منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    اعتقال الضيوف

    andraous
    andraous
    ملاك محب
    ملاك محب


    رقم العضوية : 723
    البلد - المدينة : كندا
    عدد الرسائل : 824
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 21/02/2009

    cc اعتقال الضيوف

    مُساهمة من طرف andraous الإثنين 20 سبتمبر 2010 - 19:06


    اعتقال الضيوف
    الشرق الاوسط اللندنية
    GMT 0:15:00 2010 الإثنين 20 سبتمبر

    عبد الرحمن الراشد

    كان منظر اعتقال الشرطة البولندية لضيفهم أحمد زاكاييف، أحد قادة الحركة الانفصالية الشيشانية عن روسيا، مثيرا للتقزز. فقد اعتقلته، وهو الذي جاءهم ضيفا مدعوا للمشاركة في مؤتمر عن الشيشان. وجاء الاعتقال بناء على أمر من الجارة روسيا التي تطلب رأسه منذ سنوات. فالخيانة في أدنى مراتب العلاقات، حتى في العمل السياسي الذي لا أخلاق فيه باسم المصلحة. ولو أن السلطات البولندية اكتشفته متسللا، أو دخل البلاد بجواز مزور، أو ارتكب جريمة على أرضها، ربما يكون اعتقاله وتسليمه مبررا. استضافته ثم اعتقاله عمل يدعو للاستنكار مع أنني لا أتفق مع حركة الانفصال الشيشانية لأسباب موضوعية، من بينها أن الانفصال الآن عن روسيا قد يهدد بانهيارات متلاحقة ويقوض ما تبقى من الإمبراطورية السوفياتية السابقة، وهو أمر لن يسمح به الروس في الوقت الحاضر مهما كلفهم من ثمن وسيكلف الطرفين الكثير.
    وقد ذكرني الفعل البولندي، بما فعلته سلطات الخرطوم عندما سلمت ضيفها الإرهابي الفنزويلي كارلوس إلى فرنسا عام 1994 في صفقة سياسية عرّت النظام أمام الحركات الثورية والإسلامية التي كانت تصدق شعارات حكومة الخرطوم وحزبها الإسلامي. ثم ما لبثت أن طردت ضيفها بن لادن بعد أقل من عامين في ليلة ظلماء هرب فيها إلى أفغانستان، ويقال إن حكومة الخرطوم عرضت تسليمه إلى السعودية إلا أن الثانية رفضت استلامه، على اعتبار أنها سحبت منه الجنسية إثر تورطه في عمليات إرهابية في مصر وغيرها. ولم يكن حينئذ بالشخص المهم دوليا بعدُ، حتى تبيعه الحكومة السودانية إلى الحكومات الغربية. لست متعاطفا مع هؤلاء الإرهابيين، إنما أعجز عن تقبل الغدر حتى حيال العدو مهما كانت المبررات.
    والأمر نفسه عندما سعت بعض أطراف الحكم العراقية في العام الماضي إلى إرضاء الجارة إيران بإهدائهم مقاتلين من «مجاهدين خلق»، ولم يفعل الأميركيون الكثير لمنع ذلك في البداية حتى ضجت الدنيا استنكارا على بيع أناس لم يقترفوا ذنبا بحق العراق. ولحسن الحظ أن الأمور توقفت، أو ربما علقت. لقد كان مثيرا للاستنكار، لأن قيادة بغداد تختلف عن البقية، كونها عاشت كمعارضة لسنين طويلة في حماية حكومات حمتها وهي التي تعرف معنى التشرد والمطاردة. وكان المثير للاستغراب أن «مجاهدين خلق» عمليا منظمة شبه متقاعدة ولم يعد لها دور يهدد الجار الإيراني.
    لهذا نقدر كثيرا موقف الرئيس المصري الراحل أنور السادات، الذي رفض بعناد، بل خاطر كثيرا بالتصادم مع الثوار الإيرانيين الذين هددوه إن لم يعتقل ويسلم ضيفه الشاه المخلوع. قال لهم إنه أعطاه كلمته ولن يغدر بالرجل، فعاش في مصر وتوفي على أرضها. لكن الأميركيين، الذين طالما وصفوا الشاه بالصديق، أغلقوا حدودهم في وجهه رغم أنه كان يعاني من السرطان في آخر مراحله. ومع أن المصالح العليا للبلد أهم من الأخلاق في نظر كثير من السياسيين، إلا أنه لم تكن هناك حقيقة مصالح عليا تستوجب الغدر، فالبولنديون هم الذين منحوا الضيف الشيشاني تأشيرة الدخول ولا يعقل أبدا أن تهدد روسيا صديقتها القديمة بسبب معارض زائر جاء لبضعة أيام للمشاركة في مؤتمر مرخص له سياسيا.

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 - 1:52