«المصري اليوم» تنشر نص تحقيقات النيابة فى انفجار الإسكندرية والشهادات الكاملة للمصابين
نبيل أبو شال
ناصر الشرقاوي
أحمد شلبي
حصلت
«المصرى اليوم» على نص التحقيقات الكاملة للنيابة فى حادث كنيسة القديسين،
بالإسكندرية الذى وقع أمس الأول، وأسفر عن مصرع 18 شخصاً حتى الآن حسبما
جاء فى تحقيقات القضية المقيدة برقم 28 سنة 2011 إدارى المنتزه، وأمكن
التعرف على 15 جثة منها 8 ذكور و7 إناث ولايزال البحث جارياً عن هوية
الباقين ومنها 3 جثث لسيدات مجهولات وصرحت النيابة بدفن من تم التعرف عليهم
وجار إجراء تحليل الـحامض النووى «DNA» لباقى الجثث وبعض الأشلاء.
وتم تشكيل فريق من النيابة برئاسة
المستشار ياسر رفاعى، المحامى العام لنيابات استئناف الإسكندرية، وضم كلاً
من المستشار عادل عمارة، محامى عام شرق الكلية، والمستشار مدحت شرف، رئيس
نيابة أول المنتزه، وعقب الانتهاء من التحقيقات المبدئية تسلم المستشار
عبدالمجيد محمود، النائب العام، مذكرة بما خلصت إليه التحقيقات.
وجاء فى التحقيقات أنه بانتقال فريق
النيابة لمكان الحادث لمعاينته تبين أنه وقع أمام كنيسة »مارمرقس» بشارع
خليل حمادة بعرض 30 متراً تقريباً، والمواجه بابها لمسجد شرق المدينة، الذى
يفصل بينهما شارع خليل حمادة وتلاحظ تواجد سيارة خضراء اللون ماركة
«سكودا» تحمل لوحات معدنية رقم (س ى ج 5149) مصر بوسط الطريق الفاصل بين
الكنيسة والمسجد وعلى بعد 30 متراً من باب الكنيسة و10 أمتار من باب المسجد
المواجه للكنيسة ووجود تهشم بجسم السيارة وتلاحظ وجود عدد من السيارات
متوقفة بالقرب من الرصيف الملاصق والمواجه للكنيسة وبكل منها تلفيات وتبين
وقوف السيارة ماركة «بيجو» زيتية اللون تحمل لوحات معدنية رقم ( 455607
ملاكى الإسكندرية)، مهشمة من الأمام ومنبعجة من الجانب الأيسر المواجه لباب
الكنيسة، ووجود كسر بالزجاج الأمامى والأيسر ووجود سيارة ماركة «كيا» فضية
اللون، تحمل لوحات معدنية رقم (329922) ملاكى الإسكندرية، وبها تلفيات
بالزجاج وجسم السيارة وأخرى على نفس الجانب ماركة «فولوكس» بدون لوحات
معدنية ووجدت فى حالة تفحم كامل، تليها سيارة «لادا» حمراء اللون تحمل
لوحات برقم (421199) ملاكى الإسكندرية، بها تلفيات عبارة عن تطبيق بسقف
السيارة وتهشم زجاجها وتوجد بها آثار احتراق، تليها سيارة ماركة «أوكتافيا»
فيرانية اللون تحمل لوحات معدنية رقم ( س ع ص 1945 مصر) بها تلفيات
بالزجاج وانبعاج بالصاج، تليها فى نفس الاتجاه سيارة ماركة »هيونداى فيرنا»
كحلية اللون تحمل لوحات رقم (ن أ ى 587 مصر) ثم سيارة «دوجان» برقم ( س ل ط
4236 مصر) بها تلفيات عبارة عن خلع بالزجاج وتهشم بغطاء المحرك.
وأضافت: «تبين وجودالسيارة رقم ( س ص
و2817) ماركة «فيات 127» برتقالية اللون فى الشارع الجانبى بها كسر بالزجاج
وبنفس الشارع سيارة ماركة «سيات 127» نحاسية اللون بها تلفيات عبارة عن
كسر بالزجاج وتهشمت أبوابها، كما وجدت السيارة رقم (56387 مصر) ماركة «فيات
128» حمراء اللون.
وأوضحت التحقيقات أنه بمعاينة موقع
الحادث تلاحظ أنه يقع فى الكنيسة من الناحية المقابلة لشارع خليل حمادة
مسجد «شرق المدينة» الذى يمتد فى بنايته بموازاة مبنى الكنيسة ويفتح على
شارع خليل حمادة بخمسة أبواب ويقع الباب الثالث منها بمواجهة باب الكنيسة،
وتلاحظ وجود آثار دماء أعلى وعلى جانبى ذلك الباب، وأنه بفتح باب خشبى تبين
كسره وقت المعاينة وسقوطه أرضاً بداخل المسجد، وبالدخول منه إلى المسجد
شوهدت آثار دماء على الحائط والأعمدة لذلك الباب، وتلاحظ أن المسجد خال من
المنقولات سوى سجادة خضراء اللون ومكتبة خشبية خاصة بحفظ الكتب، تقع فى
مواجهة الداخل للمسجد، وتبين سقوطها أرضاً وتلفها، كما تلاحظ أن ذلك المسجد
يطل بنوافذ زجاجية على شارع خليل حمادة، وجد الزجاج الخاص بها مهشماً،
وبمعاينة الكنيسة الواقعة بمواجهة المسجد تبين أنها مسماة كنيسة «القديسين»
وتبين وجود آثار دماء أمام وعلى رصيف الكنيسة وتهشم بزجاج النوافذ ووقوع
الكثير من أغصان الأشجار الموجودة أمام الكنيسة.
وانتقل فريق النيابة إلى مشرحة كوم
الدكة لمناظرة جثث المتوفين، وتمت مناظرة جثث المعلومة أسماؤهم، وهم مينا
وجدى فخرى، مايكل عبد المسيح صليب، فوزى بخيت سليمان، صموئيل ميخائيل
إسكندر، لى لى جابر شنودة كما تمت مناظرة 12 جثة أخرى مجهولة الهوية، منها 8
لإناث، و4 لذكور وتمت مناظرة أشلاء متبقية من جثة، عبارة عن جانب أيسر
للرأس منفصل، يظهر منه أذن وأنف وشعر أسود وقدم يمنى منفصلة.
وتم إخطار النيابة تليفونياً بالتعرف
على هوية عدد من الجثث التى كانت مجهولة وقت المناظرة، وهم كل من: المحب
زكى جحا، بيتر سامى فرج، مارثين أفكرى نجيب، سميرة سليمان سعد، سونيا
سليمان سعد، هناء يسرى زكى، عادل عزيز غطاس، تريزا فوزى جابر، مريم فكرى
نجيب. وانتقلت النيابة إلى مستشفى شرق المدينة، وسألت محمد على إبراهيم
عبدالحميد، رقيب أول بمديرية أمن الإسكندرية، الذى قرر أنه أثناء تواجده
بالخدمة على كنيسة »القديسين« تناهى إلى سمعه دوى انفجارين، الأول فى حوالى
الساعة 12.15 بعد منتصف الليل، والثانى عقبه بخمس دقائق، مما تسبب فى حدوث
العديد من الإصابات لرواد الكنيسة، وإصابته بالقدم اليمنى والأذن اليسرى،
وقال نادر أحمد محمد محمد، مندوب شرطة والمعين لرفقة الأول كحراسة على نفس
الكنيسة، إنه شاهد سيارة صغيرة خضراء اللون قادمة من اتجاه البحر باتجاه
شارع جمال عبدالناصر، مروراً بشارع خليل حمادة الكائنة به الكنيسة محل
الواقعة بسرعة عادية، يقودها شخص نحيف البنية، ذو شارب خفيف، يضع نظارة
طبية، ذو بشرة بيضاء، ويرتدى بلوفر أزرق يظهر من أسفله قميص فاتح اللون،
وأهدأ من سرعته حتى توقف بالسيارة على مسافة تقارب 5 أمتار، وكمن بها وقتاً
قصيراً نحو 5 دقائق، وحال خروج المصلين من الكنيسة، شاهد الانفجار الأول،
والشرر والشظايا تتطاير من اتجاه تلك السيارة، فأصابه منها ما أصابه، ما
أدى إلى سقوطه أرضاً مصاباً بقدميه اليمنى واليسرى، وشاهد الأول إلى جواره
مصاباً فى قدمه، فتحاملا على نفسيهما، وقصدا مستشفى مارمرقس فى الطريق
المجاور للشارع محل الواقعة سيراً على الأقدام، ثم تناهى إلى سمعهما دوى
الانفجار الثانى، وانبعاث المارة من طريق خليل حمادة، باتجاه البحر فراراً
من الانفجار الأخير.
وقال ميليس عبدالرحمن محمد، 22 سنة،
ملازم شرطة بقسم أول المنتزه، إنه أثناء تواجده لتأمين الكنيسة موقع الحادث
بالجوار المباشر لبابها، وأثناء خروج رواد الكنيسة حوالى الساعة 12.15 بعد
منتصف الليل، تلاحظ وجود سيارة لم ينتبه لأرقام لوحاتها المعدنية، صغيرة
خضراء متوقفة أمام باب الكنيسة، وسمع دوى الانفجار، وشاهد النيران تندلع من
هذه السيارة.
وأثناء تواجد النيابة العامة لسؤال
المصابين داخل المستشفى قُدمت لها التقارير الطبية الخاصة على النحو التالى
أولاً: المصابون الذين تم إسعافهم وخروجهم من المستشفى هم: «أحمد التونى
محمد، وويليام صالح فهيم، وعمر نصر فتوح، وحمدى محمد جمال أحمد، وهمسة أحمد
السيد يوسف، أما الذين تم تحويلهم للمستشفى الرئيسى الجامعى فهم إسلام
عادل مبروك، ومحمد عبدالله أبوزيد».
ثانياً: المصابون الذين قرر الأطباء أن
حالتهم لا تسمح بسؤالهم، هم باسم فوزى سعد، ومارينا داوود سليمان، وريهام
رشدى شحاتة، ثالثاً: حالتان وصلتا المستشفى وتوفيتا بداخلها، هما لى لى
جابر شنودة، ومايكل عبدالمسيح صليب، وبالانتقال لمستشفى مبرة العصافرة
انتهى التحقيق إلى سؤال محمد حمدى أمين عوض، 29 سنة، طبيب، إخصائى باطنة،
الذى قرر أنه تم استقبال 3 حالات من المصابين، هم ناجى كامل سويس ساويرس،
وجيهان فرج ساويرس جاد السيد، وميرنا لطفى إسكندر.
وانتقلت النيابة إلى مستشفى لوران وقال
الدكتور سامى على عبدالله محمود، 29 سنة، إنه استقبل حالة المصاب أبانوب
الرومانى عبدالشهيد، وبمعونة اطباء المستشفى خضع المصاب للإجراءات الطبية
وسُمح له بالخروج، كما انتقل للمستشفى الرئيسى الجامعى، وسألت هانى كمال
عزيز شاروبين، عاملاً، من رواد الكنيسة، الذى قرر أنه أثناء خروجه من باب
الكنيسة تناهى إلى سمعه صوت دوى شديد، وهو ما أسقطه أرضاً، وتسبب فى تطاير
زجاج سيارة أحد رجال الدين بالكنيسة وهو متواجد بداخلها، مما أدى إلى
إصابته بمختلف أنحاء جسده. وأضاف سامى زكريا، جندى أمن مخزن، من رواد
الكنيسة المصابين، أن الانفجار تسبب فى إصابات تمثلت فى حدوث فتحات فى كلتا
قدميه. وانتقلت النيابة إلى مستشفى «مارمرقس» وسألت رفيق فهمى يوسف، 50
سنة، ميكانيكى، من رواد الكنيسة، الذى أقر فى التحقيقات بأنه أثناء انتظاره
أمام الكنيسة، فوجئ بسيارة ماركة «سكودا» تقف أمام كنيسة القديسين، يقودها
شخص أبيض البشرة، يضع نظارة، وطوله حوالى 180 سم، متوسط البنية، حليق
الذقن والشارب، ذو شعر أسود كثيف، وسنه قرابة الأربعين عاماً، ثم غادر
السيارة متحدثاً فى هاتفه الخلوى، وبعد مرور 7 دقائق وقع الانفجار.
وانتهت التحقيقات إلى ندب خبراء الطب
الشرعى لتشريح جثث المتوفين وأخذ عينات منها للتعرف على أصحابها، وندب
خبراء المعمل الجنائى وقسم الأدلة الجنائية، والمهندس الفنى لفحص السيارات
التى تعرضت للتلفيات وطلب تحريات إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن
الإسكندرية حول الحادث، وضبط وإحضار المتهمين، واستدعاء قوة حراسة الكنيسة
المكونة من 10 أشخاص لسؤالهم.
التحقيقات: أطباء استخرجوا «صواميل ومسامير» من الجثث والقنبلة بدائية الصنع
كشفت تحقيقات النيابة فى حادث التفجير
أمام كنيسة القديسين عن مفاجآت.. تبين من تقرير الصفة التشريحية لبعض جثث
الضحايا التى تسلمتها النيابة أن القنبلة المستخدمة فى الحادث بدائية
الصنع، حيث عثر الأطباء بداخل الجثث على «صواميل ومسامير وأجسام صلبة»..
رجح مصدر أمنى أنها من مكونات القنبلة التى انفجرت فى الأهالى، كما كشفت
التحقيقات أن جهات أمنية طلبت من المسؤولين فى المطارات والموانئ عمل رصد
للمشتبه بهم فى الوصول إلى مصر عن طريق المطارات خلال الشهر الماضى.
وأفادت التحقيقات بأن الأجهزة الأمنية
سلمت، ظهر أمس، قائمة بـ«15» دخلوا مصر خلال الشهر الماضى، وتشتبه الأجهزة
الأمنية فى علاقتهم بجهات خارجية مثل تنظيم القاعدة.
واصلت نيابتا شرق الكلية وأول المنتزه
تحقيقاتهما فى حادث الانفجار أمام كنيسة القديسين، وأمر المستشار ياسر
رفاعى، المحامى العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، باستعجال تقارير
الأدلة الجنائية والمعمل الجنائى والطب الشرعى لكشف ملابسات الحادث.
وصرح أمس الأول بدفن جثث 15 من ضحايا
الانفجار بعد أن تم تحديد شخصياتهم، وتعرف عليهم أهاليهم، فيما تبقت 3 جثث
أخرى لسيدات مجهولات، تم أخذ عينات منهن لإجراء تحليل الحامض النووى «دى.
إن. إيه» للتعرف عليهن، وتبين من خلال الأوراق الرسمية أن عدد الضحايا 18
قتيلا و70 مصابا.
وواصل فريق من النيابة العامة بإشراف
المستشارين عادل عمارة، المحامى العام لنيابات شرق الكلية، ومدحت شرف، رئيس
نيابة المنتزه، الاستماع إلى أقوال المصابين الذين تسمح حالتهم بذلك، حيث
استمعت إلى أقوال 24 مصابا.
وعلمت «المصرى اليوم» أن أحدهم أدلى
بأوصاف دقيقة لصاحب السيارة «الخضراء» المشتبه فيه، وقرر أنه شخص طويل
ونحيف، يرتدى نظارة طبية، ترجل من السيارة قبل الانفجار بلحظات واستعجلت
النيابة استعلام إدارة المرور عن أرقام 13 سيارة كانت موجودة فى محيط
الحادث عند الانفجار تمهيدا لاستدعاء أصحابها، وانتهى فريق النيابة من حصر
التلفيات فى موقع الحادث، وأجرى معاينة لبعض العقارات التى تأثرت بسبب
الانفجار وانحصرت التلفيات فى تحطم زجاج الشرفات والنوافذ دون وجود أى
تلفيات بالحوائط والأساسات.
خبراء يضعون 3 سيناريوهات لعملية تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية
سارة نور الدين
وضع
خبراء سياسيون ثلاثة سيناريوهات للتفجير الإرهابى، الذى استهدف كنيسة
«القديسين» بالإسكندرية، بداية العام الجديد: الأول تورط تنظيم القاعدة عن
طريق الخلايا النائمة أو تجنيد أشخاص أو حتى استيرادهم من أماكن مثل
أفغانستان وغيرها.. السيناريو الثانى أن يكون التنظيم الذى قام بالعملية
«عشوائياً متطوراً»، نظراً لاستخدامه كمية كبيرة من المتفجرات.. أما
السيناريو الثالث فهو أن يكون التنظيم «محلياً ذا بعد إقليمى»، كالتنظيم
المسؤول عن تفجيرات سيناء. واتفق الخبراء على ضعف المعلومات المتوافرة حتى
الآن عن العملية الإرهابية، إلا أنهم حاولوا - بناءً على طلب «المصرى
اليوم» - وضع سيناريوهات للعملية، بهدف تضييق الدائرة حول المتورط الرئيسى،
فى ظل المعلومات المتاحة، لمحاولة الكشف عن طبيعة، وليست هويات المسؤولين
عن هذا العمل الإجرامى.
من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالسلام،
الخبير العسكرى، خبير الأمن الإقليمى والدولى: «الأكيد فى الموضوع أننا
أمام تنظيم تم تشكيله لتنفيذ مهمة محددة، وساعده فى ذلك صوت التيارات
السلفية والرجعية العالى فى الإسكندرية، التى تحولت من مدينة منفتحة إلى
مقر للتيارات المتشددة».
كما لم يستبعد الدكتور عماد جاد، الخبير
بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، وجود سيناريو ثان، وهو
نشأة خلايا جديدة منتمية فكريا لتنظيم القاعدة، خصوصا أن الإسكندرية أصبحت
بيئة مهيأة للتطرف ونشاط الخلايا التى تأتمر بأوامر القاعدة وغيرها من
التنظيمات الإرهابية، وهو ما يفسر - بحسب جاد - اختيارها لتنفيذ العملية
التفجيرية، مشيراً إلى أن ملامح ما حدث تشير إلى هذا التنظيم الدولى. وأكد
«جاد» لـ«المصرى اليوم» أن مصر بها «خلايا نائمة، خاصة فى الإسكندرية، ولا
يستطيع أحد إنكار ذلك». واستطرد «جاد»: «عندما نتحدث عن خلايا، فنحن لا
نشير إلى شخص واحد وإنما إلى خلية مكونة من 10 إلى 12 شخصا».
أما السيناريو الثالث، الذى توقعه
الدكتور عمار على حسن، الخبير فى شؤون الحركات الأصولية، فهو ضلوع بعض
عناصر الجماعات الإسلامية الرافضين لتحالف تنظيماتهم مع الدولة، فشكلوا -
بحسب عمار- جماعات هامشية تنشط فى أوقات غير متوقعة. وتوقع الخبير استمرار
هذه العمليات التفجيرية، وانتقالها من الإسكندرية إلى محافظات أخرى،
تتصدرها أسيوط، «طالما لم يتم التوصل والقبض على الجناة الذين دبروا وخططوا
ونفذوا تفجيرات الإسكندرية».
قراء «المصرى اليوم»: الفاعل ليس مسلماً.. والدم «مصرى» وليس «قبطى»
اتفقت
تعليقات قراء «المصرى اليوم»، عبر الصفحة الخاصة بالجريدة على موقع «فيس
بوك»، وبوابتها الإلكترونية، على إدانة حادث تفجير كنيسة القديسين،
والمطالبة بسرعة ضبط مرتكبيه وتقديمهم للعدالة، كما أكدت أهمية معالجة
الملف الطائفى بشفافية ومصارحة لمعالجة أسباب العنف ودوافعه.
قال القارئ منصور سرحان: «مش عاوزين
مزايدات.. الدم اللى اتسفك دم مصريين، ودى قضية كل المصريين، ولازم نحاسب
المقصرين ويطلع وزير الداخلية ويقول إيه اللى بيحصل بالظبط».
وعلق قارئ ثان قائلاً: «دم الأقباط مش
رخيص، وكلنا متضايقين فعلاً من الحادثة عشان المصريين همّه اللى ماتوا بغض
النظر عن الدين، وما اعتقدش إن فيه مسلم أو مسيحى ما زعلش.. الحكاية مش دم
مسلم أو مسيحى.. الله يرحم أمواتنا ويصبّرنا».
وقال القارئ مجدى عبدالغنى: «مش الأمن
السبب.. عدم احترامنا لمصر هو السبب.. عدم احترامنا لبعض هو السبب..
الإهمال هو السبب.. البقاء لله».
وعلق «سعودى مخلص» بقوله: «نحن فى
المملكة سبق أن عانينا من هذا الإرهاب القذر والذى يشكل قمة الجبن والضعف..
حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه». وترحَّم قارئ آخر على شهداء مصر
قائلاً: «سلام وتحية للجميع، هل أدركنا الآن إلى أين المصير؟ متى ستنتهى
بدعة المسلم والمسيحى؟ زمان لم نسمع بهذا القول، الناس كلها إخوة متحابون..
فمتى ظهر هذا الكلام؟ الرد يجب أن يكون من المسؤولين وليس من رجل الشارع،
فيكفيه ما يتحمله لكسب لقمة العيش، فهل انتهت جميع مشاكل شعب مصر حتى نتفرغ
للتفرقة بين المسلم والمسيحى؟ أين تاريخ مصر؟ أين شعب مصر الأصيل؟».
وطالب «ياسر» بضبط النفس، قائلاً: «يا
إخوتى الأقباط حتى لو الفاعل مسلم فهو فى الحقيقة ليس مسلماً بل ليس
إنساناً، لأنه لا يوجد دين يحرض على القتل ولا يصح أن تأخذوا جميع المسلمين
بذنبه، فنحن نحبكم ونتعاطف معكم فى مصابكم الأليم وندعو الله أن يحفظكم
سالمين دائماً».
وقال «المصرى الأصيل»: «من مسيحى مصرى
لإخوانه.. أشكر جميع إخواننا المسلمين والمسيحيين فى الوطن على الوعى والحس
الرفيع بنوايا الإرهاب الذى لا يمت لأى دين بصلة، لقد كان المسيح ومحمد ــ
عليهما السلام ــ يعانون من أمثال هؤلاء الذين يقتلون الجسد، ولكن لا يمكن
لهم أن يقتلوا فينا حبنا لبعض مهما حاولوا باستماتة إشعال الفتنة فى هذا
البلد، والمصرى المسيحى بطبيعته محب للسلام ولا يرد على العنف بالعنف لأن
هذا ضد المسيحية والإسلام». وتابع: «إننا كيان واحد وكل منا على استعداد
للاستشهاد من أجل بلدنا فى أى وقت، وسبق لعائلتى أن قدمت شهيداً وهو ضابط
طبيب فى حرب أكتوبر، وسوف نحتفل بالعيد رغم أنف الإرهاب الأعمى وسوف أتلقى
معايدات إخوانى المسلمين فى العيد».
6 مشاهد من «مذبحة القديسين» بالإسكندرية
أحمد شلبي
مصطفي المرصفاوي
«ملابس
ممزقة تكسوها دماء الشهداء، نظارة محطمة، حافظة نقود، بقايا صحف ملوثة
بالدماء ومئات من رجال الأمن وهتافات لبعض الأقباط داخل الكنيسة».. هذا كل
ما تبقى على أرض الواقع فى موقع حادث كنيسة القديسين بمنطقة سيدى بشر.
«المصرى اليوم» رصدت تفاصيل اليوم الأول
من عام 2011، الذى حمل كارثة بشعة روعت كل المصريين، بانفجار فى أول 15
دقيقة من العام الجديد، ودماء وشهداء ونساء وأطفال يصرخون لفراق أحبائهم.
وانتهى اليوم وسط صحراء برج العرب، حيث آلاف الأقباط وعشرات المسؤولين
يودعون جثامين الضحايا إلى مقابرهم.
المشهد الأول:
داخل كل منزل فى مصر والعالم كله، كان
الجميع ينتظر أن تدق أجراس الساعة الثانية عشرة مساء، لتعلن عن ميلاد عام
جديد، كانوا يتمنونه قادما بفرحة وسعادة وسلام، بعدما قضوا عاما مليئا
بالأحداث الساخنة والمشاجرات والمشاحنات والمظاهرات والأزمات.
دقت الساعة الثانية عشرة مساء، وجاء عام
«2011»، وتوالت الاتصالات بين الجميع ليهنئوا بعضهم البعض، والأطفال
يرقصون والشباب يطلقون الصواريخ فى الشوارع، ابتهاجا بأولى لحظات العام
الجديد. لم يكن الأمر يختلف فى شارع خليل حمادة، بمنطقة سيدى بشر فى
الإسكندرية، هذا الشارع الذى يمتد لمسافة أكثر من كيلومتر، وملىء بالمحال
والمنازل.
الأهالى يقفون فى النوافذ ويتبادلون
التهانى، لا فرق بين مسلم ومسيحى، المنطقة يطلقون عليها «الجامع والكنيسة»،
نظرا لأن الشارع به مسجد يقابل الكنيسة، لا يفصل بينهما سوى 7 أمتار فقط.
المسلمون يصلون الجمعة أمام الكنيسة،
والمسيحيون يحتفلون وينتظرون بعضهم البعض أمام المسجد، «عم محمود» يتصل
بـ«عم ريمون»، جاره الذى يسكن فى الشقة المقابلة، ليهنئه بالعام الجديد.
المشهد الثانى:
عشرات المواطنين الأقباط، يخرجون من باب
كنيسة «القديسين»، بعد الصلاة، بعضهم ينتظر أقاربه أمام بابها، وآخرون
يركبون سياراتهم ويرحلون إلى منازلهم، الشارع مزدحم بالأقباط، فقط ضابط
شرطة و3 أفراد أمن، يقفون على جانب باب الكنيسة، وسيارات تنتظر على جانبى
الطريق، وفجأة تحول الشارع إلى صراخ وعويل وسيارة تطير فى الهواء وحريق
يلتهم السيارات ومواطنين يهرولون.
لا أحد يعرف شيئاً غير أن شيئاً انفجر
فى المواطنين والعشرات يسقطون على الأرض بين قتلى ومصابين، ومئات الأهالى
يساعدون فى إسعاف المصابين، ينقلونهم إلى مستشفى «مارمرقس»، الذى يبعد
أمتاراً قليلة عن مكان الحادث. سيارات الأمن والإسعاف والإطفاء تتوافد على
المكان، ورجال الشرطة يستغيثون برؤسائهم عبر «اللاسلكى»، أحدهم يقول: «يا
باشا فيه مصيبة هنا.. فيه انفجار حدث فى الكنيسة».
قيادات الأمن بدءاً من مدير الأمن، حتى
أصغر أمين شرطة، كانوا فى مكان الحادث بعد نصف ساعة تقريبا، أغلقوا الشارع
بـ«كردونات أمنية، ومئات المجندين يصطفون، وعشرات المواطنين مصابون بحالة
من الرعب وهم فى شرفات منازلهم، يمسكون بأطفالهم ويبكون من هول الكارثة،
ومئات من المواطنين، مسيحيين ومسلمين، يشاركون فى نقل الجثث والمصابين،
وسيارة إطفاء تحاول السيطرة على الحريق، الذى أمسك بـ3 سيارات كانت تنتظر
أمام الكنيسة».
المشهد الثالث:
البكاء لم يتوقف داخل الكنيسة بعد
الحادث، الآلاف من المواطنين الأقباط يهرولون إلى الداخل للاطمئنان على
ذويهم بعد علمهم بالخبر، ويشاركون فى سحب المصابين إلى الداخل، ظل هذا
المشهد حتى الرابعة فجرا، جميع المصابين والجثث انتقلت إلى المستشفى.
روايات كثيرة يطلقها كل من كان فى المنطقة وقت وقوع الحادث.
البعض يقول إن شخصا أوقف سيارة أمام
الكنيسة، انفجرت بعد دقائق، وآخرون يقولون إن ثلاثة أشخاص هبطوا من السيارة
وألقوا قنبلة أمام الباب، ومجموعة ثالثة تؤكد أن شخصا كان يرتدى حزاما
ناسفا فجر نفسه وسط المواطنين، أثناء خروجهم من الكنيسة، وفريق آخر يقول إن
شخصا ألقى قنبلة من شرفة المسجد المقابل للكنيسة.
جاءت الساعة الثامنة صباحا، ونقلت
سيارات الإسعاف جميع الجثث إلى المشرحة، وبعض المصابين ذوى الحالة الخطرة
إلى مستشفى باب شرق. وحاصرت قوات الأمن الشارع ومنعت الدخول إليه، فقط عمال
نظافة يكنسون حطام التفجير، وبقايا أشلاء جمعها رجال الطب الشرعى ونقلوها
إلى المستشفى. وشباب من الأقباط يتظاهرون، متهمين الأمن بالتقصير والتسبب
فى الحادث، وحاولوا الاعتداء على رجال الأمن، الذين ردوا بـ«القنابل
المسيلة للدموع».
المشهد الرابع:
داخل المستشفى روى عشرات المصابين
تفاصيل الحادث، الذين تنوعت إصاباتهم بين بتر وجروح وكدمات وحالات خطيرة،
تم إدخالهم غرفة العناية المركزة، وحالتان فقط تم نقلهما إلى القاهرة. قال
المصابون: «كنا خارجين من الكنيسة بعد أداء الصلاة، وخرجنا للاحتفال مع
أهالينا بعيد رأس السنة، وفجأة سمعنا صوت انفجار شديد، وشاهدنا سيارة تطير
فى الهواء، وأجساماً صلبة تصطدم بأجسادنا، ونيراناً تحيط بنا».
وأضافوا: «سقطنا على الأرض ولم نعرف ما
الذى حدث بعد ذلك، واستيقظنا فى المستشفى، وإلى جوارنا بعض أصدقائنا الذين
أصيبوا فى الحادث أيضا، وحاولنا أن نطمئن على بعض أفراد أسرتنا وأصدقائنا،
واكتشفنا أن بعضهم تحولت أجسادهم إلى أشلاء».
المشهد الخامس:
مئات الأقباط والمسلمين، ينظمون وقفات
ومظاهرات، معلنين وحدتهم الوطنية، شباب يسحبون إحدى السيارت المحطمة ويقفون
عليها فى منطقة مرتفعة بالشارع ويهتفون «يحيا الهلال مع الصليب» و«تعيش
مصر وحدة واحدة مسلمين وأقباطاً». ورغم غضب الأقباط فإن عدداً منهم شارك فى
المظاهرة، ورفعوا علم مصر، مرددين «لن يفرقوا بيننا»، وفى تلك اللحظة كان
النائب العام وصل مكان الحادث ليعاين المكان، لكنه لم يتمكن من البقاء غير 5
دقائق فقط، حتى رشقه قلة من شباب الأقباط الغاضب بزجاجات المياه.
أنهى النائب العام معاينته، وانصرف
مطالبا بالتحقيق العاجل فى الكارثة وضبط الجناة فى أسرع وقت، وبسبب غضب
العشرات من شباب الأقباط، صدرت تعليمات لبعض المسؤولين، الذين كانوا يرغبون
فى مواساة الأهالى والذهاب إلى مكان الحادث، بتأجيل الذهاب إلى هناك.
المشهد السادس:
كانت الساعة تقترب من الرابعة عصرا،
عندما تم تحديد كنيسة مارمينا، فى برج العرب، لتكون مكانا للصلاة على 13
قتيلاً، تم التعرف على جثثهم، ووفرت الكنيسة 15 أتوبيسا لنقل الأهالى إلى
الكنيسة، وخلفهم انطلقت 13 سيارة إسعاف فى مشهد مثير، سيارات الشرطة تحاصر
سيارات الإسعاف طوال الطريق، الذى يمتد لأكثر من 80 كيلو مترا.
وفى المنطقة الصحراوية، كانت مئات من
سيارات الشرطة تحاصر الكنيسة، الدخول بعد التفتيش الدقيق، وآلاف الأقباط
يتوافدون على المكان، وطوال الطريق انتشرت الخدمات الأمنية، وقيادات ووزراء
يحضرون بسياراتهم، التى كانوا يقودونها بأنفسهم، حتى وصلوا الكنيسة
ليقدموا واجب العزاء، من بينهم أحمد المغربى، وزير الإسكان، وعبدالسلام
المحجوب، وزير التنمية المحلية، والدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشؤون
النيابية، ومحافظ الإسكندرية اللواء عادل لبيب. آلاف الأقباط يتظاهرون داخل
الكنيسة، قبل وصول الجثث، مطالبين بخروج المحافظ من الكنيسة، وعدم
استضافته بداخلها، إلا أن قيادات الكنيسة تدخلت ونجحت فى تهدئة المواطنين.
مشهد جنائزى مهيب شاهده الآلاف عندما استخرجوا الصناديق وبها الجثامين من
سيارات الإسعاف. وساعة تقريبا قضاها الأهالى يبكون على القتلى. وانتهى
اليوم الأول من العام أمام المقابر وعودة الأهالى إلى منازلهم يستعيدون
أحداث يوم لن تنساه ذاكرتهم.
مصادمات بين الأمن ومتظاهرين أقباط في أسيوط
أسيوط
ممدوح ثابت
وقعت مصادمات بين عشرات الأقباط وقوات
الأمن في قرية «العزية» التابعه لمركز منفلوط بأسيوط، وخرجت المظاهرة
للتنديد بتفجير الإسكندرية الذي وقع ضحيته 22 قتيلا.
وندد المتظاهرون الأقباط ، بالإجراءات التي تتبعها الدولة لحماية الاقباط في مصر.
كان عشرات الأقباط، تظاهروا في شوارع
القرية بعد أدائهم للصلاة في قداس الأحد، وحاولوا الوصول للطريق السريع،
لكن قوات الأمن فرضت كردوناً أمنياً حول مداخل ومخارج القرية.
وأكد مصدر أمني، أن قوات الأمن قامت بالقاء القبض على عدد من الشباب الأقباط المتظاهرين.
تحقيقات «مذبحة الإسكندرية»: الاشتباه فى 15 أجنبياً دخلوا مصر فى ديسمبر والشهود يدلون بأوصاف المتهم
أحمد شلبي
نبيل أبو شال
ناصر الشرقاوي
كشفت تحقيقات النيابة فى حادث التفجير
الإرهابى بالإسكندرية عن مفاجآت مثيرة، حيث تبين من تشريح جثث الضحايا أن
القنبلة المستخدمة بدائية الصنع، بعد عثور الأطباء داخل الجثث على «صواميل
ومسامير وأجسام صلبة»، ورجح مصدر أمنى أن تكون من مكونات القنبلة.
وارتفع عدد ضحايا الحادث إلى 22 شهيداً، بعد الإعلان رسمياً الأحد، عن وفاة المصاب رزق عادل.
وذكرت التحقيقات أن جهات أمنية طالبت
سلطات المطارات والموانئ المصرية برصد وصول أى مشتبه به خلال الشهر الماضى،
وأفادت بأن الأجهزة الأمنية سلمت، ظهر الأحد، قائمة بـ15 أجنبياً دخلوا
البلاد خلال ديسمبر. واستعجلت النيابة تقارير إدارة المرور عن بيانات 13
سيارة، كانت موجودة فى موقع الحادث، واستمعت إلى أقوال عدد من الشهود
والمصابين، الذين أدلوا بأوصاف دقيقة لشخص يشتبه أنه كان وراء التفجير،
وقالوا إنه شخص يصل طوله إلى 180 سنتيمتراً، حليق الذقن والشارب، ويبلغ
عمره 40 سنة تقريباً أبيض البشرة، يرتدى نظارة طبية، وبلوفر أزرق أسفله
قميص فاتح اللون، كما أجمع الشهود على وجود انفجارين، كان الأول فى الساعة
الثانية عشرة و15 دقيقة وكان الثانى بعده بـ5 دقائق.
من جانبه، قال اللواء عدلى فايد، مدير
الأمن العام، فى اجتماع اللجنة المشتركة لمجلس الشعب، الأحد، إن الخدمة
الأمنية على كنيسة القديسين تتكون من ضابط و4 أفراد، وتم تعزيزها ليلة رأس
السنة بضابطين آخرين و8 أفراد، لكن أجهزة الأمن لا يمكنها منع العمليات
الانتحارية تماماً.
مجهول ينشئ صفحة على «فيس بوك» ويعلن انتحاره وتعريض أبرياء للخطر قبل ساعتين على حادث الإسكندرية
عمر الهادي
محمد أبو العينين
أثارت صفحة تحمل عنوان «أول حادث انتحار
فى 2011» على موقع «فيس بوك» الإلكترونى جدلاً واسعاً خلال الساعات
الماضية، حول علاقة مؤسس الصفحة المجهول بحادث تفجير كنيسة القديسين فى
الإسكندرية.
كان مؤسس الصفحة، الذى تعهد بتناول السم
ثم إحراق نفسه مع بداية العام الجديد، قد ترك تعليقاً مساء الجمعة الماضى
يسأل فيه أعضاء الموقع: «أعرض ناس أبرياء للخطر ولاّ أموت؟»، وقال فى
الساعة العاشرة و6 دقائق: «خبر الحادثة بعد ساعتين بالظبط هتشوفوه.. سلام»،
وهو الموعد نفسه الذى شهد حادث التفجير.
وجذبت الرسالة الأخيرة لصاحب الصفحة،
الذى لم يظهر بعد ذلك، نحو 2600 تعليق يتجادل أصحابها بشأن إمكانية تورطه
فى حادث الإسكندرية أو اعتباره مجرد شخص عابث يريد إثارة الانتباه.
كانت الصفحة قد تأسست فى 29 ديسمبر
الماضى، وأعلن صاحبها أنه ينوى الانتحار فى رأس السنة يوم 31، وقال: «مش
لاقى شغل كويس ولا مرتب كويس ولا عارف أتجوز، ومش عارف أعمل إيه، أنا قررت
خلاص أموت وأرتاح».
وأضاف، فى رسالة أخرى: «ليست لدىّ أى
علاقات نسائية ولا مشاكل جنسية ولا أشرب المخدرات، وأقدمت على هذه الفعلة
ليأسى الكامل من الحياة الكريمة».
وزعم مؤسس الصفحة فى تعليقاته أنه خريج
كلية الإعلام بجامعة القاهرة، وقال إنه زار مكتبة الجامعة صباح يوم الجمعة،
وفكر فى الانتحار أمام عجلات المترو أثناء ذهابه، لكن القطار وصل بسرعة.
واستكمالاً لمسلسل الغموض، ظهرت على
موقع «فيس بوك»، صباح الأحد، صفحة أخرى تحمل عنوان «ثانى حادث انتحار فى
2011»، وقال مؤسسها المجهول أيضاً: «المرة دى بطريقة مختلفة، مش هيحصل
بسببى أى فتنة زى اللى حصلت فى أول حادث، لكن الكل هيكون مبسوط، و99.9% من
المصريين هيتولدوا من جديد بسببى، وهيفضل اسمى موجود فى كل حتة حتى لو بعد
100 سنة».
إصابة 17 من الأمن و5 أقباط وتحطيم 7 سيارات في مصادمات أمام كاتدرائية العباسية
مصطفى بهجت
الألمانية د.ب.أ
أصيب 17 من أفراد قوات الأمن المركزي
وخمسة من المتظاهرين الأقباط في مصادمات وقعت مساء الأحد خلال تظاهرات
نظمها المئات من الأقباط أمام الكاتدرائية المرقسية بحي العباسية على خلفية
تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية ليلة رأس السنة الميلادية، وحطم
المتظاهرون الغاضبون عدة سيارات حاولت المرور في الطريق أمام الكاتدرائية.
وردد المتظاهرون هتافات ضد الحكومة لدى
دخول عدد من الوزراء والمسؤولين الكاتدرائية لتقديم واجب العزاء للبابا
شنودة، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
ولم يستجب المتظاهرون لمطالب رجال الدين
بالتهدئة، فيما تواجدت قيادات أمنية عليا على رأسهم اللواء إسماعيل
الشاعر، مدير أمن القاهرة، وطالبوا البابا شنودة بالتعبير عن غضبه لما حدث
للأقباط وأعلنوا رفضهم تلقى العزاء من المسؤولين والمسلمين في ضحايا
التفجير الذي تعرضت له كنيسة القديسين بالإسكندرية.
وشهدت المنطقة مظاهرة أخرى صغيرة
للأقباط بجوار الكاتدرائية غير أن قوات الأمن حاولت تحريكهم للانضمام
للمظاهرة أمام الكاتدرائية لعدم توسيع نطاق المظاهرات، فقام المتظاهرون
بالاعتداء بالعصي والزجاجات الفارغة والصلبان التي كانت معهم على قوات
الأمن مما دفعها إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع، وتمكنت قوات الأمن من
دفعهم إلى داخل ساحة الكاتدرائية، فيما حطم المتظاهرون أتوبيس نقل عام و6
سيارات تصادف وجودها في المنطقة، ووقعت بعض المناوشات بين أصحاب المحال
التجارية في أحد الشوارع الجانبية والمتظاهرين.