8- يوسابيوس – قيصرية – سنة 325م
9- ماسيليوس – أنقرا – سنة 340م
10-كيرلس – أورشليم – سنة 350م
11-ابيفانيوس – قبرص – سنة 374م
12-روفينوس - - سنة 390م
13-القانون الوارد فى القوانين الرسولية Apostolie Constitutions
وقد إمتازت النصوص الشرقية عن الغربية أنها بصورة عامة أطول وأكثر تغيرا , لها جانب ميتا فزيقى , وتشمل عددا من التعبيرات التعليمية ردا على الهرطقات المنتشرة فى الشرق .
وقد تجمعت القوانين الغربية معا لتشكل ما يعرف بقانون ايمان الرسل .
يرى Quasten أن هذا القانون الرومانى والصيغ الشرقية ظهرت مستقلة عن بعضها البعض , لكنها صدرت عن أصله عام مشترك له جذوره فى الشرق .
محتوياته .كانت قوانين الايمان الاولى تضم صيغتين رئيستين : صيغة الايمان الثالوثى , وصيغة الايمان المسيانى , وان كان قانون الايمان للرسل فى صورته الحالية تطور الى ملخص مبسط جدا يجعل التعاليم المسيحية الجوهرية .
1- صيغة الايمان الثالوثى :
رأينا السيد المسيح يعطى تلاميذه سلطان العماد باسم الثالوث القدوس , وكان ذلك بداية ظهور قانون الايمان الثالوثى . وفى حوالى عام 150م أشار القديس يوستين الى طالبى العماد أن
يتقبلوا غسل الماء " باسم الله , الاب ورب المسكونة ومخلصنا يسوع المسيح , والروح القدس "
وجاءت الوثيقة المدعوة " الرسالة الرسولية Epistola Apostolorum " التى جمعت فى نفس التاريخ تقريبا تبسط الايمان , وتضم قانون ايمان لا يحوى فقط الايمان بالثالوث القدوس , الاب ضابط العالم كله , والمسيح يسوع مخلصنا , والروح القدس البار قليط , انما يضم أيضا الايمان بالكنيسة المقدسة وغفران الخطايا .
2- صيغة الايمان المسيانى :
طال انتظار البشرية تترقب مجئ المسيا مخلص العالم , فجاءت المسيحية جوهر رسالتها " الشركة مع الله فى المسيا المخلص " . وقد رأينا إعتراف الرسول بطرس أن يسوع " هو المسيح ابن الله الحى " . وأعلن الخصى الاثيوبى ذات الايمان قبيل عماده .
كان الايمان بالمسيح المخلص هو مركز البشارة , حتى صارت " السمكة " هى الرمز للايمان المسيحى فى العالم الهلينى وذلك لانها فى اليونانية ( إخثيس ) تشمل الحروف الاولى من العبارة " يسوع المسيح ,ابن الله , المخلص " . وقد شهد العلامة ترتيلنان بذلك كما شهدت نقوش Abercuis . ووردت هذه العبارة الرمزية فى مؤلفات الكتاب المسيحيين فى نطاق واسع كقانون ايمان يعبر عن المعتقد المسيحى .
نص قانون الايمان للرسل:
1- أومن بالله الاب , ضابط الكل ( خالق السماء والارض ) ؛
2- وبيسوع المسيح , ابنه الوحيد ربنا ,
3- الذى ( حبل ) به بواسطة الروح القدس , ولد من العذراء مريم ؛
4- ( تألم فى عهد بيلاطس البنطى , صلب ( ومات ) ودفن ؛
5- ( ونزل الى الجحيم ), وفى اليوم الثالث قام من الاموات ؛
6- صعد الى السموات , وجلس عن يمين ( الله ) الاب , ( ضابط الكل ) ؛
7- من ثم يأتى ليدين الاحياء والاموات .
8- و( أومن ) بالروح القدس ؛
9- والكنيسة المقدسة ( الجامعة ) , ( وشركة القديسين ) ؛
10-وغفران الخطايا ؛
11-وقيامة الجسد ؛
12-( والحياة الابدية ) .
ثانيــــــــــــــا الـــــــديــــــــداكــــــــية أو تعليم الرب للأمم بواسطة الإثني عشر رسولا
مقدمة في الديداكية:
جاءت كلمة " ديداكية " Didache عن الحروف اليونانية الأولي لعنوان عمل يمسي " تعليم الرب للأمم بواسطة الإثني عشر رسولا " . وهي تعتبر أهم وثيقة بعد كتابات الرسل ، تكشف لنا عن الحياة الكنسية الأولي من كل الجوانب : السلوكي واللتيورجي والتنظيمي . كما يقول Quasten : " بين أيدينا ملخص لتوجيهات تعطينا صورة رائعة للحياة المسيحية في القرن الثاني . في الحقيقة نجد هنا أقدم نظام كنسي ، نموذجا قيما لكل التجمعات القديمة الخاصة بالنظم والقوانين الرسولية . هذا النموذج هو بداية القانون الكنسي شرقا وغربا " .
وقد خدمت الديداكية الكثير من الأعمال الليتورجية والكتابات الخاصة بالقوانين الرسولية مثل الدسقولية السريانية Didascalia والتقليد الرسولي لهيبوليتس Apostolic Tradition والقوانين Apostolic Constitution .
كان لها أهمية خاصة في العصور الأولي حتي حاول البعض ضمها الي اسفار العهد الجديد ، فانبري الكتاب الأولون يوضحون عدم قانونيتها مثل البابا أثناسيوس الأسكندري والمؤرخان يوسابيوس وروفينوس .
القسم الأول : الحياة العلمية السلوكية
يخبرنا القديس أثناسيوس الرسولي أنها كانت تستخدم في تعليم الموعوظين قبل عمادهم ، كان غايتها تذكير طالبي العماد – بعدما قبلوا الإيمان – ان يعلنوا إيمانهم بأعمالهم ، كأنها تضع لهم
دستور الحياة الجديدة التي في المسيح يسوع : حقا ان المسيحية ليست مجموعة أخلاقيات ، لكنها إيمان عملي معاش ، شهادة حية لعمل المسيح في حياة المؤمن علميا .
استخدمت الديداكية نظام " الطريقين Two Ways " يختار الإنسان طريق الحياة أو الموت . هذا الأسلوب استخدمه اليونان في المجامع الهيلينية ، وأستعارته الكنيسة ليتناسب مع طالبي الإيمان الذين من أصل هيليني ، لكن بروح مكسيحية ، مستقاة من " الموعظة علي الجبل " .
القسم الثاني : الحياة الليتورجية
كشفت لنا الديداكية عن بعض الطقوس والمفاهيم الكنسية للعبادة المسيحية :
1- المعمودية : تتحدث عن العماد بالتغطيس في ماء جار ، أي في الأنهار ... هذه العادة كانت قائمة في عصر الرسل وما بعدهم مباشرة .
واذا لم يوجد ماء جار يتم العماد بالتغطيس في ماء آخر ، وعند الضرورة يكن سكب الماء علي المعمد ثلاثة دفعات باسم الثالوث القدوس .
ومن الاستعدادات اللازمة للسر ان يصوم طالب العماد وخادم السر ومن الغير – ما استطاع – يومين او يوما قبل العماد . ولاتزال هذه العادة سارية في الكنيسة القبطية ، إذ يصوم خادم السر والاشبين والمعمد في نفس اليوم الذي يتم فيه العماد .
ت- الصوم والصلاة لكي لا نشترك مع اليهود في أصوامهم – يوي الإثنين والخميس – نصوم يومي الأربعاء والجمعة . علي أنه يليق بنا الا نصوم أو نصلي برياء .
تأمر الديداكية المؤمنين ان يصلوا الصلاة الربانية ثلاث مرات يوميا .
ث- الافخارستيا : سبق معالجة هذا الموضوع بشئ من التوسع في كتاب " المسيح في سر الافخارستيا " ووصلنا الي ان الفصلين 9 ، 10 يصور ان ليتورجيا الأفخارستيا للمعمدين حديثا والفصل 14 يتحدث عن خدمة الأفخارستيا العادية التي تقام يوم الأحد
د- الاعتراف : يمارس قبل الاجتماع في الكنيسة ( فصل 4 ، 14 ) ، كما يلتزم به قبل التمتع بشركة الاسرار المقدسة ( الإفخارستيا ) .
ه- الكنسيات : الكنيسة في مفهوم واضع الديداكية " جامعة " ، تضم العالم كله ، منن كل شعب وجنس ، ليس فقط الذين آمنوا بل والذين يؤمنون يوما ما ... وهويطلب الصلاة لكي يجمعها الرب من الرياح الأربع . أما من جهة الرئاسة الكهنوتية فلا يشتم منها افتراض وجود أسقفية واحدة رئاسية في العالم ...
كما ركز علي وحدة الكنيسة وقدسيتها ، رابطا بين وحدتها ووحدة الخبز الأفخاريستي .
كاتب الرسالة و تاريخ كتابتها:
رفض الدارسون ما اقترضه DEUCHESNE أن العنوان يوحى بأن كاتبها أحد الرسل . فإن العنوان فى جوهره لا يشير إلى ذلك ، انما يقصد واضع الديداكية أن يقدم بصورة واضحة متخصر لتعليم السيد المسيح للأمم كما عليها الرسل .
و إلى اليوم لم يستطع الدارسون التعرف على كانبها ، بل اختلفوا فى تاريخ كتابتها . فمال الدارسون الانجليز و الامريكان الى تحديد تاريخ كتابتها ما بين عامى 80 ، 120 ، و ظن Hilgenfeld أنها كتبت ما بين عامى 160 ، 190 م ، بينما حدد Brynnius, Harnack تاريخها ما بين عامى 120 ، 160 .
على أى الأحوال رفض الدارسون ما مال اليه القدامى من نسبتها ما بين عامى 70 ، 90 م ، و مال الأغلبية إلى نسبتها بالشكل الحالى إلى المنتصف الأول من القرن الثانى أو بعد ذلك بقليل (1) ، دون أن ينكروا وجود بعض فقرات ترجع إلى سنة 50 – 70 م.
لا يمكن أن ترجع إلى عصر الرسل للأسباب :
1-لا تحمل اى تلميح عن التهودية – المشكلة الرئيسية فى عصر الرسل .
2- تجميع مثل هذه القوانين الرسولية تعنى شيئا من الاستقرار الكنسى ، أى بعد كرازة الرسل .
3- خلال التفاصيل الواردة بالديداكية يظهر أن عصر الرسل إنتهى .
4- 4-اعتمد كثيرا على إنجيل متى فلا يكون قد جمعها قبل عام 90 م .
غير ان الديداكية تحمل شهادة داخلية أنها جمعت فى عصر مقارب جدا للرسل ، نذكر منها
1-التعميد فى ماء جار ، و ذلك فى عهد الرسل و القرن الثانى ، كما أن الليتورجيا الواردة فى الفصول 7 – 10 تشير إلى بساطة العبادة التى كانت فى القرن الثانى ...
2-بساطة اللغة الزائجة ، التى اتسمت بها كتابات ما بعد الرسل مباشرة . كما أن لغتها تكشف عن التحول ما بين كتابات العهد الجديد و الكتابات الكنسية
3-لا نجد بها آثارا لنص قانون إيمان أو تقنين للعهد الجديد ، و لا يزال الأنبياء يقدسون
الافخارستيا .. الآمور التى تكشف أنها قبل نهاية القرن الثانى
4-جاء وضعها فى المخطوط ما بين الرسائل الاكلندية ورسائل اغناطيوس ، ربما أراد الناسخ أن يشير على تاريخها ما بين اكليمندس الرومانى و قبل اغناطيوس ، خاصة و أن النظام الكنسى الوارد بها يكشف أن الوارد بها يكشف أنه سابق لما ورد فى رسائل اغناطيوس .
مكان الكتابة :
رأى البعض أنها سورية الأصل ، وذلك بسبب علاقتها بالقوانين الرسولية
Apostolic Constitutions السريانية الأصل .
نسبها البعض لفلسطين بسبب غياب تعاليم الرسول بولس . و نسبها آخرون إلى بلاد اليونان وآسيا الصغرى . إلا أن كثيرين ( 1) راوا أنها مصرية وذلك للأسباب :
1-تشابهها مع رسالة برناباس ( 100 – 120 ) ، التى إستخدمت أسلوب " الطريقين ، فى الرسالة ( فصول 18 – 20 ) .
2-وورد أسلوب " الطريقين " فى كتابات مصرية أخرى مثل " النظام الكنسى الرسولى "
Apostolic Ch . Order الذى عرف بالنظام الكنسة المصرى ( 2) كما وردت فى سيرة الانبا شنودة ( القرن الخامس ) .
3-من المتحمل – و ليس من المؤكد – أ، اكليمندس الاسكندرى عرف الديداكية ( 1) .
4-أخذ الأسقف المصرى سرابيون ( القرن الرابع ) مقتطفات منها فى صلواته الافخارستية
الديداكية و الكتابات الآبائية الأولى:
1-رأينا إرتباط الديداكية برسالة برنابا فى تعليم " و الطريقين " ، و قد جاءت الآراء المتضاربة : هل أخذت الديداكية عن برنابا أم العكس ؟ غير أن الرأى السائد أن الاثنين أخذا هذا التعليم من مصدر مستقل شكله المسيحيون بما يليق بالفكر المسيح ، كل واحد حسبما يرى ( 2)
2-حاول البعض ربط الديداكية بكتاب " الراعى " الهرماس ، دون أن يصلوا إلى نتيجة محددة ، غير أن بعض العبارات جاءت متشابهة فى النصين ، لكن لا يوجد إلا عبارتين جاءتا حرفيتين . 3-حملت القوانين الرسولية Apoatolic Constitutions ( 7 : 1 – 32 ) أكثر من نصف ما ورد فى الديداكية ، غالبا بذات الترتيب مع تشابة قوى فى العبارات . أما العبارات التى لم ترد ، فعلى أغلب الأحوال كانت قد فقدت ارتباطها بالقرن الرابع ( 3) .
تعليم الرب للأمم بواسطة الإثنى عشر رسولا
1- يوجد طريقان : أحدهما للحياة و الآخر للموت لكن الفارق بين الطريقين عظيم .
2- طريق الحياة هو هكذا :
أولاً ، أحبب الله الذى خلقك
ثانياً ، حب قريبك كنفسك
مالا تريد أن يفعله الناس بك لا تفعله أنت بالآخرين .
3- إليك ما تحمله هذه الأقوال من تعليم :
باركوا لاعنيكم ، صلوا من أجل أعدائكم ، و صوموا من أجل مضطهديكم .
لأنه أى فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم ؟
اليس الوثنيون يفعلون ذلك ؟!
أما أنتم فأحبوا مبغضيكم ، فلا يكون لكم عدو.
4- إبتعدوا عن الشهوات الجسدية الزمنية ( عالمية ) .
" من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً " ، و كم كاملاً .
من سخرك ميلا فأمش معه إثنين .
من أخذ ثوبك فاعطه رداءك أيضاً .
9- ماسيليوس – أنقرا – سنة 340م
10-كيرلس – أورشليم – سنة 350م
11-ابيفانيوس – قبرص – سنة 374م
12-روفينوس - - سنة 390م
13-القانون الوارد فى القوانين الرسولية Apostolie Constitutions
وقد إمتازت النصوص الشرقية عن الغربية أنها بصورة عامة أطول وأكثر تغيرا , لها جانب ميتا فزيقى , وتشمل عددا من التعبيرات التعليمية ردا على الهرطقات المنتشرة فى الشرق .
وقد تجمعت القوانين الغربية معا لتشكل ما يعرف بقانون ايمان الرسل .
يرى Quasten أن هذا القانون الرومانى والصيغ الشرقية ظهرت مستقلة عن بعضها البعض , لكنها صدرت عن أصله عام مشترك له جذوره فى الشرق .
محتوياته .كانت قوانين الايمان الاولى تضم صيغتين رئيستين : صيغة الايمان الثالوثى , وصيغة الايمان المسيانى , وان كان قانون الايمان للرسل فى صورته الحالية تطور الى ملخص مبسط جدا يجعل التعاليم المسيحية الجوهرية .
1- صيغة الايمان الثالوثى :
رأينا السيد المسيح يعطى تلاميذه سلطان العماد باسم الثالوث القدوس , وكان ذلك بداية ظهور قانون الايمان الثالوثى . وفى حوالى عام 150م أشار القديس يوستين الى طالبى العماد أن
يتقبلوا غسل الماء " باسم الله , الاب ورب المسكونة ومخلصنا يسوع المسيح , والروح القدس "
وجاءت الوثيقة المدعوة " الرسالة الرسولية Epistola Apostolorum " التى جمعت فى نفس التاريخ تقريبا تبسط الايمان , وتضم قانون ايمان لا يحوى فقط الايمان بالثالوث القدوس , الاب ضابط العالم كله , والمسيح يسوع مخلصنا , والروح القدس البار قليط , انما يضم أيضا الايمان بالكنيسة المقدسة وغفران الخطايا .
2- صيغة الايمان المسيانى :
طال انتظار البشرية تترقب مجئ المسيا مخلص العالم , فجاءت المسيحية جوهر رسالتها " الشركة مع الله فى المسيا المخلص " . وقد رأينا إعتراف الرسول بطرس أن يسوع " هو المسيح ابن الله الحى " . وأعلن الخصى الاثيوبى ذات الايمان قبيل عماده .
كان الايمان بالمسيح المخلص هو مركز البشارة , حتى صارت " السمكة " هى الرمز للايمان المسيحى فى العالم الهلينى وذلك لانها فى اليونانية ( إخثيس ) تشمل الحروف الاولى من العبارة " يسوع المسيح ,ابن الله , المخلص " . وقد شهد العلامة ترتيلنان بذلك كما شهدت نقوش Abercuis . ووردت هذه العبارة الرمزية فى مؤلفات الكتاب المسيحيين فى نطاق واسع كقانون ايمان يعبر عن المعتقد المسيحى .
نص قانون الايمان للرسل:
1- أومن بالله الاب , ضابط الكل ( خالق السماء والارض ) ؛
2- وبيسوع المسيح , ابنه الوحيد ربنا ,
3- الذى ( حبل ) به بواسطة الروح القدس , ولد من العذراء مريم ؛
4- ( تألم فى عهد بيلاطس البنطى , صلب ( ومات ) ودفن ؛
5- ( ونزل الى الجحيم ), وفى اليوم الثالث قام من الاموات ؛
6- صعد الى السموات , وجلس عن يمين ( الله ) الاب , ( ضابط الكل ) ؛
7- من ثم يأتى ليدين الاحياء والاموات .
8- و( أومن ) بالروح القدس ؛
9- والكنيسة المقدسة ( الجامعة ) , ( وشركة القديسين ) ؛
10-وغفران الخطايا ؛
11-وقيامة الجسد ؛
12-( والحياة الابدية ) .
ثانيــــــــــــــا الـــــــديــــــــداكــــــــية أو تعليم الرب للأمم بواسطة الإثني عشر رسولا
مقدمة في الديداكية:
جاءت كلمة " ديداكية " Didache عن الحروف اليونانية الأولي لعنوان عمل يمسي " تعليم الرب للأمم بواسطة الإثني عشر رسولا " . وهي تعتبر أهم وثيقة بعد كتابات الرسل ، تكشف لنا عن الحياة الكنسية الأولي من كل الجوانب : السلوكي واللتيورجي والتنظيمي . كما يقول Quasten : " بين أيدينا ملخص لتوجيهات تعطينا صورة رائعة للحياة المسيحية في القرن الثاني . في الحقيقة نجد هنا أقدم نظام كنسي ، نموذجا قيما لكل التجمعات القديمة الخاصة بالنظم والقوانين الرسولية . هذا النموذج هو بداية القانون الكنسي شرقا وغربا " .
وقد خدمت الديداكية الكثير من الأعمال الليتورجية والكتابات الخاصة بالقوانين الرسولية مثل الدسقولية السريانية Didascalia والتقليد الرسولي لهيبوليتس Apostolic Tradition والقوانين Apostolic Constitution .
كان لها أهمية خاصة في العصور الأولي حتي حاول البعض ضمها الي اسفار العهد الجديد ، فانبري الكتاب الأولون يوضحون عدم قانونيتها مثل البابا أثناسيوس الأسكندري والمؤرخان يوسابيوس وروفينوس .
القسم الأول : الحياة العلمية السلوكية
يخبرنا القديس أثناسيوس الرسولي أنها كانت تستخدم في تعليم الموعوظين قبل عمادهم ، كان غايتها تذكير طالبي العماد – بعدما قبلوا الإيمان – ان يعلنوا إيمانهم بأعمالهم ، كأنها تضع لهم
دستور الحياة الجديدة التي في المسيح يسوع : حقا ان المسيحية ليست مجموعة أخلاقيات ، لكنها إيمان عملي معاش ، شهادة حية لعمل المسيح في حياة المؤمن علميا .
استخدمت الديداكية نظام " الطريقين Two Ways " يختار الإنسان طريق الحياة أو الموت . هذا الأسلوب استخدمه اليونان في المجامع الهيلينية ، وأستعارته الكنيسة ليتناسب مع طالبي الإيمان الذين من أصل هيليني ، لكن بروح مكسيحية ، مستقاة من " الموعظة علي الجبل " .
القسم الثاني : الحياة الليتورجية
كشفت لنا الديداكية عن بعض الطقوس والمفاهيم الكنسية للعبادة المسيحية :
1- المعمودية : تتحدث عن العماد بالتغطيس في ماء جار ، أي في الأنهار ... هذه العادة كانت قائمة في عصر الرسل وما بعدهم مباشرة .
واذا لم يوجد ماء جار يتم العماد بالتغطيس في ماء آخر ، وعند الضرورة يكن سكب الماء علي المعمد ثلاثة دفعات باسم الثالوث القدوس .
ومن الاستعدادات اللازمة للسر ان يصوم طالب العماد وخادم السر ومن الغير – ما استطاع – يومين او يوما قبل العماد . ولاتزال هذه العادة سارية في الكنيسة القبطية ، إذ يصوم خادم السر والاشبين والمعمد في نفس اليوم الذي يتم فيه العماد .
ت- الصوم والصلاة لكي لا نشترك مع اليهود في أصوامهم – يوي الإثنين والخميس – نصوم يومي الأربعاء والجمعة . علي أنه يليق بنا الا نصوم أو نصلي برياء .
تأمر الديداكية المؤمنين ان يصلوا الصلاة الربانية ثلاث مرات يوميا .
ث- الافخارستيا : سبق معالجة هذا الموضوع بشئ من التوسع في كتاب " المسيح في سر الافخارستيا " ووصلنا الي ان الفصلين 9 ، 10 يصور ان ليتورجيا الأفخارستيا للمعمدين حديثا والفصل 14 يتحدث عن خدمة الأفخارستيا العادية التي تقام يوم الأحد
د- الاعتراف : يمارس قبل الاجتماع في الكنيسة ( فصل 4 ، 14 ) ، كما يلتزم به قبل التمتع بشركة الاسرار المقدسة ( الإفخارستيا ) .
ه- الكنسيات : الكنيسة في مفهوم واضع الديداكية " جامعة " ، تضم العالم كله ، منن كل شعب وجنس ، ليس فقط الذين آمنوا بل والذين يؤمنون يوما ما ... وهويطلب الصلاة لكي يجمعها الرب من الرياح الأربع . أما من جهة الرئاسة الكهنوتية فلا يشتم منها افتراض وجود أسقفية واحدة رئاسية في العالم ...
كما ركز علي وحدة الكنيسة وقدسيتها ، رابطا بين وحدتها ووحدة الخبز الأفخاريستي .
كاتب الرسالة و تاريخ كتابتها:
رفض الدارسون ما اقترضه DEUCHESNE أن العنوان يوحى بأن كاتبها أحد الرسل . فإن العنوان فى جوهره لا يشير إلى ذلك ، انما يقصد واضع الديداكية أن يقدم بصورة واضحة متخصر لتعليم السيد المسيح للأمم كما عليها الرسل .
و إلى اليوم لم يستطع الدارسون التعرف على كانبها ، بل اختلفوا فى تاريخ كتابتها . فمال الدارسون الانجليز و الامريكان الى تحديد تاريخ كتابتها ما بين عامى 80 ، 120 ، و ظن Hilgenfeld أنها كتبت ما بين عامى 160 ، 190 م ، بينما حدد Brynnius, Harnack تاريخها ما بين عامى 120 ، 160 .
على أى الأحوال رفض الدارسون ما مال اليه القدامى من نسبتها ما بين عامى 70 ، 90 م ، و مال الأغلبية إلى نسبتها بالشكل الحالى إلى المنتصف الأول من القرن الثانى أو بعد ذلك بقليل (1) ، دون أن ينكروا وجود بعض فقرات ترجع إلى سنة 50 – 70 م.
لا يمكن أن ترجع إلى عصر الرسل للأسباب :
1-لا تحمل اى تلميح عن التهودية – المشكلة الرئيسية فى عصر الرسل .
2- تجميع مثل هذه القوانين الرسولية تعنى شيئا من الاستقرار الكنسى ، أى بعد كرازة الرسل .
3- خلال التفاصيل الواردة بالديداكية يظهر أن عصر الرسل إنتهى .
4- 4-اعتمد كثيرا على إنجيل متى فلا يكون قد جمعها قبل عام 90 م .
غير ان الديداكية تحمل شهادة داخلية أنها جمعت فى عصر مقارب جدا للرسل ، نذكر منها
1-التعميد فى ماء جار ، و ذلك فى عهد الرسل و القرن الثانى ، كما أن الليتورجيا الواردة فى الفصول 7 – 10 تشير إلى بساطة العبادة التى كانت فى القرن الثانى ...
2-بساطة اللغة الزائجة ، التى اتسمت بها كتابات ما بعد الرسل مباشرة . كما أن لغتها تكشف عن التحول ما بين كتابات العهد الجديد و الكتابات الكنسية
3-لا نجد بها آثارا لنص قانون إيمان أو تقنين للعهد الجديد ، و لا يزال الأنبياء يقدسون
الافخارستيا .. الآمور التى تكشف أنها قبل نهاية القرن الثانى
4-جاء وضعها فى المخطوط ما بين الرسائل الاكلندية ورسائل اغناطيوس ، ربما أراد الناسخ أن يشير على تاريخها ما بين اكليمندس الرومانى و قبل اغناطيوس ، خاصة و أن النظام الكنسى الوارد بها يكشف أن الوارد بها يكشف أنه سابق لما ورد فى رسائل اغناطيوس .
مكان الكتابة :
رأى البعض أنها سورية الأصل ، وذلك بسبب علاقتها بالقوانين الرسولية
Apostolic Constitutions السريانية الأصل .
نسبها البعض لفلسطين بسبب غياب تعاليم الرسول بولس . و نسبها آخرون إلى بلاد اليونان وآسيا الصغرى . إلا أن كثيرين ( 1) راوا أنها مصرية وذلك للأسباب :
1-تشابهها مع رسالة برناباس ( 100 – 120 ) ، التى إستخدمت أسلوب " الطريقين ، فى الرسالة ( فصول 18 – 20 ) .
2-وورد أسلوب " الطريقين " فى كتابات مصرية أخرى مثل " النظام الكنسى الرسولى "
Apostolic Ch . Order الذى عرف بالنظام الكنسة المصرى ( 2) كما وردت فى سيرة الانبا شنودة ( القرن الخامس ) .
3-من المتحمل – و ليس من المؤكد – أ، اكليمندس الاسكندرى عرف الديداكية ( 1) .
4-أخذ الأسقف المصرى سرابيون ( القرن الرابع ) مقتطفات منها فى صلواته الافخارستية
الديداكية و الكتابات الآبائية الأولى:
1-رأينا إرتباط الديداكية برسالة برنابا فى تعليم " و الطريقين " ، و قد جاءت الآراء المتضاربة : هل أخذت الديداكية عن برنابا أم العكس ؟ غير أن الرأى السائد أن الاثنين أخذا هذا التعليم من مصدر مستقل شكله المسيحيون بما يليق بالفكر المسيح ، كل واحد حسبما يرى ( 2)
2-حاول البعض ربط الديداكية بكتاب " الراعى " الهرماس ، دون أن يصلوا إلى نتيجة محددة ، غير أن بعض العبارات جاءت متشابهة فى النصين ، لكن لا يوجد إلا عبارتين جاءتا حرفيتين . 3-حملت القوانين الرسولية Apoatolic Constitutions ( 7 : 1 – 32 ) أكثر من نصف ما ورد فى الديداكية ، غالبا بذات الترتيب مع تشابة قوى فى العبارات . أما العبارات التى لم ترد ، فعلى أغلب الأحوال كانت قد فقدت ارتباطها بالقرن الرابع ( 3) .
نص الدايداكية
1- الطريقان " الدستور الأخلاقى "
1- الطريقان " الدستور الأخلاقى "
تعليم الرب للأمم بواسطة الإثنى عشر رسولا
1- يوجد طريقان : أحدهما للحياة و الآخر للموت لكن الفارق بين الطريقين عظيم .
2- طريق الحياة هو هكذا :
أولاً ، أحبب الله الذى خلقك
ثانياً ، حب قريبك كنفسك
مالا تريد أن يفعله الناس بك لا تفعله أنت بالآخرين .
3- إليك ما تحمله هذه الأقوال من تعليم :
باركوا لاعنيكم ، صلوا من أجل أعدائكم ، و صوموا من أجل مضطهديكم .
لأنه أى فضل لكم إن أحببتم الذين يحبونكم ؟
اليس الوثنيون يفعلون ذلك ؟!
أما أنتم فأحبوا مبغضيكم ، فلا يكون لكم عدو.
4- إبتعدوا عن الشهوات الجسدية الزمنية ( عالمية ) .
" من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضاً " ، و كم كاملاً .
من سخرك ميلا فأمش معه إثنين .
من أخذ ثوبك فاعطه رداءك أيضاً .