منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    افتيخوس ... نائما

    سامى فرج
    سامى فرج
    ملاك نشيط
    ملاك نشيط


    رقم العضوية : 2541
    البلد - المدينة : لقاهرة
    عدد الرسائل : 145
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 22/06/2010

    cc افتيخوس ... نائما

    مُساهمة من طرف سامى فرج السبت 10 يوليو 2010 - 9:28

    « وكان شاب اسمه أفتيخوس جالساً في الطاقة متثقلاً بنوم عميق ... فسقط » (أع9:20)

    أفتيخوس اسم معناه « محظوظ » أو « سعيد ». إنك في الواقع ستكون محظوظاً فعلاً إن كنت قد ولدت من الله وإن كنت قد امتلكت الرب يسوع وصار لك غناه الذي لا يُستقصى. لكن أفتيخوس كان جالساً في الطاقة. ويا له من موقف خطير حقاً. وهكذا قد نكون للرب وفى نفس الوقت لنا القلوب المجزأة.
    إن الجلوس في الطاقة لا يعنى أن نكون في الخارج، كما لا يعنى أيضاً أننا في الداخل - أي أن القلب متردد بين العالم والرب. إنك تصغي إلى ما للرب ولكنك تُسرّ أيضاً بما في العالم، وإنه لوضع غير سليم يمكن أن يجلب النوم الروحي. وهكذا كان أفتيخوس متثقلاً بنوم عميق. وأحياناً تتثقل قلوبنا في بادئ الأمر « في خمار وسكر وهموم الحياة » (لو34:21) ، بعد هذا ننعس كما في مَثَل العذارى، وأخيراً، وكما حدث لأفتيخوس قد تصل الحالة إلى النوم العميق.
    وسقط أفتيخوس من الطبقة الثالثة إلى أسفل، ويا لها من سقطة مُريعة! إن النوم الروحي يجعلنا نسقط إلى أسفل « وحمل أفتيخوس ميتا » ولكنه في الواقع ليس ميتاً « لأن نفسه فيه » - مجداً لإلهنا، فإن الذي صارت له الحياة الأبدية لن يفقدها أبداً.
    وفى هذا الفصل لدينا صورة رمزية؛ فالليل يرمز إلى تاريخ الكنيسة من يوم قيامة الرب لحين مجيئه ثانية، أما بولس فيرمز لشخص ربنا يسوع المسيح الذي يُقيمني من سقطاتي. وكما وعد الرب، أنه بنفسه وسط أحبائه، يعلمهم ويشجعهم منذ المساء حتى منتصف الليل، ومنذ منتصف الليل حتى الفجر، إذ ينتهي الليل ويطلع كوكب الصبح. وإن كنا لا ننتبه، وإن كنا ننعس، لا بل وإن كنا نسقط أيضاً، فإن ذاك الذي يسهر علينا والمملوء محبة من نحونا لن يتركنا ولن ينسانا أبداً. إنه، كالراعي الصالح، يبحث عنا حتى يجدنا ويقع علينا بحنان وعطف قلبي غير محدود، كما فعل السامري الصالح الذي تحنن على ذلك الإنسان الذي كان بين حي وميت. إنه ذلك الصديق الذي يحب في كل وقت (أم17:17) . وإن كنا نحن غير أمناء فإنه يبقى أميناً! إنه يطمئن قلوب خاصته المضطربة والمرتبكة « لا تضطربوا لأن نفسه فيه ». وأخيراً يعزى أحباءه « وأتوا بالفتى حياً وتعزوا تعزية ليست بقليلة ».


    كانت الضيقات في رفقة الرسول بولس، وكانت نعمة الله لا تفارقه، وكأنهما أختان ملازمتان له أينما حل. ففي الأصحاح السابق رأينا في أفسس أحرق السحرة كتب السحر، وأثار ديمتريوس الصائغ شغبًا لمحاكمة الرسول. وفي هذا الأصحاح يتمجد الله فيه حيث سقط الشاب أفتيخوس من الطاقة وحُمل ميتًا، لكن الرب أقامة على يدي رسوله. وفي ميليتس ألقى الرسول خطابًا وداعيًا لقسوس الكنيسة كشف عن مفهوم الرسول بولس العملي عن الرعاية.

    1. مكيدة في هيلاس باليونان 1-3.

    2. ذهابه إلى تراوس 4-6.

    3. أقامة أفتيخوس الشاب 7-11.

    4. ذهابه إلى ميليتس 13-16.

    4. خطابه الوداعي 17-35.

    5. وداع حار مؤثر 36-38.

    1. مكيدة في هيلاس باليونان

    في تعليقه على هذا الإصحاح يقول متى هنري: [أسفار بولس التي قدمت هكذا في اختصار، لو سجلت كلها لكانت جديرة بالذكر وبارزة تستحق كتابتها بحروف من ذهب، ما كان يمكن للعالم أن يحوي الكتب التي كانت تُكتب، لهذا فما لدينا هو لمحات عامة عن الأحداث، وهي ثمينة لغاية...]

    "وبعدما انتهى الشغب دعى بولس التلاميذ وودّعهم،

    وخرج ليذهب إلى مكدونية". [1]

    المُعتقد أن القديس لوقا تغاضى عن ذكر زيارة ثانية لكورنثوس لأنها كانت قصيرة جدًا، وكانت عبورًا سريعًا، خصوصًا إن القديس لوقا كان غائبًا لمدة ثلاث سنوات أثناء وجود بولس في أفسس. والآن يقوم الرسول بولس بزيارة ثالثة لكورنثوس كما جاء في 2 كو 12: 14؛ 13: 1-2.

    كتب لكورنثوس لثالث مرة، ولم تسجل الرسالة السابقة للرسالة الأولى (1 كو 5: 9، 11) لأنها كانت قصيرة للغاية، ولأنه كان فحواها ألا يخالط المؤمنون الاخوة الزناة. ويبدو أن أهل كورنثوس ظنوا عدم مخالطة كل الأشرار، وبهذا يحجمون عن التعامل مع أهل العالم تمامًا، لهذا جاءت الرسالة التي نعتبرها الأولى تؤكد "ليس مطلقا زناة هذا العالم... وإلا فيلزمكم أن تخرجوا من العالم، وأما الآن فكتبت إليكم إن كان أحد مدعوًا أخًا زانيًا أو طماعًا أو عابد وثنٍ أو شتامًا أو سكيرًا أو خاطفًا أن لا تخالطوا ولا تؤاكلوا مثل هذا" (1 كو 5: 10-11). بهذا ما ورد في الرسالة الأولى بين أيدينا هو توضيح ما ورد في الرسالة السابقة لها المفقودة.

    هكذا في مكدونية كتب الرسالة الثالثة لأهل كورنثوس والتي نحسبها الثانية وذلك في خريف 57م. وفي شتاء 58 كتب رسالته إلى أهل رومية.

    غادر بولس الرسول أفسس بعد يوم الخمسين، أي في ربيع سنة 57م متجها إلى الشمال. "وودعهم (في أفسس) وخرج ليذهب إلى مكدونية (برا)، ولما كان قد اجتاز في تلك النواحي ووعظهم بكلام كثير جاء إلى هلاس فصرف ثلاث أشهر" [1-3].

    هنا قدم لنا القديس لوقا وصفًا مختصرًا للغاية، جاءت رسائل القديس بولس تكشف عن تفاصيل دقيقة لم ترد في سفر الأعمال، منها أنه إذ ترك أفسس انطلق الرسول إلى الشمال متنقلاً من مدينة إلى مدينة، ومن جزيرة إلى جزيرة حتى جاء إلى ترواس. غالبًا ما كان في رفقته اثنان من أفسس هما تيخكس وتروفيموس، رافقاه في الذهاب والعودة ومعهما إخوة آخرون.

    إذ هدأ الشغب الذي أثاره ديمتريوس وصائغي الفضة (أع 19 :40-41) حسب إن ما حدث هو إشارة من قبل نعمة الله أن يتحرك للخدمة في موضع آخر. خروجه من أفسس يهدئ من ثورة مقاوميه، ويعطى الكنيسة هناك جوًا من السلام.

    يرى البعض أنه كتب رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس قبل خروجه حيث جاء فيها: "حاربت وحوشًا في أفسس"، مشيرًا بهذا إلى الشغب الذي حدث. وإن كان البعض يرى أنه بالفعل أُلقي في وسط وحوش جائعة والرب أنقذه.

    لم يترك أفسس فجأة كمن هو خائف، بل في هدوءٍ دعاهم وودعهم بقبلة الحب كما كانت العادة في الكنيسة الأولى.

    انطلق إلى الكنائس اليونانية التي قام بإنشائها لكي يسقي ما قد سبق فغرسه، مبتدأ بالكنيسة في كورنثوس كما كانت نيته قبل حدوث الشغب (أع 19: 21).

    سجل لنا الرسول بولس تركه أفسس في رسالته الثانية إلى أهل كورنثوس. عندما وصل إلى ترواس وجد فرصة عظيمة للكرازة بالإنجيل، لكنه كان مغتمًا بالاضطرابات والانشقاقات التي كانت في كورنثوس، وكان الرسول قد بعث بتيطس إلى كورنثوس ليعالج هذه المشاكل الخطيرة بين المؤمنين هناك، وكان يتوقع اللقاء معه في ترواس. لم يستطع أن يصل إلى ترواس فتثقل قلب الرسول بولس وترك ترواس واتجه إلى مكدونية ليلتقي بمعينه (2 كو 12- 13). أخيرا جاء تيطس من كورنثوس يحمل أخبار طيبة عن تحسن الأحوال في الكنيسة (كو 7: 5-16). عندئذ كتب الرسول رسالته الثانية وبعث بها مع تيطس وأخ آخر (2 كو 8: 17-19) وذلك قبل ذهابه إلى كورنثوس.

    "ولمّا كان قد اجتاز في تلك النواحي،

    ووعظهم بكلامٍ كثيرٍ جاء إلى هلاس". [2]

    من هناك قام بزيارة فيلبي وتسالونيكي، وكان يهتم بوعظهم والكرازة بينهم دون أن يقيد نفسه بزمنٍ معينٍ.

    لم يسجل لنا القديس لوقا أنشطة الرسول بولس في هذه المناطق مكتفيًا بالعبارة التي بين أيدينا، وقد بقي ثلاثة شهور يفتقد الكنائس ويكرز في اليونان أو أخائية. هناك كتب رسالته إلى أهل رومية، فيها يعلن لهم عن رغبته في الذهاب إلى أورشليم، ومن هناك يذهب إلى روما (رو 15: 22- 29). ولعل الرسول لم يكن يعلم أنه سينطلق من أورشليم إلى روما أسيرًا من أجل الرب.

    لم يذكر لوقا البشير غاية ذهاب الرسول إلى أورشليم، وهو أن يقدم ما جمعه بسخاء من مكدونية وآخائية لمساعدة فقراء أورشليم (رو15: 25- 27؛ 2 كو 8: 1-9).

    "اجتاز في تلك النواحي" في مكدونية وما حولها. ربما ذهب إلى مكدونية خلال ترواس حيث توقع وجود تيطس (2 كو 2: 12)، وإذ لم يجده ذهب إلى فيلبي وتسالونيكي الخ. ثم عاد إلى اليونان.

    لاحظوا كيف أنه في كل موضع يحقق كل وسائل الكرازة بدون معجزات.

    القديس يوحنا الذهبي الفم

    "فصرف ثلاثة أشهر،

    ثم إذ حصلت مكيدة من اليهود عليه،

    وهو مزمع أن يصعد إلى سورية،

    صار رأي أن يرجع على طريق مكدونية". [3]

    لم يسجل لنا القديس لوقا ما هي هذه المكيدة التي وضعت ضد بولس. يرى البعض أنها كانت هجومًا على السفينة أو القبض عليه داخل السفينة، لهذا قرر السفر برًا، وكان ذلك في صالح كنائس مكدونية حيث تمتعت بزيارة أخرى للرسول.

    "مزمع أن يصعد إلى سوريا" في إنطاكية وذلك في طريقه إلى أورشليم.

    2. ذهابه إلى تراوس

    "فرافقه إلى آسيا سوباترس البيري،

    ومن أهل تسالونيكي أرسترخس وسكوندس وغايوس الدربي وتيموثاوس،

    ومن أهل آسيا تيخيكس وتروفيمس". [4]

    أورد أسماء العاملين في كرم الرب المرافقين له في رحلته، غالبًا ما كانوا من تلاميذه.

    سوباترس البيري: غالبًا ما يكون هو سوسباتير الوارد في رو 16: 21، الذي دعاه نسيبه.

    تيموثاوس: كان من بين مرافقيه، مع أنه تركه في أفسس حين تركها الرسول، وبعد ذلك كتب له رسالته الأولى لتوجيهه للعمل ليس في أفسس فقط، بل وفي مناطق أخرى. بعد ذلك جاءه تيموثاوس ورافقه.

    تروفيموس: من أفسس (أع20: 29). عندما كتب الرسول رسالته الثانية إلى تيموثاوس كان في مريضًا (2 تي 4: 20).

    تيخيكس: موضع ثقة الرسول بولس ومحبته الشديدة دعاه في رسالته إلى أهل أفسس الأخ المحبوب والخادم الأمين في الرب (أف 6: 21-22).

    لماذا كان يسير القديس بولس وفي رفقته كثير من تلاميذه العاملين في الكرم؟

    1. كان يقوم هو بالكرازة بالكلمة، وإذ يقبل أحد الإيمان يسلمه لأحد التلاميذ لكي يهتم بتعليمه وتدريبه على الحياة الإيمانية المقدسة.

    2. حيثما حلّ الرسول للخدمة كان عدو الخير يثير متاعب كثيرة في الداخل ومن الخارج. لهذا كثيرًا ما يحتاج الأمر إلى هؤلاء الخدام للعمل الداخلي، حتى لا ترتبك الكنيسة بالثورات ضد الرسول بولس.

    3. كانوا يرافقوه كتلاميذ يتدربون على يديه على الكرازة، ويتهيأوا للخدمة بذات المنهج.

    4. يرى البعض أنه إذ كان ضعيفًا في الجسد بسبب مرضٍ أو آخر، فقد كان تلاميذه سندًا له أثناء أسفاره الكثيرة.

    "هؤلاء سبقوا وانتظرونا في ترواس". [5]

    سبقه أصدقاؤه ليلتقوا معه في ترواس، ويرافقه بعضهم، مثل تروفيموس، كل الرحلة حتى أورشليم (أع 21: 19).

    هنا يعود القديس لوقا فيقول "نحن"، وقد استمر هكذا حتى أع 20: 15 ليبدأ من جديد في أع 21: 1، مما يدل على أن الكاتب بقي في فيلبي في رحلة بولس الرسول الثانية التبشيرية (أع 16: 16)، وها هو يلتحق بالقديس بولس في فيلبي في بيت ليدية ويبقى معه حتى يبلغ أورشليم.

    بقية مجموعة الأصدقاء سبقوا الرسول حتى ترواس. بقى الرسول في فيلبي يحفظ أسبوع الفطير، وبعد ذلك أبحر مع لوقا البشير إلى ترواس ليلتقيا مع الأصدقاء، وإن كان البعض يرون أنه يذكر هنا التوقيت لكن ليس بالضرورة قام بحفظ العيد.

    يرى البعض أن الذين سبقوا هم تيخيكوس وتروفيموس وحدهما.

    "وأمّا نحن فسافرنا في البحر بعد أيام الفطير من فيلبي،

    ووافيْناهم في خمسة أيام إلى ترواس،

    حيث صرفنا سبعة أيام". [6]

    لقد عبروا بحر الأيجيني، وقد أخذت هذه الرحلة قبلاً يومين فقط (أع 16: 11-12)، فالسفر بالبحر غير مضمون لهذا قضى هنا خمسة أيام، لأن الريح ربما كانت غير مواتية.

    ما كان يشغل ذهن الرسول بولس في أيام الفطير أن السيد المسيح هو فصحنا الذي ذُبح لأجلنا، والحياة المسيحية هي عيد الفطير الجديد (1 كو 5: 7-8)، فقد جاء الحق ليحل محل الظل.

    في ترواس: نقطة الانطلاق الأولى من آسيا إلى أوربا، حيث ظهر للرسول بولس رجل مكدوني في رؤيا يتوسل إليه: "أعبر إلينا وأعنا" (أع 16: 9) وذلك في رحلته التبشيرية الثانية.

    لم يتوقف الرسول كثيرًا في هذه المدينة في الرحلة الثانية، لكنه صمم في هذه الرحلة الثالثة أن يمكث فيها زمانًا ليؤسس خدمة ثابتة للمسيح وللإنجيل. "ولكن لما جئت إلى ترواس لأجل إنجيل المسيح، وانفتح لي باب في الرب، لم تكن لي راحة في روحي، لأني لم أجد تيطس أخي، لكن ودعتهم، فخرجت إلى مكدونية " (2 كو 2: 12، 13).

    3. أقامة أفتيخوس الشاب

    "وفي أول الأسبوع إذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزًا،

    خاطبهم بولس وهو مزمع أن يمضي في الغد،

    وأطال الكلام إلى نصف الليل". [7]

    إذ كان الرسول مزمعًا أن يغادر المدينة في اليوم التالي بقي يعد للاحتفال بسرّ الإفخارستيا (كسر الخبز) يتحدث معهم إلى ساعات طويلة حتى منتصف الليل من فجر الأحد.

    كانت الكنيسة الأولى تقدس يوم الرب "الأحد" (1 كو 16: 2؛ رؤ 1: 10). هنا إشارة صريحة لتقديس يوم الأحد كيوم الرب في عصر الرسل، فيه تتم خدمة الكلمة والعبادة الجماعية بالاحتفال بسرّ الإفخارستيا. هذا ربما بجانب مشاركة بعض المسيحيين الذين من أصل يهودي اخوتهم اليهود العبادة يوم السبت في الهيكل في أورشليم بكونه الرمز ليوم الرب، حيث تذكار قيامة السيد المسيح وحلول الروح القدس على التلاميذ.

    استمرت العظة حتى منتصف الليل، وذلك لأن الرسول كان يستعد للسفر، وكان الكل مشتاقًا إلى كلمة الله. وكأن كلمات الوداع للرسول هي تقديم كلمة الله كمصدر خلاص وتعزية له ولهم.

    لا تفصل الكنيسة بين العبادة والاستماع إلى الكلمة، سواء خلال القراءات الروحية أو كلمة الوعظ. فالقراءات وكلمة الوعظ هي جزء لا يتجزأ من العبادة، وغاية العبادة التمتع بكلمة الله، واستنارة الذهن والقلب ليتقبل المؤمن أسرار الكلمة ويعيشها.

    يقدم لنا القديس يوحنا الذهبي الفم وصفًا رائعًا للموقف كيف كان البيت مملوءً بالمصابيح، وقد وقف الرسول بولس في المنتصف، بينما امتلأ الموضع حتى جلس البعض في الطاقات. وأنه كان يحدثهم إلى منتصف الليل والكل ينصت باشتياق إليه. أما علة سهره هكذا فإنه كان يعلم أنهم لا يعودوا يرونه بعد، وأنه لم يقل هذا لهم بسبب ضعفهم حتى لا يخور. أما هذا الشاب فهو يوبخنا، لأنه كان يقاوم الطبيعة وهو يبذل كل الجهد باشتياق للاستماع للرسول بولس حتى منتصف الليل.

    "وكانت مصابيح كثيرة في العُليّة التي كانوا مجتمعين فيها". [8]

    كانوا يجتمعون في العلية لسماع كلمة الوعظ والتمتع بسر الإفخارستيا، أما تأكيد "كانت مصابيح الكثيرة"، فليس بدون معنى، لأن الكنيسة منذ عصر الرسل كانت تهتم بالأنوار، لأنها تدعو للحياة في النور.

    "وكان شاب اسمه أفتيخوس جالسًا في الطاقة متثقلاً بنوم عميق،

    وإذ كان بولس يخاطب خطابًا طويلاً غلب عليه النوم،

    فسقط من الطبقة الثالثة إلى أسفل وحُمل ميتًا". [9]

    افتيخوس، معناها "سعيد الحظ". يلومه بعض الدارسين أنه كان جالسًا في الطاقة، فلو أنه كان جالسًا أرضًا لما سقط، وكان قد بقي في أمان. لكن ربما كان له عذره في هذا فقد ازدحمت العلية بالحاضرين، ولم يكن يوجد موضع له ان يجلس أرضًا. أما تثقله بالنوم العميق فلا يعني عدم مبالاته بما يقوله الرسول، لكنه تثقل بضعف الطبيعة البشرية، فكان يقاوم فغفل في لحظات في نوم عميق.

    لعل عدو الخير أراد أن يسبب اضطرابًا بسقوط هذا الشاب ميتًا، لكن الله بعنايته الفائقة حول الأمر لمجده وبنيان الكنيسة.

    الأمر المدهش أنه وهو شاب لم يكن متوانٍ ولا غير مبالٍ، ومع أنه شعر بأنه مثقل بالنوم لم يترك الموضع، ولا خشي أن يسقط. لقد نعس ليس عن توانٍ، إنما بسبب ضرورة الطبيعة. أسألكم أن تلاحظوا كيف كانوا ملتهبين بالغيرة حتى اجتمعوا في الدور الثالث إذ لم يكن لهم كنيسة بعد.

    القديس يوحنا الذهبي الفم

    "فنزل بولس ووقع عليه،

    واعتنقه قائلاً:

    لا تضطربوا لأن نفسه فيه". [10]

    "وقع عليه"، ربما تمدد عليه كما فعل أليشع مع ابن الشونمية (2 مل 4: 33- 35)، وهي علامة حنو شديد ورغبة حارة في إعادته للحياة.

    يقول: "لا تضطربوا". لم يقل: "إنه سيقوم إلى الحياة لأني سأقيمه"، بل لاحظوا تواضعه وهو يريحهم، قائلاً: "لأن نفسه فيه".

    القديس يوحنا الذهبي الفم

    "ثم صعد وكسر خبزًا وأكل،

    وتكلّم كثيرًا إلى الفجر،

    وهكذا خرج". [11]

    صعد بولس إلى العلية، وقدم له طعامًا، وليس الإفخارستيا، ثم عاد الرسل ليكمل أحاديثه، ربما تحول الموقف من مجموعة عظات يقدمها الرسل إلى حوارٍ مشترك. بلا شك أن إقامة الشاب قد خلقت جوًا أعظم من الود، وفرصة لأحاديث وأسئلة حول الحياة الإيمانية الحية.

    "وأتوا بالفتى حيًّا،

    وتعزّوا تعزية ليست بقليلة". [12]



    بعد انقضاء هذه السهرة الممتعة حتى الفجر جاء كل من الحاضرين يهنئون الشاب على إقامته من الموت. هذا وقد تثبت إيمان الكثيرين بسبب هذه المعجزة.

    لماذا حُمل أفتيخوس الشاب ميتًا؟
    لأنه تثقّل بنومٍ عميق فسقط إذ كان جالسًا في الطاقة. ولماذا جلس فيها؟ لأن الزحام كما أعتقد كان شديدًا في محل الاجتماع وشدة الزحام جَعَلت المكان حارًا فأراد أفتيخوس أن يتخلَّص من حرارة المكان وفي نفس الوقت لا يحرم نفسه من أقوال الرسول بولس وتوسطًا بين الأمرين جلس في الطاقة جاعلاً أذنه نحو بولس وأنفه نحو النسيم الخارجي فكان هذا النسيم الذي ظن أنه يُنعشه ويوقظه، هو نفس السبب الذي قتله بالنوم، فسقط وكان سقوطه عظيمًا
    مسكين أفتيخوس فلا هو تمكَّن من الإصغاء إلى أقوال بولس الثمينة ولا هو احتفظ بحالته الجسمانية ولكنه إذ حاول أن يفوز بالاثنين خسرهما معًا بل مساكين نحن الذين نريد أن نتمتع بالمسيح والعالم في الوقت نفسه، فتصبح النتيجة أننا نفقد تعزياتنا ثم نُعرِّض أنفسنا لتأديبات القدير أما كان أولى بأفتيخوس أن يصبر قليلاً
    ويتحمل يسيرًا ويضحي بما لا يُقاس مع ما يحصل عليه من الفائدة؟ بل ما أولانا أن نحتمل ونصبر على ضيق قليل لا يُقاس بما يُقابله من مجد
    نياحة القديس أفتيخوس ( 1 نســـئ)


    في مثل هذا اليوم تنيح القديس أفتيخوس تلميذ القديس يوحنا الإنجيلي . بعد أن مكث مع الرسول زمنا طلب إليه أن يذهب إلى القديس بولس الرسول فأذن له بذلك . فسار إليه وكرز معه باسم المسيح ورد كثيرين من اليهود والوثنيين إلى الرب يسوع وعمدهم . وحول هياكل الأوثان إلى كنائس وصبر علي القيود والحبس زمانا طويلا وطرح في النار فلم تؤذه وللأسود فلم تضره بل استأنست إليه . وقد ذهب إلى سبسطية وبشر فيها وكان ملاك الرب يسوع يسير معه ويؤيده . ولما أكمل سهيه بسلام تنيح في شيخوخة صالحة .

    وقيل عن هذا القديس أنه هو ذلك الشاب الذي كان جالسا في الطاقة مثقلا بنوم عميق في الوقت الذي كان يلقي فيه بولس الرسول خطابه فسقط من الطابق الثالث إلى أسفل وحمل ميتا فأقامه بولس الرسول بصلاته (أع 20 : 9) بركته تكون معنا . آمين

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 22:26