أقول لثوار مصر: قريباً سأكون معكم وتحية إلى كل فنان شريف وقف في المظاهرات
شمس: "الله يلعن الفن إذا كان سيمنعني من ممارسة إنسانيتي"
شمس: "الله يلعن الفن إذا كان سيمنعني من ممارسة إنسانيتي"
لوانا خوري
GMT 7:10:00 2011 الأحد 6 فبراير
var addthis_config = {"data_track_clickback":true, ui_language: "ar"};
شباب مصر وتونس جعلوني أفخر أني عربية
كل قطرة دم سقطت تساوي الفاً من الـ"غير مبارك" وامثاله في الوطن العربي
نجوم الهشّك بشّك راحلون مع الأنطمة التي يطبلون لها
الجزائريون في أوروبا ساندوا المصريين كإخوة لهم رغم الخلاف السابق
انا بنت الناس الغلابة و"الجزيرة" هي الأصدق حاليا
بعض الفنانين أسوأ من ان نصفهم بالخونة
صابر الرباعي بكى في باريس خلال أحداث تونس
بيروت:اتصلنا بالفنانة الكويتية شمس بهدف الاطمئنان عليها اعتقاداً منا انها موجودة في القاهرة لمتابعة تحضيرات إصدار ألبومها الغنائي الجديد الذي يفترض أن توزعه شركة "مزيكا". وعندما ردت، عرفنا انها موجودة في باريس، وقد بدا عليها التأثر الشديد، ثم دار هذا الحوار...
شمس كيف حالك وأين أنت؟
(تردّ بصوت خافت أقرب إلى الاختناق) أنا في باريس.
كنت أعتقد أنك في مصر وقد حاولت الاتصال بكِ على رقمك المصري، ثم حاولت على الرقم الفرنسي وأخيراً رديت!
بالفعل، كنت موجودة في مصر لكني غادرت القاهرة قبل أن تبدأ الأحداث، وقد تمنّيت لو كنت موجودة معهم بصراحة.
نفهم من كلامك أنك أجّلت الألبوم؟
"يِلتعِن الألبوم بأهلَه"، وأرجو ان تكتب العبارة كما وردت.
لماذا؟
لا أفكّر في أي شيء، لا في الألبوم ولا الأغاني ولا أي شيء... حتى التمارين الصوتية أوقفتها. اجلس طوال الوقت امام شاشة التلفزيون لمتابعة الاحداث المأساوية الحاصلة في مصر. "شايلة همّ أكبر مني" ولم أكن أعرف أن هذا الشعور يمكن أن ينتابني يوماً.
ماذا تقصدين؟ "شايلة همّ الشعب المصري" أم ماذا؟
طبعاً هؤلاء الشباب الذين استشهدوا، وهؤلاء الناس الذين أصروا على الخروج إلى النور بعد أن عاشوا ثلاثين سنة في الظلم، خصوصاً من الطبقتين الفقيرة والوسطى. حتى من هم من الطبقة الغنية، عاشوا ظلاماَ لأنهم يعيشون بلا كرامة ويعيشون في تملّق وخوف، بينما آخرين بات الذلّ والاستعباد قوتهم اليومي، وهذا ما لا يرضي الله أيضاً سبحانه وتعالى. الله لا يرضى بالظلم، حتى المظلوم هو لا يرضى عنه لأنه سمح للظالم بأن يظلمه. أمام ما رأيته، أجد كلمة ثورة سخيفة. ففي القِدم، كنا نشهد شعباً يثور ضدّ الاحتلال أو الاستعمار، أي ضدّ غرباء. لكن عندما يكون التظاهر ضدّ "اللي هو منّك وفيك" وضدّ من يفترض أنه يحميك، فماذا نقول عنها؟ لا أعرف ما هو المُسمّى الحقيقي الذي يجب أن نطلقه على ما يجري اليوم في مصر، لأنه أكبر من الثورة، وكلمة ثورة بسيطة جداً أمام ما يجري.
أي أنت مع المظاهرات الجارية في الشارع؟
طبعاً أنا معها مليار في المئة. أنا معها لأن المتظاهرين رفعوا رأسنا عالياً سواء في مصر أو في تونس. جعلونا نفخر من جديد بالقول إننا عرب. أنا شخصياً كنت قد يئست من العرب، وفكّرت في الحصول على جنسية أجنبية وأنسى في يوم من الأيام أني عربية جراء ما أراه. أنا لست فنانة "تطلع وتغنّي وما تدري شَي عن الدنيا". هناك أمور كثيرة أعرفها من خلال ما يصلني من الجمعيات التي تهتم بحقوق الانسان وشؤونه، وهي أمور تُشعر أي شخص بالخجل صراحة. لكن مصر وتونس أعادا لي قيمتي وقيمة كلّ إنسان عربي.
من يعرفك يعرف أنك قريبة من الناس وأنك تهتمين بأمورهم المعيشية والحياتية والسياسية أيضاً. لكن لماذا أنت معنية إلى هذا الحدّ بالشأن المصري إلى درجة أنك تؤجلين ألبومك؟
لطالما رددت أني عربية ودمي عربي وأتكلم عربي. وما أحسّ به لا علاقة له بالجنسيات. أنا عشت في مصر ودرست فيها. أيضاً تعاطفت مع تونس مع أني لم أعش فيها. ما أريد قوله أنه حتى لو كانت هذه التظاهرات تحصل في القطب الشمالي، لكنت أيضاً سأتأثر، لأن ما يحصل "حرام" بسبب الظلم، والظلم الأكبر هو الصمت تجاه ما يحصل.
من هو الصامت برأيك اليوم؟
"يعني لا يزعلون مني" لكن كل الحكومات العربية صامتة. أستغرب كيف أن مسؤولين من اليابان الذين هم في أقاصي الشرق، يصدرون بيانات تضامن واستنكار. وأيضاً في اميركا وأوروبا... حتى الاسرائيليين تحدّثوا عما يجري في مصر وهم يستفيدون من الغاز الطبيعي ومن القوة التي تأتيهم من مصر لحمايتهم في الشرق الأوسط. حتى هؤلاء قالوا له "إطلع يا غير مبارك". بينما في العالم العربي لم يستنكر أحد، باستثناء دولة البحرين التي أحييها على موقفها في السماح بالتظاهر تضامناً مع المصريين. أين العرب؟ أين المثقفين والفنانين العرب؟ والاطباء والمحامين العرب؟ لم هذا التخاذل في الموقف؟ خلّيهم يمنعوني من دخول الدول العربية وألاّ يذيعوا لي أي أغنية، "ما عندي مشكلة"، لكن يحق لي ان أسأل أين كلّ هؤلاء! كيف لا أتأثر وأنا أرى أنهم في الخارج يتعاطفون مع ما يجري رغم أن بيننا وبينهم مسافات. في الغرب لم يتعاطفوا فقط، بل نظّموا مظاهرات وتحدثوا في وسائل الإعلام. كيف يتنكرون لمصر وهي التي احتضنت آلاف الطلاب ومئات الفنانين العرب، مصر الدولة العربية الأبرز وصاحبة الدور الرائد عربياً... وسط كلّ هذا لا أجد عربياً يقف ويقول "إتنحّى يا غير مبارك"؟ كل شاب تظاهر أو ضُرب أو استشهد، يساوي ألفاً من حسني مبارك وامثاله في العالم العربي. كل نقطة دم سقطت من أحد هؤلاء تساويهم. لهذا أنا أعتب على كلّ العرب، وأعتب على نفسي أولاً لأني لست موجودة بينهم. لكني سأتوجه إلى مصر قريباً جداً بعد أن أُنهي بعض المسائل هنا خلال يومين إن شاء الله، وأنا مستعدة لتقديم أي شيء لهم.
انت متعاطفة في شكل كبير؟
تعاطفي ليس وليد اليوم، ولطالما اعتبرت نفسي فنانة من الشعب، والقريبون مني يعرفون هذه الحقيقة عني. لا أذكر أني قلت يوماً أن فلان يعمل عندي، بل أقول يعمل معي. أنا "بنت الشارع وبنت الناس الغلابة"، ولطالما كانت همومهم همومي. هذا الأمر ليس جديداً عليّ، لكن ربما كان يجب أن أُبادر في مكان ما، وقد باشرت بالفعل من خلال انضمامي إلى الجمعيات التي تُعنى بالشؤون الانسانية والاجتماعية. الموضوع لا يتعلّق بالموقف أو السياسة، وعيب على كلّ إنسان أن يقول إنه لا يريد التحدث في السياسة. هذه ليست سياسة، بل أمور تتعلّق بالانسان، وهي مسألة وجود أو عدم وجود. فإما نحن موجودون ويجب علي ان نحافظ على وجودنا، خصوصاً أن لوجودنا قيمه لأننا نحن سبب وجود هؤلاء الحكام. وإما لنطلب منهم ألاّ يعترفوا بنا، ولنهاجر جميعنا وليحكموا حينها الحجر والشجر. لكن حتى الشجر والحجر سينقلبون عليهم.
هناك أكثر من ألبوم صدر في هذه الفترة. ما تعليقك؟
أريد أن أقول لكلّ من أصدر ألبوماً أو أحيا حفلة أو غنى في مهرجان، أقول لكلّ هؤلاء من دون استثناء، أن عليهم أن ينضمّوا إلى الحكام وليعيشوا في قصورهم، وإن شاء الله سيزولون مثلهم. والدليل أن الناس في المظاهرات لم يبثوا أغنيات لا لعمرو دياب أو تامر حسني ولا لشمس أو كاظم الساهر، بل بثوا أغنيات أم كلثوم وعبد الحليم. أي كل هؤلاء ذاهبون إلى مزبلة التاريخ مثل الحكام الذين يتبعونهم.
اللافت أن معظم الفنانين، حتى من بين الذين أصدروا ألبومات، لطالما رددوا أن مصر هي التي احتضنتهم وساهمت في انطلاقتهم؟
حتى ولو لم تكن هناك أسباب مباشرة، سواء في ما يخصّ تونس أو مصر وحتى لبنان الذي لا يزال يعيش أوقاتاً صعبة... هؤلاء عديمي الإحساس وأسوأ من ان نصفهم بالـ "خونة". الشبان الذين نفّذوا المظاهرات، هم انفسهم الذين يصنعون النجوم والفنانين، فهل يمكن أن ينسوا؟ "يا ويلكم من هؤلاء الشبان الذين لن يستعموا اليكم بعد اليوم" أيها المنافقون، بعد أن أدركوا أنكم "شلّة منافقين". هم صعدوا على أكتاف هؤلاء الشباب تماماً كما صعدت الحكومات على أكتافهم. لكنهم كما أنزلوا الحكومات وأسقطوها، سينزلونكم ويسقطونكم أيضاً. أنتم لستم فنانين بل تجار. كل فنان لم يشارك في هذه المظاهرات أو يدلِ بتصريح أو يستنكر ما يحصل، سيكون في أسفل الدرك لأن الشعب لا ينسى.
هذا الأمر يذكّرنا بما حصل خلال حرب تموز / يوليو عندما كان نجوم الأغنية اللبنانية يسافرون ويحييون حفلات في شكل عادي، بينما كان الفنان التونسي صابر الرباعي اول لن ألغى حفلاته تضامناً مع لبنان واللبنانيين؟
طبعاً لأنه فنان حقيقي. كنت أتحدث مع الطبيب المختص بالأوتار الصوتية هنا في باريس، وهو الطبيب الذي يقصده أيضاً الفنان صابر الرباعي. فأخبرني أن صابر كان يبكي وهو يشاهد ما يحصل في تونس، تماماً كالأطفال. وأيضاً لطفي بوشناق وغيره من الفنانين الملتزمين الذين غالباً ما يتّخذون مواقف مشرّفة، لأنهم ملتزمون بقضايا شعبهم وبقضايا الناس. الفن بالنسبة إلى المنافقين هو اكسسوار لكسب المال، بينما بالنسبة إلى الملتزمين فهو رسالة وقضية. لعن الله الشهرة والفن إن كانا سيمنعانني من أن أكون انسانة بحجّة الخوف.
لماذا تستمرّ المهرجانات الغنائية حالياً في الوطن العربي حسب رأيك؟
لأنه لو ذهب الـ "غير مبارك" أو تنحّى هذا "العار"، من المؤكّد ان الشعوب العربية الأخرى ستفكّر اكثر وستشعر أنها قوية إزاء حكامها الديكتاتوريين، فتثور ضدّهم. لم يُلغوا المهرجانات لأن الكلّ خائف على نفسه، وهذا ما أعتبره تعتيماً إعلامياً من ناحية القول إن الحفلات مستمرّة في شكل عادي وكأن لا شيء يحصل في مصر وليس هناك أي مشكلة... لكن من جهة أخرى، عندما يتوفى حاكم لديه من العمر 250 سنة، يقفلون المحطات والإذاعات بحجّة الحداد لأكثر من شهر. بينما كل ويوم يموت شبان "زي الورد" بسبب قضايا مهمة جدا، ولا نجد ربما من يصلّي على أرواحهم والمهرجانات والـ "هشّك بشّك" مكملة عادي. لا أستطيع ان أضع ذلك إلا في خانة التعتيم والخوف مما يجري.
لكن البعض يبرر ذلك بان هناك عقود وارتباطات تُلزم الفنانين ومنظمي الحفلات...
(تقاطعني) أنا فنانة وعندي عقود وعندي ارتباطات و"هذا الفيلم الهندي كلّه". يلعن أبو العقود وأبو الفلوس... من هو الفنان الذي سيُسجن في غوانتانامو إن لم يلتزم بهذه العقود؟ ومن منهم ليس في رصيده عشرات الملايين وقادر أن يدفع منها البند الجزائي جراء إلغاء مشاركته؟ وأي متعهد أصلاً سيقاضيه؟ هذا كلام فاضي وعيب أن نقوله. والله عيب فضحونا. أسير في شوارع أوروبا وأجد الناس يبكون على مصر، ومنهم الجزائريين المقيمون هنا رغم كل الخلافات التي حصلت بين المصريين والجزائريين قبل أشهر قليلة! ما أراه هنا أمور قد لا يصدقها عقل، كيف أن الجزائريين متعاطفين إلى هذا الحدّ مع المصريين بسبب ما يحصل... يقولون لهم "أنتم فخر لنا" وقد أصبحوا واحداً هنا في أوروبا رغم هوة الخلاف الكبير... لهذا أقول إن كل هذه التبريرات كلام فاضي وآخر همي يزعلوا لأني لطالما اعتبرت نفسي غير معنية بالوسط الفني، بل أمثّل نفسي فقط بعيداً عن أي اعتبارات طائفية أو مذهبية أو جنسية. أنا مع الانسان حتى ولو كان في المريخ. هل يجوز أننا في عام 2011 ولا يزال هناك عاطلين عن العمل في لبنان ومصر والخليج وعدد كبير من الدول العربية! أناس لا يجدون الخبز اليومي وآخرون يبنون جسوراً تصل إلى القمر. هذا لا يجوز لأنه ظلم كبير. أي فنان يقول هذا الكلام، يجب أن يرمى بحذاء كما رُمي جورج بوش في العراق.
مع احترامنا الكبير لكلّ ما تقولينه، ولدم الشهداء الذين سقطوا في المظاهرات، لكن البعض يعتبر أن ما يحصل في مصر شأن داخلي وليس عدواناً من دولة أخرى على مصر كي تُلغى المهرجانات والحفلات؟
"شلون يعني شأن داخلي"... كي نبرر الـ "هشّك بشّك" نقول إن ما يحصل شأن داخلي! هناك أناس تموت على الطرقات، وقد قطعت عليهم المواد الغذائية والدواء إضافة إلى قطع التواصل مع العالم رغم ان هذه مصر بكل عظمتها وتاريخها العريق، كيف نقول ان هذا شان داخلي... الكويت تعرّضت لعدوان، وأول من حضر للدفاع عن الكويت كانوا شباب الجيش المصري. لماذا لم يقولوا "خليها تولّع الكويت هذا شأن داخلي؟". قد يكون مبارك قبض ثمن ذلك لكنه لم يدفع بأبنائه كي يستشهدوا، بل بالجيش المصري وهم من الشعب المصري. حسني مبارك لم يفعل ذلك من أجل سواد عيون الكويتيين، بل لأنه صاحب مصلحة على طريقة "اللي تغلب بيه العب بيه"، أي اسرائيل قوية فهو معها، والأمر ذاته بالنسبة إلى الخليجيين... تاريخ وحضارة مصر تُدرّسان في أهم جامعات العالم، وعلينا ألاّ ننسى التاريخ لأن مصر مهمة لكلّ العالم، لهذا لا يمكن أن نبرر التجاهل بالقول إن هذا شأناً داخلياً. عندما يحصل فيضان أو هزذة أرضية، نجد شيكات الدول العربية والتبرّعات، فلماذا لا يقولون "هذا شان داخلي!" عندما وقعت الخلافات بين حماس وفتح تهافت العرب للإصلاح بينهم، فلماذا لم يعتبروا ذلك شأناً داخلياً؟ وأيضاً ما حصل في لبنان عندما جمعوهم في الدوحة... ألم يكن شأناً داخلياً! "ليش بس مصر بدنا نقول أنو شان داخلي" رغم تساقط القتلى يومياً.
هل تابعت مواقف الفنانين المصريين الذين ساند بعضهم المتظاهرين وتظاهر معهم، وأخرون دافعوا عن النظام بشراسة؟
كل من دافع عن النظام سيرحل معه، أما من شاركوا ودعموا وتبنّوا فلهم الف تحية لأنهم حقيقيون وفنانون من الداخل، وهم فخر للوسط الفني لأنهم لم يخافوا. عندما رأيت مواقفهم المشرّفة شعرت بالأمل لجهة أن الفن العربي الراقي سيرجع، أما فن الـ "هشّك بشّك" و"السيليكون" فهو حتما راحل مع رحيل هذه الأنظمة. ما فعله الشباب في تونس أو مصر من تنظيم مظاهرات عفوية غير منظمة من أي جهات أو أحزاب، بل ثورة حقيقية ضدّ الظلم، هو شباب مشرّف وبالتأكيد لن يعود بعد هذا اليوم إلى شباب الـ "هشّك بشّك" أو الفن المنافق الذي يبيع مبادئه ويبيع شعارات وطنية زائفة لا ينفّذ منها شيئاً في وقت الأزمة. لأنه شباب عربي واع ونفخر به، وانا مستعدة لأن أغني لكل واحد منهم دون أي مقابل، لأنهم شرّفوا كل العالم العربي بإرادتهم ورقيّهم، والأمم تقوم على الشباب وليس على العواجيز. وبالعودة إلى موضوع الفنانين فأنا لا أعرف كل من شاركوا، وأتابع محطة الجزيرة خصوصاً لأنها الأصدق حالياً بصراحة في نقل ما يجري، وأقول لهم إني سأكون معهم في أقرب وقت إن شاءالله، لأن حياتي ليست أثمن من حياة الذين استشهدوا.
سبق أن منعت كليباتك من العرض بسبب معالجتها قضايا سياسية. ألا تخشين ردة الفعل ذاتها بعد الذي تقولينه اليوم؟
لو كنت سأخشى اليوم، لما كنت صوّرت أيا من هذه الكليبات أساساً، لأن هدفي ليس الشهرة ولا الترويج الاعلامي بل نقل ما أحسّه، والحمدلله أنا صادقة ومتصالحة مع نفسي لهذا لا اخاف إلاّ من الله تعالى. قد أغني في مكان عادي في أوروبا مثلاً ودون فرقة موسيقية، هذا أشرف بالنسبة إليّ من أن أكون منافقة وأكذب كي أنال رضى الرؤساء... الشهرة ليست في أن نكون منافقين، وانا رميت جورج بوش بحذاء في كليب "أهلا ازيّك" قبل ثلاث سنوات من حادثة منتصر الزبيدي الصحفي العراقي، وانتقدت سياسة بوش علناً. آرائي معروفة وليست مخفية ومواقفي ليست سياسية بل من منطلق الانسان. لهذا لا يهمني، حتى ولو خسرت حياتي، فإن كان ذلك لهدف "مرحبا واهلا وسهلا".
ما رأيك بموضوع قطع الاتصالات وشبكة الانترنت أيام التظاهرات في مصر؟
أقول إنه أيام سعد زغلول "ما كان في انترنت ولا موبايل"، فليعيشوا حياتهم كما يريدون. الحق مثل الشمس لا يستطيع أحد أن يحجبه، واكبر دليل أن الملايين تظاهروا وقطع الانترنت لم يحقق مبتغاه. شعبا مصر وتونس جعلانا نفخر من جديد أننا عرب.