يتضح سره في وقت آخر , و إن لم يتضح فالأمر مسلم به لأن " كل الكتاب موحى به من الله و نافع للتعليم " ( 2 تى ) كما نؤمن جميعنا , و لأن المسيح قال " إلى أن تزول السماء و الأرض لا يزول حرف واحد أو نقطه واحده من الناموس حتى يكون الكل ..... لا تظنوا أنى جئت أنقض الناموس أو الأنبياء , ما جئت لأنقض بل لاكمل " ( مت ) .
آخرون ربما فهموا أن المثل لغيرهم أو أنه أحد الأمثال التي يؤجلون فهمها أو سبر أغوارها كالتي قال عنها المسيح " لي كثير لأقوله لكم و لكنكم لا تستطيعون أن تحتملوا الآن " ( يو ) فيتجاهلونها حتى يتضح أمرها , و أنا أشكر المسيح " على عطيته التي لا يعبر عنها " ( 2 كو ) إذ لم يعطى أحدا عوض آخر بل جميعا أن نعرف الحق بالبصيرة التي وهبنا إياها لما جاء في ملئ الزمان ( غلا ) كما قال يوحنا الرسول " نعلم أن بن الله قد جاء و أعطانا بصيرة لكي نعرف الحق " ( 1 يو ).
الحق الذي يجب فهمه من الآية و غيرها لا يشترط أن يكون الذي يقصده أو بالحري ينفع كل الناس لأن مثلا أو آية على واحد في موضوع يخصه ربما تنفعه بطريقه لا تنفعني أنا في موضوع يخصني أنا و هذا لا ينفى حق الآية و نفعها لنا جميعا , بل من يفترض نفع الآية لواحد و عدم نفعها لآخر يكون بذلك شاكيا بل مفتريا على المسيح واضع الوصايا الذي طالب بحفظ كل الوصايا و إتمامها بل و أوصى يعقوب ليقول " من حفظ كل الناموس و إنما اعثر في واحده فقد صار مجرما في الكل " ( يع ) فكيف إذن يتفق عدله مع وضعه لوصيه لا تفدا أحد أو مثلا لا ينفع آخر لو لم تكن كل الوصايا و جميع الأمثال نافعة للتعليم ( 2 تى ) كما قال بولس الرسول.
و نحن لنبدأ فهم أو تطبيق أحد الآيات أو الأمثال على أنفسنا يجب أن نتبع طريقه بولس الرسول في الكرازة و هي طريقه المحاكاة بمعرفه و بحكمه فقد كان " يصير لليهود يهودي ليربح اليهود و للذين تحت الناموس كأنه تحت الناموس ليربح الذين تحت الناموس و للذين بلا ناموس كأنه بلا ناموس ليربح على كل ذي حال قوم " ( 1 كو ) و طبعا كان يسلك بحكمه غير مشاكلا لأهل هذا الدهر ( رو ).
هكذا يجب أن نسلك في فهمنا أو تطبيقنا لأحد الوصايا أو الحقوق الانجيليه فلا نفهمها في مكانها لأننا ربما نجدها بعيده عن موضوعنا و حالنا و أحوالنا بل نأخذها داخلنا لتحيا فينا فنجدها منطبقة علينا بالذات , فكثيرون يتخيلون حرفيه هذا المثل فيعبرون عنه و كأنه لا يخصنا هذه الأيام و لم يعلم هؤلاء أنه أحد أهم الأمثلة التي قالها المسيح و تنفعنا نحن بالذات في أي مكان نعيش فيه أو نوجد به,
لنفهم هذا الموضوع – أي مال الظلم – يجب أن نفهم أيضا قصه وكيل الظلم الذي استغل سلطانه لما علم بطرد سيده له ليدبر حاله في المستقبل لما يستغنى عنه و هذا ما جاء في تفسير العلامة الأنبا لوكاس في تحفته اللوكسيه إذ قال أن الوكيل الظالم لم يطوب لظلمه بل لقدرته على استغلال الحاضر و كل ما فيه من أمور غير روحيه لكسب المستقبل و ما فيه من خيرات و كان يقصد الروحية طبعا و ليست الأرضية ,
هذا هو ما سأحاول الكلام عنه بمشاركتكم و هو موضوع استغلال كل الفرص الحاضرة و التي تبدو في ظاهرها أرضيه بحته لنكسب المستقبل أو بالحري نكسب لأنفسنا أو لغيرنا أشياء روحيه و هو ما انطبق عليه أو بالحري ينطبق به تماما ما جاء في موضوع مال الظلم , و بعدما كان هذا المثل في فهمه و إدراكه يمثل حجر عثرة لكثيرين وجدناه أهم ما يمكن أن نسلك به في حياه الكرازة التي وضعت علينا كما كانت على بولس الرسول , فكثيرا ما نستخدم في حياتنا اليومية ما نقدر أن نعتبره مالا للظلم - على أساس ما فهمناه عن موضوع مال الظلم بأنه استغلال أقل الفرص لخدمه أبناء المسيح – و لا نكترث له فيفوت علينا أن ما لا نفهمه بخصوص هذا الأمر هو أفضل ما يمكننا أن نعمله لأجل المسيح و لا ندرى.
مال الظلم أيضا ليس هو شرا في حد ذاته و إلا لذكر المسيح هذا بل هو يعتبر ظلما على أساس أن المسيح نفسه طلب إلينا أن " نطلب ملكوت الله و بره و كل الأشياء تزاد لنا " ( مت ) لذلك فمن يطلب أشياء آخري ليستخدمها حتى و لو لم تستخدمه هي كقول بولس الرسول ( 1كو ) يكون ظالما لنفسه التي لا ترتاح إلا بطلب الملكوت و الوجود مع الله كما أعطاها هو و كما قال القديس اغسطينوس ’ ستظل نفوسنا حائرة إلى أن تستقر فيك يا الله ’, و هذا و إن كان يظلم نفسه لكنه يقدر أن يحول ظلمه لنفسه إلى خير لنفسه و نفع للجميع.
ففي هذا العصر الذي نعيشه حيث تقدمت وسائل الاتصال بالكثيرين بأماكن مختلفة نجد أن أول ما يمكننا أن نستخدمه أو بالحري نعتبره مالا للظلم فنحوله للخير هي أجهزه الموبيل ففي دقائق بسيطة قد يكلم أحد لم ينتقل من مكانه كثيرون عن المسيح و خاصة إن كان يخشى المواجهة و الكلام العلني , فمثلا إن أرسل رسالة روحيه لشخصين و كل من هذين بدورهما أرسلا لاثنين آخرين و هكذا إلى عشره أشخاص نجد أن الرسالة مرت بين كثيرون جدا في دقائق معدودة و ربما بل من المؤكد – و لأننا عرفنا قبلا بل آمنا بفعالية البسيط الذي سنعمله متكلين على قوه المسيح – أن ما سنعمله هذا من إرسال لأيه أو لقول قديس سيفيد واحدا على الأقل أو اثنين و ربما أكثر ممن ستصلهم هذه الرسالة البسيطة في دقائق معدودة ,
أيضا ما سنرسله هذا ربما يبكت من لا يعمل شيء و يستخدم التليفون استخداما خاطئا أو غير مفيدا , و بهذا على قدر المستطاع نقدر أن نحول ما قلنا انه أحد أشكال مال الظلم ليفيد حياتنا المسيحية.
بالمثل من يستخدم الانترنت فيما يفيد و لا يفيد و يجلس بالساعات مضيعا للوقت ناسيا أن الوقت مقصر و أن الجميع - و هو أولهم – مدعوون لخدمه أبناء المسيح و افتقاد شعبه بأى عمل بسيط يقدرون بنعمه المسيح عليه , فهذا مثلا قد يحول مال الظلم – أى الذى يعتبر بلا فائده – ليفيد الكثيرين جدا أقرباء و أصدقاء و جيران و زملاء و معارف فيكفيه مثلا أن يرسل رساله انجيليه عشوائيه لمن لا يعرفهم - و لا يسأل هذا و كيف يأتى بعناوينهم لأن رسائل كثيره تأتى من مجموعات و تحتوى على عناوين أشخاصا مسيحيين كثيرين – و ربما تصب أحدى هذه الرسائل هدفها المرسله لأجله ,
فمثلا أن أرسل أحدا الآيه التى تقول " تعالوا الى يا جميع المتعبين و الثقيلى الأحمال و أنا اريحكم " ( مت ) لكثيرين و لم يهتم بها الجميع عدا واحد يشعر بتعب و بضيق تكون أصابت هدفا و هو تعزيه هذا المتضايق , و ان أرسل آخر الآيه التى تقول " فى كل ضيقهم تضايق و ملاك حضرته خلصهم " ( أش ) فلم يهتم بها أحدا الا اثنين ممن يشعرون بيأس و بتخلى الجميع تكون رساله هذا التى أرسلت لكثيرين و لم يهتم بها أحد عدا هذين قد أصابت هدفها أيضا رغم أن هؤلاء ممن لا يبدون أهتماما الآن قد ينخسون فيما بعد و ربما لا يكتبون آيات و يرسلونها بل يكفهم أن يرسلون ما يأتهم من آخرون و هكذا.
بالمثل ان أرسل أحدا لكثيرين قصه المرأه التى دهنت قدمى المسيح بالطيب و دهنتهما بشعر رأسها و رد المسيح على سمعان الفريسى " الحق الحق أقول لك أن خطاياها الكثيره قد غفرت لها لأنها أحبت كثيرا و الذى يغفر له قليلا يحب قليلا " ( لو ) فأصابت الآيه مقتلا فى واحد – وربما أكثر - يشتاق للتوبه و لكنه يشك فى قبول الله له لعظم خطاياه فيجد أن المسيح لا يقبل الخطاه فقط بل يضع معيار القبول و المغفره بقدر عظم الخطيه التى يتوب عنها من يطلب , أى أن من أخطا كثيرا و تاب لا يغفر له فقط بل و بنفس مقدار خطاياه و تعدياته هكذا يشعر تماما بمحبه المسيح و قبوله.
أيضا من يستخدم الانترنت يقدر أن يحول مال الظلم الذى فيه - على أساس ما قلناه عن معنى مال الظلم بأنه ليس خطأ فى حد ذاته بل لأنه يبدو من مظهره الخارجى انه بعيدا عن طلب الملكوت – ليصير للخير فيرسل لا رسائل عشوائيه فقط بل قد يرسل لأخرون يعرفونه و يعرفهم شخصيا فمثلا أن عرف بتجربه أحد الأصدقاء يرسل له ما يفيد قرب الله كقول القديس اغسطينوس مثلا ’ الله لا يجربنا بالتجربه التى تقود الى الخطيه و لكنه يجربنا بالتجربه التى تمتحن ايماننا ’ و قد يرسل له الآيه التى تقول " طوبى للرجل الذى يحتمل التجربه فأنه ان تزكى ...." ( يع ) ,
و من يراه معاتبا الله الذى لم يعطه كذا و كذا يرسل له " افرحو كل حين ....اشكروا فى كل شيئ " ( 1 تس ) و من لا يرضى بحياته لتفاهتها قد يرسل له " ما أحياه الآن فى الجسد انما احياه فى الايمان ايمان ابن الله الذى أحبنى و أسلم نفسه لأجلى " ( غلا ) و قد يرسل له ما أعلنه المسيح " ابن الانسان لم يأتى ليخدم بل ليخدم و يبذل نفسه عن كثيرين " ( مت ) , و قد يرسل له مثل الخروف الضائه أو الابن الضال ليثبت له اهتمام المسيح بأقل القليلون و أصغرهم.
أيضا من يشعر بضيق بسبب عدم وجود مال أو زواج أو انجاب أو عمل قد يرسل له ما يفيد معرفه الله بخفايا الامور و الخير لصالح الانسان فيعطيه وقتما يشاء كالآيه التى تقول " لكل شيئ زمان و لكل أمر تحت السموات وقت ......" ( جا ) و من يشعر بوحده و ترك و تخلى ربما تنفعه " هل تنسى الام رضيعها فلا ترحم ابن بطنها , حتى هؤلاء ينسين و انا لا أنساك " ( أش ) و أيضا " الجميع تركونى و لكن الرب وقف معى و قوانى " ( 2 تى ) و هكذا.
هذا الذى يرسل قد يرسل أيضا لأحد يعرف أنه يرفض المغفره لآخر أخطأ فى حقه هكذا " ان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر أبوكم السماوى زلاتكم " ( مت ) و قد يرسل له أيضا " أنه بالجهد يموت أحد عن بار و لكن الله بين لنا محبته اذ و نحن خطاه مات المسيح لأجلنا " ( رو ) , و قد يرسل له أيضا عدم ادانه المسيح للمرأه الممسكه فى ذات الفعل " يا أمرأه أما دانك أحد .. و لا أنا أدينك اهبى و لا تخطئي أيضا " ( يو ) و هكذا.
و كما تكلمنا قبلا عن عدم الاستهانه ببساطه عملنا لأن المسيح يقويه لما ينظر خفيات قلبنا فيجد محبه له و لأبناؤه كما كانت لبولس الرسول فكان يتمنى لو كان محروما من المسيح لأجل اخوته حسب الجسد ( رو ) نقول أيضا أن هذه المحبه التى تترجم لآيات نرسلها و لا نطلب معها شيئا لأنفسنا قد ترجع أحدا بعيدا عن المسيح و قد تعزى آخر يشعر بضيق و ضعف و قد تشجع آخر على التوبه و قد تفرح آخر محتاجا للفرح و قد تعطى صبرا لمن فى حاجه له و كل هذا يعمله المسيح فينا و بنا كما قال بولس الرسول " لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا و أن تعملوا لأجل مسره الآب " ( فى ).
هكذا لا نثق فى قوه الكلمات فقط فنرسلها لآخرين و لا نظهر محبه فقط نحو من نرسل لهم و قد يهزأون بنا و لا نحول مال الظلم للخير فقط فنصير مطيعين للكلمه بل أيضا نكرز للجميع و لم نتحرك من مكاننا قيد أنمله لذلك طلب المسيح الينا – و هو يعرف بضعف امكانياتنا – قائلا " الذى أقوله لكم فى الظلمه قولوه فى النور و الذى تسمعونه فى الاذن نادوا به على السطوح " ( مت ) و فى موضع آخر قال " اذهبوا الى العالم أجمع و اكرزوا بالانجيل للخليقه كلها " ( مر ).
شيئ آخر نقدر أن نحول مال الظلم الذى فيه هو أجهزه الكاسيت بالسيارات التى ربما تستخدم فيما لا يفيد فان كرست لعمل الله تحولت لتطوب من يستخدمها كما طوب قبلا وكيل الظلم لما استغل الأشياء الحاضره الوقتيه من أجل المستقبل فواحد قد يستخدمها ليسمع لحن و آخر ترنيمه و آخر قداس و ربما أن من يسمع لا يستفد شخصيا بل يفد آخر يسمع و يجلي بجواره و من يعلم ربما نخس قلبه ان كان بعيدا أو حنت أحشاؤه ان كان