هذا الكتيب اعداد اغنسطس / انور حكيم
تحت اشراف ابونا القس / جرجس رياض
الفصل الاول
عقيدة الابوة والبنوة
اولا ابوة الله لنا
اننا نكلم الله فى هذه الصلاة ليس كملك او خالق إنما نكلمه كأب . الابن يكلم اباه وليس المخلوق يكلم خالقه او العبد يكلم سيده . ونتزكر ان علاقتنا بالله ليست علاقة عبودية وإنما هى علاقة ابناء بأبيهم ونحن نطلب من الله بدالة البنين.
فالله آب " بسبب هذا أجنى ركبتى لدى آبى الذى تسمى منه كل عشيرة ( أبوة ) فى السموات وعلى الارض " ( اف 3 : 14 ، 15 )
والقصد من هذه الاية هو إظهار ابوة الله المطلقة التى تستمد منها كل ابوه اخرى فى السماء وعلى الارض وجودها وكيانها وعملها
وابوة الله معروفة منذ القدم
وفى مقدمة قصة الطوفان " رأى اولاد الله بنات الناس أنهن حسنات " ( تك 6 : 2 ) . بنات الناس من نسل قايين القاتل . اما ابناء الله فهم نسل شيث الذى انجبه آدم بعد قتل هابيل ( تك 4 : 25 ، 26 )
" حينئذ أبتدأ أن يدعى باسم الرب ، واما أبناء قايين فلم يدخلوا فى النسب الالهى .. فى سلسلة انساب السيد المسيح . قيل " ابن نوش بن شيث بن آدم ابن الله " ( لو 3 : 38 ).
كل مؤمن بالله ، يسميه الله ابناً ( ية 1 : 12)
وفى سفر اشعياء يكرر هذه العبارة فيقول لله :
"فإنك أنت ابونا .... أنت يارب أبونا " ( اش 63 : 13 )
وهكذا يوجه اليه الوصية قائلاً " يا أبنى اعطنى قلبك " ( أم 23 : 23 )
+ أبوة الله للانسان أيضا حقيقة كيانية ، ابوة الله بالنسبة لنا هى تعبير جوهرى عن طبيعة الله نفسه خلوا من استحقاقتنا لذلك يدعى الآب . بالتعريف المؤكد ( لان به لنا كلينا قدوماً فى روح واحد مع الآب ( اف 2 : 18 ) هنا ابوة مطلقة.
+ ولا يوجد تعريف طبيعى اكثر واقعية لله كآب من كونه ( ابا ربنا يسوع المسيح ) ( اف 1 : 3 ).
+ وتظهر صفة ابوة الله بالنسبة لنا صادقة أشد الصدق ( أقامنا معه واجلسنا معه فى السماويات فى المسيح يسوع )( اف 2 : 6 )
+ ومن ابوة الله الفريدة الكاملة الجوهرية للمسيح تظهر فى كنيسته التى هى جسد المسيح ومن هنا تبدأ الكنيسة تستمد من ابوة الله الحقيقة قدرة وسلطة على توحيد وتجميع ومصالحة ابناء الله المتفرقين والمتنازعين الى واحد.
+ لذا صارت الكنيسة تتمتع بكل الصفات والقوة الابوية لله لان ابوته فعالة على كل المستويات " اله وآب واحد للكل الذى على الكل وبالكل وفى كلكم " ( اف 4 : 6 )
+ يوضح القديس بولس الرسول فى رسالته الى افسس " سبق فعيننا للتبنى ( اى نكون ابناء ) بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة ( حب ) مشيئته " ( اف 1 : 5 )
ابوة الله لنا تدل على رأفته وحنانه
لهذا يقول داود النبى " كما يترأف الأب على البنين ، هكذا يترأف الرب على خائفيه ، لانه يعرف جبلتنا ، يزكر اننا تراب نحن " ( مز 103 : 13 ) انه يعرف ضعفنا ويشفق على ضعفاتنا كأب ... " نحبه لانه هو احبنا اولاً " ( 1 يو 4 : 19 )
انت يا أبى ولدتنى فى محبتك
ولولا محبتك ما دعوتنى ابناً . لولا محبتك التى اقامت المسكين من التراب ورفعت البائس من المزبلة ليجلس مع رؤساء شعبك ومع الملائكة ورؤساء الملائكة ، لولا هذه المحبة ما كنت شيئا. انظروا اية محبة اعطانا الآب حتى ندعى اولاد الله " ( 1 يو 3 : 1 )
ثانيا : عقيدة بنوتنا لله
على ان ابوة الله لابد ان تقابلها مشاعر من ناحيتنا ، بنوتنا لله ليست مجرد اسم ، انما هى حياة بهذه الحياة " اولاد الله ظاهرون ، واولاد ابليس ظاهرون " ( 1 يو 13 : 9 )
+ " ان علمتم انه بار هو ، فإعلموا ان كل من يصنع البر مولود منه " ( 1 يو 2 : 29 )
لا نفتخر بأننا اولاد الله بالاسم لذا وبخ السيد المسيح اليهود قائلاً " لو كنتم اولاد ابراهيم لكنتم تعملون اعمال ابراهيم " ( يو 8 : 39 ) ليتنا نفكر فى هذا حينما نقول ( يا أبانا الذى فى السموات )
+ كل من ولد من الله لا يخطئ ... والشرير لا يمسه " ( 1 يو 5 : 18 ) ولا يستطيع ان يخطئ لانه مولود فإن كنا نخطئ فكيف نجرؤ ان ننسب الى انفسنا البنوة لله ، ونقول له يا ابانا ؟ فالابن الضال قال لأبيه " لست مستحقاً أن ادعى لك ابناً " ( لو 15 : 21 )
+ إن كنت قد سمحت ان تدعونى ابنا فأمنحنى صورتك واعطنى القوة التى بها اسلك كإبن . الست انت القائل " بدونى لا تقدروا ان تعملوا شيئا " ( يو 15 : 5 ) . إذن يارب أعطنى هذه القدرة التى أعمل بها عملك ، كما قال القديس بولس الرسول " الله هو العامل فيكم ان تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة " ( فى 2 : 13 ) أعطنى روحك القدوس الذى يعمل فىّ ويعمل معى...
+ هذا هو التعليم الذى علم به الرسول بولس الذى تلقى رسوليته وتعليمه من السيد المسيح رأساً كما أوضح : لأن كل الذين ينقادون بروح الله ( الروح الذى يناله المؤمنين فى المعمودية ويطيعونه ) فاولئك هم أبناء الله.
إذا لم تأخذوا ( فى المعمودية باسم الآب والابن والروح القدس ) روح العبودية للخوف بل أخذتم ( روح التبنى ) الذى به نصرخ ( يا ابا الاب ) والروح نفسه يشهد لارواحنا ( اننا اولاد الله ) فإن كنا اولاد الله فإننا ورثة ايضا ورثة الله واوارثين ( كأبناء الله ) مع المسيح ( ابن الله ) ( رو 8 : 14 - 17 ).
+ اما الدرجة الاخيرة والكاملة فى التعليم فأعلنها السيد المسيح هكذا ( عرفتهم اسمك ( الاب السماوى ) وسأعرفهم ليكون فيهم ( كأب ) الحب الذى أحببتنى به وأكون انا فيهم ) ( يو 17 : 26 )
انتظرونا المزيد قادم
التبنى وعقيدة وحدة المؤمنين
تابعونا
عدل سابقا من قبل Admin في الأربعاء 23 مارس 2011 - 14:50 عدل 1 مرات