عامل نظافة أفشل خطة الاعتداء على البابا
صلاح أحمد
GMT 17:42:00 2010 السبت 18 سبتمبر
تواصل الشرطة تحقيقاتها مع عمال النظافة الجزائريين الذي تدور حولهم شبهات التخطيط لاعتداء ضد البابا.
لندن: أعلنت شرطة اسكوتلانديارد إنها لم تفرغ من التحقيق مع ستة من عمال النظافة الجزائريين اعتقلت خمسة منهم قبيل الساعة الخامسة صباح الجمعة بتوقيت غرينتش، وآخر سادسا ليلة الجمعة - السبت.
وقالت سكوتلانديارد إنها اعتقلت هؤلاء بموجب «قانون مكافحة الإرهاب 2000» في مقر شركة النظافة التي يعملون بها في حي بادينغتون اللندني عندما كانوا يستعدون لبدء عملهم. وقالت إنها ألقت القبض عليهم بعد تلقيها معلومات تفيد أنهم خططوا للاعتداء على البابا عندما كان هو يتهيأ لمخاطبة تجمع حاشد في كلية كاثوليكية بضاحية تويكينغهام في جنوب غرب لندن صباح الجمعة.
ويعتقد، تبعا لوسائل الإعلام البريطانية، إن عامل نظافة آخر سمع الجزائريين وهم يتحدثون عن نواياهم فأبلغ الشرطة بذلك. وقالت سكوتلانديارد إن رجالها قاموا بتفتيش مبنى الشركة التي يعمل فيها الجزائريون ومكتبين آخرين إضافة الى مساكن المتهمين في شمال لندن وشرقها. وأضافت أن التفتيش الأولي لم يسفر عن العثور على «مواد خطرة». لكن استمرار التحقيق معهم حتى نشر هذا الخبر يشير الى أن الشرطة ربما بدأت في الإمساك ببعض الخيوط المهمة.
في سياق منفصل، التقى البابا بنديكتوس السادس عشر السبت في لندن خلال زيارته لبريطانيا "مجموعة من ضحايا الاستغلال الجنسي بايدي كهنة"، بحسب ما اعلن الفاتيكان في بيان وقال الفاتيكان ان البابا التقى السبت في السفارة البابوية في لندن "مجموعة من الاشخاص كانوا ضحايا عمليات استغلال جنسي من جانب كهنة".
واضاف البيان ان البابا "تأثر بما قاله (الضحايا) واعرب عن تعاطفه العميق واحساسه بالعار حيال الالام التي تعرض لها الضحايا وعائلاتهم".
وتابع الفاتيكان ان بنديتكوس السادس عشر "صلى معهم واكد لهم ان الكنيسة الكاثوليكية تتابع تنفيذ اجراءات فاعلة بهدف حماية الشباب، وتبذل ما في وسعها للتحقيق في شان الاتهامات بهدف التعاون مع السلطات المدنية واحالة رجال الدين المتهمين بهذه الجرائم على القضاء".
وقال الفاتيكان ايضا "كما سبق ان فعل في مناسبات اخرى، صلى (البابا) من اجل ان يتمكن جميع ضحايا الاستغلال من ان يتعافوا ويعيشوا المصالحة ويكونوا قادرين على تجاوز الماضي". وتابع البيان "بعد هذا الاجتماع، سيخاطب البابا مجموعة من المهنيين والمتطوعين الساعين الى حماية الاطفال والشباب في بيئة دينية".
ولم يحدد الفاتيكان عدد الضحايا الذين التقاهم البابا، في حين قدرت شبكة بي بي سي عددهم بخمسة. وكان البابا قد قال في اعتذاره التاريخي السبت بكاتدرائية ويستمنستر إنه يشعر بـ«الخجل والعار إزاء تلك الجرائم التي لا يحيطها الوصف». وقال: «أعلم تماما نوع المعاناة التي يتسبب فيها الاعتداء الجنسي على الأطفال، وخاصة داخل الكنيسة (الكاثوليكية) وعلى أيدي قساوستها حول العالم».
ومضى البابا قائلا: «فوق كل شيء أتقدم لأولئك الضحايا بعميق الأسى والأسف عن تلك الجرائم التي لا يحويها الوصف. وأتمنى أن أقدم اليهم الأمل في أن تساعدهم النعمة الإلهية في برء جراحهم وأن يجدوا السلام والطمأنينة في بقية حياتهم. وأقر أيضا أمامكم بالعار والمهانة التي عانينا منها جميعا بسبب تلك الخطايا».
وكان البابا قد اعترف في وقت سابق من الأسبوع بأن الكنيسة الكاثوليكية «أخفقت في عقاب القاساوسة المعتدين ولم تحسم الأمر بالسرعة المطلوبة». وجاء اعتذاره التاريخي السبت أمام جمع ضم رئيس الوزراء السابق توني بلير وعقيلته شيري. ويذكر أن هذه الأخيرة كاثوليكية بالميلاد وأن بلير هجر كنيسة انكلترا الى الكاثوليكية في الأعوام الأخيرة فقط.
على أن ضحايا الاعتداءات الجنسية أنفسهم كانوا وسط الجماعات التي تظاهرت احتجاجا على مختلف سياسات الفاتيكان مثل مثل تحريمه الإجهاض ووسائل تنظيم النسل ورفضه الاعتراف بحقوق المثليين وعدم توقيعه على عدد من معاهدات حقوق الإنسان.
ورفع ضحايا الاعتداءات الجنسية صورا فوتوغرافية لأشخاصهم عندما كانوا في الأعمار التي تعرضوا فيها للاغتصاب على أيدي القساوسة. وقال عدد منهم إنهم لا يقبلوون اعتذار البابا لأنه «غير كاف» ولا يطال المعتدين عليهم بالعقاب. وطالبواه بأن يأمر الفاتيكان بفتح سائر الملفات بحوزته عن تلك الجرائم. ولهذا فلا يعرف ما إن كانوا سيوافقون جميعا على اللقاء به.