إحتجاجات على مواقف الفاتيكان من المثليّة والمرأة ووسائل منع الحمل
البابا يطوّب أنغليكانياً اعتنق الكاثوليكية في ختام زيارته لبريطانيا
أ. ف. ب.
GMT 2:30:00 2010 الإثنين 20 سبتمبر
طوّب البابا بنديكتوس السادس عشر في اليوم الأخير من زيارته لبريطانيا الاحد الكاردينال الانكليزي جون هنري نيومان الذي تحول الى الكاثوليكية، في قداس أقيم في الهواء الطلق في برمنغهام (وسط) حضره 55 الف مؤمن.
برمنغهام: احتشد المؤمنون منذ ساعات الصباح الاولى في حديقة كروفتون في ضواحي برمنغهام، محاولين الاحتماء من الامطار التي تأتي بعد طقس جميل شهدته الايام الثلاثة الاولى لزيارة البابا بنديكتوس السادس عشر.
وسافر معظم هؤلاء ليلا، بواسطة حافلات متوسطة الحجم استأجرتها ابرشياتهم في سائر مناطق البلاد، للوصول في ساعات الفجر للمشاركة في القداس. ونجح وصول البابا عند الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش في إضفاء مشاعر من الدفء على جمهور المؤمنين الذين حيوا البابا وهو يشق طريقه وسط الحشود، وقد اوقف سيارته البابوية (بابا موبيلي) لتقبيل طفل حمله اليه احد الحراس الشخصيين.
وقال روب لينغ (47 عاما) لفرانس برس "انه لامر رائع ان نرى الاب الاقدس يزورنا. هذا يظهر قوة الكنيسة الكاثوليكية هنا". وكتب على احدى اللافتات التي رفعتها مجموعة شبان واقفين على ارض موحلة "ايها البابا، نحن معك 100%".
وكتب على لافتة اخرى "ايها البابا، نحبك اكثر من الفاصولياء على الرقائق المحمصة"، في اشارة الى احدى المأكولات المحببة لدى الشعب الانكليزي. ولم يحضر القداس الذي اقيم في الهواء الطلق العدد نفسه من المؤمنين الذين حضروا القداس في لندن السبت (80 الف شخص)، ولا الاحتفالية في غلاسكو (سكتلندا) حيث شارك حوالى 70 الف مؤمن.
وعلى وقع اصوات الابواق والاناشيد الدينية، طوب البابا الكاردينال جون هنري نيومان، اشهر الانغليكانيين الذين اعتنقوا الكاثوليكية، الذي اثار تحوله الى الكاثوليكية فضيحة كبيرة في انكلترا ابان حكم الملكة فكتوريا في القرن التاسع عشر.
وتلا جاك سوليفان بنفسه الانجيل خلال القداس، وهو الاميركي الذي نسبت الكنيسة شفاءه الى اعجوبة قام بها نيومان. وفي عظته، وجه البابا الالماني مرة جديدة تحية الى البريطانيين "الذين ضحوا بحياتهم، مقاومين بشجاعة قوات هذه العقيدة النازية الرهيبة"، مشيرا الى انه "عاش وعانى من العذاب الذي خلفته الايام المظلمة للنظام النازي".
وادلى البابا عصر الاحد بتصريح حول تورط كهنة كاثوليك في اعتداءات جنسية فوصف هذه الاعمال بانها "تجاوزات معيبة تزعزع بشكل خطر مصداقية المسؤولين في الكنيسة". ويشكل قداس التطويب هذا اخر الاحداث التي تشهدها اول زيارة دولة يقوم بها رئيس الكنيسة الكاثوليكية في تاريخ المملكة المتحدة.
وتميزت الزيارة التي بدأت الخميس بتصريحات عدة تناولت موضوع الاستغلال الجنسي للاطفال من جانب كهنة. وجدد البابا بنديكتوس السادس عشر السبت التعبير عن "الخجل" ازاء "الالم الكبير الذي سببته التعديات على الاطفال"، معربا عن "حزنه العميق حيال الضحايا الابرياء لهذه الجرائم المشينة"، وذلك خلال لقاء في لندن مع ضحايا اعمال تحرش جنسي ارتكبها كهنة.
وقد ادى نشر تقرير في تشرين الثاني/نوفمبر 2009 يكشف مئات الانتهاكات المتعلقة بتعديات جنسية على اطفال ارتكبها كهنة في ايرلندا وقامت الهرمية الكنسية بتغطيتها، الى اخطر ازمة تواجهها الكنيسة في السنوات الاخيرة. وتكشفت ايضا فضائح مماثلة في المانيا وبلجيكا خصوصا.
وترافق هذا اللقاء مع تظاهرة قام بها الاف الاشخاص احتجاجا على المواقف "المتخلفة" للفاتيكان في موضوع المثلية الجنسية، وموقع المرأة ووسائل منع الحمل. الا ان الزيارة اظهرت نجاحا على صعيد العلاقات العامة.
ولم ينجح انذار "ارهابي" صدر الجمعة بتعكير صفو الزيارة. واعتقل ستة اشخاص الجمعة للاشتباه بتحضيرهم "لاعمال ارهابية" الا انه تم الافراج عنهم بعد 48 ساعة. واشارت صحيفة "صنداي ميرور" الى ان القرار بالاعتقالات صدر في اعقاب الاستماع الى محادثة بين عاملي تنظيف قالا ممازحين ان الوسيلة الوحيدة لقتل البابا كانت تفجير سيارته (بابا موبيلي) بهجوم صاروخي.
ووصف المتحدث باسم الفاتيكان فيديريكو لومباردي الاحد زيارة البابا الى بريطانيا بانها "نجاح روحي"، مشيرا الى ان البابا "سعيد" بان رسالته لاقت اذانا صاغية. وقال لومباردي في تصريح للصحافيين لتقييم نتائج الزيارة ان "البابا ليس سعيدا بسبب الحشود الكبيرة، بل لاننا حصلنا على الدليل الواضح ان الناس مهتمون بما لديه ليقوله"، مضيفا ان "مئات الاف الاشخاص سمعوا" رسالة البابا.
وتابع "على الصعيد المسكوني، الزيارة كانت ايجابية للغاية"، متوقفا عند "الترحيب الجيد للغاية بخطاب وستمنستر" الجمعة في حضور شخصيات من المجتمع المدني وعالم السياسة. واستقل البابا مساء الاحد الطائرة متوجها الى روما التي من المقرر ان يصلها نحو الساعة 20:30 ت غ.
وفي برمنغهام اخر محطة له في بريطانيا التقى البابا رئيس الحكومة ديفيد كاميرون الذي ألقى كلمة في المطار الدولي لهذه المدينة اعلن فيها ان البابا "تكلم في بلد يعيش فيه ستة ملايين كاثوليكي الا انه تم الاستماع عليه من قبل 60 مليون مواطن".