6-
الانبثاق من الآب
+ ان الكنيسة المقدسة الرسولية تسلمت منذ ابتدائها
وفقا للتعاليم الانجيلية أن الروح القدس ينبثق من الآب
كما علمنا السيد المسيح صريحا بقوله " ومتى جاء المعزى الذى سارسله انا اليكم من
الآب روح الحق الذى من عند الاب ينبثق " ( يو 15 : 26 ) ، وقد وضع أباء المجمع
المسكونى الاول الذى اجتمع فى نيقية وآباء المجمع الثانى المجتمع فى القسطنطينية
قانون الايمان وحرموا كل ما يزيد عليه او ينقص منه شيئا . وفيه يقرر هذه الحقيقة
حسب تعليم الكتاب " ونؤمن بالروح القدس الرب المحى المنبثق من الآب المسجود له مع
الاب والابن الناطق فى الانبياء "
** ولكن كنيسة رومية أبتدأت فى
العصور الوسطى أن تزغل قانون الأيمان واضافت عليه لفظة " والابن " فى قوله
المنبثق من الاب والابن " وأخذت تنتشر أن الروح القدس
منبثق من الاب والابن نشرا استبداديا . أما اصل دخول هذه الزيادة فكان رجلا مبتدعا
يدعى لوكيوس أبتدأ يعلم خلاف تعليم الكنيسة بأن الروح القدس منبثق من الاب والابن ،
ولما لم يفلح فى زرع زوانه فى الشرق ذهب الى فرنسا ورومية واستمال اليه قلب الملك
كرلوس الكبير . اما البابا لاون الثالث اسقف رومية فأنكر هذه الزيادة وارسل اسقف
اورشليم ليرسل اليه رجالا ذوى خبرة فبعث اليه باربعة علماء توجهوا الى القسطنطينية
فقبض عليهم الملك والقاهم فى السجن ، فلما أبطأ الوفد على البابا عقد مجمعا وحرم
هذه الزيادة ونقش دستور الايمان على لوحين من الفضة باللغة اليونانية واللاتينية
وأمر بتعليقهما فى كنيسة رومية وكتب عليهما هذا العنوان " انا لأون قد وضعت هذه حبا
وحفظاً للآيمان الارثوذكسى " والبا بناديكتوس الثالث كتب فى سنة 856 لبطاركة الشرق
" بأن رؤساء كنيسة رومية لا يقبلون الشركة مع احد ما لم يكن محافظا على دستور
الايمان سالما كما سلمته المجامع المسكونية وحددت المحافظة عليه بأن الروح القدس
منبثق من الاب فقط لا من الابن كما علم ابناء الفساد " الى ان قام البابا سلبستروس
سنة 919 م وجاهر بهذة البدعة وأدخلها فى كنيسته كقاعدة للايمان .
إذا فمن المنشقون ؟ نحن الذين حافظنا على التعاليم
كما سلمت لنا أم الذين تجرأوا وادخلوا هذه الزيادة على قانون الايمان ، غير مراعين
الحرومات واللعنات ضد من يزيد عليه شيئا ؟ قال البابا ساليستوس " ترى من زاد على
الايمان شيئا او نقص منه ولم يحكم عليه بأنه مستوجب اللعنة " ؟
ولا تظنوا ان زيادة هذه
الكلمة بالشئ اليسير فانها تقود الى عدم احترام الثالوث الاقدس لاسيما اقنوم الروح
القدس لان هذه تؤدى الى :-
1- الى عدم مساواة الروح القدس لأقنوم الاب واقنوم
الابن لانه على زعمهم يكون للروح القدس مبدآن أى مصدران الواحد من الأب والاخر من
الابن ( اى ينبثق من الاب ثم ينبثق من الابن ) كأن انبثاقه من الاب ليس كاملا
فيكتمل بانبثاقه من الابن ايضا - حمانا الله من كفر كهذا.
2- يحدث بلبلة وعدم نظام فى اللاهوت الاقدس لانه
اذا كان الابن يبثق الروح القدس بما انه مساو للآب فى كل شئ فعلى هذا القياس يكون
للروح القدس ايضا ان يلد الابن ويبثق روحه بنفسه . لانه مساو للآب والآبن فى كل شئ
ويكون للآبن والروح القدس ان يصدرا الآب ، وعند ذلك يحدث تشويش وبلبلة فى اللاهوت ،
اذ كل اقنوم مبدأ للاقنومين الاخرين وهذا ضلال محض تنكره المبادئ اللاهوتية التى
تعلم ان اللاهوت مبدأ واحد هو الاب الذى يلد الابن (ولادة مستمرة) ويبثق
الروح القدس ( انبثاق دائم )
3- ان آباء الكنيسة بلسان واحد قرروا ان الروح
القدس منبثق من الآب فقط فقد قال القديس باسيليوس : كما ان الروح ليس له الولادة
بوجه من الوجوه هكذا الابن ليس له الانبثاق بوجه من الوجوه ، وكما ان الابن ليس من
الروح ايضا كذلك الروح ليس من الابن ايضا ، وكما ان الابن مولود من الاب وحده فقط
هكذا الروح منبثق من الاب وحده فقط ( فى رده على افنوميوس ) ، وقال يوحنا الدمشقى :
ان الروح القدس هو من الاب لانه ينبثق منه وان كان يسمى روح الابن ايضا بما انه به
يظهر ويمنح للخليقة لكن ليس حاويا وجوده منه ، ويقول ايضا " ان الروح القدس هو روح
الآب بما انه من الاب منبثق ، وهو روح الابن ليس على انه منه بل بما انه منبثق من
الاب به لان الاب وحده العله " بل دونكم قول البابا داماسيوس من افاضل باباوات
رومية " ان كل من لا يقول بأن الروح القدس هو من الآب بالحقيقة فليكن ملعونا " .
ياريت نتمسك بقول الرسول بولس الى تلميذه تيموثاوس
" احفظ الوديعة معرضا عن الكلام الباطل الدنس ومخالفات العلم الكاذب الاسم الذى اذ
تظاهر به قوم زاغوا من جهة الايمان " ( 1 تى 6 : 20 ؟) وقوله " تمسك بصورة الكلام
الصحيح الذى سمعته فى الايمان والمحبة التى فى المسيح يسوع . احفظ الوديعة الصالحة
بالروح القدس الساكن فينا " ( 2 تى 1 : 13 - 14 )
شرح مستفيض للاقانيم من فم ابينا الانبا رافائيل
فانصتوا له