في أيام الاضطهاد كان الوثني يوجه عبارة إلي المسيحي هي " لا حق لك في أن توجد " وهي تعبير عن مشاعر البغض والعداوة التي في نفوس الوثنيين من نحو المسيحيين والتي أفضت إلي أنواع من العذاب والأهوال لا نقدر أن نحصي عددها أو نصف أنواعها ، وقد يكون مجرد ذكرها يسبب رعبا للإنسان .
نفسية الشهيد وقت التعذيب
كان غرض الحكام والولاة من تعذيب المسيحيين هو تحطيم شجاعتهم وإضعاف روحهم المعنوية ، ولكن كان دائما يحدث العكس إذ كان التعذيب أداة لتحريكها وتقويتها وهذا أمر خارج حدود المنطق ويفوق الطبيعة ولكنه عمل النعمة داخل قلب الإنسان المؤمن التي تحول الحزن إلي فرح والضيق إلي تعزية ، أما السبب في ذلك هو :
•المعونة الإلهية التي وعد بها الرب كل الذين يتألمون من اجله .
•تعاطف الكنيسة كلها مع المتقدمين للشهادة وتدعيمهم معنويا وروحيا .
•الإحساس بشرف التألم من أجل الإيمان .
•التطلع إلي المجد العظيم الذي ينتظر كل من يتألم من أجل الله .
•تشجيع الله لهم عن طريق الرؤى والظهورات.
بطولة الشهداء أثناء محاكماتهم
•تتعجب إذ تري في المحاكم الرومانية منظر المسيحيين الأبرياء الضعفاء المسالمين وهم يقفون أمام أباطرة وحكام وقضاة وثنيين بما لهم من الجبروت والغطرسة والظلم وحولهم خصوما من الدهماء يصيحون بعنف وكيف أن هؤلاء المسيحيون أقوياء معاندين أذلوا قضاتهم بعد أن فشلوا في إخضاعهم ، كل هذا وهم في صبر مذهل واحتمال عجيب وإيمان لا يلين …
صورة إنجيلية فيها الكلمات وقد تحولت إلي أعمال حية وشهادة ناطقة .
•وكان أول سؤال في المحاكمة هو " هل أنت مسيحي ؟ " وكان مجرد اسم
" مسيحي " – في نظر الدولة الرومانية – في حد ذاته يحمل أبشع جريمة تلصق بصاحبها الشبهة بالعصيان و تدنيس المقدسات ، وأما المسيحيون كان لهم ردا واحدا لا يتغير " أنا مسيحي " فيصيح الدهماء " الموت للمسيحي ".
فئات الشهداء
عندما بدأت الاضطهادات تقدم المؤمنون من كل الفئات للشهادة ، الأمراء والنبلاء والولاة والضباط والجنود في الجيش الروماني وأساقفة وقسوس وشمامسة ورهبان وراهبات وأطفال وصبيان وفتيات وأمهات وشباب وأراخنة وفلاحين وعبيد و إماء وفلاسفة وعلماء وسحرة وكهنة أوثان أفراد وجماعات .
حقيقة الاستشهاد في المسيحية
ما هي حقيقة الاستشهاد في المسيحية ؟ هل كان نوعا من الجنون والجهل والحماقة ؟ أم كان نوعا من الهروب من الحياة أو الانتحار تحت ظروف قاسية ؟
بالطبع لم يكن هذا كله بل كان ثقل مجد لأولئك الشهداء وللمسيحية .
فماذا كان الاستشهاد في المسيحية ؟
•كان شهوة : حتى أن البعض عندما أتيحت لهم فرصة الهروب من الموت رفضوا وثبتوا.
•كان شجاعة : شجاعة الفضيلة ، لم يكن رعونة بل شجاعة لم يألفها العالم القديم بدكتاتورية حكامه وإجاباتهم نغمة جديدة علي سمع العالم وقتذاك .
•كان كرازة : فقد انتشر الإيمان بالاستشهاد أكثر من التعليم ، ودماء الشهداء روت بذار الإيمان
•كان دليلا علي صدق الايمان بالمسيح : فقد أنتصر الإيمان بالمسيح علي أعدائه بالقوة الأدبية الروحية وحدها وليس بقوة مادية .
•كان برهانا علي الفضائل المسيحية : في أشخاص شهداء
المسيحية تجلت الفضائل المسيحية ولم تنجح الشدائد أن تجعلهم يتخلون عنها ومنها : الثبات والاحتمال والوداعة ومحبة الأعداء والعفة والطهارة والزهد في العالم والحنين إلي السماويات .
مكانة الشهداء في الكنيسة
الكنيسة تتشفع بالشهداء وهذه عقيدة إيمانية إنجيلية تمارسها الكنيسة الجامعة من البداية ، وفي طقس الكنيسة تذكرهم الكنيسة في التسبحة والسنكسار والدفنار وفي تحليل الكهنة في صلاة نصف الليل وفي صلاة رفع بخور عشية وباكر وفي القداس ، وتحتفظ الكنيسة برفات الشهداء وتضع أيقوناتهم وتحتفل بتذكار استشهادهم سنويا
يبقى الفرق بين الاستشهاد فى المسيحية اى الشهادة للمسيح وتقبل الموت عن انكاره او ان يُقتل المسيحى لكونه مسيحى دى شهادتنا
الشهادة فى العالم اما تموت فى سبيل الوطن فى الحروب او الاقتتال بسبب او اخر او ان تفجر نفسك فى اناس ابرياء يخالفونك فى العقيدة