منتدى الملاك

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الملاك

لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد.أمين +++عمانوئيل إلهنا وملكنا

عزيزى الزائر اذا اعجبك موضوع بالمنتدى يمكنك
أن تضغط على زر أعجبنى اعلى الموضوع
عزيزى الزائر ان اعجبك موضوع يمكنك ان تكون اول من يشاركه لاصدقائه على مواقع التواصل مثل الفيس بوك والتويتر بالضغط على زر شاطر اعلى الموضوع

    جيش الاسلام الفلسطينى ... مقدمه عنه وتكوينه وسياساته

    Admin
    Admin
    Admin


    رقم العضوية : 1
    البلد - المدينة : cairo
    عدد الرسائل : 7832
    شفيعك : الملاك ميخائيل
    تاريخ التسجيل : 30/06/2007

    cc جيش الاسلام الفلسطينى ... مقدمه عنه وتكوينه وسياساته

    مُساهمة من طرف Admin الإثنين 24 يناير 2011 - 10:13

    "المنهج
    السلفي غير مقتصر على قطاع غزة، وإنما موجود في كل مكان بفلسطين، بغير
    ترخيص لمزاولة المهنة، حتى في قلب تل ابيب وواشنطن ولكن ساعة التحرك
    والانطلاق خاضعة لتقدير رجاله، وقدرتهم على المواجهة والتصريح به في وجه
    الطواغيت"، بهذه الكلمات وصف الشيخ "أبو عمر الأنصاري" احد زعماء جماعة جيش
    الإسلام، الجماعة السلفية الأكثر تشددا وقوةً في قطاع غزة.
    جيش الاسلام الفلسطينى ... مقدمه عنه وتكوينه وسياساته 92188
    ابراهيم قنن في لقاء مع أبو عمر الانصاري

    وأكد
    الانصاري على استقلالية جماعته في ذاتها وكينونتها ومنهجها، "لها سبيلها
    وآليتها للوصول لهدفها المنشود، وكذلك الأمر بالنسبة لتنظيم القاعدة له
    رؤيته وسياسته، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الجهادية عموماً وفلسطين
    خصوصاً".

    وبشأن
    علاقة "جيش الإسلام" في غزة بتنظيم القاعدة العالمي الذي يتزعمه اسامة بن
    لادن، أوضح الانصاري أن "طبيعة العلاقة مع القاعدة لا تنحصر في العلاقات
    المادية أو الاتصالات المباشرة أو غير المباشرة، وإنما علاقة معنوية أكثر
    منها مادية".

    وقال:
    "إن الرجال الذين يحملون الفكر السلفي في قطاع غزة، تعرضوا للقتل والسجن
    والتضييق عليهم بالإقامة الجبرية أو المطاردة أو الإرهاب والتهديد، وقد
    أحيكت ضدهم المؤامرات والتحالفات".

    وأضاف
    أن معظم العلماء الذين يعتمد عليهم التنظيم السلفي في منهجه، إما قتلوا أو
    أسروا أو تشردوا ويطاردون، "وسجون الطواغيت ملآى بهم".

    ورأى
    الأنصاري أن "التنظيمات الفلسطينية جميعاً لها تاريخ إنتاج وبلد منتج
    وممول، ولها تاريخ صلاحية، وقد انتهى أكثرها وأصبحت من التاريخ".

    ووصف
    الأنصاري "كل من يعقد الهدن مع اليهود قبل تحرير المقدسات وإنهاء الاحتلال
    وإخراج الأسرى من السجون، بحارس للعدو موالٍ لليهود والنصارى، بلباس حامي
    الحمى وناصر الدين، والجيوش العربية على الحدود تشهد بذلك".

    وأضاف ابو عمر الانصاري "ان التفجيرات التي تحدث بغزة، هي عمليات
    سياسية بالدرجة الأولى مهمتها الأساسية خلق حالة فوضى أمنية أشبه بقانون
    الطوارئ لاستئصال أصحاب المنهج السلفي(..) وممارسات وسلوك حماس على الارض
    ينبع من فهمها للحكم السياسي الأمني وفق قانون الطوارئ- غير المعلن".

    وحول
    نظرة جماعة جيش الإسلام للأجانب الذين يدخلون قطاع غزة قال الأنصاري: ان
    جماعته تفرق بين من "يمارس الأعمال الحربية والتجسسية، أو يرسخ مفاهيم
    الديمقراطية وبين من يأتي خادماً للمسلمين (..) ونحن لسنا مسؤولين عن
    حمايتهم، كما أنّا لا نسعى لطردهم أو ترحيلهم، فهم ما جاؤوا بأمرنا، ولا
    أخذوا إذننا، ولم تشملنا تحالفات أو معاهدات أو اتفاقيات، ولم ندخل معهم من
    قبل في حالة حرب ولا سلم أيضاً".

    وقسّم
    الانصاري المسحيين في قطاع غزة لفريقين، "الأول: لا يضر المسلمين ولا
    يظاهر عليهم، فهذا يعيش آمناً مطمئناً كما كان سلفاً، فهذا باق على حكمه
    الأول، والثاني: فريق ركب مركب الخيانة والعداء للمسلمين ويسعى لنشر
    الرذيلة والإلحاد والكفر، فهذا قد تبرأ منه نصارى غزة قبل المسلمين".

    بعد
    أكثر من الشهر من التقصي والبحث عن قادة هذه الجماعة الذين يتوارون عن
    الأنظار في قطاع غزة، استطاعت وكالة "معا" الوصول إلى معقل الجماعة التي
    تعد من أكثر الجماعات السلفية عدةً وعتادً ورجالاً، والالتقاء بعدد من قادة
    التنظيم السلفي، الذين ابدوا حذراً كبيرا في الإجابة على كل سؤال وجه
    إليهم خلال حوار طويل طرحت خلاله العديد من القضايا الهامة.
    جيش الاسلام الفلسطينى ... مقدمه عنه وتكوينه وسياساته 92184
    س: جيش الإسلام، ماذا يعني؟ من أنتم؟ ما هي أهدافكم ؟ وكيف تعرفون عن أنفسكم؟

    -
    جيش الإسلام، جماعة إسلامية مقابل الكفار من اليهود والنصارى، سنية مقابل
    الشيعة، سلفية مقابل الصوفية، ليس لها منتج أو مؤسس ولا تاريخ إنتاج ولا
    انتهاء، تستمد الفهم والتطبيق من النص، قرآن وصحيح سنة بفهم سلف الأمة.

    وأما
    الهدف، فعلى شقين، الأول: دعوي، وهي مهمة الأنبياء والرسل، والتي من أجلها
    أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، أساسها التوحيد ونبذ الشرك، والكفر بما سواه
    من أشخاص أو معتقدات باطلة، أو قوانين جاهلية، أخرج البخاري عَنْ ابْنِ
    عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
    عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى
    الْيَمَنِ قَالَ: "إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ
    فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ".

    الثاني:
    جهادي، لا يتبع الدعوة ولا يسبقها ولا ينفك عنها، فكل من أقر بالإسلام
    والتوحيد وكفر بما سواه فهو من المسلمين له ما لهم، وعليه ما عليهم، فمن
    أبى وعاند قوتل، أخرج مسلم بلفظه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ
    اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ
    النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيُؤْمِنُوا
    بِي وَبِمَا جِئْتُ بِهِ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي
    دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى
    اللَّهِ)، فكل من لم يؤمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤمن بما جاء
    به التزاماً وتطبيقاً وحكماً وقضاءً وجب قتاله، قال تعالى: "قَاتِلُوا
    الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا
    يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ
    الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ
    عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" [التوبة 29].

    وأما
    الدنيا فلا حظ لها في قلوب الموحدين وقد عرض الملك بالشراكة أو الانفراد
    أو المال على رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فأبى حكماً منتقصاً، يوهب من
    الأعداء، ودعاهم لكلمة التوحيد يملكون بها العرب وتدفع لهم العجم بها
    الجزية.

    في
    مقابلة سابقة مع أحد قادة الجماعات السلفية تحدث عن أن أعداد الذين يحملون
    الفكر السلفي الجهادي يناهز 11 ألف، ما رأيكم لهذا الرقم؟ وهل بالفعل هناك
    ازدياد للجماعات السلفية؟

    القائل
    أعلم بما يقول، والأعداد لا تغني عن الحق شيئا، إذ إنهم يستمدون قوتهم من
    الحق الذي معهم، ومن إيمانهم بنصر الله، و"كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ
    غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ"، هذا كمنهج جهادي.

    أما
    كمنهج دعوي، فالفضل لله وحده أن المنهج السلفي قد أزاح بقوته وصدقه
    المناهج الباطلة من دونه، ولما عجز الخصوم عن محاججته بالدليل والبرهان
    لجئوا لقتل رجال التوحيد أو سجنهم، أو التضييق عليهم بالإقامة الجبرية أو
    المطاردة أو الإرهاب والتهديد، وعلى العموم فقد حاكوا لهم المؤامرات،
    وأنشئوا من أجلهم التحالفات في سبيل تمرير الأفكار الديمقراطية الحادثة
    والتي تخالف الإسلام جملة وتفصيلاً.

    وأما
    تزايد العدد فلا يكشف سراً من يذيعه، فقد شهد بأكثر من ذلك الموافق
    والمخالف، ولا يهزمه شدة العداء ولا تكالب الأعداء، ولولا شدة الحرب عليهم
    من جميع الخصوم، قتلاً وأسراً وتشريداً، لكان لهم الظهور الواضح على
    الساحة، ولكن الله يفعل ما يشاء.

    ما هو مدى ارتباط جيش الإسلام بتنظيم القاعدة؟

    يرتبط
    جيش الإسلام عموماً مع المسلمين بصفة الجزء من الكل، أخرج ابن ماجه وصححه
    الألباني عن أنس قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ
    فِرْقَةً وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ
    فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ).

    وهو
    بهذا لا يخرج عن الجماعة المسلمة في نصرة أو حماية أو جهاد، في وجه أعداء
    الأمة من اليهود والنصارى والروافض، في الشيشان أو أفغانستان أو العراق أو
    الصومال، لذلك فأي تحالف لا يضيف على أصل التناصر والتناصح شيئاً.

    أما
    الارتباط التنظيمي فجيش الإسلام جماعة مستقلة في ذاتها وكينونتها ومنهجها،
    لها سبيلها وآليتها للوصول لهدفها المنشود، وكذلك القاعدة لها رؤيتها
    وسياستها، خصوصاً فيما يتعلق بالقضايا الجهادية عموماً وفلسطين خصوصاً.

    ما هي طبيعة العلاقات مع الجماعات السلفية الأخرى؟ ولماذا لا تتوحد، خاصة وأنكم تحملون فكراً ومنهجاً واحداً؟

    الجماعات
    التي تنتسب للمنهج السلفي لكل منها سبيل للوصول للمتفق عليه، ولكن النظر
    بعين الواقع يضفي أثره على الجماعات، بين متقدم يزرع، وبين متصبر يجني
    ويبني.

    قيل
    إن جيش الإسلام وكتائب التوحيد والجهاد من أكثر الجماعات السلفية تشدداً،
    هل هذا صحيح؟ وهل صحيح أن جيش الإسلام يؤمن بالتغيير بالقوة؟ ما هو ردكم؟

    الحكم
    على الشئ فرع عن تصوره، لذلك فمن لا يفهم الإسلام فهماً صحيحاً، ولا يُحسن
    استيعاب وإدراك المنهج السلفي إدراكاً سليماً، يرى الوقائع بغير جوهر
    الحقائق، فالإسلام كلٌ لا يقبل الانقسام، ومن قسّمه إلى متشدد وما دونه فهو
    المفتون بحضارة الغرب، من ديمقراطية وحريات، أو هو المسارع في الكفر يردد
    كلام الكفار بصياغة إسلامية، وبلسان عربي مبين.

    واستخدام
    القوة عموماً له شروطه وضوابطه الشرعية، وخير من يوازن بين الرحمة والقوة
    هم رجال المنهج السلفي، والأصل في التعامل مع المسلمين الرحمة والتسامح
    والصبر، دون تكليفهم ما لا يطاق، ولا تحميلهم ما لا يستطيعون، وتعامل
    الرسول صلى الله عليه وسلم مع المسلمين والكافرين على السواء هو منهجنا
    وسبيلنا.

    أخرج
    مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (كُلُّ
    الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)، وفي
    الصحيحين عن ابن عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
    صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ
    لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ)، ومع ذلك فلا حرمة لمفسد في الأرض يسعى
    لإفساد الأمة بفجوره، وهذا هو حد الوسطية على وجهها الصحيح، لا كما يدعيها
    المبطلون.

    على
    من من العلماء تعتمدون؟ هل لديكم مشايخ هنا في فلسطين وفي الخارج؟ من أهم
    العلماء الذين تعتمدون عليهم وتقرؤون كتبهم وفتواهم، وتستمعون لنصائحهم
    (طبعاً في الخارج)؟

    لا
    يعتمد المنهج السلفي على ذوات الرجال ولا على أفهام المشايخ كما هو الحال
    عند الفرق الأخرى، بل يُعرض العلماء وأقوالهم على ميزان الشرع، فما وافقه
    أُخذ به، وما خالفه رُد على قائله كائناً من كان.

    لذلك
    فالأصل في الفهم أن يكون بصريح الكتاب وصحيح السنة بفهم السلف الصالح،
    والاسترشاد في النوازل بالعلماء المعتبرين، وكلما كان العالم بعيداً عن
    أبواب السلاطين ورواتبهم ومناصبهم، كان أقرب للحق، ومن كان مستناً فليستن
    بمن مات، فإنه قد أمنت فتنته.

    أما
    العلماء المعتمدون في المنهج فأغلبهم بين قتيل أو أسير أو شريد طريد،
    وسجون الطواغيت ملآى بهم، لقولهم الحق وثباتهم عليه، فرج الله كربتهم.

    يقول البعض أنه لن يكون بمقدوركم أن تكونوا بديلاً عن التنظيمات الفلسطينية الأخرى؟ ما هو تعقيبكم؟

    قال
    تعالى: "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا
    هُوَ زَاهِقٌ"، لذلك فالإسلام ما جاء بديلاً عن الجاهلية، ولا هو أطروحة
    ضمن الأطروحات البشرية التي تقبل الأخذ والرد، بل مجرد وجوده يُزيل الباطل
    ويدحضه، والتنظيمات الفلسطينية جميعاً لها تاريخ إنتاج وبلد منتج وممول،
    لذلك فلها تاريخ صلاحية انتهى أكثرها بناءً عليه إلا في ذاكرة التاريخ،
    وهذا حال كل مخالف لدين الله ومنهجه.

    هل أنتم مستمرون بالمقاومة؟ أم ملتزمون بالهدنة غير المعلنة؟

    لا
    يعرف الإسلام المقاومة بمفهومها الحديث، وإنما شرع الله الجهاد في سبيله،
    دفاعاً عن دينه ورفعاً لراية التوحيد في الأرض، ـخرج البخاري عَنْ أَبِي
    مُوسَى قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
    وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا الْقِتَالُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
    فَإِنَّ أَحَدَنَا يُقَاتِلُ غَضَبًا وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً فَرَفَعَ
    إِلَيْهِ رَأْسَهُ قَالَ وَمَا رَفَعَ إِلَيْهِ رَأْسَهُ إِلَّا أَنَّهُ
    كَانَ قَائِمًا فَقَالَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ
    الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ".

    أما
    المقاومة فترتبط بالحدود الجغرافية وتنتهي بتحرير أمتار من الأرض،
    ويتقاسمه بعد ذلك المخلفين من الرجال، وهذا ليس من الإسلام في شئ بل هو
    تكديس وتكريس لاتفاقية سايكس بيكو، واعتراف بالحدود، وهذا ما لا يعترف به
    الإسلام، الذي يسعي لتعبيد العباد لرب العباد، وإخراجهم من جور الأديان
    والسلطان وإدخالهم في عدل الإسلام.

    أما
    الهدنة فلا يجريها على المسلمين إلا المخول منهم بعقدها، حسب أصول الشرع
    وقواعده، وليس على ميزان الأحزاب والفرق ومصالحها الخاصة، هذا في حق أي بلد
    إلا فلسطين لأنها وقف إسلامي، إذ إنها غير مملوكة للفلسطينيين من دون
    المسلمين، لذلك فلا يحق للفلسطينيين التكلم باسمها لا بالأصالة ولا
    بالنيابة ولا بالوكالة.

    ومن
    شاء أن يعقد الهدن مع اليهود قبل تحرير المقدسات وإنهاء الاحتلال وإخراج
    الأسرى من السجون، إنما هو حارس للعدو موالٍ لليهود والنصارى، بلباس حامي
    الحمى وناصر الدين، والجيوش العربية على الحدود تشهد بذلك.

    يتهم البعض الجماعات السلفية باستغلال غزة للانطلاق منها، لماذا لم نسمع عنكم في الضفة والقدس والداخل؟

    أما
    بالنسبة لتواجد المنهج فإنه موجود في كل مكان بغير ترخيص بمزاولة المهنة
    حتى في قلب تل أبيب وواشنطن، ولكن ساعة التحرك والانطلاق خاضعة لتقدير
    رجاله، وقدرتهم على المواجهة والتصريح به في وجه الطواغيت، ومع ذلك فغزة
    ليست حكراً على هذا أو ورثها ذاك عن آبائه وأجداده، ليسوسها بهوى حزبه.

    أما
    السماع بالمنهج، فيأتـي بغتة كما استيقظ العالم يوماً على المجاهدين في
    الشيشان أو أفغانستان أو العراق أو الصومال أو غزة، برغم الحرب المنهجية
    الصهيوصليبية المباشرة، أو غير المباشرة عبر دعم الإسلامي السياسي.

    تتهمكم بعض الجهات بتنفيذ عمليات تفجيرية كاستهداف (محلات انترنت، كوافير وغيرها) كيف تردون على ذلك؟

    التفجيرات التي كانت وما زالت، هي عمليات
    سياسية بالدرجة الأولي مهمتها الأساسية خلق حالة فوضي أمنية أشبه بقانون
    الطوارئ المنفذ في كثير من البلاد العربية، والذي يخدم سياسة أفراد يستغلون
    الوضع المتوتر لتنفيذ سياسة الاستئصال المنهجي على ناحيتين:

    الأولى:
    التفجيرات تهيئ الأوضاع والنفسيات وهي فرصة مناسبة لمحاربة المنهج السلفي
    ورجاله قتلاً أو أسراً أو تشريداً بحجة تعزيز الأمن وسيادة القانون، وما
    نحن فيه منذ شهور ليس من الأمر ببعيد.

    الثاني: تحكمهم بآلة الإعلام، يساعدهم على ترويج نظرية العنف السلفي، ليظهر (النصف إسلام) على أنه الإسلام المعتدل، والإسلام الوسطي.
    وهي
    رسالة واضحة المعالم للغرب أنهم لا يؤمنون بالتشدد، وأنهم معهم في محاربة
    الإرهاب، ويؤمنون بالديمقراطية والتغيير السلمي حسب تعبيرهم.

    المعروف عن الجماعات السلفية الجهادية المؤيدة للقاعدة بأنها جماعات متشددة ومتطرفة ؟ هل هذا صحيح ؟ كيف تقيمون علاقاتكم بالمجتمع؟

    لسنا
    بصدد تقويم منهج أو أفعال القاعدة سلباً أو إيجاباً، بيد أن التوصيف
    الصحيح لا يؤخذ من الخصوم، وتقسيم الإسلام لأقسام وأنواع إنما هو مستمد من
    التفكير الفلسفي والحداثي للمسيحية الكنسية، أما الإسلام فلا ينقسم، فهو
    إما حق كامل مستمد من الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وإما ضلال كامل مستمد
    من آراء وأفهام الرجال، هذا هو الفارق، مع أن ترك الإسلام وركوب مركب
    الحداثة لا يعني التطور لزوماً، بل هو انجرار خلف أقيسة وعقول رجال بلا
    دين، فلينظر العاقل "أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ
    نَدِيًّا".

    أما
    المجتمع فهو على أقسام والتعامل مع كل قسم حسب الشريعة الإسلامية، فلا
    يستوي في حكم الشرع المسلم والكافر، ولا الموحد والملحد، ولا العالم مع
    العوالم، لكل حاله، ولكل حال مقاله، حتى العصاه من المسلمين لا يستوون في
    الأحكام، فلا يستوي الفاسد والمُفسد، مع استوائهم في وجوب نصرتهم ودعوتهم
    وهدايتهم باعتبار أصل الإسلام الذي فيهم.

    كيف تنظرون لمستقبل العلاقة مع حركة حماس وحكومتها؟

    المذكورة
    كحركة وحكومة انتهجت النهج الديمقراطي حسب الطريقة العربية للممارسة
    الديمقراطية، وسارت في ركب السياسة التي أغرقتها فيها الانتخابات، لذا فلم
    يعد مستغرباً منها أي ممارسات أو سلوك ينبع من فهمها للحكم السياسي الأمني
    وفق قانون الطوارئ- غير المعلن- ، وسياستها العامة في التعامل مع المسلمين
    الناصحين والداعين لحكم الله ورسوله لأوضح برهان على منهجها وقناعاتها
    الذاتية.

    ما هي مآخذكم الشرعية والسياسية والميدانية على الحكومة بغزة؟

    أما
    المآخذ الشريعة فإنها تستعصي على العد، ولو لم يكن إلا تنحية شرع الله،
    وتحكيم كتابه، مع الحكم بالقانون المستمد من قوانين الفرنسيين والانجليز،
    لكفى.

    أما
    المآخذ الميدانية والاجتماعية فيكفي مقارنة حال الكافرين في غزة، مع حال
    المسلمين المسجونين والمطاردين والملاحقين أمنياً ناهيك عن المقتولين أو
    المعاقين، وقد مر على سجن العديد من الموحدين بلا ذنب ولا تهمة بل ولا
    احتكام لقانونهم، أكثر من ثلاثة أشهر، في الوقت الذين ينعم فيه بالرفاهية
    كل كافر وعاهر وداعر على حساب المسلمين المساكين والذين يعيشون بحالة رق
    عصرية (ببرنامج عمل مقابل غذاء)، يُعرضون صباحاً ومساءً للبيع في أسواق النخاسة والشحاذة على الموائد العربية والغربية، لمن يدفع.

    وأما
    السياسة فهم يسيرون على نهج أسلافهم في مراهنتهم على الانقسام العالمي، أو
    تغير الحكومات، أو المبادرات العربية أو قرارات الأمم المتحدة، لذا فلا
    داعي لاستعجال الانكشاف السياسي، والذي سيودي بالقضية الفلسطينية عموماً
    إلى الحضيض، وأعظم به من دليل الاكتفاء بغزة، وخداع الجماهير بالمظاهرات
    السلمية والتي لا تختلف عن المقاومة الشعبية أو السلمية الممارسة في
    (الضفة) أو الدول العربية على حد سواء.

    كيف تنظرون للحكومة بغزة والحكومة برام الله، النظرة لـ (عباس، وهنية) باعتبارهما ولي أمر؟

    الولاية
    الشريعة تستمد وجودها من الشريعة الإسلامية، وليس من الانتخابات الشعبية،
    وهذه الولاية لها شروطها الشرعية، منها المتفق عليه كاشتراط القرشية في
    الإمام، وأن ينصبه أهل الحل والعقد من فضلاء وعقلاء المسلمين، فإذا تعذر
    إقامة الإمارة الإسلامية على منهج النبوة، قال علي بن أبي طالب رضي الله
    عنه: "لا بد للناس من إمارة برة كانت أو فاجرة، فقيل: يا أمير المؤمنين هذه
    البرة قد عرفناها فما بال الفاجرة؟ فقال: يقام بها الحدود، وتؤمن بها
    السبل، ويجاهد بها العدو، ويقسم بها الفيء)

    كيف
    تنظرون للأجانب الذين يدخلون الأراضي الفلسطينية (صحفيين، منظمات خيرية،
    صليب أحمر) وهل تميزون بين السياسيين منهم والمؤسسات الخدماتية، هل يسمح
    بالاعتداء عليهم؟

    فرق بين من يمارس الأعمال الحربية والتجسسية، أو يرسخ مفاهيم الديمقراطية وبين من يأتي خادماً للمسلمين.

    أما
    مسألة السماح من عدمه، فلسنا مسئولين عن حمايتهم، كما أنّا لا نسعى لطردهم
    أو ترحيلهم، فهم ما جاءوا بأمرنا، ولا أخذوا إذننا، ولم تشملنا تحالفات أو
    معاهدات أو اتفاقيات، ولم ندخل معهم من قبل في حالة حرب ولا سلم أيضاً.

    وما هو موقفكم من المسيحيين الذين يعيشون في غزة؟

    أفادنا
    النصارى أنفسهم في غزة أنهم على قسمين: الأول: فريق لا يضر المسلمين ولا
    يظاهر عليهم، فهذا يعيش آمناً مطمئناً كما كان سلفاً، فهذا باق على حكمه
    الأول. الثاني: فريق ركب مركب الخيانة والعداء للمسلمين ويسعى لنشر الرذيلة
    والدعارة، والخمور والإلحاد والكفر، فهذا قد تبرأ منه نصارى غزة قبل
    المسلمين، وأعلنوا أن هذا الفريق يخدم أجندة خارجية تسعى لإفساد المجتمع
    المسلم، ولتوتير العلاقة بين المسلمين والنصارى، حسب قولهم.

    لذلك
    فلا نستغرب من خلق حالة عداء بين المسلمين ونصارى غزة للاستفادة من وضع
    قائم يخدم مصالح فرقة للظهور بمظهر المسالم أن المتفهم لقضايا المجتمع
    المدني، على حساب المضطهدين من الموحدين، أو تجار الدين من النصارى
    المستفيدين من أموال الكنائس الإنجيلة العالمية التي تُعنى بنشر دينهم
    الباطل في المناطق الفقيرة، أو تشكيك المسلمين بدينهم.

    هل
    تعتقدون أنه في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الحكومة والناس بغزة يمكن
    تطبيق الشريعة الإسلامية؟ وهل تطبيق الشريعة الإسلامية الآن تصب في خدمة
    الإسلام والمسلمين؟

    أولاً:
    ليس المسلم حاكماً أو محكوماً بالمخير في تحكيم الإسلام، قال الله جل في
    علاه: "وإِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ
    بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ"، وقال: "وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ
    مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ"، وقال: "إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ
    الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ
    بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ
    الْمُفْلِحُونَ"

    ثانياً:
    ينبع سوء فهم الإسلام من جهل الناس به، أو خطأ الدعاة إليه، أو الحاكمين
    به، وأما الإسلام بفهمه الأصيل المستمد من الكتاب والسنة بفهم العلماء
    المعتبرين فإنه دين متكامل يسعى بالمسلم للارتقاء والتطور والتقدم، وهو
    بهذا لا يحتاج لغيره مسانداً أو مؤيداً، ولم يثبت في تاريخه أنه خلق
    الأزمات أو هيئ الظروف الصعبة، بل المسئول عنها هو الكفر وأتباعه من
    المحسوبين على الإسلام، وهم أحد اثنين: الأول: علماني صرف. والثاني:
    ديمقراطي منتسب للإسلام.

    يسعى
    كلاهما لإرضاء الكفار عنه من أجل تثبيت عرش في الهواء، لذلك فمن الطبيعي
    ألا يسير كلاهما نحو الارتقاء بالمجتمع المسلم، بل يسعون لتكديس ثقافة
    الاستئثار والاستحواذ وجمع الأموال وإيداعها في البنوك الدولية، وترك الشعب
    يتجرع مرارة الفقر والقهر حزناً على سرقة خيراته ونهب أمواله.

    وأما
    بالنسبة للإسلام فإنه لا يؤتى به ليصلح ما أفسده الكفر في وجود الكفر، بل
    هو يزيل الكفر وأهله والذين بزوالهما يزول الفساد والجور والظلم ويحل محله
    ضده من الأمن والخير والعدل، والإسلام كدين يوجه المسلم نحو حكم الأرض
    بالعدل والقسط، مع سعادة الآخرة، والفوز بالجنان.

    وأما
    الفقر وعلاجه، فقد قال الله تعالى: "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا
    وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ
    وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا
    يَكْسِبُونَ".
    وقال
    تعالى: "وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا
    أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ
    تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ
    سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ"، وهذا حكم يشمل كل من له دين والمسلمون به أولى.

    ما طبيعة العلاقة مع حماس وحقيقة الاتهامات التي توجه لكم بعقد اتفاقات خاصة معها؟

    ليست
    المشكلة في شكل العلاقة أو طبيعتها، فجوهر الحقيقة هو التباين والاختلاف
    المنهجي بين الفريقين، أما أصحاب الإسلام الحداثي، فقد اختاروا طريق
    الديمقراطية، والانفتاح على العالم الغربي، وهذا ما يوسع الهوة بينهم وبين
    المجاهدين عموماً والداعين لتحكيم الشريعة خصوصاً، وما ارتكب من مجازر في
    الصبرة أو رفح، والممارسات الحربية العلنية والسرية من سجن للموحدين الشهور
    الطوال، أو مطاردتهم ناهيك عن نهب أموالهم وسلب ممتلكاتهم ومصادرة سلاحهم،
    كما حدث مؤخراً، بتهم ملفقة أحياناً وبغيرها أحياناً أخرى، ومنعهم من
    التحرك لقتال اليهود لدليل على إدراكهم التام لما يفعلونه وما هم مقدمون
    عليه، لذا فلم يعد لأي اتفاقية قيمة، ما دامت هي منقسمة على نفسها، بين
    رافض لسياستها التعسفية بحق المسلمين، ولا يستطيع التصريح أو الإعلان عن
    موقفه، وبين مندفع نحو السياسية الخارجية بغض النظر عن النتائج.

    كيف يؤثر غياب مرجعيات ومشايخ كبار في تنظيم القاعدة مثل الشيخين أبو عمر المصري، وأبو عمر البغدادي عليكم، ويقال أن لديكم بعض الاتصالات بدولة العراق الإسلامية وغيرها، ما هي طبيعة هذه العلاقة؟

    لا
    يؤثر غياب الرجال على المنهج السلفي كما هو عند الفرق الأخرى، ولو كان له
    أي تأثير لما وصل إلينا الإسلام بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
    وقوة هذا المنهج مستمد من ذاته وليس من رجاله، والله جل في علاه حي لا
    يموت، وهو ناصر دينه لا محالة.

    وأما
    طبيعة العلاقة فهي لا تنحصر في العلاقات المادية أو الاتصالات المباشرة أو
    غير المباشرة، بل تتعداها لتحمل هم المسلمين وعيش قضيتهم بحذافيرها، فهناك
    مئات الآلاف من المسلمين يُقتلون على يد أتباع الصليب بأمر رجال الدين
    النصراني، وآلاف الحرائر يغتصبن على مذابح الكنيسة بأمر القسيسين والرهبان،
    وهناك خيرات وأموال المسلمين تنتهب على يد اليهود والنصارى والروافض، ليس
    في العراق فقط، بل في كل بلد فيها دين الإسلام.
    وبهذا فالعلاقة معنوية أكثر منها مادية، كما هو الحال بشأن الشيشان أو أفغانستان أو الصومال، ومن قبل صربيا أو كشمير.

    هل
    يمكن أن نسمع في المستقبل أن يكون لجيش الإسلام أو غيرها من الجماعات
    السلفية الجهادية دوراً في الحياة السياسية الفلسطينية خاصة وأن القضية
    الفلسطينية بحاجة لكل جهود المخلصين من أبناء الشعب الفلسطيني والأمة
    الإسلامية؟

    الإسلام
    لا يلتقي مع خصومه في منتصف الطريق، وهو لا يرضى بأنصاف الحلول، فإما
    إسلام وإما جاهلية، والإسلام أكبر من أن نشغله بصغائر الأمور وسفاسف
    القضايا، وهو لا يقبل الرد أو المناقشة بل الواجب السمع والطاعة والتسليم
    والانقياد، قال تعالى: "فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى
    يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي
    أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا"، لذلك فهو
    لا يقبل أن يُعرض ضمن الآراء ويُصوت عليه بالموافقة أو الرد، ومن أذعن
    للإسلام وأقر به حكماً وقاضياً فهو منا ونحن منه دون كراسي أو مناصب أو رتب
    أو رواتب، بل نلتمس الأجر من الله سبحانه وتعالى، ومن أبى وعاند فإنا
    برءاء منه في الدنيا والآخرة.

    هل من رسالة يمكن أن تقدموها للمجتمع الفلسطيني ( رسالة طمأنة ) خاصة فيما يتعلق بالحريات والحياة العامة؟

    لا
    يسعنا إلا التذكير بقول الله: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
    وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
    وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ"، هذه هي
    رسالة الإسلام العظيم رسالة الرحمة والعدالة والحرية والمساواة بين
    المسلمين في الحقوق والواجبات، ليس لقوى حق بقوته، ولا لأمير أو حاكم
    بسلطانه، بل الكل أمام الإسلام سواء ولا تفاضل إلا بالتقوى.

    وأما
    الحريات فالإسلام من أعظم الملل بل أعظمها دعوة لها وحفاظاً عليها، وهو
    بذلك يجعل الفضاء الأرحب في العلاقات والمعاملات، سواء أكانت عسكرية أو
    سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ولكنها مع ذلك مقيدة بضوابط شرعية،
    وقوانين إسلامية، لا يُلقى فيها الحبل على الغارب لكل ساقط أو لاقط، يسعى
    لإفساد المجتمع باسم الحرية أو التعددية أو الديمقراطية، فلكل عبد حد،
    والله الهادي إلى سواء السبيل.

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت 21 سبتمبر 2024 - 7:35