محللون أردنيون: سقوط نظام مبارك زلزال يدمر الأنظمة العربيّة
30 Jan 2011 2:54pm
رانيا تادرس من عمّان – ايلاف
عمان: رأى عدد من المحللين السياسيين الأردنيين ان نظام الرئيس المصري حسني مبارك وحزبه الحاكم سقط شعبياً واستهلك، لكن سقوطه نهائياً وخروجه من سدة الحكم بات مسألة وقت يجري ضمن ترتبيات معنية. وأكدوا أن الغطاء الأميركي بصفته الداعم للنظام الجهوري المصري برئاسة مبارك بدأ يرفع تدريجياً وهذا بدا واضحا في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما بدعم إرادة الشعب المصري.
وفيما يتعلق بالموقف الحكومي الرسمي الاردني اعتبروا أن “أجهزة الدولة الأردنية لا تزال تحت تأثير المفاجأة، ويسودها الصمت والعجز حيال الحكومات العربية الأخرى“.
إحتكار الحكم.. سبب للثورة
يقول رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات لـ”ايلاف” “الإحتجاجات الشعبية في مصر تمضي قدماً ويصر الشعب المصري على إسقاط نظام الرئيس حسني مبارك خصوصا بعد فشله المزمن بتحقيق تنمية اقتصادية، نجم عنه عجز كامل في تحقيق العدالة الإجتماعية والإقتصادية مما زاد نسبة البطالة والفقر بين صفوف الشعب المصري“.
وأحد الأسباب الرئيسية لخروج الشعب المصري الى الشارع والمطالبة بإسقاط نظام مبارك كما يعتقد عبيدات هو “إحتكار الحزب الحاكم بقيادة مبارك للعمل السياسي واختصاره بهم، مما غيّب وجود حياة ديمقراطية في مصر رغم وجود هامش من حرية التعبير والرأي انتشرت في الآونة الأخيرة، بيد أن ذلك قابله استمرار الفشل في إدارة الدولة وإنتشار الفساد بصورة مرعبة، حيث بات النهب والسلب عناصر واقعية تغذي الفساد وتنشره بين صفوف النخبة الحاكمة“.
مراقبة الأحداث بحذر
كما ان إقتراب مصر من حالة التمرد الشعبي لإسقاط نظام مبارك لم يكن طبيعيا عند الساسة الأردنيين بحكم أن مصر والاردن الى جانب السعودية يعرفون بمحور الاعتدال العربي، وكذلك لخصوصية العلاقة بين البلدين، المرتبطان بمصالح إقتصادية وقضايا أمنية ودولية إضافة إلى الملف الفلسطيني.
ورغم التحالف السياسي والأمني والإقتصادي، يراقب أركان الدولة الأردنية ما يجرى على الساحة المصرية بحذر شديد، لأن تطور الأحداث يعني الأسوأ للأردن، في حين يلاحظ الغيابا الواضح لأي تعليق رسمي من قبل الحكومة الاردنية على ما يجري.
وفي هذا الإطار يعتبر رئيس تحرير جريدة العرب اليوم طاهر العدوان ان “الحكومة الأردنية تمر بحالة من الذهول لما يجري في مصر، وحالة الصمت التي تعيشها الحكومة كحال باقي الحكومات العربية، مما يعكس واقع أن جميع الحكومات العربية ما زالت لا تفهم ما يجري أو هي عاجزة عن استيعاب تسارع الاحداث خصوصاً ان حُمى وغضب الشارع وانتقال عدوى الإحتجاج من دولة إلى أخرى بدأ بالانتشار لإسقاط الأنظمة الإستبدادية“.
كما أن الأمر المخجل في صمت الدول العربية كما يقول العدوان ان “من يتكلم حاليا هي الولايات المتحدة التي تنتصر للشعب المصري وحقه في الحصول على حقوقه وفق الإعلان العالمي للحقوق الإنسان كما جاء في كلام أوباما”. وهو يعتقد أن على الأنظمة العربية تعلم الدرس بسرعة وضرورة الإستجابة لمطالب الشعب لأن ما حدث في مصر هزة سياسية في العالم العربي والدول الغربية لأن مصر حليفة قوية لهم ولأميركا.
بقاء مبارك سيكون “معجزة“
أما مصير النظام المصري فيتوقع عبيدات ان “إستمرار حكم مبارك في ظل احتقان وغضب الشارع المصري بعد 30 عاماً من الحكم أقرب الى معجزة، لأنه استهلك. وهو يرى ان “الإجراءات الإصلاحية التي قام بها لم تنقذه لأنها في نظر الشعب مناورة لكسب الوقت في الرئاسة” متوقعاً “استمرار الاحتجاج الشعبي المصري لحين اسقاط واخراج مبارك من الحكم نهائياً“.
فيما يؤكد العدوان أن النظام المصري “إنتهى فعلياً ومبارك حالياً يعمل على تأمين مكان إقامة له ولعائلته، وهذا يتم بمساندة الأجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية في مصر”. معتبراً أن “المؤشرات تدلل على انتهاء حكم مبارك”، كما ينصح العدوان القادة العرب بإجراء “تغيير شامل في السياسية العربية خصوصاً ان ما حدث في مصر زلزال كبير سيخلق نظاماً جديداً، وبقاء الأنظمة العربية على أسلوبها القديم سيجعلها تنتظر مصير مصر وتونس“.
تأييد نقابي لثورة مصر
حظيت التظاهرات المصرية الغاضبة بتأييد القوى الحزبية والنقابية الأردنية كما يقول رئيس لجنة الحريات في النقابات المهنية ميسرة ملص “لم نواجه أي إعتراض او رفض من قبل الحكومة الأردنية أثناء المسيرات التي خرجت لتأييد الغضب الشعبي المصري أمام السفارة المصرية. و”ميزة الدولة” كما يقول “انها تعلق اي قوانين تتعلق بالحريات أثناء الأزمات وتتعامل بروح الدستور الذي كفل حرية الرأي والتعبير للمواطن الأردني“.
وأكد ملص ان الشارع الشعبي الأردني يقف موقف التأييد للشعب المصري وكذلك التونسي. واعداً باستمرارية تنظيم الإحتجاجات في الأردن دعما لموقف الشعب المصري حتى يسقط حكم مبارك ويحظي الشعب المصري بنظام ديمقراطي يحقق لهم العدالة الاجتماعية. مشيراً إلى أن “إجراءات الرئيس المبارك هي مجرد وجوه تجميلية لتحسين صورة النظام وخدمة مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، لأن توقيت تلك الإصلاحات جاء متأخراً” .
من جهة أخرى بات الحدث المصري يلقي بظلاله على المزاج الشعبي الأردني حيث لم تعد مصر الوجهة السياحية للكثير من الأردنيين، ويسود القلق كذلك أوساط بعض رجال الأعمال الأردنيين حول مشاريعهم الإقتصادية في مصر. وأكد العديد من مدراء مكاتب السياحية لـ”إيلاف ” ان لا حجوزات على طائرات مصر بحكم الخوف والقلق. كما أن وزرة الخارجية الأردنية تعمل على نقل الرعايا الأردنيين من مصر إلى عمان على متن رحلات الملكية الأردنية وفق التصريحات الرسمية.
30 Jan 2011 2:54pm
رانيا تادرس من عمّان – ايلاف
عمان: رأى عدد من المحللين السياسيين الأردنيين ان نظام الرئيس المصري حسني مبارك وحزبه الحاكم سقط شعبياً واستهلك، لكن سقوطه نهائياً وخروجه من سدة الحكم بات مسألة وقت يجري ضمن ترتبيات معنية. وأكدوا أن الغطاء الأميركي بصفته الداعم للنظام الجهوري المصري برئاسة مبارك بدأ يرفع تدريجياً وهذا بدا واضحا في خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما بدعم إرادة الشعب المصري.
وفيما يتعلق بالموقف الحكومي الرسمي الاردني اعتبروا أن “أجهزة الدولة الأردنية لا تزال تحت تأثير المفاجأة، ويسودها الصمت والعجز حيال الحكومات العربية الأخرى“.
إحتكار الحكم.. سبب للثورة
يقول رئيس الوزراء الأردني الأسبق أحمد عبيدات لـ”ايلاف” “الإحتجاجات الشعبية في مصر تمضي قدماً ويصر الشعب المصري على إسقاط نظام الرئيس حسني مبارك خصوصا بعد فشله المزمن بتحقيق تنمية اقتصادية، نجم عنه عجز كامل في تحقيق العدالة الإجتماعية والإقتصادية مما زاد نسبة البطالة والفقر بين صفوف الشعب المصري“.
وأحد الأسباب الرئيسية لخروج الشعب المصري الى الشارع والمطالبة بإسقاط نظام مبارك كما يعتقد عبيدات هو “إحتكار الحزب الحاكم بقيادة مبارك للعمل السياسي واختصاره بهم، مما غيّب وجود حياة ديمقراطية في مصر رغم وجود هامش من حرية التعبير والرأي انتشرت في الآونة الأخيرة، بيد أن ذلك قابله استمرار الفشل في إدارة الدولة وإنتشار الفساد بصورة مرعبة، حيث بات النهب والسلب عناصر واقعية تغذي الفساد وتنشره بين صفوف النخبة الحاكمة“.
مراقبة الأحداث بحذر
كما ان إقتراب مصر من حالة التمرد الشعبي لإسقاط نظام مبارك لم يكن طبيعيا عند الساسة الأردنيين بحكم أن مصر والاردن الى جانب السعودية يعرفون بمحور الاعتدال العربي، وكذلك لخصوصية العلاقة بين البلدين، المرتبطان بمصالح إقتصادية وقضايا أمنية ودولية إضافة إلى الملف الفلسطيني.
ورغم التحالف السياسي والأمني والإقتصادي، يراقب أركان الدولة الأردنية ما يجرى على الساحة المصرية بحذر شديد، لأن تطور الأحداث يعني الأسوأ للأردن، في حين يلاحظ الغيابا الواضح لأي تعليق رسمي من قبل الحكومة الاردنية على ما يجري.
وفي هذا الإطار يعتبر رئيس تحرير جريدة العرب اليوم طاهر العدوان ان “الحكومة الأردنية تمر بحالة من الذهول لما يجري في مصر، وحالة الصمت التي تعيشها الحكومة كحال باقي الحكومات العربية، مما يعكس واقع أن جميع الحكومات العربية ما زالت لا تفهم ما يجري أو هي عاجزة عن استيعاب تسارع الاحداث خصوصاً ان حُمى وغضب الشارع وانتقال عدوى الإحتجاج من دولة إلى أخرى بدأ بالانتشار لإسقاط الأنظمة الإستبدادية“.
كما أن الأمر المخجل في صمت الدول العربية كما يقول العدوان ان “من يتكلم حاليا هي الولايات المتحدة التي تنتصر للشعب المصري وحقه في الحصول على حقوقه وفق الإعلان العالمي للحقوق الإنسان كما جاء في كلام أوباما”. وهو يعتقد أن على الأنظمة العربية تعلم الدرس بسرعة وضرورة الإستجابة لمطالب الشعب لأن ما حدث في مصر هزة سياسية في العالم العربي والدول الغربية لأن مصر حليفة قوية لهم ولأميركا.
بقاء مبارك سيكون “معجزة“
أما مصير النظام المصري فيتوقع عبيدات ان “إستمرار حكم مبارك في ظل احتقان وغضب الشارع المصري بعد 30 عاماً من الحكم أقرب الى معجزة، لأنه استهلك. وهو يرى ان “الإجراءات الإصلاحية التي قام بها لم تنقذه لأنها في نظر الشعب مناورة لكسب الوقت في الرئاسة” متوقعاً “استمرار الاحتجاج الشعبي المصري لحين اسقاط واخراج مبارك من الحكم نهائياً“.
فيما يؤكد العدوان أن النظام المصري “إنتهى فعلياً ومبارك حالياً يعمل على تأمين مكان إقامة له ولعائلته، وهذا يتم بمساندة الأجهزة الامنية والمؤسسة العسكرية في مصر”. معتبراً أن “المؤشرات تدلل على انتهاء حكم مبارك”، كما ينصح العدوان القادة العرب بإجراء “تغيير شامل في السياسية العربية خصوصاً ان ما حدث في مصر زلزال كبير سيخلق نظاماً جديداً، وبقاء الأنظمة العربية على أسلوبها القديم سيجعلها تنتظر مصير مصر وتونس“.
تأييد نقابي لثورة مصر
حظيت التظاهرات المصرية الغاضبة بتأييد القوى الحزبية والنقابية الأردنية كما يقول رئيس لجنة الحريات في النقابات المهنية ميسرة ملص “لم نواجه أي إعتراض او رفض من قبل الحكومة الأردنية أثناء المسيرات التي خرجت لتأييد الغضب الشعبي المصري أمام السفارة المصرية. و”ميزة الدولة” كما يقول “انها تعلق اي قوانين تتعلق بالحريات أثناء الأزمات وتتعامل بروح الدستور الذي كفل حرية الرأي والتعبير للمواطن الأردني“.
وأكد ملص ان الشارع الشعبي الأردني يقف موقف التأييد للشعب المصري وكذلك التونسي. واعداً باستمرارية تنظيم الإحتجاجات في الأردن دعما لموقف الشعب المصري حتى يسقط حكم مبارك ويحظي الشعب المصري بنظام ديمقراطي يحقق لهم العدالة الاجتماعية. مشيراً إلى أن “إجراءات الرئيس المبارك هي مجرد وجوه تجميلية لتحسين صورة النظام وخدمة مصالح إسرائيل والولايات المتحدة، لأن توقيت تلك الإصلاحات جاء متأخراً” .
من جهة أخرى بات الحدث المصري يلقي بظلاله على المزاج الشعبي الأردني حيث لم تعد مصر الوجهة السياحية للكثير من الأردنيين، ويسود القلق كذلك أوساط بعض رجال الأعمال الأردنيين حول مشاريعهم الإقتصادية في مصر. وأكد العديد من مدراء مكاتب السياحية لـ”إيلاف ” ان لا حجوزات على طائرات مصر بحكم الخوف والقلق. كما أن وزرة الخارجية الأردنية تعمل على نقل الرعايا الأردنيين من مصر إلى عمان على متن رحلات الملكية الأردنية وفق التصريحات الرسمية.