برلسكونى يطالب ببقاء مبارك فى السلطة والإعلام البريطانى ينتقد موقف الحكومات الغربية من مبارك وتصفه بالغامض
برلسكونى يطالب ببقاء مبارك فى السلطة
كتبت سماح عبد الحميد
ذكرت
وكالة رويترز أن رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى طالب ببقاء مبارك
فى السلطة خلال المرحلة الانتقالية. ونقلت رويترز أن برلسكونى امتدح الرئيس
وقال إن مبارك رجل عاقل يجب أن يبقى فى السلطة خلال مرحلة انتقال البلاد
للديمقراطية.
وأضاف برلسكونى للصحفيين "آمل أن يكون
هناك استمرارية للحكم قائلا: "آمل أن يحدث فى مصر انتقال إلى نظام أكثر
ديمقراطية دون الاستغناء عن مبارك الذى يعتبر فى الغرب وبالأخص فى الولايات
المتحدة أعقل الرجال، كما أنه مرجع".
الإعلام البريطانى ينتقد موقف الحكومات الغربية من مبارك وتصفه بالغامض
كتبت إنجى مجدى
شن
كاتب ومحلل سياسى إسرائيلى بالكلية الملكية بلندن ومركز هنرى جاكسون،
هجوماً لاذعاً على الموقف الغربى من الأزمة فى مصر، ويقول جور تسلايشن فى
مقاله بصحيفة الديلى تليجراف، إن رد فعل الدول الغربية على الأحداث
المتوترة فى مصر يعكس شعوراً عميقاً بالحرج وعدم إحساس وسياسات لا تقدم أى
معنى.
ويوضح الكاتب، أن الحكومات الغربية لا
تعى كم التنافر بين طلباتها الواضحة بشأن الحرية التى لا يمكن إنكار
أهميتها لكل شخص يؤيد الديمقراطية، وبين خطر واضح من عدم الاستقرار
الإقليمية الذى يمكن أن يلهب الشرق الأوسط برمته.
تساؤلات مثيرة حول الموقف الغربى من رحيل مبارك
ويشير
أن رسائل لندن وواشنطن تحمل ارتباكاً واضحاً فى رد فعلهم على الأزمة، وقد
كان من الضرورى توجيه تلك الرسائل من منظور الشرق الأوسط، فالموقف الغربى
من مبارك يطرح تساؤلات متزاحمة، فإذا ما كانت تلك العواصم الغربية تريد أن
تسقط علنا حليفها القديم القوى، فما هى الإشارات التى ترسل بها إلى غيره من
الجهات الفاعلة بالدول العربية المجاورة والأصدقاء السلطويين لها
والأعداء؟
وعلى سبيل المثال هل يؤمن الغرب أصدقاءه
من الحكام الاستبداديين بالخليج أو الأردن؟ أم أنه يجعل المتطرفين أكثر
ثقة بشأن جهودهم الرامية للإطاحة بما يعتبرونهم عملاء الغرب؟ وكيف سيؤثر
هذا الوضع على المصالح الحيوية الأنجلو أمريكية فى المنطقة سواء على المدى
البعيد أو القريب، بما فيها احتمال تأثيراته على أمن الطاقة؟
إيران تستخدم وكلاء لفرض هيمنتها على المنطقة
ويحذر
الكاتب بشدة من جهود إيران لاستغلال الوضع فى مصر وعدم الاستقرار فى
المنطقة تعزيز قوتها الإقليمية مباشرة ومن خلال وكلاء لها، كما يحذر من كسب
الراديكاليين ثقة فى جهودهم وتعاونهم مع طهران التى تسعى لفرض هيمنتها
الإقليمية.
ويستدرك الكاتب لكن المخاوف من التوترات
الإقليمية لا تعنى أبداً تجاهل الدعوات المشروعة للحرية والإصلاح السياسى،
فالأمر يحتاج حكمة وحرص دون اندفاع.
الغرب فقد مصداقيته
ويخلص إلى أنه
بعد كل ذلك لا يمكن لأى شىء أن يغير الخسارة التى تكبدتها المصداقية
الغربية، خاصة بريطانيا والولايات المتحدة، وما يزيد الأمر هو تضارب
مواقفها بين الإصرار على رحيل مبارك وصمتها تجاه غيره من الأنظمة
الاستبدادية.
غموض موقف الغرب من رحيل مبارك
ومن
جانبه، أكد الكاتب البريطانى فيليب ستيفنز فى تحليل نشرته صحيفة
الفايننشيال تايمز، أن الموقف الأمريكى تجاه الرئيس مبارك الذى طالما ظل
حليفاً ومؤيداً قوياً لسياستها فى المنطقة يشوبه الكثير من الغموض.
ويؤكد الكاتب أن الغرب لم يبالِ بشكل
جدى باللحاق بتطلعات الحركات المؤيدة للديمقراطية سوى حينما أعلن الرئيس
مبارك أنه سيتنحى فى نهاية صيف هذا العام، كما أن واشنطن وغيرها من العواصم
الغربية لم تشدد لهجتها بشأن انتقال السلطة السريع سوى حينما اندلعت أعمال
عنف بميدان التحرير.
ويتابع أن الأحداث فى مصر فاجأت الغرب،
وقد ذهبت أمريكا سريعاً للمطالبة بانتقال منظم للسلطة الآن رغم أنها تبقى
غامضة فى طلبها، فيما صوتت فرنسا وألمانيا وبريطانيا لصالح انتخابات حرة
ونزيهة طالما ستبقى صناديق الاقتراع بعيدة عن الإسلاميين مثل الإخوان
المسلمين.
مساندة واشنطن لنشطاء الديمقراطية يثير الزعر بين الأنظمة العربية الاستبدادية
يرى
ستيفنز أن مطالب الولايات المتحدة الآن وتحولها ضد مبارك تثير الخوف بين
الأنظمة الاستبدادية الأخرى بالعالم العربى، إذ أن دعم واشنطن للحركات
الموالية للديمقراطية فى مصر قد تشجع غيرها فى دول الخليج والأردن على طلب
التغيير.
وينقل الكاتب، أن أصدقاءً دبلوماسيين
عرباً مقربين أن على الغرب أن يدرك المصالح المتضاربة، وأضافوا: "لابد
للغرب أن يسير على خط رفيع ويحفظ التوازن"، فالجميع يرغب فى حفظ كرامة
الإنسان والحرية ولكن هناك حدود.
ويخلص فيليب ستيفنز فى تحليلة إلى أن
الثورة فى مصر وتونس كشفت أوهام الغرب بشأن خضوع العالم العربى للعيش تحت
نير الأنظمة الاستبدادية، فالتحدى الشعبى الذى يواجه الحكام السلطويين منذ
بداية 2011 قد فضح فكرة أن الشرق الأوسط غير مبالٍ للحرية.