لمحات مضيئة من حياة
الراهبة المتنيحة كيريه اسكندر
رئيسة دير مارجرجس للراهبات بمصر القديمة
مقدمة
"ثم رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحر لا يوجد فيما بعد .. من يغلب يرث كل شىء وأكون له إلها وهو يكون لى ابنا". (رؤيا 21 : 1 ، 7)
هذا هو لسان حال الأم كيريه وشهادة السماء عنها بعد انتقالها من العالم ، عالم غربة الجسد وطريق الأرض كلها ، قالت مع الرسول العظيم بولس "جاهدت الجهاد الحسن. أكملت السعى. حفظت الإيمان وأخيرا وضع لى إكليل البر". كانت الأبدية بكل أمجادها وملكوت السموات هدفها الرئيسى ، وعاشت غربة الجسد كعربون لهذه الحياة الأبدية السعيدة ، من أجل هذا سلكت طريق الجهاد مع كل لحظة مغتنمة كل فرصة لأجل خلاصها بخدمة إلهها الذى أحبته كل الحب ، ولأجله خدمت أيضا أحباؤه وعبيده. وهنا نرى فيها تحقيقا لقول أحد الحكماء "سأعيش فى هذه الدنيا مرة واحدة ، فكل خير أستطيع أن أفعله وكل مساعدة يمكن أن أقدمها لإنسان لابد أن أفعلها الآن دون تأجيل أو إهمال ، لأننى لن أمشى فى طريق هذه الحياة إلا مرة واحدة".
أطاعت الأم كيريه الوصية بالروح القدس بكل أمانة ، كما قال سفر الجامعة "فلنسمع ختام الأمر كله : اتق الله واحفظ وصاياه لأن هذا هو الإنسان كله" (جا 12 : 13) أحبت الفضيلة فأحبتها الفضيلة وعملت فيها وعطرت سيرتها الطاهرة ، كما سنرى من خلال ما يلى من سيرتها الطاهرة.
بالحقيقة هذه هى حياة كل الغالبين المنتصرين من الشهداء والقديسين .. كانت الأبدية هى الهدف ، أما عن غربة الجسد فالجهاد والتعب دون كلل أو ملل هو طريقهم. فنفذوا وصية الكتاب ودخلوا من الباب الضيق ، كان لهم الإيمان حصنا فإجتازوا كل صعاب وضيقات هذا العالم بحياة التسليم الكامل دون أدنى شك أو قلق فغلبوا كقول الكتاب المقدس "وهذه هى الغلبة التى تغلب العالم ايماننا" (1 يو 5 : 4).
أعنا ياربنا يسوع المسيح إلهنا القدوس لكى نسير فى هذا الدرب المقدس طريق قديسيك وأبرارك الذين كملوا أتعاب فضائلهم بالإيمان ، ولنسرع فى طريق جهادهم وصبرهم ناظرين الى رئيس الإيمان ومكمله إلهنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد الذى وعده صادق وأمين "أنا هو لا تخافوا" .. "ثقوا أنا قد غلبت العالم" ... "ها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر".
أطلب من الرب عنا يا أمير شهدائنا وشفيع الدير، الطاهر القديس العظيم مارجرجس ليغفر لنا خطايانا.
أطلبى من الرب عنا يا قديسة المسيح الأم كيريه أمام العرش الإلهى التى تتمتعين به ليعيننا الرب ويكمل أيام غربتنا فى خوفه ويغفر لنا خطايانا.
أطلب من الرب عنا يا أبانا المحبوب القديس الطاهر البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث لكى يغفر لنا خطايانا .. ليديم الرب لنا قداستكم سنين عديدة وأزمنة سالمة هادئة مديدة.
أحفظ لنا يارب حياة حبيبتك الغالية رئيسة ديرنا العامر أمنا يؤانا الساهرة عنا لسنين عديدة ملؤها النجاح والسلام وعوضها عن أتعاب محبتها لأجل مجد إسمك القدوس .. وأقبل صلوتها من أجلنا.
13 أغسطس 1991م ... تذكار البشارة بميلاد السيدة العذراء مريم والدة الإله.
7 مسرى 1707 للشهداء الأطهار ... تذكار نياحة أمنا كيريه اسكندر