*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
كتب محمد شعبان
العدد 1661 - الجمعة الموافق - 3 ديسمبر 2010
أرجع خبراء أن لجوء جماعة الإخوان المسلمين المحظورة للانسحاب من جولة الإعاددة بانتخابات الشعب إلي فشلها في حصد مقاعد بالجولة الأولي وشعورها بأن الشارع لفظها وتراجعت شعبية مرشحيها، وعليه لجأوا لقرار الانسحاب كنوع من الشو الإعلامي حتي يظلوا في بؤرة الاهتمام.
وقال ثروت الخرباوي القيادي الإخواني السابق إن الانسحاب هزيمة نكراء موضحا أن الجماعة كان أمامها فرصة للانسحاب من العملية الانتخابية برمتها قبل أن تبدأ لكنها قررت أن تخوضها، ظنًا منها أن لها شعبية وحينما اكتشفت فشلها انسحبت بدلا من أن تكمل المسار الذي اختارته من البداية ودافعت عنه وقالت إنه الأفضل وهو ما يعكس هزيمتها.
وتساءل الخرباوي ساخرًا: لو كانت الجماعة قالت في البداية إن المشاركة في الانتخابات باتت جهادًا وعدم المشاركة توليا يوم الزحف فلماذا هربت اليوم من ميدان الجهاد، وألا يكون ذنب قيادات الجماعة بذلك ذنب من أشرك بالله.
واتفق الخرباوي مع بلاغ الحزب الوطني ضد المحظورة الذي وصفها بالكيان غير القانوني لأنها تمارس العمل العام والسياسي وفق مسار لم يحدده القانون فهي ليست جماعة مدنية أو دينية ولا حزبًا سياسيا.
واعتبر الخرباوي أن الجماعة تحاول استثمار التدخل الأجنبي في الشأن المصري، لذلك أرادت من هذا الانسحاب لفت نظر الأمريكان بأنها معهم علي نفس الموجة ضد مصر.
ورأي د.رفعت السعيد رئيس حزب التجمع أن هناك سببين لانسحاب المحظورة.. الأول: أنهم حين لم يحصلوا علي شيء شعروا بأن فرصهم قليلة للحصول علي مقاعد نتيجة انخفاض شعبيتهم في الشارع فلجأوا للانسحاب حتي لا يظهر فشلهم في الجولة الثانية.. الأمر الثاني - برأي السعيد - هو أنهم كعادتهم يداعبون الخارج والإدارة الأمريكية دخلت الخط فكان لابد أن يقول لهم نحن هنا.
من جهته اعتبر د.جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية أن انسحاب المحظورة يستهدف إيهام الرأي العام بأن لهم أثرًا سياسيا بعد أن فشلوا في الفوز كما أن فرصهم قليلة جدا للفوز في الإعادة، والمكسب الوحيد الذي يمكن تحقيقه في ظل هذا الفشل هو الانسحاب، وأوضح عودة أن عدم حصولهم علي أي مقعد هو تعبير عن حجمهم الحقيقي في الشارع فهم لم يأخذوا مقاعد في عام 2005 إلا نتيجة لتحالفهم مع قوي سياسية أخري.
وعن علاقة قرار الانسحاب ببيان الخارجية الأمريكية الأخير قال عودة: هؤلاء لماذا انسحبوا في هذا التوقيت؟ وما سر دفاع الإدارة الأمريكية عن الإخوان مع أنها تعادي الأصول الإسلامية من الأساس؟.. وأجاب: السياسية لا تعرف سوي المصالح وبالتأكيد للأمريكان مصلحة مع الإخوان لذا دافعوا عنهم».
نبيل لوقا بباوي، عضو مجلس الشوري، قال: قرار المحظورة بالانسحاب يؤكد بديهيا يقينهم من هزيمتهم حال خوض المنافسة في الإعادة فانسحبوا حتي لا ينكشفوا أمام الجميع، وأرجع بباوي فشل الإخوان إلي عاملين، الأول: هو سقوط فكر الإسلام السياسي لدي الشعوب العربية والإسلامية بعد أن وجدت الجماهير أنهم لا يملكون خبرة سياسية، ودلل علي ذلك بفشلهم في البحرين والأردن، واستدل بباوي علي رأيه باعتراف لمحمد حبيب النائب السابق لمرشد المحظورة الذي قال في حديث صحفي إن ما فعلته حماس من عنف بعد وصولها للسلطة جعل الجميع يرفضون فكر الجماعات الإسلامية.
أما العامل الثاني الذي يراه بباوي سبب في فشل الإخوان فهو الانقسامات التي بدزت تدب في جسد الجماعة وأصبحت عرضة للتفتيت وبالتالي لم تعد كيانًا يحبذ علي اختياره والتصويت له.