تنويه هذا المقال الرائع اتنشر قبل 15/9/2010 تاريخ البرنامج المأجور برنامح بلا حدود ( للكذب ) الذى استضاف فيه الدكتور سليم العو
بقلم: سامي جاسم آل خليفة
ميدل ايست اونلاين
تناقلت الأوساط الإعلامية هجوم البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على دعاة حرق القرآن والتي جاءت خلال عظته الأسبوعية والتي قال فيها"من يدعو لذلك ليس له دين ولا عقل ولا يمتلك روحًا طيبة ويعطي فكرة سيئة عن دينه" ومطالبته بدفع العشور للمسلمين المحتاجين وعدم اقتصارها على المسيحيين وقال"إذا أعطيتها للمسلم ستكون بركة أكبر ولا يجب أن نفرق بين مسلم ومسيحي أيا كان المحتاج" واعترافا بقيمة هذا الخلق الرفيع أقدم تحية تقدير وإعجاب لهذه المواقف النبيلة من لدن قداسة البابا والتي تنم عن إنسانية رفيعة وتسامح كبير عجز كثير من شيوخ الدين الإسلامي لاسيما في عالمنا العربي أن يظهروه تجاه إخوتنا المسيحيين وتعاليمهم ومنحهم حق الحرية في التعبد دون مضايقات لهم أو تقليل من شأنهم أو احتقار لممارستهم العبادية.
وفي هذا المقام أطالب علماء المسلمين لاسيما في البلدان النفطية أن يحثوا أتباعهم بدفع صدقة التطوع للمسيحيين المحتاجين في مقابلة تشعرنا بقيمة الإنسان عند المسيحية والإسلام وتنمية مشاعر الحب للآخر بدلا من الكراهية وجمع الأموال والتبرعات لقتل المسيحيين في كنائس الموصل وبغداد فهذا التسامح من قداسة البابا و وقوفه ضد دعاة حرق القرآن أمر يُفترض أن يُخجل بعض الدول المتشددة تجاه المسيحية التي يُعد فيها اقتناء الإنجيل أو قراءته تهمة بالردة عن الإسلام تتوجب قطع الرأس دون تبصر أو تمهل في إطلاق الأحكام مما أوجد حالة من الخوف والهلع على أبنائهم من الاقتراب من منطقة المسيحية وتعاليمها ولا أدري هل سبب هذا ضعف عقيدة عند الإسلاميين أم قوة في المسيحية وباعتقادي أن من يخاف الاقتراب من الآخر هو الأضعف وأن من يحرض على الإرهاب والقتل ويلغي التسامح والصفاء من نفوس أتباعه هو الشيطان فليست الأديان في حالة تنافس أو تقاتل ما دمنا نؤمن أنها سماوية تدعو لخلاص النفس من عقد الشر وتقيم العدالة والتضحية والطهر محلها فلا تعنيني عبادة المسيحي والتدخل في تفاصيلها ما دام يعاملني بإنسانية وكرامة ولا ترفع صلاة المسلم قدره عندي مادام يعاملني بسوء ويضطهد إنسانيتي ويقتلني وعائلتي بحجة اختلافي معه في المذهب أو العقيدة فعلاقة الفرد مع ربه حرية خاصة أما علاقته بالآخرين تتوجب المعاملة بإنسانية تأخذ على عاتقها احترام حقوق الفرد في اختيار ما يريد دون تعدي على حقوق الآخرين والتدخل في شؤونهم ومعتقداتهم.
أُجزمُ أن حادثة التهديد بحرق القرآن من قبل القس تيري جونز على قوتها وشناعتها وما تسببه من استفزازات للعالم الإسلامي لم تكن لتتم لو تسامح المسلمون مع غيرهم وأبدوا روح التآخي وصفاء المشاعر ضد الآخر وأوقفوا حالات العنف والقتل والتهديد ضد أتباع الكنيسة وغيرهم من الديانات فاحترامنا لأنفسنا والخروج بصورة حسنة مدعاة للآخرين إلى احترامنا واحترام مقدساتنا فنحن من يشعل نار الآخر علينا عندما ألغيناه بتهميش مقدساته وإزهاق روحه في عمليات الإرهاب تحت غطاء الإسلام وباسم الإسلام وشعاراته.
على المتأسلمين أن يدركوا حقيقة واقعهم وما سطرته أيديهم وأيادي أبنائهم من جرائم بشعة ضد الإنسانية في بقاع شتى من العالم وعليهم كشف دعوات التكفير والإقصاء وخطب الموت والحث على الكراهية التي يتداولونها في كل محفل وناد فنحن بحاجة إلى دعوات التسامح والتعايش بين الأديان كتلك الصادرة من مقام البابا شنودة لا أن نقوم بالخطف والقتل والإكراه حتى نقنع الآخرين بصحة معتقدنا وإلزامهم بما ألزمنا به أنفسنا فالدين لله والأوطان للجميع.
سامي جاسم آل خليفة
بقلم: سامي جاسم آل خليفة
ميدل ايست اونلاين
تناقلت الأوساط الإعلامية هجوم البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية على دعاة حرق القرآن والتي جاءت خلال عظته الأسبوعية والتي قال فيها"من يدعو لذلك ليس له دين ولا عقل ولا يمتلك روحًا طيبة ويعطي فكرة سيئة عن دينه" ومطالبته بدفع العشور للمسلمين المحتاجين وعدم اقتصارها على المسيحيين وقال"إذا أعطيتها للمسلم ستكون بركة أكبر ولا يجب أن نفرق بين مسلم ومسيحي أيا كان المحتاج" واعترافا بقيمة هذا الخلق الرفيع أقدم تحية تقدير وإعجاب لهذه المواقف النبيلة من لدن قداسة البابا والتي تنم عن إنسانية رفيعة وتسامح كبير عجز كثير من شيوخ الدين الإسلامي لاسيما في عالمنا العربي أن يظهروه تجاه إخوتنا المسيحيين وتعاليمهم ومنحهم حق الحرية في التعبد دون مضايقات لهم أو تقليل من شأنهم أو احتقار لممارستهم العبادية.
وفي هذا المقام أطالب علماء المسلمين لاسيما في البلدان النفطية أن يحثوا أتباعهم بدفع صدقة التطوع للمسيحيين المحتاجين في مقابلة تشعرنا بقيمة الإنسان عند المسيحية والإسلام وتنمية مشاعر الحب للآخر بدلا من الكراهية وجمع الأموال والتبرعات لقتل المسيحيين في كنائس الموصل وبغداد فهذا التسامح من قداسة البابا و وقوفه ضد دعاة حرق القرآن أمر يُفترض أن يُخجل بعض الدول المتشددة تجاه المسيحية التي يُعد فيها اقتناء الإنجيل أو قراءته تهمة بالردة عن الإسلام تتوجب قطع الرأس دون تبصر أو تمهل في إطلاق الأحكام مما أوجد حالة من الخوف والهلع على أبنائهم من الاقتراب من منطقة المسيحية وتعاليمها ولا أدري هل سبب هذا ضعف عقيدة عند الإسلاميين أم قوة في المسيحية وباعتقادي أن من يخاف الاقتراب من الآخر هو الأضعف وأن من يحرض على الإرهاب والقتل ويلغي التسامح والصفاء من نفوس أتباعه هو الشيطان فليست الأديان في حالة تنافس أو تقاتل ما دمنا نؤمن أنها سماوية تدعو لخلاص النفس من عقد الشر وتقيم العدالة والتضحية والطهر محلها فلا تعنيني عبادة المسيحي والتدخل في تفاصيلها ما دام يعاملني بإنسانية وكرامة ولا ترفع صلاة المسلم قدره عندي مادام يعاملني بسوء ويضطهد إنسانيتي ويقتلني وعائلتي بحجة اختلافي معه في المذهب أو العقيدة فعلاقة الفرد مع ربه حرية خاصة أما علاقته بالآخرين تتوجب المعاملة بإنسانية تأخذ على عاتقها احترام حقوق الفرد في اختيار ما يريد دون تعدي على حقوق الآخرين والتدخل في شؤونهم ومعتقداتهم.
أُجزمُ أن حادثة التهديد بحرق القرآن من قبل القس تيري جونز على قوتها وشناعتها وما تسببه من استفزازات للعالم الإسلامي لم تكن لتتم لو تسامح المسلمون مع غيرهم وأبدوا روح التآخي وصفاء المشاعر ضد الآخر وأوقفوا حالات العنف والقتل والتهديد ضد أتباع الكنيسة وغيرهم من الديانات فاحترامنا لأنفسنا والخروج بصورة حسنة مدعاة للآخرين إلى احترامنا واحترام مقدساتنا فنحن من يشعل نار الآخر علينا عندما ألغيناه بتهميش مقدساته وإزهاق روحه في عمليات الإرهاب تحت غطاء الإسلام وباسم الإسلام وشعاراته.
على المتأسلمين أن يدركوا حقيقة واقعهم وما سطرته أيديهم وأيادي أبنائهم من جرائم بشعة ضد الإنسانية في بقاع شتى من العالم وعليهم كشف دعوات التكفير والإقصاء وخطب الموت والحث على الكراهية التي يتداولونها في كل محفل وناد فنحن بحاجة إلى دعوات التسامح والتعايش بين الأديان كتلك الصادرة من مقام البابا شنودة لا أن نقوم بالخطف والقتل والإكراه حتى نقنع الآخرين بصحة معتقدنا وإلزامهم بما ألزمنا به أنفسنا فالدين لله والأوطان للجميع.
سامي جاسم آل خليفة