كفاية يا ريّس
العرب
القطرية
GMT
1:23:00 2011 السبت 5 فبراير
إياد
الدليمي
لا أدري إن كان
الرئيس حسني مبارك ما زال رئيساً لجمهورية مصر العربية، أم أن الثورة الشعبية نجحت
في خلعه، كما نجحت ثورة تونس الجميلة من قبل في خلع زميله الرئيس المخلوع زين
العابدين بن علي، ولكن الأهم من هذا أن الشعب المصري قال كلمته، وعلى مبارك أن
يفهم، وإن كان عليه أن يفهم مبكرا.
من شاهد ميدان التحرير يوم أمس الجمعة ومن
قبله أيام الثورة المصرية، يدرك بشكل جيد أن على مبارك وكل زملائه القمعيين أن
يتركوا المكابرة وأن يدركوا جيدا أن هناك حالة جديدة، تولد، وتتلبس بلبوس الشعب
الثائر، أن يعرفوا أنّ ما جرى وما زال يجري كان بظلمهم وقمعهم وكبتهم للحريات، كان
بتعذيب أجهزة شرطتهم وأمنهم السري والعلني، ثورة الشعب انطلقت بسببكم يا رؤساء يا
قمعيون.
السيد حسني مبارك، وبعد صولة فرسانه على الخيول والجمال على المتظاهرين
يوم الأربعاء الماضي، قال إنه مستاء لما جرى، سبحان الله، وماذا بعد سيدي
الرئيس؟
أكثر من ثلاثين عاما وأنت تعرف والعالم يعرف ما فعلته الشرطة السرية
وأعضاء الحزب الحاكم والأمن المركزي بالمصريين، كيف غابت عنك ولو للحظة تلك الصولة
التي قام بها أعضاء حزبك على المتظاهرين؟ ثم إذا كنت فعلا لا تعرف وعلمت بذلك فيما
بعد، وشاهدت الصور كما شاهدها الملايين، ماذا فعلت لرد كرامة هؤلاء الذين ضربوا
وقتلوا في ميدان التحرير على يد بلطجية حزبك؟
حتى الكذب له حدود، حتى السفه له
حدود، حتى استغفال الشعوب له حدود، أما أن تستمر ويستمر غيرك من الزعماء القمعيين
بكل ذلك فذلك عيب، ونقول «كفاية يا ريس».
نعم كفاية يا ريس، موجهة لحسني مبارك
وموجهة لكل أولئك الزعماء القمعيين الذين يجثمون على صدور شعوبهم لعقود مديدة،
كفاية لكل تلك الأساليب القمعية التي تستخدمونها، فشعوب العالم العربي اليوم قوية
وقوية بما فيه الكفاية لخلعكم، وخلع كل من يعتقد أنه باقٍ في كرسيه من المهد إلى
اللحد.
عقود والأنظمة العربية تخيف شعوبها من فوضى عارمة قد تأكل الأخضر واليابس
إذا هم رحلوا أو غادروا كرسي الحكم، عقود وهذه الأنظمة تخدر الشعوب، وتضخ رسائلها
المحملة بكل أساليب القمع، مستخدمة ثروة الشعب لقمع الشعب.
ما جرى في مصر طيلة
أيام التظاهرات كان كافياً للرد على هذه الأكاذيب، فلقد نظم الشباب المصري نفسه،
وحمى المدن والشوارع، نظّم حركة السير، أسهم في تعزيز روح الإخاء والمحبة بين
المصريين، رفع شعارات سلمية ووطنية متحضرة، بل حتى في ميدان التحرير الذي ضم أكثر
من مليون متظاهر لأيام، كان الشباب المصري يقوم بالتنظيف وتفتيش الداخلين
والخارجين، فعن أي فوضى تحدثنا يا ريس؟
افهموا يا سادة، شعوبكم اليوم تختلف عن
شعوبكم قبل ربع قرن، شعوب اليوم لديها من الفضاء الحر ما يجعلها قادرة على صنع
مستقبلها بعيدة عنكم وعن أنظمتكم التي تعتقدون أنها وصية على هذه الشعوب.
شعوبنا
العربية وعلى رأسها التونسي والمصري، بلغت سن الرشد، وصارت قادرة على أن تخرج إلى
الشارع بمفردها، لوحدها، تقول رأيها بلا خوف أو وجل أو تردد.
الرئيس حسني مبارك
نصح صدام حسين الرئيس العراقي الراحل قبل سنوات وبعد الحشود الأميركية لاحتلال
بغداد، بأن عليه أن يغادر ليجنب البلاد شر الحرب، ومع الفارق بين المشهدين، هناك
اليوم من ينصح مبارك بضرورة الرحيل، بضرورة أن يترك الكرسي، وإلا فإن الأوضاع لن
تأتي بما تُحمد عقباه على مبارك ونظامه.
نعم من حق مبارك أن يعيش ويموت على أرض
مصر، مثله مثل أي مصري آخر، ولكن ليس بالضرورة يا سيادة الرئيس أن تعيش وتموت على
أرض مصر وأنت رئيس لشعبها الذي لا يريدك، هل فهمت سيدي الرئيس؟
أتمنى أن يفهم،
وأكثر من ذلك أتمنى أن يفهم بقية الزعماء العرب، أن الشعوب لا تريدهم، وأن هذه
الشعوب تريد أن تعيش بحرية، أن ترى إعلاما حراً أن ترى أحزابا وطنية وقوى سياسية
تشارك في حكم البلاد، أن يكون الرئيس، موظفاً لدى الشعب، وليس الشعب موظفاً عند
الرئيس.
العرب
القطرية
GMT
1:23:00 2011 السبت 5 فبراير
إياد
الدليمي
لا أدري إن كان
الرئيس حسني مبارك ما زال رئيساً لجمهورية مصر العربية، أم أن الثورة الشعبية نجحت
في خلعه، كما نجحت ثورة تونس الجميلة من قبل في خلع زميله الرئيس المخلوع زين
العابدين بن علي، ولكن الأهم من هذا أن الشعب المصري قال كلمته، وعلى مبارك أن
يفهم، وإن كان عليه أن يفهم مبكرا.
من شاهد ميدان التحرير يوم أمس الجمعة ومن
قبله أيام الثورة المصرية، يدرك بشكل جيد أن على مبارك وكل زملائه القمعيين أن
يتركوا المكابرة وأن يدركوا جيدا أن هناك حالة جديدة، تولد، وتتلبس بلبوس الشعب
الثائر، أن يعرفوا أنّ ما جرى وما زال يجري كان بظلمهم وقمعهم وكبتهم للحريات، كان
بتعذيب أجهزة شرطتهم وأمنهم السري والعلني، ثورة الشعب انطلقت بسببكم يا رؤساء يا
قمعيون.
السيد حسني مبارك، وبعد صولة فرسانه على الخيول والجمال على المتظاهرين
يوم الأربعاء الماضي، قال إنه مستاء لما جرى، سبحان الله، وماذا بعد سيدي
الرئيس؟
أكثر من ثلاثين عاما وأنت تعرف والعالم يعرف ما فعلته الشرطة السرية
وأعضاء الحزب الحاكم والأمن المركزي بالمصريين، كيف غابت عنك ولو للحظة تلك الصولة
التي قام بها أعضاء حزبك على المتظاهرين؟ ثم إذا كنت فعلا لا تعرف وعلمت بذلك فيما
بعد، وشاهدت الصور كما شاهدها الملايين، ماذا فعلت لرد كرامة هؤلاء الذين ضربوا
وقتلوا في ميدان التحرير على يد بلطجية حزبك؟
حتى الكذب له حدود، حتى السفه له
حدود، حتى استغفال الشعوب له حدود، أما أن تستمر ويستمر غيرك من الزعماء القمعيين
بكل ذلك فذلك عيب، ونقول «كفاية يا ريس».
نعم كفاية يا ريس، موجهة لحسني مبارك
وموجهة لكل أولئك الزعماء القمعيين الذين يجثمون على صدور شعوبهم لعقود مديدة،
كفاية لكل تلك الأساليب القمعية التي تستخدمونها، فشعوب العالم العربي اليوم قوية
وقوية بما فيه الكفاية لخلعكم، وخلع كل من يعتقد أنه باقٍ في كرسيه من المهد إلى
اللحد.
عقود والأنظمة العربية تخيف شعوبها من فوضى عارمة قد تأكل الأخضر واليابس
إذا هم رحلوا أو غادروا كرسي الحكم، عقود وهذه الأنظمة تخدر الشعوب، وتضخ رسائلها
المحملة بكل أساليب القمع، مستخدمة ثروة الشعب لقمع الشعب.
ما جرى في مصر طيلة
أيام التظاهرات كان كافياً للرد على هذه الأكاذيب، فلقد نظم الشباب المصري نفسه،
وحمى المدن والشوارع، نظّم حركة السير، أسهم في تعزيز روح الإخاء والمحبة بين
المصريين، رفع شعارات سلمية ووطنية متحضرة، بل حتى في ميدان التحرير الذي ضم أكثر
من مليون متظاهر لأيام، كان الشباب المصري يقوم بالتنظيف وتفتيش الداخلين
والخارجين، فعن أي فوضى تحدثنا يا ريس؟
افهموا يا سادة، شعوبكم اليوم تختلف عن
شعوبكم قبل ربع قرن، شعوب اليوم لديها من الفضاء الحر ما يجعلها قادرة على صنع
مستقبلها بعيدة عنكم وعن أنظمتكم التي تعتقدون أنها وصية على هذه الشعوب.
شعوبنا
العربية وعلى رأسها التونسي والمصري، بلغت سن الرشد، وصارت قادرة على أن تخرج إلى
الشارع بمفردها، لوحدها، تقول رأيها بلا خوف أو وجل أو تردد.
الرئيس حسني مبارك
نصح صدام حسين الرئيس العراقي الراحل قبل سنوات وبعد الحشود الأميركية لاحتلال
بغداد، بأن عليه أن يغادر ليجنب البلاد شر الحرب، ومع الفارق بين المشهدين، هناك
اليوم من ينصح مبارك بضرورة الرحيل، بضرورة أن يترك الكرسي، وإلا فإن الأوضاع لن
تأتي بما تُحمد عقباه على مبارك ونظامه.
نعم من حق مبارك أن يعيش ويموت على أرض
مصر، مثله مثل أي مصري آخر، ولكن ليس بالضرورة يا سيادة الرئيس أن تعيش وتموت على
أرض مصر وأنت رئيس لشعبها الذي لا يريدك، هل فهمت سيدي الرئيس؟
أتمنى أن يفهم،
وأكثر من ذلك أتمنى أن يفهم بقية الزعماء العرب، أن الشعوب لا تريدهم، وأن هذه
الشعوب تريد أن تعيش بحرية، أن ترى إعلاما حراً أن ترى أحزابا وطنية وقوى سياسية
تشارك في حكم البلاد، أن يكون الرئيس، موظفاً لدى الشعب، وليس الشعب موظفاً عند
الرئيس.