استخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع ومدافع المياه
لفض محتجين مصريين في وسط القاهرة في وقت مبكر يوم الاربعاء بعد يوم من
الاحتجاجات التي لم يسبق لها مثيل في انحاء البلاد للمطالبة بانهاء حكم
الرئيس حسني مبارك الذي مضى عليه 30 عاما.
وقد تفرق المتظاهرون الذين كانوا معتصمين في ميدان التحرير أكبر ميادين القاهرة الى الشوارع الجانبية.
ووقعت اشتباكات متفرقة في وقت مبكر يوم الاربعاء لكن قبيل الفجر بدا أن المحتجين انفضوا.
وتجوب الشرطة ميدان التحرير بينما يقوم عمال النظافة بتنظيف الشوارع وازالة الحجارة والمخلفات.
وافادت وكالة الانباء الفرنسية فرانس برس ان "حركة
6 ابريل" المصرية المعارضة التي تطالب باصلاحات ديموقراطية في البلاد دعت
الى التظاهر الاربعاء لليوم الثاني على التوالي.
ووجهت الحركة نداء الى المصريين على صفحتها على
موقع فيسبوك للتجمع في ميدان التحرير في وسط القاهرة حيث تجمع بالامس قرابة
10 الاف متظاهر بحسب السلطات وهتفوا "الشعب يريد اسقاط النظام".
وقالت الحركة في دعوتها "على الجميع التوجه لميدان التحرير مرة اخرى للسيطرة عليه مرة اخرى".
وقتل ثلاثة أشخاص من بينهم متظاهران ورجل شرطة في اكبر مظاهرات احتجاج تشهدها مصر منذ أكثر منذ 1977.
كما شهدت العديد من المدن تظاهرات مماثلة.
الموقف الأمريكي والفرنسي
وفي واشنطن دعت الولايات المتحدة - الحليف الرئيسي لمصر - كل الأطراف الى الهدوء والتحلي بضبط النفس لتجنب العنف.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جيه.بي. كراولي "
تساند الولايات المتحدة الحق الاساسي في التعبير عن الرأي والتجمع لكل
الشعوب. ويجب على كل الاطراف ان تتحلى بضبط النفس وندعو السلطات المصرية
الى التعامل مع هذه الاحتجاجات بشكل سلمي".
واضاف المتحدث ان امام الحكومة المصرية فرصة مهمة للاستجابة لتطلعات الشعب والعمل على تحقيق اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
من جهة أخرى، اعربت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال
آليو-ماري الاربعاء عن أسفها لسقوط قتلى في التظاهرات التي شهدتها مصر
الثلاثاء وذكرت بسياسة فرنسا التي تدعو "الى مزيد من الديموقراطية في كل
الدول".
وأضافت انه "يجب أن يكون بالامكان التظاهر من دون ان تحصل اعمال عنف ومن دون ان يسقط قتلى".
واكدت الوزيرة التي زارت مصر السبت ان "فرنسا لا
تريد التدخل" في الشأن الداخلي المصري، ولكن "مبادئنا هي مبادئ احترام دولة
القانون وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ولكن ايضا الدعوة الى ان يكون
هناك دوما مزيد من الديموقراطية والحرية في كل الدول
وجاءت الدعوة لهذه المظاهرات بمبادرة من نشطاء على الانترنت احتجاجا على
الفقر والبطالة والقمع واختير له يوم عطلة رسمية بمناسبة عيد الشرطة
مستلهمين النموذج التونسي الذي لعب فيه الشباب دورا محوريا في الاطاحة بحكم
الرئيس زين العابدين بن علي مؤخرا.
ضرب المتظاهرين
وانضم مواطنون عاديون الى المظاهرات التي اندلعت
في العاصمة ومدن الاسكندرية والمنصورة والسويس والاسماعيلية والمحلة
الكبرى وطنطا في محافظات مختلفة
وردد المتظاهرون هتافات مثل "تونس هي الحل" و"تونس مش أحسن من مصر" و"يسقط يسقط حسني مبارك"، كما قذفوا الشرطة بالأحجار.
وكانت اعداد من المتظاهرين قد تجمعت صباح الثلاثاء
أمام دار القضاء العالي وسط القاهرة في إطار فعاليات ما أطلق عليه
المعارضون "يوم الغضب" الذي يصادف الاحتفالات الرسمية بـ"عيد الشرطة".
وبعد أن حاولت الشرطة تفرقة متظاهرين تجمعوا امام
البرلمان تحول المتظاهرون الى الشوارع الجانبية، وافادت الأنباء أن
المتظاهرين تمكنوا في أحد الأماكن، من التغلب على رجال الشرطة ودفعهم
للتراجع.
ويقول مراسلنا في القاهرة خالد عز العرب إن
المظاهرة أمام دار القضاء العالي كانت أكبر حجما من المعتاد واستطاعت للمرة
الأولى كسر الطوق الأمني والتوجه إلى ميدان التحرير. ويضيف ان هذه
المظاهرات تعد الأضخم على الاطلاق في مظاهرات الاحتجاج التي تشهدها مصر منذ
فترة.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أمني أنه تم نشر
أكثر من 20 ألف الى 30 الف من رجال الشرطة في وسط القاهرة، كما فرضت الشرطة
طوقا أمنيا كثيفا حول مبنى وزارة الداخلية المصرية.
ووضعت جماعات تقول إنها تعبر عن الشبان المصريين
المستائين بسبب مستوى الفقر والاضطهاد دعاية كبيرة للاحتجاجات على شبكة
الانترنت وبخاصة على موقع فيسبوك تحت شعار "25 يناير هارجع حق بلدي".
كان مبارك محور هتافات المتظاهرين
يذكر أن الحكومة المصرية تمنع التظاهر بدون اذن مسبق وتقول الجماعات المعارضة انها حرمت من استصدار مثل تلك التراخيص.
من جانبه قال وزير الداخلية حبيب العادلي في
مقابلة نشرتها صحيفة الأهرام المصرية الثلاثاء " أقول للرأي العام هذه
الدعوة على الفيسبوك تأتي من شباب، وأطالب المثقفين بضرورة توعية هؤلاء وحب
بلدهم التي سيحكمونها في يوم من الايام، فكيف لشباب يخرب وطنه."
وأضاف " نزول الشباب إلى الشارع ليس له تأثير
والأمن قادر على ردع أي خروج، فأي مساس بأمن مواطن أو بممتلكات خاصة أو
عامة لن نتهاون فيه على الاطلاق".
وكتب ناشطون على موقع فيسبوك " نزولنا جميعا يوم
25 هو بداية للنهاية، نهاية كل الصمت والرضا والخنوع لما يحدث في بلادنا
وبداية لصفحة جديدة من الايجابية والمطالبة بالحقوق