كتب يوسف ورداني
لم يكن ما بثته الفضائيات العربية والأجنبية التي توحدت للمرة الأولي في
قضية واحدة بدأ أنها بتوجه قادم من مكان واحد دقيق أو مهني ومحايد بأى
شكل من الأشكال سواء بالنسبة لتغطية تظاهرات الشباب أو أحداث العنف في
ميدان التحرير حقيقياً أو حتى قابلاً للتصديق لأنها تنشر أخباراً كاذبة
ومغالطات مقصودة تتزامن مع تصريحات أجنبية تدعم أكاذيبهم المفضوحة. ونحن
ننشر هنا شهادة من قلب الأحداث، وهى واحدة من مئات الشهادات التي لم تجد
طريقها للفضائيات التي رفضت أن يكون هناك سوى صورة من جانب واحد لما
يحدث.
يقول محمد أمين طالب بكلية العلوم جامعة القاهرة أنه توجه هو ومجموعة من
أصدقائه إلي ميدان مصطفى محمود في الساعة العاشرة من صباح أمس للتظاهر
تأييداً لاستقرار مصر والبعد عن أعمال التخريب المستمرة، وأنه شاهد أعداد
كبيرة تقوم بنفس الشئ. وأنه بحلول الساعة الثانية عشر ظهراً قام هو
ومجموعات من المتظاهرين بالتوجه إلي ميدان التحرير للتعبير عن رأيهم لأن
ميدان التحرير "ليس حكراً على أحد"، وأنه شاهد مجموعات مؤيدة أخرى كانت
تتظاهر أمام مبنى ماسبيرو تتجه بدورها للتحرير.
وفور دخول الميدان، اصطف المتظاهرون الواقفون بالميدان ناحية جامع عمر
مكرم ومجمع التحرير في صفوف منظمة ، وبدأ الطرفان رفع الشعارات الخاصة
بهم والصياح بها بصوت عال دون اشتباك . وكانت آراء مؤيدي الاستقرار أن
طول فترة التظاهر يؤثر بالسلب على البنية التحتية والاستثمارات ودخل عمال
اليومية، وأن أهم مطالبكم تم تنفيذها.
وبعد ساعة من رفع الشعارات، سمع متظاهرو الاستقرار صوت لشخص يدعى
البلتاجي يقول لمتظاهري ميدان التحرير بصوت عال "طلعوهم برة .. دول
عملاء"، وفور ذلك قام أحد المتظاهرين بالاعتداء بخشبة على رافعي لافتات
التأييد للرئيس، وبدأ "حدف" الآلاف من الطوب الصغير الناتج عن تكسير بلاط
الطرق، وتعالت الصيحات "الله أكبر .. الله أكبر .. وكأنهم بيجاهدوا ضد
المشركين". وإزاء ذلك، قام متظاهرو الاستقرار ومعظمهم من أحياء شعبية
بالتصدي لهم قائلين "هنضرب واحنا ساكتين ولا ايه"
وأضاف شاهد العيان أن المتظاهرين كانوا يمسكون ببقايا أجواء بلاستيك
وفيبر وكرتون ويستخدمونها للتصدي للطوب الذي بدأ رميه من جانب متظاهري
الاستقرار، وأن هناك مجموعات كانت تقوم بتجميع الطوب في صورة منظمه
وتخزينه في سيارات صغيرة تشبه سيارات جمع القمامة بالقرب من أماكن
تواجد رجال الجيش حتى يقذفوه في "نفس واحد".
وفجأة وبدون سابق إنذار، بدأ قذف زجاجات موتولوف من خلف صفوف المتظاهرين،
والغريب أننا "كنا بننقل أى حد بيقع من متظاهري التحرير إلي أقرب طريق
فاضي ولكن العكس مكانش بيحصل لأنهم كانوا بيضربوا أى حد مننا بيقع".
واختتم أمين قوله أن متظاهري التحرير كانوا يرددون لبعضهم البعض أثناء
بدأ تقاذف الطوب أنه "لو حد وقع منا وخرجنا برة التحرير الأمن هيقتلنا
وسمعنا في الميكروفونات الموجودة مع مجموعات إخوانية مطالبتهم للمتواجدين
ومعظمهم من ذوى اللحى والجنسيات غير المصرية ترديد قسم الشهادة وراءهم".