خطيئة
داود النبى
يعترض بعض الاخوة المسلمون على
ما جاء بسفر صموئيل الثانى ( 11 : 2 - 27 )
2 وكان في وقت المساء أن داود قام
عن سريره وتمشى على سطح بيت الملك ، فرأى من على السطح امرأة تستحم . وكانت المرأة
جميلة المنظر جدا 3 فأرسل
داود وسأل عن المرأة ، فقال واحد : أليست هذه بثشبع بنت أليعام امرأة أوريا الحثي
4 فأرسل داود رسلا وأخذها
، فدخلت إليه ، فاضطجع معها وهي مطهرة من طمثها . ثم رجعت إلى بيتها
5 وحبلت المرأة ، فأرسلت وأخبرت
داود وقالت : إني حبلى 6
فأرسل داود إلى يوآب يقول : أرسل إلي أوريا الحثي . فأرسل يوآب أوريا إلى داود
7 فأتى أوريا إليه ، فسأل
داود عن سلامة يوآب وسلامة الشعب ونجاح الحرب
8 وقال داود لأوريا : انزل إلى بيتك
واغسل رجليك . فخرج أوريا من بيت الملك ، وخرجت وراءه حصة من عند الملك
9 ونام أوريا على باب بيت الملك مع
جميع عبيد سيده ، ولم ينزل إلى بيته 10
فأخبروا داود قائلين : لم ينزل أوريا إلى بيته . فقال داود لأوريا : أما
جئت من السفر ؟ فلماذا لم تنزل إلى بيتك
11 فقال أوريا لداود : إن التابوت وإسرائيل ويهوذا ساكنون في الخيام
، وسيدي يوآب وعبيد سيدي نازلون على وجه الصحراء ، وأنا آتي إلى بيتي لآكل وأشرب
وأضطجع مع امرأتي ؟ وحياتك وحياة نفسك ، لا أفعل هذا الأمر
12 فقال داود لأوريا : أقم هنا
اليوم أيضا ، وغدا أطلقك . فأقام أوريا في أورشليم ذلك اليوم وغده
13 ودعاه داود فأكل أمامه وشرب
وأسكره . وخرج عند المساء ليضطجع في مضجعه مع عبيد سيده ، وإلى بيته لم ينزل
14 وفي الصباح كتب داود
مكتوبا إلى يوآب وأرسله بيد أوريا 15
وكتب في المكتوب يقول : اجعلوا أوريا في وجه الحرب الشديدة ، وارجعوا من
ورائه فيضرب ويموت 16 وكان
في محاصرة يوآب المدينة أنه جعل أوريا في الموضع الذي علم أن رجال البأس فيه
17 فخرج رجال المدينة
وحاربوا يوآب ، فسقط بعض الشعب من عبيد داود ، ومات أوريا الحثي أيضا
18 فأرسل يوآب وأخبر داود بجميع
أمور الحرب 19 وأوصى
الرسول قائلا : عندما تفرغ من الكلام مع الملك عن جميع أمور الحرب
20 فإن اشتعل غضب الملك ، وقال لك :
لماذا دنوتم من المدينة للقتال ؟ أما علمتم أنهم يرمون من على السور
21 من قتل أبيمالك بن يربوشث ؟ ألم
ترمه امرأة بقطعة رحى من على السور فمات في تاباص ؟ لماذا دنوتم من السور ؟ فقل :
قد مات عبدك أوريا الحثي أيضا 22
فذهب الرسول ودخل وأخبر داود بكل ما أرسله فيه يوآب
23 وقال الرسول لداود : قد تجبر
علينا القوم وخرجوا إلينا إلى الحقل فكنا عليهم إلى مدخل الباب
24 فرمى الرماة عبيدك من على السور
، فمات البعض من عبيد الملك ، ومات عبدك أوريا الحثي أيضا
25 فقال داود للرسول : هكذا تقول
ليوآب : لا يسؤ في عينيك هذا الأمر ، لأن السيف يأكل هذا وذاك . شدد قتالك على
المدينة وأخربها . وشدده 26
فلما سمعت امرأة أوريا أنه قد مات أوريا رجلها ، ندبت بعلها
27 ولما مضت المناحة أرسل داود
وضمها إلى بيته ، وصارت له امرأة وولدت له ابنا . وأما الأمر الذي فعله داود فقبح
في عيني الرب .
نحن لا
نكسر الأخلاق والشرائع الالهية من أجل الانبياء
فأمام قداسة يهوه لا تقف عصمة الانبياء . قانون
الكتاب المقدس هو ان الاله قدوس وبار .. " ليس قدوس مثل الرب لانه ليس غيرك وليس
صخرة مثل الهنا " ( 1 صم 2 : 2 ) وهو لا يحابى الأنبياء .. فيصف الزانى بزماه
والعاهرة باثمها " الذى لا يحابى بوجوه الرؤساء ولا يعتبر موسعا دون فقير .. لانهم
جميعا عمل يديه " ( يعقوب 34 : 19 )
وان الجميع بما فيهم الانبياء زاغو وفسدوا " الكل
قد زاغو معا فسدوا . ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد " ( مز 14 : 3 ) ، ( رومية 3 :
12 )
وعندما يصف الزانى بأنه زان فلا حرج .. وعندما
يوصف العاهر بالعهر فلا جناح . وعندما يخون شعب الرب الهه ويزن وراء الهه اخرى .
فوصفه بالعهر الدينى لا حرج فيه فوصف الخطية بالقبح منطقى ومقبول.
والعهد القديم يقدم لنا حقيقة العالم بما فيه من
فساد وانحلال وخطية والتى لم يسلم منها حتى الانبياء وعندما نعرض خطايا البشر امام
قداسة الله نعلم مدى الحاجة للخلاص.
نظر
المرأة وإشتهاها وأخذها وزنى بها
هنا يورد لنا الوحى المقدس خطية داود النبى ، وكيف
انه نظر المرأة واشتهاها وأخذها وزنى بها وحينما علم انها حبلى حاول ان يغطى
على ما فعل بأن أرسل زوجها اليها ولكن اوريا كان رجلا مثاليا صالحاً ولم يرضى ان
ينام مع زوجته والجيوش فى الحرب ، وبالتالى قام داود بوضعه فى مقدمة الجيش حتى
يُقتل...
خطية وقع
فيها داود من نفسه وليست وصية من الرب
وهنا نرى ان داود النبى ارتكب خطية مركبة ، حيث
اشتهى المرأة وزنى بها وقتل زوجها ... ويورد الوحى المقدس هذا الفعل الذى قام به
داود على أساس انها خطية ضعف وقع فيها داود من تلقاء نفسه وليس على اساس انها وصية
من الرب الاله ، ويجب عليه تنفيذها .. وسنقدم الدليل بعد قليل...
والكتاب المقدس ، لانه كلمة الله الاله الحي فهو
لم يجامل نبياً او قديساً بل اظهر اخطاء الجميع دون مواربة او محاباة فالكتاب
المقدس يقول فى ( مز 14 : 2 ، 3 ) " الرب من السماء أشرف على بنى البشر لينظر : هل
من فاهم طالب الله ؟ الكل قد زاغوا معا فسدوا ليس من يعمل صلاحاً ليس ولا واحد "
وهنا علينا ان ندخل الى النقطة الثانية وهى جوهر
الموضوع واساسه وهى
موقف الرب
من خطية داود
وهذا هو
جوهر الموضوع لان المقياس ليس هل داود اخطأ ام لا لانه طالما داود بشر فهو بلا شك ،
خاطئ فى طبيعته وايضا يقوم بفعل الأخطاء مثل كل البشر فنحن نؤمن ان الأنبياء
معصومون فى الرسالة الالهية فقط وبكل ابعادها ، ولكنهم غير معصومين فى سلوكهم
البشرى الطبيعى .. فالمقياس الأساسى ليس هو : هل داود أخطأ ام لا ، وانما المقياس
الاساسى : ماهو رأى إله داود ، ورب داود ؟؟ ما هو رأى إله الكتاب المقدس ؟ وهل
سيجامل داود لانه نبيه ؟؟ هل سيعطى داود ميزة خاصة ورخصة تختلف عن البشر فى ارتكاب
الافعال لانه نبى ؟؟؟ ام انه اله عادل يساوى بين البشر فى ارتكابهم للخطايا ؟
هل هو اله يغمض عينيه عن
الخطية حينما يرتكبها نبيه ... ( داود ) لأنه نبى ، ام أنه دائما يعلن عن ذاته بأنه
إله قدوس يرفض الشر ويطالب بشعب مقدس ؟
هذا هو الأساس والمقياس
والجوهر .. ماذا كان رد فعل الرب اله الكتاب المقدس على ما فعله داود ؟
هذا هو المحك لنعرف من هو إله
الكتاب المقدس !!! لقد قال عن نفسه ( سفر اللاويين 11 : 44 ) " إنى أنا الرب الهكم
فتتقدسون وتمونون قديسين لأنى أنا قدوس ... " وقال ايضا ( سفر اللاويين 19 : 2 ) "
قل لكل جماعة بنى اسرائيل : تكونون قديسين لأنى قدوس الرب الهكم ...
يا إلهنا
المبارك هل ستجامل داود لأنه نبى ؟!
والأن يا إلهنا المبارك ، قد رأيت ما فعل داود
عبدك ونبيك فهل ستجامله لأنه نبى ؟؟!! هل سيكون له حكم خاص ؟؟!!
هل سيكون له عندك خائص تخصه بها
دون سائر البشر العاديين هل انت قدوس مع البشرفقط وتفقد قداستك مع الأنبياء
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
فتعالوا لنرى إذن ماذا كان رد فعل الاله
الحقيقى القدوس على خطية نبيه داود
ردود فعل
الاله القدوس بعد خطية داود
وردت ردود فعل الاله القدوس مباشرة بعد خطية داود
ولم يتأخر الرب فقد جاء بالوحى الالهى ما يلى فى ( صموئيل الثانى 11 : 27 ، 12 : 1
- 23 )
27ولما
مضت المناحة أرسل داود وضمها إلى بيته ، وصارت له امرأة وولدت له ابنا . وأما الأمر
الذي فعله داود فقبح في عيني الرب .1فأرسل الرب
ناثان إلى داود . فجاء إليه وقال له : كان رجلان في مدينة واحدة ، واحد منهما غني
والآخر فقير 2 وكان للغني
غنم وبقر كثيرة جدا 3 وأما
الفقير فلم يكن له شيء إلا نعجة واحدة صغيرة قد اقتناها ورباها وكبرت معه ومع بنيه
جميعا . تأكل من لقمته وتشرب من كأسه وتنام في حضنه ، وكانت له كابنة
4 فجاء ضيف إلى الرجل الغني ، فعفا
أن يأخذ من غنمه ومن بقره ليهيئ للضيف الذي جاء إليه ، فأخذ نعجة الرجل الفقير وهيأ
للرجل الذي جاء إليه 5
فحمي غضب داود على الرجل جدا ، وقال لناثان : حي هو الرب ، إنه يقتل الرجل الفاعل
ذلك 6 ويرد النعجة أربعة
أضعاف لأنه فعل هذا الأمر ولأنه لم يشفق 7
فقال ناثان لداود : أنت هو الرجل هكذا قال الرب إله إسرائيل : أنا مسحتك
ملكا على إسرائيل وأنقذتك من يد شاول 8
وأعطيتك بيت سيدك ونساء سيدك في حضنك ، وأعطيتك بيت إسرائيل ويهوذا . وإن
كان ذلك قليلا ، كنت أزيد لك كذا وكذا 9
لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه ؟ قد قتلت أوريا الحثي بالسيف
، وأخذت امرأته لك امرأة ، وإياه قتلت بسيف بني عمون
10 والآن لا يفارق السيف بيتك إلى
الأبد ، لأنك احتقرتني وأخذت امرأة أوريا الحثي لتكون لك امرأة
11 هكذا قال الرب : هأنذا أقيم عليك
الشر من بيتك ، وآخذ نساءك أمام عينيك وأعطيهن لقريبك ، فيضطجع مع نسائك في عين هذه
الشمس 12 لأنك أنت فعلت
بالسر وأنا أفعل هذا الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس
13 فقال داود لناثان : قد أخطأت إلى
الرب . فقال ناثان لداود : الرب أيضا قد نقل عنك خطيتك . لا تموت
14 غير أنه من أجل أنك قد جعلت بهذا
الأمر أعداء الرب يشمتون ، فالابن المولود لك يموت
15 وذهب ناثان إلى بيته . وضرب الرب
الولد الذي ولدته امرأة أوريا لداود فثقل
16 فسأل داود الله من أجل الصبي ، وصام داود صوما ، ودخل وبات
مضطجعا على الأرض 17 فقام
شيوخ بيته عليه ليقيموه عن الأرض فلم يشأ ، ولم يأكل معهم خبزا
18 وكان في اليوم السابع أن الولد
مات ، فخاف عبيد داود أن يخبروه بأن الولد قد مات لأنهم قالوا : هوذا لما كان الولد
حيا كلمناه فلم يسمع لصوتنا . فكيف نقول له : قد مات الولد ؟ يعمل أشر
19 ورأى داود عبيده يتناجون ، ففطن
داود أن الولد قد مات . فقال داود لعبيده : هل مات الولد ؟ . فقالوا : مات
20 فقام داود عن الأرض واغتسل وادهن
وبدل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد ، ثم جاء إلى بيته وطلب فوضعوا له خبزا فأكل
21 فقال له عبيده : ما هذا
الأمر الذي فعلت ؟ لما كان الولد حيا صمت وبكيت ، ولما مات الولد قمت وأكلت خبزا
22 فقال : لما كان الولد
حيا صمت وبكيت لأني قلت : من يعلم ؟ ربما يرحمني الرب ويحيا الولد
23 والآن قد مات ، فلماذا أصوم ؟ هل
أقدر أن أرده بعد ؟ أنا ذاهب إليه وأما هو فلا يرجع إلي .
كان هذا رد فعل الرب الاله على خطية داود النبى
وحقيقة هو اله قدوس ولا يرضى بالشر .. ونحن ننحنى له سجوداً وعبادة وشكراً لأنه
رائع ومسبح اسمه الى الابد فهو لايحابى بالوجوه ولم يجامل نبيه داود ولم يعطه رخصة
خاصة بل عاقبه أشد عقاب فماذا كانت النتيجة يا ترى ؟؟ !! تابع معنا فى ..
رد فعل
داود
يا ترى ، ماذا كان رد فعل داود النبى على تبكيت
الرب الاله له ؟
هذه جزئية هامة ، فتأديب الرب لأولاده
يقودهم دائما الى التوبة ..
وقد سمعنا داود منذ قليل فى الوحى المقدس وهو يقول
قولته المشهورة " أخطأت الى الرب "
لقد أنتبه داود الى خطيته .. وكان له كملك على كل
الامه وكنبى من الله مئات الطرق والمخارج ليؤلف لهم كلاما ويقول انه وحى من عند
الله ليخرج به من مأزقه أو ان يشرع كملك قانون يعطى لنفسه الحق فى هذه المرأة ..
كانت له مئات الطرق ...
ولكن
كيف لنبى حقيقى من الرب الاله ان يقدم وحياً لا
علاقة له بالاله . فداود الصالح الصادق مع نفسه لم يفعل ذلك ، بل إنكسر قلبه فى
داخله ، وصرخ صرخته المدوية حتى اليوم ( أخطأت الى الرب ) وندم على خطيته
وتاب وبكى .. وقدم لنا مزموراً يعتبر قدوة فى التاريخ للتأبين وقد ورد هذا المزمور
فى الكتاب المقدس وهو المزمور الحادى والخمسون مزمور لداود عندما جاء اليه ناثان
النبى بعد ما دخل الى بتشبع ) فقال فيه داود النبى
1لإمام المغنين . مزمور لداود عندما جاء إليه ناثان النبي بعد ما دخل
إلى بثشبع ارحمني يا الله حسب رحمتك . حسب كثرة رأفتك امح معاصي
2 اغسلني كثيرا من إثمي ، ومن خطيتي
طهرني 3 لأني عارف بمعاصي
، وخطيتي أمامي دائما 4
إليك وحدك أخطأت ، والشر قدام عينيك صنعت ، لكي تتبرر في أقوالك ، وتزكو في قضائك
5 هأنذا بالإثم صورت ،
وبالخطية حبلت بي أمي 6 ها
قد سررت بالحق في الباطن ، ففي السريرة تعرفني حكمة
7 طهرني بالزوفا فأطهر . اغسلني
فأبيض أكثر من الثلج 8
أسمعني سرورا وفرحا ، فتبتهج عظام سحقتها
9 استر وجهك عن خطاياي ، وامح كل آثامي
10 قلبا نقيا اخلق في يا الله ،
وروحا مستقيما جدد في داخلي 11
لا تطرحني من قدام وجهك ، وروحك القدوس لا تنزعه مني
12 رد لي بهجة خلاصك ، وبروح منتدبة
اعضدني 13 فأعلم الأثمة
طرقك ، والخطاة إليك يرجعون 14
نجني من الدماء يا الله ، إله خلاصي ، فيسبح لساني برك
15 يارب افتح شفتي ، فيخبر فمي
بتسبيحك 16 لأنك لا تسر
بذبيحة وإلا فكنت أقدمها . بمحرقة لا ترضى
17 ذبائح الله هي روح منكسرة .
القلب المنكسر والمنسحق يا الله لا تحتقره
18 أحسن برضاك إلى صهيون . ابن
أسوار أورشليم 19 حينئذ
تسر بذبائح البر ، محرقة وتقدمة تامة . حينئذ يصعدون على مذبحك عجولا
إذن قداسة الاله قادت عبده داود الى التوبة والى
القداسة انه اله حقيقى وليس اله وهمى يجامل نبيه ويعطيه رخصة خاصة تجعل من هذا
النبى اخلااقياً أقل من الذين حوله
الخلاصة :
سقط داود وأخطأ وتاب وندم
ارحمنى يالله حسب رحمتك .... ( مز 51 : 1 ) فالملك
الأسرائيلى داود خاطئ تماما فقد خالف اوامر الرب وارتكب ابشع خطية فوجدنا اله
اسرائيل يوبخ هذا الملك الاسرائيلى على هذه الخطية الشنعاء بل ويرفع حمايته عنه
ويتركه فريسة لأقرب المقربين اليه ليفعلوا به ابشع الف مرة بما فعله بزوج بتشبع
فنجد الرب يخاطب داود قائلاً : 9
لماذا احتقرت كلام الرب لتعمل الشر في عينيه ؟ قد قتلت أوريا الحثي بالسيف
، وأخذت امرأته لك امرأة ، وإياه قتلت بسيف بني عمون
والآن
لا يفارق السيف بيتك إلى الابد
لأنك أحتقرتنى وأخذت إمرأة أوريا الحثى لتكون لك إمرأة هكذا قال الرب : هأنذا أقيم
عليك الشر من بيتك !! وأخذ نساءك أمام أعينك واعطيهن لقريبك فيضطجع مع نسائك فى عين
الشمس !! لآنك فعلت بالسر وانا أفعل الأمر قدام جميع إسرائيل وقدام الشمس ( صموئيل
الثانى 12 : 9 - 13 )
تعترضون
على خطية داود النبى ولا تنظرون الى توبته ولا الا تأديب الرب له !!
أقول : يا من تعترضون على خطية داود النبى ولا
تنظرون الى توبته ولا الى تأديب الرب له .. هل تعلمون ان داود ايضا زنى وقتل فى
عقيدتكم الاسلامية ام انكم كالعادة تخفون الحقائق .
تعالوا معا ندخل الى القرآن الكريم والتفاسير وبعض
المراجع الاسلامية لنرى كيف ان خطية داود النبى موجودة عند الاحباء المسلمين كما هى
.. فهيا نقرأ ... إقرأوا ، فالقراة اساس المعرفة ...
جاء بالقرآن الكريم فى سورة ص 22 ، 23 ، 24
: " إذ دخلوا على داود ففزع منهم قالوا لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فأحكم بيننا
بالحق ولا تشطط واهدنا الى سواء الصراط إن هذا اخى له تسعة وتسعون نعجة ولى نعجة
واحدة فقال اكفلنيها وعزنى فى الخطاب . قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وأن
كثيرا من الخلطاء ليبغى بعضهم على بعض الا الذين أمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم
وظن داود انما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب "
هذا ماورد بالقرآن الكريم واريد منكم ان تتابعونى
فى قراءة بعض المراجع الاسلامية التى ساشير لأسمائها وأرقام صفحاتها لمن يريد ان
يكمل بحثه فيها ...
( الكامل فى التاريخ لأبن
الأثير ص 74 )
قال " وقيل :كان سبب البليه
أنه حدث نفسه انه يطيق أن يقطع يوما بغير مقارفة سوء فلما كان اليوم الذى يخلو فيه
للعبادة عزم على ان يقطع ذلك البوم بغير سوء وأغلق بابه واقبل على العبادة فاذا هو
بحمامة من ذهب فيها كل لون حسن قد وقعت بين يديه فأهوى ليأخذها فطارت غير بعيد من
غير ان ييأس من أخذها فما زال يتبعها وهى تفر منه حتى اشرف على أمراه تغتسل فأعجبه
حسنها فلما رات ظله فى الارض جللت نفسها بشعرها فاستترت به فزاده ذلك رغبه
فسأل عنها فأخبر ان زوجها بثغر
كذا فبعث الى صاحب الثغر بأن يقدم أوريا بين يد التابوت فى الحرب وكان كل من يتقدم
بين يد التابوت لا ينهزم اما ان يظفر او يقتل ففعل ذلك به فقتل .
هذا الكلام موجود كما هو فى
تاريخ الرسل والملوك للطبرى ص 193 ، 194 كذلك راجع نهاية الارب فى فنون الادب
للنويرى ص 1421
القرطبى لسورة ص 22 فنظر امرأة
فى بستان على شط بركة تغتسل ، قاله الكلبى
وقال السدى تغتسل عريانة على
سطح لها فراى اجمل النساء خلقا فابصرت ظله فنفضت شعرها فغطى بدنها فزاده اعجابا بها
.
الجلالان لسورة ص 22 . وهما
ملكان جاءا فى صورة خصمين وقع لهما ما ذكر على سبيل الفرض لتنبيه داود عليه السلام
على ما وقع منه وكان له 99 امرأة فطلب إمرأة شخص ليس له غيرها وتزوجها ودخلا
بها .
الطبرى لسورة ص 23 وذلك ان
داود كانت له فيما قيل 99 أمراة وكانت للرجل الذى اغزاه حتى قتل إمراة واحدة فلما
قتل نكح فيما ذكر داود إمرأته .
بدائع الزهور فى وقائع الدهور
للسيوطى ص 79 ، 80 قال وهب بن منبه بينما داود يقرأ فى محرابه إذ دخل عليه طائر فى
محرابه من الكوة وكان ذلك الطائر على صفة حمامة ريشها من الذهب وجناحها مكلل
بأنواع الجواهر الملونة ومنقارها من الزمرد الاخضر ورجلها من الياقوت الاحمر فلما
رآها داود شغلته عن القرأة فتأملها فظن انها من الجن فمد يده اليها ففرت من بين
يديه الى جانبه فقام اليها ففرت الى الكوة
وقيل كان سبب ذلك ان داود قال
يارب ان جميع الأنبياء ابتليتهم لتعظم لهم الأجور فهلا ابتليتنى لتعظم اجرى فأوحى
الله اليه يا داود استعد للبلاء فى يوم كذا وكذا فلما كان الميعاد اتى اليه ابليس
اللعين فى صفى الطائر المذكور قال فتقدم داود الى الطائر ففر من الكوة الى بستان
تحت قصر داود فنظر داود الى البستان لاجل الطائر وإذا فى البستان إمرأة جميلة ذات
حسن فائق على اهل زمانها وهى تغتسل فلما نظر داود اليها خجلت واسبلت شعرها فغطى
سائر جسدها فوقع فى حبها فى قلبه وشغف بها ... قال فلما افتتن بها وسأل عن أمرها
فقيل انها متزوجة برجل من الجند وهو مسافر وله ستة اشهر فى الغزو فعند ذلك كتب الى
أمير الجيش يقول قدم أوريا بن حنا امام الجيش واعطه الرايه بيده وكان اوريا
زوج المرأة وكان المتقدم بالراية قليلا ما يسلم فلما وصل الكتاب فعل امير الجيش ما
أمره داود فسلم الراية الى اوريا وتقدم فقتل فكتب امير الجيش يخبره بموت اوريا فعند
ذلك خطب داود إمرأته فتزوج بها فحملت منه بولده سليمان عليهما السلام وكان اسم
المرأة تشايع بنت صورى فأقام معها اياما وكان لداود اذ ذاك تسعو وتسعون إمرأة وقد
كمل بأم سليمان المائة.
لقراءة مزيد من الاحاديث
وتفسيراتها بخصوص خطية داود الملك راجع كتاب ابونا مرقس عزيز ميخائيل كاهن الكنيسة
المعلقة باسم الزنا والزناه وزنى المحارم
وهذه الاحاديث الاسلامية تتفق
مع ما جاء فى المزمور عن شعور داود بخطيته وندامته إذ قال يارب لا توبخنى بغضبك ولا
تؤدبنى بسخطك ... أعوم فى كل ليلة سريرى وبدموعى أذوب فراشى ( مز 6 : 1 ، 6 ) ، لأن
شرورا لا تحصى قد أكتنفتنى حاقت بى أثامى ، ؤاليك وحدك أخطأت والشر قدام
عينيك صنعت ( مز 50 : 1 - 4 )
مما سبق يتضح لنا ان
داود النبى فى القرآن وتفاسيره ايضا وقع فى خطية شهوة هذه المرأة وهى فى عصمة زوجها
بل وقام بقتله ليأخذها له . بل ورأينا كيف ان داود النبى كان جاهلا بالأحكام التى
يصدرها و سليمان ابنه يصحح له ... ولا ادرى فإن كانت هذه الخطية لداود النبى وغيرها
من الخطايا موجودة فى المراجع الاسلامية وفى القرآن الكريم لها نصوص وفى الثقافة
الاسلامية تمتلئ الكتب بها . فلماذا يعترضون عليها فى الكتاب المقدس ، خاصة أننا لا
نؤمن بعصمة الانبياء مثلهم وانها وردت فى الكتاب المقدس وبكل وضوح على انها خطية
ضعف من داود وليس امرا من الاله له ان يقوم بهذه الخطية ...
إذن سؤالى للدكتور النجار ومن
يهاجمون المسيحية : كيف تؤمنون بعصمة الانبياء والقرآن الكريم يذكر أخطاء الأنبياء
؟
بل وكيف تفسرون خطية داود غير
المسكوت عنها فى مراجعكم . إذن اعتراضكم عليها فى الكتاب المقدس هو اما من باب
الحقد ومحاولة تشويه المسيحية او من باب الجهل بالحقائق المقدسة .. ولا أعتقد أكثر
من ذلك