مبارك : الرجل الذي يعرف الجنرالات
القبس الكويتية
GMT 0:00:00 2011 الأربعاء 2 فبراير
واشنطن
قالت مجلة تايم الأميركية إن اختيار الرئيس المصري حسني مبارك لرئيس مخابراته عمر سليمان نائبا له لم يكن لأن الأخير له شعبية في الشارع المصري، بل لأنه أخبر من في أرض الكنانة بالجيش المصري.
سليمان نفسه هو جنرال سابق، وقد أمضى سنين خدمته في ضمان ولاء الجيش المصري لنظام الرئيس مبارك. يحفظ عن ظهر قلب السيرة الذاتية لكل ضابط من ضباط الجيش ولديه فراسة غير طبيعية في استشعار من هو الضابط الموالي ومن هو غير الموالي.
المهام التي كان يضطلع بها سليمان، تعد الوصفة الحيوية لضمان استمرار الحكم المدعوم بالعسكر الذي ساد منذ ثورة يوليو عام 1952 التي أطاحت بالملكية . لهذا السبب يبدو الجميع، ومنهم المصريون، مشوشين بخصوص ما قد يحدث في مصر. وأي متابع للشأن المصري يستطيع أن يعرف بسهولة أن العسكر كانوا دوما يتمتعون بمجلسهم الاستشاري المستقل. ولكن رغم ذلك دأب كل عسكري على توخي أعلى درجات الحيطة والحذر، لأن الجميع كان يعلم علم اليقين أن أقل محاولة للاستقلالية أو التمرد تعني مواجهة خطر الإزاحة وبهدوء من قبل السلطة.
لذلك ليس من المفاجئ أن ليس هناك جهاز استخباري في العالم استطاع أن يسبر أغوار الدكتاتورية العسكرية المصرية، ولا يبدو أن أحدها على مقربة من فعل ذلك.
ولكن من جهة أخرى، فإن العسكريين المصريين يعلمون أيضا إلى أي حد ظهورهم مكشوفة في نظام حكم كالنظام المصري. وإذا لم يكن أحدهم قد ذاق مرارة سجون سليمان، فبالتأكيد أنهم سمعوا عنها ما يكفي لجعلهم يعيشون في رعب (ليس خوفا من الموت بل من انتهاك الكرامة). لذلك التزم الضباط المصريون أقصى درجات الحيطة والحذر خصوصا أمام زملائهم الذين يعرف عنهم ارتباطهم بسليمان. كما دأب الضباط المصريون على تفادي الاتصال بالدبلوماسيين الأجانب. أغلب الظن أن مصير كبار الضباط المصريين الآن على المحك، وأغلب الظن أنهم خرجوا من جحورهم الآن ويتساءلون بصوت عال، كيف يمكن أن نحفظ الدكتاتورية العسكرية؟
الولايات المتحدة عندها مشكلة في هذا الوضع، وهي أنها ستكون آخر من يفكر جنرالات مصر بالاتصال به، خاصة بعد نشر موقع ويكيليكس لبرقيات الدبلوماسية الأميركية. الولايات المتحدة لن تملك سوى تهنئة من يأتي إلى الحكم عن طريق المؤسسة العسكرية، حيث وبعد كل تلك السنين لا تزال تلك المؤسسة العسكرية تختبئ خلف جدار من الغموض والسرية، وحقيقة أن الولايات المتحدة لا تعرف الكثير عن المؤسسات الأمنية المصرية لن يكون عاملا مساعدا أيضا.
كل ما يمكننا فعله الآن هو الانتظار والترقب.
القبس الكويتية
GMT 0:00:00 2011 الأربعاء 2 فبراير
واشنطن
قالت مجلة تايم الأميركية إن اختيار الرئيس المصري حسني مبارك لرئيس مخابراته عمر سليمان نائبا له لم يكن لأن الأخير له شعبية في الشارع المصري، بل لأنه أخبر من في أرض الكنانة بالجيش المصري.
سليمان نفسه هو جنرال سابق، وقد أمضى سنين خدمته في ضمان ولاء الجيش المصري لنظام الرئيس مبارك. يحفظ عن ظهر قلب السيرة الذاتية لكل ضابط من ضباط الجيش ولديه فراسة غير طبيعية في استشعار من هو الضابط الموالي ومن هو غير الموالي.
المهام التي كان يضطلع بها سليمان، تعد الوصفة الحيوية لضمان استمرار الحكم المدعوم بالعسكر الذي ساد منذ ثورة يوليو عام 1952 التي أطاحت بالملكية . لهذا السبب يبدو الجميع، ومنهم المصريون، مشوشين بخصوص ما قد يحدث في مصر. وأي متابع للشأن المصري يستطيع أن يعرف بسهولة أن العسكر كانوا دوما يتمتعون بمجلسهم الاستشاري المستقل. ولكن رغم ذلك دأب كل عسكري على توخي أعلى درجات الحيطة والحذر، لأن الجميع كان يعلم علم اليقين أن أقل محاولة للاستقلالية أو التمرد تعني مواجهة خطر الإزاحة وبهدوء من قبل السلطة.
لذلك ليس من المفاجئ أن ليس هناك جهاز استخباري في العالم استطاع أن يسبر أغوار الدكتاتورية العسكرية المصرية، ولا يبدو أن أحدها على مقربة من فعل ذلك.
ولكن من جهة أخرى، فإن العسكريين المصريين يعلمون أيضا إلى أي حد ظهورهم مكشوفة في نظام حكم كالنظام المصري. وإذا لم يكن أحدهم قد ذاق مرارة سجون سليمان، فبالتأكيد أنهم سمعوا عنها ما يكفي لجعلهم يعيشون في رعب (ليس خوفا من الموت بل من انتهاك الكرامة). لذلك التزم الضباط المصريون أقصى درجات الحيطة والحذر خصوصا أمام زملائهم الذين يعرف عنهم ارتباطهم بسليمان. كما دأب الضباط المصريون على تفادي الاتصال بالدبلوماسيين الأجانب. أغلب الظن أن مصير كبار الضباط المصريين الآن على المحك، وأغلب الظن أنهم خرجوا من جحورهم الآن ويتساءلون بصوت عال، كيف يمكن أن نحفظ الدكتاتورية العسكرية؟
الولايات المتحدة عندها مشكلة في هذا الوضع، وهي أنها ستكون آخر من يفكر جنرالات مصر بالاتصال به، خاصة بعد نشر موقع ويكيليكس لبرقيات الدبلوماسية الأميركية. الولايات المتحدة لن تملك سوى تهنئة من يأتي إلى الحكم عن طريق المؤسسة العسكرية، حيث وبعد كل تلك السنين لا تزال تلك المؤسسة العسكرية تختبئ خلف جدار من الغموض والسرية، وحقيقة أن الولايات المتحدة لا تعرف الكثير عن المؤسسات الأمنية المصرية لن يكون عاملا مساعدا أيضا.
كل ما يمكننا فعله الآن هو الانتظار والترقب.